صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الجمعة 4 تشرين الأول 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

"بئر السبع وحريش وإيلات وغيرها من المدن بدأت تتحوّل إلى مدن مختلطة، ومنها حتى شمال تل أبيب"

عقد في حيفا مؤتمر حول موضوع المدن المختلطة، حيث تناول الاعتقاد الباطل بأن الهدوء النسبي بين العرب واليهود في إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول يخفي في طياته واقعًا متوترًا | أمنون باري سوسيليانو، وهو مسؤول في منظمة مبادرات إبراهيم: "السياسة تدخل المدن المختلطة بقوة، وكلنا متأثرون بالصراع"

لافتة وضعتها وزارة الشتات في عكا: "هذه الحرب ضدنا جميعًا. في هذه الحرب نحن معًا وسنتغلب عليها معًا (صورة أرشيفية: شلوميت بلومبرغ)
لافتة وضعتها وزارة الشتات في عكا: "هذه الحرب ضدنا جميعًا. في هذه الحرب نحن معًا وسنتغلب عليها معًا (صورة أرشيفية: شلوميت بلومبرغ)
بقلم ياعيل ألنتان

في تعليقها على هذا الوضع قالت المحامية بشائر فاهوم- جيوسي، رئيسة مشاركة لمنظمة مبادرات إبراهيم، خلال افتتاح مؤتمر المدن المختلطة 2024 الذي انعقد يوم الثلاثاء (09/03)، إن "الصمت الذي يمكن سماعه في المدن المختلطة لا يعكس دائما الشراكة المتبادلة". وأضافت قائلة: "لقد رأينا وشهدنا الترهيب والاضطهاد السياسي، ورأينا أن هناك محاولة للاحتجاج أو المقاومة. يجب أن نرى ما إذا كان الصمت المتوتر يعكس استقرارًا حقيقيًا أم يخفيه"، وقالت ما هو مفهوم ضمناً ولا يتم الحديث عنه: "اللقاء في المدن المختلطة أصبح قضية سياسية".
عُقد المؤتمر في مدينة حيفا تحت عنوان "بين الشراكة المدنية والصمت المتوتر". وافتتح رئيس بلدية حيفا، يونا ياهاف، كلمته بالتهنئة على انعقاد المؤتمر في حيفا وأعلن أن جميع طلاب حيفا سيتعلمون اللغة العربية في المدرسة، دون تمويل من الدولة. مكملًا حديثه قائلًا إن جزءً من فشل 7 أكتوبر/تشرين أول هو عدم معرفة اليهود باللغة العربية، والعكس صحيح. "في حيفا، ستتعلم جميع الصفوف المدرسية اللغة العربية المحكيّة. جزء من الفشل هو أننا لم نفهم اللغة ولم نفهم الأمور الأساسية لدى الطرف الآخر.
ياهاف، وهو من مواليد مدينة حيفا، قال إنه حصل على الدعم في الانتخابات من سكان حيفا العرب من باب الاحترام المتبادل. "إذا تكاتفنا وتعانقنا ولم نميّز، ومن ثم أدرنا هذا الواقع باحترام وتقدير الأصول الثقافية للطرفين، فسيكون ذلك أمراً جيدًا". وتابع حديثه قائلاً إن هناك أحياء في حيفا أصبحت مختلطة دون تخطيط مسبق ومعلن، وذلك نتيجة ارتفاع مستوى معيشة العرب في المدينة. "من يتدبر أمر شراء شقة سعرها 3 ملايين شيكل هو من مجموعة أناس يرغبون العيش الرغيد".
وقال أمنون باري سوسيليانو، المدير المشارك لمنظمة مبادرات إبراهيم: "منذ قيام الدولة، تضاعف عدد السكان العرب ولم يتم إنشاء أي بلدة عربية جديدة وبحسب ادعائه فإن الزيادة السكانية لعرب أنتجت نقصاً في المساكن، ما دفع الناس إلى الخروج من بلداتهم، وهذا هو الوضع الذي يخلق مدنًا وأحياء مختلطة دون التخطيط السليم "بئر السبع وحريش وإيلات وغيرها تنضم إلى ركب المدن المختلطة. حتى شمال تل أبيب تسير بهذا الاتجاه."
وأوضح باري سوسيليانو أنه "لا توجد سياسة عامة توضح ما معنى المدينة المختلطة. لم يناقش أحد ما تعنيه المدينة المختلطة، أو حتى ما هو متوقع من الشرطة. السياسة تدخل المدن المختلطة بكل قوتها ونحن جميعا متأثرون بالنزاع.

