"منذ سنة وأنا أخطط ماذا سأفعل في حفل الزفاف، ولم أفلح في كل ما خططت له. كل الوقت كنت أقول لأنس أنني اريد حفلا كبيرا مثلي مثل أية سيدة، فهذا يوم مميز في حياتنا، وهو كل الوقت كان يقول لي أنه سيكون يوما مميزا"، تقول ريهام اغبارية، البالغة من العمر (26 عاما) من أم الفحم، التي اختارت سوية مع زوجها أنس، البالغ من العمر (27 عاما) أن يوزعا 500 رزمة من المواد الغذائية على المحتاجين، بدلا من إقامة حفل زفاف كبير. وتضيف: "في نهاية الأمر، في الحقيقة كان يوما مميزا أكثر مما اعتقدت أن يكون".
استثمر أنس وريهام في رزم المواد الغذائية معظم المال الذي ادّخراه لإقامة حفل الزفاف الكبير الذي حلما به، لكنهما لم يندما ولو للحظة، وتقول ريهام: "أنا آمل أن تحاول الأزواج الشابة أن تخرج من الصندوق وتفعل هذا الأمر مرة أخرى، بدون اسراف في المال والطعام على لا شيء؟ يجب تغيير فكرة الحفلات الكبيرة، بإمكان العائلة الصغيرة فقط أن تنضم وسيكون الناس مسرورين أيضا". وأضافت: "لم أكن لأستطيع العيش مع شعور بأن شخصا ما انتقلت اليه العدوى في حفل زفافنا".
وقد اتخذ الزوجان اغبارية القرار على خلفية ارتفاع عدد المصابين بالمرض في المجتمع العربي في الأيام الأخيرة، الذي يعود ذلك من بين ما يعود الى حفلات الزفاف كثيرة المدعوين. مكان سكنهما أم الفحم، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 56.000 نسمة التي فقدت 19 شخصا بسبب الوباء، وعاشت أمس (الاحد) مع 3 موتى، اليوم الأكثر فتكا منذ بداية الكورونا. يقول عبد محاميد، الناطق بلسان البلدية: "نحن موجودون في اللون الأصفر المتوهج، على الرغم من أننا كنا في الأسبوع الماضي في اللون الأخضر، وللأسف سرنا الى الوراء. في الأسابيع الأخيرة عادت حفلات الزفاف والتجمهرات، انتهاء الاغلاق على ما يبدو أعاد الناس الى الخروج والمشاركة. نحن نحاول عن طريق الاعلام، وفي اعقاب الضغط الذي نقوم به أيضا عادت الشرطة لتطبيق الأنظمة في المدينة".
"هذه بداية جديدة لنا كزوجين"
"حددنا تاريخ حفل الزفاف قبل يومين"، يقول أنس. ويضيف: "ترددنا كيف نفعل ذلك في هذه الفترة الصعبة، كيف يمكن ان يتجمهر الناس دون نقل عدوى الإصابة. فكرنا في فعل ذلك بطريقة أخرى، أردنا إسعاد الآخرين. جمعنا في أكياس مواد غذائية جافة – باستا، أرز، سكر، ملح، كتبوا مبروك باللغة العربية، ووزعنا على 500 عائلة في أم الفحم وفي المنطقة – إلى من هم الآن في أيام صعبة، إلى أشخاص في إجازة بدون راتب، إلى من هو صعب عليه العمل، وإلى من تضرر مصدر رزقه. أردنا أن نشارك فرحتنا ونعطي".
"هناك الكثير من العائلات التي فقدت مصدر رزقها وبالإمكان اسعادها، وهذه بداية جيدة لنا كزوجين، أن يكون هناك أشخاص كثيرون سعداء ومسرورون معنا. وبعد كل ردود الفعل هذه، لم أكن أتوقع كل هذا، لكن هذا شيء مؤثر جدا وحاضن. الأشخاص الذين حصلوا على الأكياس يتصلون بنا ويتمنون لنا الكثير من السعادة".
ويتابع أنس: "جاءت الفكرة من مبدأ الزواج – الديني والاجتماعي. الديني هو أن تُشرك أكبر عدد ممكن من الناس وإبلاغهم أن الزوجين قد تزوجا، والمبدأ الاجتماعي هو ان تشارك الفرحة، وتشارك في حدث هام في حياة الزوجين؟ فكرنا كيف يمكن إبلاغ الناس وكذلك إسعادهم، من دون نقل العدوى ومن دون خطر". ويضيف: "اعتقدنا في البداية بانه سيكون هناك نقص، من ناحية حجم المدعوين، الا أن العائلة المصغرة كانت من حولنا، وساعدتنا في تحضير الأكياس. قمنا بفعل ذلك سوية. وبعد ذلك أحاديث الناس التي تلقيناها كرد فعل أثرت فينا كثيرا، على سبيل المثال أحد اقربائنا الذي وصل لتوزيع كيس لشخص ما الذي كانت ثلاجته فارغة تماما، تأثر كثيرا واعطاه كيسا آخر".