"كل شخص لديه أطفال يريدهم أن ينجحوا. كل شخص يعيش على وجه الكرة الارضية يريد ان يكون طفلنا ‘الـ‘. الـ – محامي، الـ – رجل الاعمال، الـ – سفير، الأفضل في مجاله. انتِ تريدين أن يكون ناجحا في العمل حتى تتمكني من ان تفتخري به ويشعر أنه يستطيع المساهمة في المجتمع".
هذا ما قاله لـ ‘دڤار‘، قفطان حلبي، رئيس الجمعية للنهوض بمكانة الجندي الدرزي، على خلفية الأزمة والضرر الذي لحق مؤخرا بالطائفة الدرزية من الدولة في اعقاب سن قانون القومية وتحت عنوان "من تحالف الدم الى تحالف الاخوة"، يعقد غداً (الثلاثاء) حفل افتتاح المركز التكنولوجي الأول المخصص لابناء الطائفة، وعلى وجه الخصوص لجنودها المسرحين، الذي أقيم من قبل الجمعية ووزارة العلوم والتكنولوجيا. ومن المتوقع أن يشارك في الحفل وزير العلوم والتكنولوجيا، يزهار شاي، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، رئيس التخنيون، البروفيسور أوري سيفان، رئيس صندوق هيسود، سام جروندفيرج وكبار الشخصيات في الاقتصاد الإسرائيلي في مجالات الهايتك والتكنولوجيا.
- قفطان حلبي، رئيس الجمعية للنهوض بمكانة الجندي الدرزي (تصوير: علاقات عامة)
"حان الوقت لتقوم دولة إسرائيل بفعل كل ما بوسعها، لكي نقف، نحن اخوتكم الدروز، الى جانبكم ليس فقط تحت النقالة بل أيضا في شركات الهايتك، الأوساط الأكاديمية وفي الشركات العامة ونصبح كمواطنين متساوي الحقوق، وليس أقل من ذلك، تكافؤ الفرص"، يقول حلبي. "تم تخصيص المعهد التكنولوجي لتمكين الجندي الدرزي لتدريب الجنود والجنود المسرحين من أبناء الطائفة الدرزية في مجال الهايتك والتكنولوجيا. والهدف الرئيسي منه هو وضع ابناء الطائفة في الواجهة التكنولوجية. وتتماشى اقامة المعهد مع المهمة الوطنية التي اخذتها الجمعية على نفسها – للعمل على تقليص الفجوات القائمة بين أبناء الطائفة الدرزية وباقي المجتمع الاسرائيلي".
سيكون المعهد، الذي من المقرر أن يبدأ العمل هذا العام مفتوحا ايضا امام بنات الطائفة، من المفترض – وفقا لحلبي ان يوفر التدريب المهني، التوجيه، التمكين والمنح الدراسية لـ 1000 شاب في السنة. "تتضمن المؤسسة تدريبات مهنية، دورات ودراسات للحصول على شهادة في مجالات الهايتك والتكنولوجيا. ومن اجل ضمان أن هذا يعمل وأن هناك مواصفات حقا، هناك أيضا مسألة تعيين". يؤكد حلبي أن التعيين في الشركات هو الامر الأكثر اهمية. "أنا ذاهب على سبيل المثال الى مدير عام سيسكو، وسأخبره عن الخطة، وسأقول له ان لديه المئات من الموظفين، ولكن لا يوجد بينهم أي موظف درزي. وهو وافق، وقال لي ‘صحيح، ها انذا أفتح لهم وظائف، انا بحاجة الى 50 مبرمجا مهنيا‘– وظيفتي هي تدريبهم. نحن نعمل مع الشركات نفسها من اجل ضمان العمل أيضًا، ونحن لا نريد ان ندرب ونعطي شهادة من اجل ان يجلس الناس في نهاية المطاف في البيت".
