ويشير التقرير الجديد للخارجية الأمريكية الذي يتناول ظاهرة الإتجار بالبشر في مختلف الدول، والذي صدر يوم الثلاثاء (25/6)، إلى ظاهرة "الأطفال على جانب الطريق" باعتبارها ظاهرة "استغلال الأطفال الفلسطينيين كمتسولين من قبل منظمات وشبكات اتجار في إسرائيل”.
ويُنشر التقرير كل عام ويشمل أيضا إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة، والفقرة التي تشير إلى الاتجار بالأطفال الفلسطينيين مدرجة في القسم الذي يتناول الضفة الغربية، من هناك يأتي الأطفال، رغم أن جزءً كبيرًا منهم تم إرساله للتسوّل في مناطق دولة إسرائيل.
منذ عام 2001، تصدر وزارة الخارجية الأمريكية تقريرًا كل عام يستعرض حالة الاتجار بالبشر بمختلف أنواعه. ويعتمد التقرير على إجابات الحكومات والهيئات الحكومية والهيئات غير الحكومية على الأسئلة والاستجوابات التي تطرحها وترسلها وزارة الخارجية الأمريكية إلى المكاتب الوزارية التي تتعامل مع هذه القضايا.
وجاء في التقرير دون تقديم تفاصيل عن طرق الوصول بأن هناك سلسلة كاملة من الاستغلال التجاري، "في بعض الحالات، ينظم أفراد الأسرة مغادرة الأطفال الفلسطينيين إلى إسرائيل، حيث يقيمون بمفردهم أو تحت إشراف أطفال أكبر سنا". وأوضح التقرير أن الأطفال الفلسطينيين "يبقون في الأراضي لأسابيع حتى يعودوا من تلقاء أنفسهم أو تقبض عليهم السلطات الإسرائيلية وتعيدهم إلى أراضي السلطة الفلسطينية". ويشير التقرير إلى أن المتاجرين، دون توضيح أصلهم، يستغلون الأطفال الفلسطينيين، بعضهم حتى سن الخامسة، في التسول وأشكال أخرى من الاتجار بالعمل مثل غسيل السيارات.
وكما ذكرنا ففي الأشهر الأولى من الحرب، عاد توافد الأطفال المتسولين من أراضي السلطة إلى مفترقات الطرق في شمال البلاد ووادي عارة، وتستمر الظاهرة كالمعتاد، دون أي إزعاج أو إنفاذ أو مشكلة. وتقف السلطات الإسرائيلية، وعلى رأسها وزارة العدل والإدارة المسؤولة عن مكافحة الاتجار بالبشر في إسرائيل، عاجزة في مواجهة هذه الظاهرة.
المحامية ميشال تاجر، من المنظومة العملية في كلية الحقوق في جامعة تل أبيب والتي تتعامل مع هذه القضية منذ سنوات، قالت لصحيفة "دافار": "لقد فشلت دولة إسرائيل في التعامل مع ظاهرة خطيرة، وهي الاستغلال الشديد، إلى حد الاتجار بالأطفال، فيما يتعلق بالأطفال الفلسطينيين الذين يصلون إلى إسرائيل بطريقة منظمة وممنهجة من قبل عناصر إجرامية" وذلك “على الرغم من الطواقم التي تم تشكيلها منذ نحو عقد من الزمن و"تناقش” الظاهرة لا توجد أدنى محاولة للتحقيق في شبكة الاتجار التي تنظم الأطفال. وبدلاً من التحقيق بشكل صحيح، تقوم الشرطة بإيقاف الأطفال ومطاردتهم. لقد حان الوقت لنأخذ على محمل الجد هذه الظاهرة التي نشهدها عند مفترقات الطرق في إسرائيل، وقد أحسنت الخارجية الأمريكية حين تناولت الفشل العميق في المعالجة وفي تعمل السلطات مع هذه القضية".