ما بين الصمت والإسكات

وتقول المحامية عبير بكر، مديرة العيادة القانونية لحقوق الإنسان في جامعة حيفا، إن إسكات الأصوات هو جزء من قمع الجمهور العربي، وتطرقت إلى الاعتقالات التي تمت بحق العرب على خلفية تصريحاتهم بشأن الحرب. "تقييد حرية التعبير هو قمع لهويتي. لأن اليهودي الذي يعبر عن رأيه لا يتم قمعه. ما خلق الصمت النابع من الخوف ليس الاعتقال الفعلي فحسب، بل المشهد العام. أرى الظلم والقمع الذي يتعرض له شعبي في غزة وليس هناك من ألجأ وأتوجه إليه".
وتدعي بكر إنها لا تخشى الاعتقال فحسب، بل تخشى أيضًا عدم التضامن معها إذا تم اعتقالها. "هناك نوعان من الصمت: الخشية من أن تظل وحيداً في المعركة. الخوف من أنني إذا ضحيت بنفسي فسوف أترك وحدي، وهذا أمر صعب. والسبب الثاني المقلق هو الكرامة. أفضّل أن أبقى صامتة طالما ليس هناك اعتراف بهويتي القومية دون مواربة وتجميل للواقع"
الإسكات جزء صغير من المشكلة، فبحسب ما ادعى عضو الكنيست السابق دوف حنين فإن "من الواضح أن الهدف هو تهجير الفلسطينيين المتواجدين في إسرائيل. يبدأ تهجير سياسي يجرد الأحزاب العربية من أهليتها. قد تكون هذه هي الخطوة الأولى نحو التهجير المادي. وإن المشكلة ليست في بن جفير بل في نتنياهو، حيث ادعى في ديسمبر كانون الأول 2003، عندما كان وزيرًا للمالية، أن المشكلة الحقيقية هي عرب إسرائيل وليس عرب الضفة: "الفرق بين نتنياهو وداعمي كهانا هو أن نتنياهو لا يقول ذلك الواقع علنًا، بل يروج له بطريقة خفيّة".
وأشار حنين إلى أنه حتى بعد أكتوبر/ تشرين أول الماضي، تم القيام بأعمال أحبطت التحركات ضد الجمهور العربي. الإجراء الأول الذي تم اتخاذه، على حد قوله، هو "حرس التضامن" في تل أبيب – وهي منظمة مشتركة من اليهود والعرب هدفها الحماية من العنف القومي من كلا الجانبين، ومنع تكرار أحداث مايو/آيّار 2022 التي أدت إلى عملية هجوم "حارس الجدران". "لقد اجتمع الناس والمنظمات من أجل عدم تدهور الوضع للأسوأ، ولكي يكونوا قوى تقف على الجانب الآخر. لقد كان الأمر خارج نطاق الدوائر الطبيعية للمجتمع المدني".
"نحن في واقع النضال ضد الفاشية. والسؤال في مثل هذا الصراع هو من سيعزل من؟ اليمين المتطرف سيعزل الفلسطينيين، أو العكس، سننجح في عزل اليمين المتطرف”.

"نحن بحاجة إلى أن نكون في عالم العلاقات وليس عالم ردود الفعل"

إن بداية الحرب وعدم اليقين بشأن عواقبها على النسيج اليهودي العربي وضعت منظمات المجتمع المدني أما امتحان بشأن جدوى وجودها. عرضت الدكتورة شاني بيس، مديرة البحث والتقييم في مبادرات إبراهيم، "حراس الشراكة"، وهو تحالف من منظمات المجتمع المدني لمنع التصعيد في المدن المختلطة. إحدى المبادرات في التحالف هي أداة تكنولوجية لتحديد الخطاب التحريضي في مجموعات الأحياء في تطبيق "الواتساب" وهي تطوير لمنظمة "مراسل مزيّف".
وقال المحامي رسول سعدة، الرئيس التنفيذي المشترك لمنظمة "البيادر" للتنمية الاجتماعية والاقتصادية: “نحن لا نزال في عوالم رد الفعل على القوى التي تريد أن تنحدر بنا إلى هاوية كبيرة، وعلينا أن نكون في عوالم العلاقات. لقد تم طرح موضوع التعليم ومكانة الشبيبة. يجب أن نهتم بإنشاء الكثير من المساحات المشتركة."

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع