33 % من الشباب البدو و – 55 % من الشابات البدويات ليس لديهم عمل، هذا ما تبين من المعطيات التي تم عرضها في جلسة اللجنة الخاصة للشباب التي تم عقدها في يوم الثلاثاء الماضي في الكنيست. كرّست اللجنة لمناقشة وضع الشباب الذين لا يجدون عملًا في الجنوب.
ويتبين من معطيات دائرة الإحصاء المركزية، أنه في عام 2021 كان 54.1 % من الشباب البدو في أجيال 18 عامًا – 24 عامًا ليس لديهم عمل، وكانت نسبتهم في صفوف الدروز 37.4 % وفي صفوف العرب وصلت نسبة من ليس لديهم عمل إلى 41.9 %. وذلك بالمقارنة مع 14.6 % من اليهود في تلك الأجيال.
ويتضح من فحص أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية وسلطة الشباب، أنه في صفوف الشباب العرب فإن نسبة الذين ليس لديهم عمل تقل مع التقدم في العمر. في عام 2021 كان ما يقارب – 38.6 % من الشباب العرب في أجيال 18 عامًا – 24 عامًا ليس لديهم عمل، في أجيال 25 عامًا – 29 عامًا انخفضت النسبة إلى – 30.5 % وفي أجيال 30 عامًا – 34 عامًا إلى – 23.1 %.
الصورة معكوسة في صفوف الشابات العربيات. في أجيال 19 عامًا – 24 عامًا كان 45.4 % ليس لديهن عمل، في أجيال 25 عامًا – 29 عامًا ارتفعت نسبتهن إلى – 50.3 % وفي أجيال 30 عامًا – 34 عامًا انخفضت بقليل إلى – 50 %.
اتجاه هذا الانخفاض ملحوظ أيضًا لدى البدو. في عام 2021 كان 50.4 % في صفوف الشباب البدو في أجيال 18 عامًا – 24 عامًا ليس لديهم عمل، 43.5 % في أجيال 25 عامًا – 29 عامًا و – 26.2 % في أجيال 30 عامًا – 34 عامًا. 58.7 % في صفوف الشابات البدويات في أجيال 18 عامًا – 24 عامًا ليس لديهن عمل، 52.5 % في أجيال 25 عامًا – 29 عامًا و – 79.3 % في أجيال 30 عامًا – 34 عامًا.
في السنوات 2012 – 2021 لوحظ اتجاه ارتفاع في نسبة الذين ليس لديهم عمل في صفوف الشباب العرب في جميع الأجيال. اتجاه معكوس لوحظ في صفوف الشابات العربيات في تلك السنوات.
فحص الفئة السكانية البدوية في تلك السنوات يبين أنه في صفوف الشباب البدو في أجيال 18 عامًا – 30 عامًا طرأ ارتفاع في نسبة الذين ليس لديهم عمل، وفي صفوف الشابات البدويات في أجيال 25 عامًا – 29 عامًا طرأ انخفاض في نسبة اللواتي ليس لديهم عمل، إلا أنه يوجد تراجع في أجيال 30 عامًا – 34 عامًا.
يبين تحليل المعطيات أن لعدد السنوات الدراسية تأثيرًا على احتمال أن يكون ليس لديه عمل. 63.3 % في صفوف أولئك الذين أنهوا حتى 10 سنوات دراسية هم الذين ليس لديهم عمل، مقارنة مع 53.9 % من أولئك الذين أنهوا 11 – 12 سنة دراسية. الفجوة الكبيرة موجودة في الدراسة ما بعد المدرسة الثانوية. في صفوف أولئك الذين درسوا 13 – 15 سنة دراسية، فقط 11 % هم الذين ليس لديهم عمل. إلا أنه لدى خريجي 16 سنة دراسية فما فوق تقفز نسبة الذين ليس لديهم عمل إلى – 25.8 %.
القرى غير المعترف بها: من دون كهرباء ومواصلات عامة
تبينت أهمية جهاز التربية والتعليم ودوره في منع ظاهرة عدم وجود عمل أيضًا من معطيات مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست. وفقًا لتلك المعطيات، فإنه في عام – 2022 كانت نسبة التسرب من المدرسة في صفوف العرب واليهود مشابهة (1.5 % و – 1.4 % بالملاءمة) إلا أن النسبة في صفوف البدو وصلت إلى 3.5 %، بالمقارنة مع 4.2 % في عام – 2017.
في صفوف البدو فإن نسبة تسرب الأولاد والبنات في صفوف السوابع – صفوف التواسع مشابهة (3.4 % من الأولاد و – 3.6 % من البنات). في صفوف العواشر – صفوف الثواني عشر فإن نسبة تسرب الأولاد وصلت إلى 5.4 % بالمقارنة مع 1.8 % في صفوف البنات. تم تفسير هذه الفجوة بشكل جزئي من خلال المطلب الاجتماعي من الأولاد البدو لإعالة أنفسهم وإعالة عائلاتهم.
في القرى غير المعترف بها تصل نسبة التسرب إلى 5.8 % مقارنة مع ما يقارب – 2.7 % في البلدات المنظمة.
