يقول وحيد الهزيل من رهط، مبادر اجتماعي الذي أقام مقر المخطوفين البدو ويف على رأسه: "لا يعرف المجتمع اليهودي كيف بدا 7 من شهر تشرين الأول / أكتوبر في نظر المجتمع العربي". وأضاف الهزيل قائلًا: "أنا أعتقد أن هذا مدهش. المجتمع العربي يعرف كيف يفصل بين السلطة وبين المواطن اليهودي. جلست مع شخص الذي لديه الكثير من الانتقادات على الدولة، عندما تحدثنا عن أصدقائه اليهود رأيت الألم الداخلي الذي يتحدث عنه، عن الصديق اليهودي، عن العائلة اليهودية في بئيري، في صوفا، في نير يتسحاق. في نهاية المطاف، يهود وعرب لاقوا مصرعهم هنا".
العنف في ذلك الوقت واليوم
في شهر أيلول / سبتمبر عمل الهزيل في ثلاث مبادرات: خطة مرافقة وتأهيل سجناء بعد إطلاق سراحهم من السجن، مشروع أخ كبير للجنود بعد تسريحهم من جيش الدفاع الإسرائيلي ومحاضرات. يقول وحيد الهزيل: "المحاضرات كانت في نظري عتبة قفز للقاء. أنا ألتقي مع الأشخاص وأتحدث عن الأزمة القيادية في المجتمع البدوي، من هو هذا المجتمع العربي مكان الدولة حتى هذا اليوم، أي إجراءات مررنا بها، ما هي المشاكل في المجتمع. المحاضرة الثانية تعنى بالعنف في المجتمع العربي، أنا أقصّ قصة العنف مكان الدولة حتى اليوم. العنف ينغص عيشنا جميعا، ولا أحد انتبه إلى ذلك لأننا جميعًا نقول ‘هذا بعيد عني‘. نفس المجرم الذي يقوم بإطلاق النار في بئر السبع يقوم أيضًا بإطلاق النار في رهط".
الوهم يتحطم
على الرغم من الانتقاد، إلا أن الهزيل يشعر بأن الجمهور ناضج لحياة مشتركة. يتابع وحيد الهزيل قائلًا: "من رأى الأمور قال ‘نحن نتجه نحو السلام‘. شعرت أن شيئًا مختلفًا تمامًا يحدث. باختصار كنا في وهم". وهم الذي تحطم في – 7 من شهر تشرين الأول / أكتوبر. ويضيف الهزيل قائلًا: "أنا أسمع ولا أفهم، فجأة يوجد هناك مقطع الفيديو المدهش الذي نتذكره جميعًا، سيارة التندر البيضاء في سديروت. لم أصدق. أنا أعرف الجيش، لم أصدق أن شيئًا كهذا يحدث. اتصلت بصديق في كيرم شالوم (كرم أبو سالم)، عوفر مركّز الأمن المنتظم العسكري، وقال لي ‘يوجد لدينا مخربون، نحن نحتاج إلى سولار!‘، فسألته إذا كانت هناك حاجة أن آتي. فقال لي ‘لا تقترب‘. لا أحد يعرف ما هي الصورة. اعتقدت أن هذا حادث صغير عينيّ. إذ أنه يوجد هناك جيش قوي. اتصلت بالقرية التعاونية كيبوتس حوليت مع آفي رحمه الله، فلم يرد. كما أن يوسي باخر أيضًا لم يرد. أنا لم أصدق بأن هذا حقًا يحدث في داخل دولة إسرائيل".
لن يحدث هذا لنا
وأردف وحيد الهزيل يقول: "قبل ذلك بشهرين ونصف كانت لي محاضرة في كتيبة دورية الصحراء البدوية. اتصل قائد الكتيبة وقال أن الكتيبة حسب رأيه تعيش في نشوة، ‘لن يحدث هذا لنا‘. قلت لهم ‘فكروا في ثلاثين دراجة نارية، على كل مثل هذه الدراجة النارية شخصان اللذان يمرون من السياج، ينتشرون في القطاع ويدخلون إلى القرى التعاونية الكيبوتسات. كل فرقة غزة لن تلقي القبض عليهم. أنا خرجت منزعجًا، أنا أفهم ذلك، وكذلك قائد الكتيبة المنزعج. يوجد لدينا سياجان، توجد لدينا كاميرات، توجد لدينا كل وسائل الحراسة، سياج من الأعلى إلى الأسفل".
