في يوم الجمعة (10/11) وصل يهود وعرب إلى حدث جمع التبرعات في اللد. الحدث، بمبادرة مركز العدالة الاجتماعية في الرملة وجمعية جينداس بإدارة هيلدا بهلول وحركة نقف معا، جرى تنظيمه في نادي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) في اللد. "قمنا بتنظيم سلات غذائية للعائلات في اللد وفي الرملة"، تقول هلي ميشال، من منظمات الحدث، "بما في ذلك عائلات التي تضررت بيوتها من إطلاق الصواريخ وعائلات التي أُصيب أبناؤها من الصواريخ. نحن نقوم بزيارتهم في المستشفى ونستمر في تقديم المساعدة لها".
"في يوم الجمعة وصل يهود وعرب من المنطقة لتفريغ البضاعة وتحضير سلات غذائية بحيث تحصل كل عائلة على سلة متنوعة". تقول ميشال أنه وصل أكثر من – 100 شخص إلى الحدث، وتضيف بأنهم لم يتوقعوا وصول هذا العدد الكبير من الأشخاص. "كان هناك أشخاص يؤدون وظائفهم. وهذا ما مكّننا من توزيع السلات إلى بيوت العائلات. في حدث سابق جرى تنظيمه قبل ثلاثة أسابيع حضرت العائلات إلى هنا لتأخذ السلات".
تقول ميشال أنه كانت هناك معارضة للحدث من أشخاص في اليمين المتطرف الذين حاولوا إلغاءه وتهديد المنظمات. هذه ليست الصعوبة الوحيدة التي تواجه منظمات الحدث: المركز الجماهيري البلدي (متناس) "شيكاغو"، الذي كان من المفروض أن يتم تنظيم الحدث فيه، كان في حاجة إلى ترميمات وفي اللحظة الأخيرة تم نقل الحدث إلى نادي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) في المدينة.
"نحن نقف أمام اختيار: مجتمع الذي يخاف أو مجتمع الذي نعيش فيه بشراكة"
تؤكد ميشال أهمية نشر الحدث "من أجل أن يفهم الجمهور العريض بأنه يوجد هناك تضامن، بأنه من الممكن العيش معا. نحن نقف أمام اختيار في أي مجتمع نحن نرغب، مجتمع الذي يخاف أو مجتمع الذي نعيش فيه بشراكة وتضامن" .
هل هذا قول واقعي على خلفية أحداث شهر أيار/ مايو 2021، في حارس الأسوار؟
"الأمر غير الواقعي هو أن نتنازل عن الشراكة. نحن نعتقد أننا إذا لم نفعل ذلك، فإن أصواتا من اليمين المتطرف سوف يفرض المستقبل. رئيس البلدية، يائير رافيفو، كتب منشورا حول أهمية المحافظة على الهدوء. هذا قول ضروري. يوجد تفاهم بأننا لا نريد أن نعود إلى أحداث شهر أيار/ مايو 2021، إلى العنف في الشوارع. يجب تحويل الرغبة إلى فعل. نشاط تضامني الذي يذكّر أنه من الممكن العيش معا – هو نزع لشرعية العنف".
"هذا ليس من المفهوم ضمنا أن مثل هذا الحادث سوف يحدث"، تقول ميشال، "يوجد هناك الكثير من الخوف"، زرع الثقة ليس بالأمر بالبسيط. هذا يحتاج إلى عمل من بناء الثقة وقياديين محليين الذين نعتمد عليهم. الناس خائفون جدا".
في داخل أجواء الخوف والخشية التي سادت اللد منذ أحداث شهر أيار/ مايو 2021، بدأ الناشطون بنسج شراكة. "بدأنا بأعمال صغيرة"، تقول ميشال، "على سبيل المثال زيارة مستشفى اساف هروفيه. كنا 10 اشخاص، قمنا بتوزيع الورود والتهاني للمرضى وللطاقم. بعد ذلك في اللقاء الجماهيري حضر 30 شخصا. في الأسبوع الأول لم يصدق العرب بأن هناك يهودا الذين يرغبون في أن يكونوا متضامنين معهم. يجب أن يرى الناس التضامن، أن يروا بأننا نوزع الورود. هذا الأمر هو الذي يبني أكبر الأمور".
"نشكل العلاقات من جديد"
"نحن لا نحضّر رزمات غذائية فقط"، تقول حورية السعدي، مديرة مركز العدالة الاجتماعية ومن المبادرات إلى الحدث، "نحن لسنا قسم رفاه وهذه ليست وظيفتنا. أخذنا ضائقة أساسية مشتركة وقلنا بأننا سنفعل ذلك من أجل تشكيل العلاقات من جديد. عندما يجلب عربي سلة غذائية إلى يهودي والعكس صحيح، نجلس ونتحدث. هذا شيء مختلف. العلاقة الشخصية هي التي تساهم".
"الناس يأتون إلى هنا لأنهم يرغبون في إبداء التضامن مع العرب ومعارضة نشر الكراهية والملاحقة. هم يقولون، ‘نحن لسنا جزءًا من هذا الظلام. نحن الجانب المضيء‘. نحن لا نريد أن نعود إلى أحداث شهر أيار/ مايو. الجميع شاهدوا ماذا خلفت أحداث شهر أيار/ مايو".
السعدي لا توفر نقدا على أداء البلدية في شهر أيار/ مايو 2021. وفقا لرأيها فإن رئيس البلدية ساهم في تأجيج الخواطر إلا أنه اليوم غيّر الاتجاه. "هو لا يريد بأن يحدث ذلك مرة أخرى، لقد رأى مدينته تتفكك. اتركونا، نحن نتدبر الامر – الجيران اليهود الصهيونيون المتدينون (نواة التوراة)، العرب. نحن نتدبر أمورنا معا. دعونا نختار العلاقات الجيدة بيننا. لا تبثوا الخوف لليهود من العرب والعرب من اليهود".
"هذه البداية فقط"، تعد السعدي. "نحن لن نتوقف أيضا عندما تتوقف الحرب سوف نواصل ترميم ما دمرته الحكومة. في حي القضاة (هشوفتيم) يعيش مسيحيون، مسلمون، يهود علمانيون ويهود متدينين متزمتين (حريديم) صهيونيون متدينون (نواة التوراة) ونحن نخطط لنشاط مشترك يجمعهم معا".
ما الذي يجب أن يحدث من أجل ترميم العلاقات؟
"أولا وقبل كل شيء يجب على وسائل الاعلام تغطية النشاط. يجب أن نُري أننا دولة يعيش فيها يهود وعرب الذين يرفضون أن يكونوا أعداء. من جانب الحكومة، يجب خلق مساواة في العمل، في البنى التحتية وفي الميزانيات. أمر آخر هو اللغة. إذا أردتني كشريكة – تحدث معي بلغتي. ليس كل العرب في إسرائيل يعرفون اللغة العبرية. أنا أريد أن يتحدثوا معي بلغتي، أن تعترفوا بي وأن تعرفوني".