تدريب المبرمجين والمهندسين الذين سيكونون في طليعة التكنولوجيا الإسرائيلية – كذلك هناك نحن نؤمن أن الدروز لديهم الكثير ليقدمونه للدولة، كما هو الحال في جهاز الامن
"الطائفة الدرزية أسست مكانها في المجتمع الاسرائيلي عن طريق جهاز الأمن. يتجند أبناء الطائفة في جيش الدفاع الإسرائيلي، بنسب عالية جدا وقسم كبير منهم يطورون مهنة عسكرية ويصلون إلى مستويات عليا في الجيش. كذلك في الشرطة، في حرس الحدود وفي وحدة الدوريات الخاصة يوجد الكثير من أبناء الطائفة. ولكن في جميع المجالات الأخرى، وخاصة في مجال الهايتك، هناك فجوات في التشغيل"، يقول حلبي. في الواقع، يبرز أبناء الطائفة الدرزية جدا باعدادهم الكبيرة في قوات الأمن، ومن أبناء الطائفة من اخذ قسطا كبيرا في المشاركة في منظمة "ههجناه" في حينه. وهم رياديون في التجنيد في صفوف جيش الدفاع الإسرائيلي مع نسبة تجنيد 83 % في صفوف ابناء الطائفة، وهي أعلى نسبة من أي فئة سكانية اخرى في دولة إسرائيل.
بحسب مركز المبادرات التكنولوجية محدود الضمان، يخدم اليوم في جيش الدفاع الإسرائيلي حوالي 2500 جندي درزي. من بينهم 300 ضابط برتبة رائد فما فوق، ويخدم حوالي 15 % من بين الجنود الدروز في حرس الحدود. كما يخدم في شرطة إسرائيل أيضا حوالي 2000 من أبناء الطائفة. بالإضافة إلى ذلك، تتطوع كثير من النساء الدرزيات في الخدمة المدنية الوطنية. ويسرح كل سنة حوالي 1000 من الجنود الدروز. "في مجال الهايتك في إسرائيل يوجد 80 ألف موظف، وسأفاجأ كثيرا إذا امكن العثور على 40 – 50 درزيا. ولكن إذا تطلب الأمر، وسافرنا إلى القدس – فمن بين 500 شرطي حرس حدود، وحدة الدوريات الخاصة والشرطة الزرقاء التي تعمل في المدينة، هناك حوالي 150 درزيا. هذا جيد، لكن هذا يشير أيضًا إلى وجود مشكلة"، يقول حلبي. "عن طريق المعهد نحن نريد حل المشكلة من جذورها، ونقدم ردا على المدى البعيد وعلى المدى القصير أيضا لتدريب مبرمجين ومهندسين الذين سيكونون في طليعة التكنولوجيا الإسرائيلية – وهناك أيضا نحن نؤمن أن لدى الدروز الكثير ليقدمونه إلى الدولة، كما هو الحال في جهاز الامن".
- مظاهرة الدروز ضد قانون القومية في ميدان رابين (تصوير: يائير ويتمان)
يقول حلبي: "رجال ونساء المجتمع يرون في جهاز الأمن ومجال التدريس أمرًا هامًا لدولة إسرائيل وطريقة ليكونوا جزءًا من المجتمع". وبحسب قوله، "لم يعر المجتمع الدرزي التكنولوجيا أهمية". في العقد الماضي، يقول، "لقد أصبحت دولة إسرائيل قوة تكنولوجية، وقد بقينا في الخلف. نحن بحاجة أيضًا إلى التواجد هناك". بألم، يوضح أن أي شخص لديه أطفال سوف يريدهم أن ينجحوا" لذلك أدعو دولة إسرائيل وكبار مسؤوليها للحضور وتقديم يد المساعدة، وآمل أن يكون أعضاء المجتمع الدرزي مهمين وحاضرين في التكنولوجيا العالية (هاي– تيك) والتكنولوجيا الإسرائيلية كما هم في جهاز الأمن الإسرائيلي".