تقول سريا نجيدات، التي تبلغ من العمر 55 عامًا، وهي المسؤولة عن النساء في الوسط غير اليهودي في الحكم المحلي: "ليس لدي شيء أخاف منه". وتضيف: "يجب علينا أن يحافظ أحدنا على الآخر هنا". وهي ترى في صوت النساء فريدًا من نوعه وهامًا في هذه الفترة. وتتابع قائلة: "كمستشارة في النهوض بمكانة المرأة، فمن واجبي أن أقدم المساعدة للنساء، أن أمنحهن القوة العائلية، القوة الشخصية، أن أقدم المساعدة لهن، أن أنهض بهن".
وهي تشير إلى عدة اتجاهات التي يجب التعامل معها في هذا الوقت. وتقول: "توجد لدينا عدة مشاكل حارقة الآن. الأولى هي العنف في المجتمع العربي، جرائم القتل، حوادث إطلاق النار، نساء يُقتلن وهذه ظاهرة مخيفة. يجب على الحكومة أن تأخذ هذا الموضوع إلى أيديها، لأن هذا الوضع حرج".
وتتطرق كذلك إلى النساء المطلقات في المجتمع العربي قائلة: "هذه ظاهرة موسعة، ولا أحد يقول ذلك. عندما تتطلق سيدة فإن هذا يفكك العائلة، وفي كثير من العائلات التي تتفكك يذهب الأولاد إلى الإجرام. التعامل مع ذلك صعب جدًا".
تشغيل النساء العربيات هو موضوع هام آخر، وكذلك البطالة وتأثيراتها. تقول سريا نجيدات: "توجد لدينا نسبة عالية جدًا من النساء اللواتي لا يعملن، وبسبب ذلك يوجد لدينا إجرام. هذا يؤثر على العائلات، هذا يؤثر على الأولاد".
وتبث نجيدات تفاؤلًا. وهي ترى تقدمًا في مكانة النساء في المجتمع العربي. وتقول: " تنقصنا ميزانيات ولا تنقصنا مشاكل، إلا أن هذا لا يعني بأنه يجب علينا أن نتوقف. على العكس، يجب أن نحصل على المزيد من أجل أن نصل إلى وضع أفضل".
توجد لدينا الآن نسبة عالية من النساء اللواتي يتوجهن إلى الحياة الأكاديمي، نساء مثقفات ومتعلمات أكثر، متطورات وواسعات الأفق، توجد لديهن القدرة على التقدم". وتتطرق نجيدات إلى بلدتها، النجيدات، الموجودة بعيدًا عن مراكز إسرائيل. وتتابع: "نحن نحاول أن نوفر العمل للنساء، نحن نؤهلهن في سوق العمل. المجلس المحلي يقدم المساعدة لنا ايضًا، كذلك الأمر وزارات ومكاتب حكومية. يوجد هناك تقدم".
في فترة الحرب، يتم طرح قضايا النساء بقوة اشد. موضوع التجنيد في جيش الدفاع الإسرائيلي موجود قريبًا من قلب وبيت نجيدات. ومضت نجيدات تقول: "أنا سيدة بدوية، يوجد لدينا ابنان يخدمان في الجيش، أحدهما طبيب. ابنتي ايضًا خدمت في الجيش. هذا الأمر هام جدًا بالنسبة لي. منذ اندلاع الحرب فإن موضوع أرامل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي هو موضوع حارق". تتحدث عن مأساة مزدوجة لنساء تم إخلاؤهن واللواتي ترملن. وتقول: "يوجد لديهن الكثير من الأولاد وهن لا يعرفن ماذا يفعلن".
في الآونة الأخيرة سافرت في زيارة إلى أرملة ترملت حديثًا لجندي في جيش الدفاع الإسرائيلي في كريات شمونة، وهذا أعطاها وجهة نظر أعمق. "قالت لي، ‘لم يسأل أي شخص من الحكومة ماذا بخصوصنا‘. النساء يرغبن في معاملة حسنة، يرغبن في أن يتحدث شخص إليهن، أن يراهن. الأرامل هن نساء اللواتي يعانين، هن وحيدات، هن مسكينات. هي ترغب في التعامل مع ذلك، هي ترغب في أن يقوم الناس بتمكينها وتقويتها. المساعدة لا تقاس فقط بالمال. عندما ألتقي مع سيدة فهذا من ناحية شخصية يؤلمني جدًا، يؤلم قلبي، حتى أن أبدأ بالبكاء معها".
