الدكتور اميل صفدي، أب لأربعة أطفال، فكر بعد 7 من شهر تشرين الأول / أكتوبر أن ينتقل إلى نيوزيلندا. وقال: "في الواقع ذهبنا إلى السفارة وكل شيء"، يقول وهو يستند على طاولة الممرضات في منتصف قسم الأطفال في المركز الطبي زيف في صفد. سمع هو انفجار القذيفة الصاروخية في مجدل شمس يوم أمس (السبت) عندما كان في البيت في بلدة مسعدة، وعندما أدرك أن ابن أخيه، أسمر زيتون الذي يبلغ من العمر الـ – 11 عامًا، أُصيب بجروح، سافر بسرعة إلى المركز الطبي في مجدل شمس وبدا بالبحث عنه من بين المصابين. ويصف المشهد بصعوبة كبيرة قائلًا: "بدأت بالبحث عنه بين الأطفال الذين أُصيبوا بجروح خطيرة، رفعت الأغطية عن الجثث، رأيت هناك أطفالًا بدون يد، بدون رجل. وضعوه في النهاية في النهاية. وضعناه في سيارة الإسعاف وبقيت معه لتقديم المساعدة".
وأضاف اميل صفدي: "ابن أخي على ما يرام مقارنة مع الآخرين، فقد تلقى ضربة قوية في الرجل، سوف يستغرق شفاؤه الكثير من الوقت إلا أنه يتنفس وهو حي". زيتون لا يزال لا يعرف ما الذي حدث بمصير أصدقائه، وفقًا لما يقوله عمه. يوجد توثيق له وهو يركض مع عرج من منطقة الإنفجار. لحسن الحظ أنه كان على مسافة كافية من سقوط القذيفة الصاروخية. يقول صفدي بحزن: "هؤلاء لا يعيشون هكذا"، ويضيف: "ننتظر أن يسقط الصاروخ عليك".
لا يزال 11 مصابًا يتلقون العلاج في المركز الطبي، من بين المصابين الـ 39 الذين وصلوا إليه. في قسم العلاج المكثف للأطفال يتلقى ثلاثة أطفال العلاج، اثنان من بينهم تحت التخدير وموصولان بجهاز التنفس الاصطناعي ووُصفت حالتهما بالخطيرة، ووُصفت حالة طفل واحد بالمتوسطة. وجميعهم يعانون من إصابات في البطن، إصابات في الصدر وكسور في الأطراف. ويتلقى العلاج في قسم الأطفال طفل مصاب بجروح متوسطة في حالة مستقرة مع إصابات نتيجة الشظايا، بعد إجراء عملية جراحية له في البطن، ووُصفت إصابة خمسة أطفال الذين يبلغون من العمر 8 سنوات – 15 عامًا بالطفيفة، والذين يعانون على وجه الخصوص من إصابات بالشظايا. ويتلقى العلاج في قسم الجراحة مصاب الذي يبلغ من العمر 36 عامًا مع إصابات بالشظايا في الأذن وفي الوجه، ووُصفت حالته هو الآخر بالطفيفة.
وتتلقى منى سيد أحمد، التي تبلغ من العمر 50 عاما، العلاج في قسم العظام، والتي أُصيبت بجروح طفيفة من الشظايا. وقالت منى سيد أحمد لمدير المستشفى البروفيسور سلمان زرقا، الذي زارها سوية مع رئيس حزب الديمقراطيين يائير جولان وعضو الكنيست السابق عنبار بيزك: "رأيت الأطفال من الشرفة يتطايرون في الهواء" . قبل ساعة من سقوط القذيفة الصاروخية، وصلت إليها ابنة أخيها لتشرب المياه، هكذا قالت، وحينها لقيت مصرعها في الانفجار.
تتجول في قسم الأطفال طيل – طيل، أو باسمها وهي من دون أنف أحمر، طال شتاين، وهي أيضًا من سكان هضبة الجولان، وهي جارة الأطفال المصابين الجدد الذين يتلقون العلاج في القسم، من بني يهودا. حتى الحرب أطلقوا عليهم اسم الدكتورة طيل، لكن الآن هذا غير ملائم. تقول: "حضرنا في الصباح مع شعور بأننا لا نعرف كيف نقترب، إلا أننا نجحنا في رسم ابتسامة ما، وشارك الكثيرون بصفتهم إنسان وبصفتهم مهرجين"، وأضافت: "إذا أردت أن أبكي، يمكنني أن ابكي معهم ويمكنني أن أكون معهم، في هذا المكان هذا ما يفعلونه، من أجل أن يشعروا بأنني حقيقة معهم وبأنهم ليسوا وحيدين"، تقول بعيون لامعة، حتى بعد 11 سنة من كونها مهرجة طبية.
براخا التي تبلغ من العمر الـ – 3 أعوام، ابنة افرات وأخت أهارون شالوم الذي يتلقى العلاج في القسم منذ ظهر يوم السبت، تطلب أن تتحدث معها، بمعنى مع طيل – طيل. فتقول لها طيل – طيل، في حين كانت براخا تبتسم: "في الحال سأتحدث معك حتى يخرج الدخان من الاذنين". تقول افرات التي تسكن مع عائلتها في صفد: "شعب إسرائيل بالفعل يحتضنهم". وأضافت: "حضروا يوم أمس من ‘فيرد هجليل‘ وأحضرت منظمة يهودية متدينة متزمتة (حريدية) حلويات وشوكو، يستقبلونهم كما الأطفال اليهود، أتألم عليهم كما نتألم على أنفسنا، هذا يؤلمني".
كنان صفدي، الذي ابن أخيه الذي يبلغ من العمر الـ – 11 عامًا واسمه الان صفدي هو واحد من الطفلين اللذين تحت التخدير والموصولين بجهاز التنفس الاصطناعي في قسم العلاج المكثف، يقف خارج القسم. ويقول: "أطفال صغار لعبوا كرة القدم وسقط عليهم هذا من السماء، لا توجد كلمات حول ما حدث". وأُصيب ابن أخيه في رجله وتحت عينه من الشظايا، وتم نقله بواسطة طائرة مروحية إلى المستشفى، هناك قرر الأطباء أن يضعوه تحت التخدير من أجل أن يستطيع أن يتعامل مع الألم من العملية الجراحية. حالته مستقرة. ويقول بلغة عبرية حذرة: أنا أتأثر عندما أتحدث"، ويضيف: "هم ليسوا أعداء، هم أبرياء. يجب أن نتعلم من ما حدث، هذه كارثة. نحن نأمل أن يتعاملوا الآن مع الشمال، ويوجد هناك أمل في السلام".
إلى جانب الألم والخوف، حظيت عائلات الأطفال الذين يتلقون العلاج في المستشفى كلها بحضن دافئ من السكان في صفد وفي المنطقة. "حتى الساعة 03:00 ليلًا أحضروا الطعام إلى هنا وقدموا لنا المساعدة من ناحية نفسية، نحن كلنا في نفس الحفرة"، يقول كنان صفدي، ومن ثم يصحح، "كلنا في نفس القارب". ويشير اميل صفدي أيضًا على وجه الخصوص إلى الاحتضان الذي شعر به من الجمهور الإسرائيلي. ويقول: "أصدقائي ومرضاي اتصلوا وقالوا كم هم قلقون، وأيضًا لأننا أخوة، وأيضًا لأن ما حدث لا يمكن استيعابه. شعرت أن الجمهور الإسرائيلي ونحن مرتبطون بشكل قوي جدًا".