في حرفيش تخبطوا حتى اللحظة الأخيرة في إذا ما كانوا سوف يفتتحون السنة الدراسية أم لا. يقول أنور عامر، رئيس المجلس المحلي في حرفيش: "تنقص وسائل الحماية لـ – 640 مترًا مربعًا. توجد لدينا مدرستان ليس فيهما وسائل حماية وروضة أطفال من دون وسائل حماية". وأضاف أنه توجد لدى قيادة الجبهة الداخلية عمليًا خرائط لبناء ملاجئ، إلا أنه لم يتم بناء أي شيء حتى الآن.
يقع المجلس المحلي حرفيش، الذي يعدّ ما يقارب – 6.800 نسمة، بالقرب من الحدود مع لبنان – إلا أن سكانه رفضوا أن يتم إخلاؤهم. يتم سماع صفارات الإنذار فيها بشكل متكرر. في شهر حزيران / يونيو الأخير أُصيب فيها 11 شخصًا بجروح من طائرة من دون طيار (طائرة مسيّرة). معظمهم من الجنود، الذين يمكثون في موقع تابع لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي اُقيم في القرية.
يقول عامر: "نحن عمليًا منذ 11 شهرًا موجودون في حالة حرب". ويضيف: "عشنا كثيرًا من التجارب غير اللطيفة. تعلّم الطلاب في الملاجئ. يوجد الكثير من الخوف، الصدمة والمشاكل النفسية لدلا أولياء أمور الطلاب ولدى الأطفال". وفقًا لأقواله، فإن الدولة حتى الآن لم توفّر أي حل.
وفقًا لأقواله، فإن ميزانيات الطوارئ لبلدات خط المواجهة لا تكفي الاحتياجات. وتابع يقول: "الميزانيات لبلدات المواجهة غير كافية. هذه الميزانيات وكأنها للحياة الروتينية العادية، ونحن لسنا في حياة روتينية. نحن لا نستطيع أن نستخدمها في ما نحتاجه، هذا لا يحل مشاكلنا. كل ما يمكنني أن أفعله هو الطلاء وتوفير الكراسي والطاولات".
أعطى عامر نموذجًا للردود الناقصة: ذهب الطلاب إلى المدارس في مسارات محددة على الشارع الرئيسي من أجل أن ينجحوا في أن يحموا أنفسهم عند سماع صفارات الإنذار. يقول عامر: "أن يمشي طفل على الشارع الرئيسي فهذا أمر غير منطقي. 700 طفل الذين يصلون إلى المدرسة، هذا يعني 300 سيارة التي تصل، تخلق أزمة مرورية. هذا يشكل خطرًا على الأطفال، على السلامة والأمان وعلى الأمن". ويقول أنهم في المجلس المحلي طلبوا تمويلًا للسفريات لجميع الطلاب. "أنا أريد أن أجلبهم في حافلة ركاب، بشكل مركّز".
ويقول أن حرفيش، مثلها مثل معظم القرى الدرزية، تعاني من ضائقة تمويلية ايضًا بسبب التقليصات في ميزانية الدولة. ويتابع قائلًا: "الآن حصلنا على 8 مليون شيقل جديد كميزانية إضافية. قمنا بتغطية كل الديون من السنة الأخيرة. لكن حتى الآن لم نحصل على تعويض عن الأضرار التي لحقت بالقرية، عن الضرر الذي لحق بالبنى التحتية، في المؤسسات العامة. حتى أن ممثلين عن ضريبة الأملاك لم يأتوا. أنا أدير المجلس المحلي من دون ميزانية، فقط قبل أسبوع وصلت الأموال".
سوف يفتتح 1.884 طالبًا السنة الدراسية الحالية في حرفيش، إلا أنه لا يوجد ما يكفي من العاملين في الطاقم. "لم يضيفوا حتى داعمة تعليم واحدة. في حال وقوع هجوم، إلى اين سيذهب الأطفال؟ أين المساعِدات؟"
يهتم عامر بسلامة العاملين في التربية والتعليم والاهتمام بالقرية، الذين من المفروض أن يهتموا بالأطفال. يقول عامر: "طلبنا المساعدة ولكن لم يحدث أي شيء. لم تحصل الطواقم التربوية على تأهيل وتدريب كيف يعلّمون في فترة الطوارئ، كيف يتعاملون مع الصدمة. لا توجد مرافقة نفسية ولا يوجد مستشارون تربويون. حتى أنهم لم يُخرجوهم إلى أيام تهدئة، للتفكير معهم كيف يعلّمون في هذه الفترة".
يحدد عامر بألم قائلًا: "أنا لا أشعر بوجود مديرية الشمال في وزارة التربية والتعليم، أنا لا يمكنني أن أُشير إلى أي شيء تم فعله في وزارة التربية والتعليم من أجل الطلاب". ويضيف عامر: "في فترة الطوارئ لا يوجد موعد ثانٍ. يوجد موعد واحد. نحن لا ندير الأمور في فترة الطوارئ بشكل صحيح، وفي الوقت الحالي نحن نخسر. نحن نفقد المدارس، نفقد الطاقم التربوي، نفقد الأطفال".