فطوم أبو قويدر من قرية الزرنوق تحدثت في الجلسة قائلة: "ابنى أنهى دراسة موضوع الطب في السنة الماضية. لا يوجد لديه ما يفعله. فهو يعمل في الباطون، لأنه لا يوجد مال. لقد درس في مولدوفا ولم ينجح في امتحان الدولة. بناتي يرغبن في الدراسة، ابني الثاني أنهى دراسة الثانوية العامة (البجروت) مع علامة 93 ويرغب في الدراسة، لا يوجد لدي المال لأعطيه للدراسة. في كل الخطط هم يطلبون الكثير من الأمور. الكثير من البيروقراطية. لا توجد كهرباء ولا توجد مواصلات عامة. يجب أن يكون هناك شيء للانشغال به بعد الظهر. الأطفال في الخارج. واحد يلقي حجرًا وتندلع حرب، الواحد يقتل الآخر".
"يجب التعامل معهم على أنهم شباب الذين هم بحاجة إلى تأهيل"
يمكن الحصول على نظرة إلى العالم الداخلي للشباب الذين ليس لديهم عمل من خلال الاطلاع على معطيات برنامج "بوصلتك" التابع لمنظمتي ‘أجيك‘ و ‘تمار‘، المخصص للشباب الذين ليس لديهم عمل في المجتمع البدوي. في سنته الأولى تسجل إلى البرنامج 80 شابًا و – 31 % تم توجيههم للعلاج لدى طبيب نفساني أو أخصائي نفسي. ما يقارب – 40 % منهم بسبب الاكتئاب، الهلع أو الصدمة، 22 % بسبب ميول إلى الانتحار، 19 % منها بسبب مشاكل المخدرات والإجرام.
"ما يقارب نصف الشباب البدو في النقب ليس لديهم عمل، والنصف الآخر منهم يوجد سجل جنائي"، يقول ايلان عميت، مدير عام مشارك في أجيك. ويضيف: "هم مستقبل دولة إسرائيل. نحن لا ننشغل مع شباب يشاهدون التلفاز، ننشغل جدًا بأمور التي لا نرغب بها. يجب التعامل معهم على أنهم شباب الذين هم بحاجة إلى تأهيل. لا يوجد ملف تعريف واحد لشاب ليس لديه عمل. حيز العلاج موجود بين السلطات المحلية التي لديها الصلاحية، وبين المجتمع المدني الذي لديه حيز التفعيل. يجب الانتباه اليها من ناحية الموارد ومن ناحية قضائية. كلما وجهنا موارد أكثر نخلق مستقبلًا للتعليم وللدراسة. طالما يوجد هناك إهمال تزداد الجريمة".
وحلل المندوبون عن الوزارات والمكاتب المختلفة خطط العلاج القائمة والمستقبلية، إلا أنه لوحظ أنها لا تقدم ردًا لمعظم الشباب الذين ليس لديهم عمل.
تختتم ألا ألون، المديرة العامة للجمعيّة، حديثها بالقول: "من الواضح أن السياسية الإسرائيليّة بخصوص احتواء وتعزيز وتنمية مستدامة للشبيبة البدو تعاني من الخلل. الاستثمار في البنى التعليمية التحتية، الصحية والتوظيفية يؤثر على ضمان مستقبل أفضل للمجتمع الإسرائيلي عامة والمجتمع البدوي خاصة. يشكل انعدام الأطر لدى الشباب والشابات البدو عائقا رئيسيًا أمام التطور الاقتصادي والاجتماعي، ولذلك فهو تحدٍ يتوجب على دول العالم وإسرائيل مواجهته. وينبغي على إسرائيل توفير حلول شمولية للشباب غير المؤطرين والاهتمام بتقدمهم واندماجهم بالعمل، التعليم والتأهيل المهني، من أجل الرعاية القصوى للإمكانيات الكامنة لدى هؤلاء الشباب وانخراطهم في الاقتصاد والحياة المدنية في الدولة".
شموئيل دافيد من منظمة ‘شاتيل‘، أبدى ملاحظة قال فيها أن "الدولة تجمد الميزانيات وتجعل السلطات تنهار، يوجد استغلال لمبالغ هامشية. في قصارى القول لا توجد معطيات، لا توجد وجهات لخطة شاملة. مرت سنة منذ صدور تقرير مراقب الدولة حول الموضوع. لا يوجد إبلاغ عن استغلال للميزانيات، لا توجد أدوات جديدة".
وقال عضو الكنيست ياسر حجيرات (القائمة العربية الموحدة) في الجلسة أن المعطيات فيها عيوب وناقصة نظرًا إلى أنها لا تشمل سكان القرى غير المعترف بها. ولخص حديثه قائلًا: "يكفي أن ندور حول أنفسنا كأعضاء كنيست. يجب أن تكون هناك جلسة متابعة. حان الوقت لأن نتابع ونراقب الوضع. حان الوقت لأن يعيش البدو في مبانٍ عادية مثلنا جميعًا".