تروّج نجيدات مع اورلي زوهر من منظمة أرامل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي خطة لبناء قوة، لزيادة الوعي لهذا الجمهور ولإيجاد حلول من أجلهن.
في الآونة الأخيرة، شاركت نجيدات في جلسة في الكنيست حول موضوع مكانة المرأة في الوسط العربي مع وزيرة المساواة الاجتماعية والنهوض بمكانة المرأة ماي جولان. تقول نجيدات: "كان هناك 12 رئيس سلطة محلية من المجتمع العربي، جلس هناك فقط الرجال وتحدثوا عن مكانة المرأة – هل يبدو هذا الأمر منطقيًا لشخص ما؟ وأنا مسؤولة عن مكانة المرأة وأقف جانبًا، كيف يحدث مثل هذا الامر؟".
في المجتمع العربي في إسرائيل، معظم المندوبين رفيعي المستوى هم من الرجال. تقول نجيدات: "حتى في الانتخابات للسلطات المحلية فإن معظم المرشحين هم من الرجال. إذا فتحتِ فمك وعبّرت عن رأيك – فأنتِ لست على ما يرام. من أجل ذلك نحن نناضل". وتتطرق نجيدات إلى نسبة النساء في الفئة السكانية قائلة: "توجد لدينا نسبة عالية جدًا من الطالبات الجامعيات، من الطبيبات، من المهندسات، من المحاميات، إلا أننا لم نصل إلى وضع نفهم فيه أن المرأة يمكنها أن تكون قائدة. ومن أجل ذلك أنا أناضل".
ترشحت نجيدات في الانتخابات لحزب العمل بل وحصلت على 21 ألف صوت نصفها من الجنود والمجندات، إلا أنها لم تنجح في الدخول إلى قائمة المرشحين. وأضافت: "الرجال لم يرغبوا أن أكون، وهذا حقيقة صعب جدًا".
إلا أنها لا تتنازل عن الحقل السياسي – الجماهيري. وقالت: "في استطلاع أمريكي للرأي تم اختياري لكي أكون واحدة من المديرات المئة المؤثرات في العالم، مثّلت دولة إسرائيل في تسع ولايات في الولايات المتحدة الأمريكية وتحدثت عن العلاقات الجيدة، عن الوجوه الجميلة لدولة إسرائيل. من المهم بالنسبة لي أيضًا أن أتحدث عن الأمور الجيدة التي نحصل عليها من الدولة. نحن في حاجة إلى أن يعرف المجتمع العربي أيضًا أين يتواجد. نحن أيضًا نحصل على ميزانيات من الدولة، يجب علينا ايضًا أن نقدم المساعدة أحدما للآخر، أن نتعاون، أن نعزز الأمور. صحيح، يوجد ايضًا عدم مساواة، ولا يجب علينا أن نسكت. لكن أنا حقيقة أريد أن نكبر جميعًا، أن ننمو جميعنا سوية".
وفقًا لرأيها، فإن النضال من أجل مجتمع أفضل هو تحدّ لكل من يسكن في إسرائيل. تقول نجيدات أنه يجب على المجتمع العربي أن يكون ضالعًا ومتداخلًا في تقدم المجتمع الإسرائيلي كله. وأضافت: "الحرب لا تميّز بين العرب واليهود. فعندما تسقط صواريخ في الشمال، فإنها لا تميّز بين البعينة – النجيدات، مفترق جولاني، عرب العرامشة وكريات شمونة".
وفقًا لرأيها، لا يوجد الكثير من النساء اللواتي يُسمعن آراءهن. وتضيف: "بسبب ذلك يوجد لدي الكثير من الأعداء". وتنسب نجيدات الفضل إلى حاييم بيباس، رئيس الحكم المحلي، في إيجاد المنصة المتاحة لها للحديث بمثل هذه الحرية وأن تُسمع صوت النساء في المجتمع. وتابعت تقول: "أنا أجلب صوت النساء"، تقول نجيدات بفخر، وتقول أنه عندما تم تعيينها مستشارة كانت رائدة وطلائعية. وخلصت نجيدات إلى القول: "تحدثوا عني في المساجد أن هذا ليس على ما يرام، وبأنني كأنني لا أحافظ على شرف واحترام السيدة. اليوم توجد لدينا 280 مستشارة، وهذه وظيفة إلزامية في السلطة".