نسبة العمل العرب في إسرائيل الذين أبلغوا عن آلام في العضلات والهيكل أعلى من العمال العرب، وهكذا أيضًا نسبة التعرض لعناصر خطر محتمل لإلحاق الضرر بالصحة خلال العمل – هذا ما تبين من البحث الذي أجرته المؤسسة للأمان والصحة المهنية، وتم عرضه في مؤتمر في موضوع سلامة وأمان العمال في المجتمع العربي الذي تم عقده في يوم الثلاثاء (03 / 9) في الناصرة.
تم الكشف في البحث عن فجوة كبيرة بين العمال اليهود والعمال العرب (الذين تم تشخيصهم من خلال الاختيار للرد على استطلاع الرأي باللغة العربية) في الإبلاغ عن آلام التي قد تنجم عن العمل. 48.9 % من العمال الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العربية أبلغوا عن آلام في أعلى الظهر في الأسابيع الستة الأخيرة قبل إجراء استطلاع الرأي، مقارنة مع 36.5 % من العمال الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العبرية، 48 % أبلغوا عن آلام في أسفل الظهر مقارنة مع 39 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العبرية، 41.7 % أبلغوا عن آلام في مؤخرة الرأس، مقارنة مع 29.7 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العبرية، 35 % أبلغوا عن آلام في الأرجل، مقارنة مع 19.1 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العبرية، 30.5 % أبلغوا عن آلام في الركبتين، مقارنة مع 20.5 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العبرية، و – 28.7 % أبلغوا عن آلام في اليد – الذراع، مقارنة مع 15.4 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العبرية.
تم إجراء استطلاع الراي في شهر آب / أغسطس وفي شهر كانون الأول / ديسمبر 2023، واشتمل على ما يزيد عن الفي مجيب. 32.5 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العربية أبلغوا عن إصابة في عملهم التي أدت بهم إلى التغيب عن العمل، مقارنة مع 16.7 % في صفوف الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العبرية.
تشير النتائج إلى أن معظم عناصر خطر الإصابة في الصحة من العمل أعلى في صفوف العمال العرب. 48.9 من العمال الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العربية أبلغوا عن أنه يُطلب منهم في عملهم الوقوف المتواصل لأكثر من ساعتين بشكل متتابع (مقارنة مع 27.2 % فقط من العمال الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العبرية). 23.3 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العربية أبلغوا عن عمل في بيئة فيها ضجيج (مقارنة مع 14.1 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العبرية)، 33.2 % أبلغوا عن حركة متكررة في الظهر في إطار عملهم (مقارنة مع 15.6 %)، 30.5 % أبلغوا عن عمل في ورديات (مقارنة مع 22 %)، 17 % أبلغوا عن عمل في بيئة مليئة بالغبار أو مليئة بالدقيق (مقارنة مع 12.3 %)، و – 16.1 % أبلغوا عن عمل في حرارة مرتفعة (مقارنة مع 12.5 %).
كما تبين من المعطيات أن – 14.3 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العربية أبلغوا عن عمل فيه اهتزاز باليد – الذراع (مقارنة مع 6.3 %)، 12.2 % أبلغوا عن عمل فيه اهتزاز لكل أعضاء الجسم (مقارنة مع 4.4 %)، و – 10.8 % أبلغوا عن أنه يُطلب منهم أن يرفعوا أحمالًا ثقيلة (مقارنة مع 6.8 %).
عناصر الخطر الوحيدة التي وُجدت بنسب أعلى في صفوف اليهود هي الجلوس المتواصل لأكثر من ساعتين (58.2 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العربية، مقارنة مع 76.3 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العبرية) وحركة متكررة باليد (31.9 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العربية مقارنة مع 37.9 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العبرية).
في الخصائص النفسية – الاجتماعية في العمل لم يتبين وجود فوارق واضحة بين العمال العرب والعمال اليهود. الإجابات على الأسئلة حول عبء متطلبات الإدراك، الشعور بالأهمية في العمل، مستوى المسؤولية المطلوبة، الشعور بالنقص في العدالة في ما يتعلق بالأجور، التعارض بين البيت والعمل وطلب مؤهلات خاصة بالوظيفة كانت قريبة بين المجموعات. في صفوف العمال العرب كان إبلاغ أعلى عن عبء متطلبات بدنية، عوائق وحواجز تنظيمية، غياب استقلال ذاتي في الوظيفة وبيئة عمل هجومية. عمال عرب كثيرون أبلغوا عن زيادة عناصر الضغط في الوظائف – 44 % من العمال العرب الرجال و – 11.3 % من النساء، مقارنة مع 16 % و – 9.2 % بالملاءمة في صفوف العمال اليهود.
سواء في المجتمع العربي أو في المجتمع اليهودي طرا ارتفاع في نسب الذين قاموا بالإبلاغ عن إنهاك وصعوبات في النوم بعد الحرب، إلا أن الارتفاع في المجتمع العربي كان أكبر: ما يقارب الضعفين (2)، مقارنة مع ضعف ونصف (1.5) في المجتمع اليهودي. في شهر آب / أغسطس أبلغ 31.9 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العربية عن صعوبات في النوم و – 30.4 % عن الإنهاك (مقارنة مع 17.4 % و – 24.8 % في صفوف الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العبرية). في شهر كانون الأول / ديسمبر أبلغ 43.8 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العربية عن صعوبات في النوم و – 50.8 % عن الإنهاك (مقارنة مع 37.1 % و – 38.4 % في صفوف الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العبرية). الإنهاك معروف في الأدبيات البحثية كعامل خطر في حوادث العمل. 22 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العربية أبلغوا عن التغيب عن عملهم على خلفية الضغط أو وضع نفسي آخر مقارنة مع 9.8 % من الذين أجابوا على استطلاع الرأي باللغة العبرية.
شهادة الشرطة : مخاطر صحية في مصانع شايش، مواقع بناء، مناطق زراعية وكراجات
وتحدث سلمان درع، مفتش عمل في لواء الشمال في إدارة السلامة والأمان، عن العيوب الرائجة التي واجهته خلال أعمال التطبيق والتنظيم في مجال السلامة والأمان في المجتمع العربي. ووفقًا لأقواله، فإن في بلدات عربية في الشمال توجد مصانع كثيرة لتصنيع الشايش، ولا يوجد ما يكفي من الحرض والتشديد على الاستخدام الصحيح لكمامات معيارية وفقًا للمواصفات والمعايير لمنع استنشاق الغبار، الذي من شأنه أن يتسبب بمرض السحار السيليسي (تحجر الرئة). كما تحدث درع عن غياب الحرص والتشديد الكافي على تنفيذ الفحوص الدورية المطلوبة للعمال في مجال تصنيع الشايش.
وفقًا لأقواله، فإن إحدى المشاكل في المجتمع العربي هي زيادة المصالح التجارية غير المؤهلة وغير المسجلة، الأمر الذي يصعّب على التطبيق. مشاكل إضافية التي تميز المجتمع العربي هي استخدام سقالات مرتجلة وغير معيارية في مواقع بناء في البلدات العربية، حوادث كثيرة في فرع الزراعة مع ضلوع جرارات (تراكتورات)، وكراجات التي لا تشدد على بيئة عما آمنة ومنظمة.
مدير عام وزارة العمل: "يجب علينا أن نركز على المساواة بين القطاعات"
وقال مدير عام وزارة العمل، يسرائيل اوزان، أن وزارة العمل مسؤولة عن دمج فئات سكانية متنوعة في التشغيل. وأضاف اوزان: "تُظهر نتائج البحث صورة واضحة، أنه يجب علينا أن نركز على المساواة بين القطاعات المختلفة، وأنا مصمم على النجاح في هذه المهمة".
وتطرق أوزن إلى الأهمية التي تكمن في تجنب المرض المهني قائلًا: "يتوفى في كل علم ما يقارب – 800 شخص في إسرائيل نتيجة أمراض مهنية". ووفقًا لأقواله، فإن هذه القضية لا تحظى بصدى إعلامي كافٍ مقارنة مع حوادث العمل، نظرًا إلى أن الحديث يدور عن إصابة بالمرض التي تتطور طوال الوقت. وقال أوزان: "سوف نتطرق إلى ذلك كموضوع بحجم أهمية عليا".
وأكد أوزن على أهمية تركيز كافة المحافل ذات الصلة في قضية السلامة والأمان في العمل تحت وزارة ومكتب حكومي واحد: إدارة السلامة والأمان والصحة التشغيلية التي تعمل كمنظم، التأمين الوطني، والمؤسسة للأمان والصحة المهنية المسؤولة عن مجال الإرشاد، زيادة الوعي والبحث. وتابع درع: "جمع المعلومات من كافة المحافل التي تعرف إدارة حوار مشترك والتعاون هو أداة هامة. هذا الكثير من الصلاحية وتأتي معها أيضًا المسؤولية عن التأكد من أن سلامة وأمان العمال موجودة في مكان هام على جدول الأعمال اليومي".
وتحدث البروفيسور بدر طريف، مدير عام مستشفى كابلان وسابقًا ضابط طب رئيسي في جيش الدفاع الإسرائيلي عن ثقافة السلامة والأمان الرديئة والضعيفة في المجتمع العربي، التي تتمثل أيضًا في زيادة حوادث البيتية التي يكون الأطفال ضالعين فيها، وعن نسبة عالية في الضلوع في حوادث الطرق. وقال البروفيسور بدر طريف: "هل هذا قدر من السماء أو أن هذا لدينا في أيدينا؟ أنا أعتقد أن هذا في أيدينا. يجب التربية على السلامة والأمان عمليًا من جيل صغير، يجب علينا أن نزيد الوعي، أن نتعاون مع قيادات دينية ومجتمعية وأن نلائم برامج في السلامة والأمان مع الثقافة ومع اللغة الغربية. أيضًا في المستشفى الذي أعمل فيه للأسف الشديد يوجد عشرات العمال الذين يعانون من أمراض مهنية، وأنا أعرف في الكثير من الحالات، فإن التشديد على اللوائح كان من شأنها أن تمنع ذلك. في نهاية المطاف يوجد هناك ضرر يمس بجودة حياة العامل، بعائلته، لكن أيضًا بمكان العمل. من المهم أن يكون المدراء مثالًا شخصيًا وأن يوضحوا بأنهم إذا تنازلوا عن شيء، فلا يمكن أن يكون عن السلامة والأمان على الإطلاق".
وقال مدير عام المؤسسة للأمان والصحة المهنية، الدكتور ميكي وينكلر، في المؤتمر: "تشير نتائج البحث إلى الواجب الملقى علينا جميعًا أن نستمر وأن نعمل على التقدم في الشرح والبحث في صفوف العمال في المجتمع العربي. يوجد لكل عامل يهودي أو عربي الحق في الخروج إلى مكان عمل للحصول على مصدر رزق بكرامة، وأن يعود في نهاية يوم العمل إلى عائلته معافى من دون أي إصابة في حادث. أنا أدعو جميع أصحاب العمل إلى الاستعانة بمرشدي المؤسسة للأمان والصحة المهنية، الذين يأتون إلى أماكن العمل من دون مقابل لتنفيذ تشخيص مخاطر وتدريب المدراء على طرق للتقليل منها".
وخلص الدكتور ميكي وينكلر إلى القول: "يجب على جميع أصحاب العمل أن يتجندوا وأن يعملوا على إنشاء ثقافة السلامة والأمان في مكان العمل التي تؤدي إلى تحسين المهنية، إلى تحسين جودة المنتوج، التقليل من الغيابات والأضرار من حوادث عمل التي تؤدي إلى تحسين في الأرباح وتحسين في صحة وسلامة العمال في المنظمة".