سيل من الاتصالات الهاتفية
بالعودة إلى يوم السبت اللعين. يقول وحيد الهزيل: "في حوالي الساعة 11:00 صباحًا – 12:00 ظهرًا بدأت أفهم ما الذي يحدث. أنا أنلقى اتصالًا هاتفيًا من عائلة الزيادنة، الذين لديهم أفراد من العائلة موجودون في منطقة القرية التعاونية كيبوتس حوليت ولا يعرفون ما الذي حدث معهم. بدأنا أنا وأخي فريد نتلقى اتصالات هاتفية على أنواعها. نحن نفهم. يوجد لدينا أفراد من العائلة الذين عملوا في الحراسة في نوفا. بدأت الصورة تتضح رويدًا رويدًا في تلك الساعات. يوجد هناك 3.000 بدوي الذين يعملون في غلاف غزة. لا نعرف أين يتواجدون".
"قبل الحرب عمل المجتمع البدوي بشكل منفصل، إلا أنه في أول يومين من الحرب بدأ المجتمع يفهم أن هذا حادث كبير. جميعهم اتحدوا، وحينها أصبحوا جسمًا واحدًا، كتلة واحدة، وبدأوا بالمعالجة. في الأيام الـ – 21 الأولى، السلطة في دولة إسرائيل، ليست الدولة، السلطة – غير قائمة"
وأضاف وحيد الهزيل يقول: "أخي، مقدم في خدمة الاحتياط في قيادة الجبهة الداخلية، قال لي: ‘الحادث كبير، تعال وافتح غرفة عمليات طوارئ، تعال لنبدأ نركّز الأمور ونعمل سوية‘. نشرت في الفيسبوك رقم هاتفي، وعرضت المساعدة في العثور على أفراد عائلة في المنطقة. وحينها بدأت أتلقي سيلًا من الاتصالات الهاتفية من أشخاص من جميع الأشكال. اعتقدت أن هذا لمدة يومين – ثلاثة أيام وكل شيء سوف ينتهي. إلا أن هذا استمر. بدأت أرتب لنفسي قوائم منظمة، بدأت أتحدث مع الأشخاص. فجأة بدأ الناس يتصلون بي للحصول على معطيات. اتصلت بعضو الكنيست وليد الهواشلة (القائمة العربية الموحدة) وبغرفة عمليات الطوارئ التي تمت إقامتها".
المواطنون قاموا وتنظموا
ومضى وحيد الهزيل قائلًا: "بسرعة كبيرة بدأوا بالتنظيم في المجتمع البدوي. هذا أحد الأمور المدهشة التي كانت هنا. تمت إقامة غرفة عمليات الطوارئ المدنية، وهي توحد جميع المنظمات في المجتمع البدوي. قبل الحرب عمل المجتمع البدوي بشكل منفصل، إلا أنه في أول يومين من الحرب بدأ المجتمع يفهم أن هذا حادث كبير. جميعهم اتحدوا، وحينها أصبحوا جسمًا واحدًا، كتلة واحدة، وبدأوا بالمعالجة. في الأيام الـ – 21 الأولى، السلطة في دولة إسرائيل، ليست الدولة، السلطة – غير قائمة. وحينها قمنا نحن المواطنون، وكل واحد أخذ على نفسه مهمة وقام بتنفيذها".
غرفة عمليات الطوارئ
وتابع الهزيل قائلًا: "عملت مع العقيد أبو صلب الذي كان ضابط قصاصي أثر رفيع. قمنا بالبحث عن أحد الشبان البدو الذي تم الإعلان عنه في يوم السبت على أنه مفقود. في يوم الثلاثاء تلقينا إشارة حياة من نفس الشاب، وفقًا لها أنه موجود في داخل عبّارة مياه. فقد أرسل الموقع للعائلة، وقامت العائلة بتحويل ذلك إلى شخص يعمل في مجلس محلي شقيب السلام، الذي اتصل بي، وأنا اتصلت بابن أخي في الجيش، الذي اتصل بأبي صلب. وقد وصلا إلى النقطة، أخرجوا الشاب حيًا. ما الذي كان سوف يحدث لو لو ننجح في الوصول إليه؟".
وأردف وحيد الهزيل يقول: "كانت هناك عائلات التي لم تستطع أن تصل إلى معسكر شورا. فقمنا بإيصالها. شخص وجد جثة في القرية التعاونية كيبوتس حوليت، لم ينجحوا في التعرف على صاحب الجثة. قالوا: ‘قد تكون هذه عائشة الزيادنة‘. أنا وصلت إلى العائلة. كيف تتحدث أنت مع العائلة؟ أنت تسألهم ماذا ارتدت، أو أنك تبدأ بتوجيه أسئلة عامة من أجل أن تصل إلى ما تريد. أنا أتحدث مع الضابط في شورا، وهو يقدم معطيات. وهم بدأوا يتحدثوا حول شتى الأمور. كانت هذه الفترة للمفقودين ذات إشكالية بالنسبة لنا. المخطوف في الواقع أنت تعرف أنه مخطوف، القتيل هو قتيل، لكن المفقود، لا أحد يعرف ما الذي يحدث معه. هنا يجب عليك أن تكون فنانًا. كيف تتوجه أنت إلى العائلة؟ ماذا تقول للعائلة؟ كيف تمنح العائلة قوة؟ يجب أن تكون حذرًا في كل أمر. كذلك أن تصل إلى العائلة ليست هناك حاجة أن تكون من بين الأوائل، يجب أن تكون أنت الأخير. أن تجعل الأمور تنضج، أن تعطي الوقت للعائلة من أجل أن تنضج".
يقول الهزيل: "عمر أبو سبيلة، في البداية عرفنا أنه لقي مصرعه، إلا أنهم لم يعرفوا اين هي الجثة، فقمنا بتعريفه على أنه مفقود. طوال الوقت أعطوا العائلة أملًا بأنه حي. نحن نعرف أنه مات. اتصلوا بي وقالوا لي: ‘نحن نريد أن نبلغ العائلة‘. بدأت بالتحدث مع العائلة، لم أقل لهم. أردت أن أنسق، إلا أنهم طوال الوقت كانوا يرفضون. طوال الوقت حملت ذلك، حتى وصلوا إليهم".
وأضاف الهزيل قائلًا: "عندما وصلت إلى غرفة عمليات الطوارئ المدنية قالوا لي: ‘نحن لن نتصل بشكل مباشر. أولًا وقبل كل شيء، سوف نجري فحوصًا أي عائلة تلك‘. جلست عندهم في غرفة عمليات الطوارئ، كان ذلك في يوم الجمعة، من الساعة الثامنة صباحًا، مع ثلاث فتيات رائعات، حتى الساعة الثانية بعد الظهر، قمت بعمل رسم تصميمي لهم، حتى قمت بعمل تشبيك، قمنا بتصفير القوائم. أنت تتحدث مع أشخاص، تلامسهم. اتصلت لسماع الناس. هم خافوا من أن يتصلوا بالناس، هم خافوا أن يفحصوا. العائلة في الواقع في حادث، من ماذا تخاف؟".
المسيرة لتقديم المساعدة
وتابع الهزيل قائلًا: "في بداية الفترة نجحت في تجنيد عدد من الاشخاص، وعدد من الأشخاص جندوا أنفسهم لي. روتم شفارتس من الجوينت، رأتني في التلفاز. اتصلت بفؤاد الزيادنة واستوضحت واتصلت بي. قالت لي، ‘أنا في الطريق إليك يوم غد. أين سوف نلتقي؟‘ وهي تجند عدد من الشابات من رهط، وهن بدأن بالعمل ويخرجن إلى زيارة إلى العائلة. نحن بدأنا في التعرف على ما هي احتياجات العائلات، وبدأنا نعمل على العائلات. إبراهيم العطاونة من مركز هحوسن (مركز القوة) تجند، وكذلك الأمر شابة من عائلة عباس من وزارة التربية والتعليم. ليئور كالفا من شعبة التطوير الاقتصادي. كل شيء بتطوع. جميعهم يقولون: ‘نحن معكم، نحن هناك‘، وبدأوا المسيرة لتقديم المساعدة للعائلات. وخلال هذه المسيرة أنا فقدت زوجتي، وفجأة أنت تجد نفسك مع وظيفة ثانية، والتي هي ليست سهلة. أيضًا أن تعتني بالأطفال، وكذلك أن تستمر إلى الأمام".
يقول وحيد الهزيل: "موت زوجتي لم يكن مفاجئًا. كان ذلك في تاريخ – 19 من شهر نيسان / ابريل. هذا شيء معروف، وأنت تبدأ بالتأقلم معه، أنت تحضّر نفسك، وأنا أعتقد أن تلك هي إحدى النقاط التي منحتني القوة".
هذا لم يكن أول فقدان للهزيل هذا العام. في شهر آب / أغسطس من عام 2023 رحل والده عن الحياة. يقول وحيد الهزيل: " هذا يمنحك أن تمعن النظر إلى الأمور من زاوية مختلفة تمامًا، حول وظيفة الأب، أن أنظر من داخل فجيعتي كيف يتعامل الناس مع فجيعتهم".
القصة هي الأحياء
وأردف وحيد الهزيل قائلًا: "يجب أن نستمر قدمًا إلى الأمام. من جهة، أن تفعل، لأنه يجب عليك أن تفعل، وحصلت على مهمة، وللاهتمام بالعائلات، ولمرافقة العائلات، وأن تفعل لأنه يجب عليك أن تفعل من أجل الناس، الناس الذين هم أحياء. وقصتنا، نحن في الدولة أننا ننشغل لأسفي الشديد بالأموات أكثر من أن ننشغل بالأحياء. وأنا أعتقد أن القصة هي الأحياء. الميت هو رمز، هو يمنح القوة، إلا أن العمل يجب أن يكون مع الأحياء. لأننا إذا عرفنا أن نتعامل مع الأحياء، فنحن نستطيع أن نخلق مجتمعًا آخر".
ومضى الهزيل يقول: "القذائف الصاروخية لم تتخط أي واحد منا. رأينا رئيس بلدية عراد الذي فتح الملاجئ للمجتمع البدوي، وهذا يجب أن يقول الأمور بالصورة الأكثر وضوحًا. هو لم يسأل أي أحد ، هو لم يقل هم ونحن. حياتنا مشتركة، وإذا لم نعرف نحن أن نقدّر ذلك، فنحن في مشكلة جدية".
سفير لكلا الشعبين
وأضاف الهزيل قائلًا: "في المجتمع العربي دائمًا ما أخذوا عني فكرة بأنني الضابط، وهذا ليس بالضرورة كأمر جيد. وفجأة حضرت وقمت بالاهتمام بهم. وهم قالوا لي: ‘اكتشفنا إنسانًا مختلفًا تمامًا‘. أنا مقدم، مقاتل، اعتقدوا عني أنني ‘مع سكين بين الأسنان‘، وفجأة يرون شخصًا مع قلب. فجأة يلتقون بشيء مختلف تمامًا عن ما يعرفونه عنك. هذا بالضبط ما يدهش هنا، أنك أنت أيضًا تغيّير وجهة النظر والتصوّر، ليس عنك فقط، بل عن المجموعة التي أتيت منها. هذا ليس الضابط مع الحصان الأسود، هذا شيء مختلف تمامًا".
وتابع وحيد الهزيل يقول: "عندما أصل إلى البيت، فإنني أمثّل الجيش، عندما أكون لدى المجتمع اليهودي، فإنني أمثّل المجتمع البدوي. أنت سفير لكلا الشعبين رغمًا عنك. الحكمة هي أن تفعل ذلك من دون أن تكون مشهورًا. كيف تتحوّل أنت لتكون السفير الذي يرغب الجميع في تقبّله، وأن يقدّروا ما تقوم به؟".
ومضى الهزيل قائلًا: "أحد الأمور الرائعة كان أن ألتقي كايد فرحان القاضي. لم أعرف العائلة قبل 7 من شهر تشرين الأول / أكتوبر. ذهب أخي لزيارة العائلة، وكايد سأل ‘أين وحيد؟‘ فقلت: ‘إذا سأل هو عني، فإنني سوف أذهب‘. أنت تفهم أنك قمت بشيء جميل. صحيح، رافقت العائلة، إلا أنني لست أنا من أخرجته من غزة. لكن ما دام أنه سأل عني فإن هذا يمنحني القوة، وهذا يمنح القوة كي أستمر".
"القذائف الصاروخية لم تتخط أي واحد منا. رأينا رئيس بلدية عراد الذي فتح الملاجئ للمجتمع البدوي، وهذا يجب أن يقول الأمور بالصورة الأكثر وضوحًا. هو لم يسأل أي أحد ، هو لم يقل هم ونحن"
الفرصة للدمج
يقول وحيد الهزيل: "توجد هنا فرصة رائعة لأخذ المجتمع العربي وتجنيده في الخدمة الوطنية، للاهتمام بأبناء الشبيبة، للاهتمام بالناس، للاهتمام بالصعوبات في داخل دولة إسرائيل، وكانت فرصة هنا لمشاهدة كيف يندمج المجتمع العربي. الأشخاص في الميدان حقًا يفعلون كل شيء من أجل منع هدم البيوت. لكن لأسفي الشديد، جاء وزير مع أجندة مدمرة من المس بالنسيج الاجتماعي. توجد مشكلة، يجب فعل كل شيء والاهتمام بالمجتمع بشكل صحيح، لكن أنت لا تستطيع من دون أن تقدم حلولًا".
سياسة وفقًا لحالة الطقس
وأضاف الهزيل قائلًا: "عدنا إلى الوضع الذي كان قبل 7 من شهر تشرين الأول / أكتوبر، نحن لسنا سوية. يوجد قضم وتنغيص العيش في داخل الدولة من الداخل، ولا أحد يرى ذلك. هذا مخيف. أنا أعتقد أنه توجد لنا دولة جميلة، التي هي بحاجة إلى قيادة وليس إلى سياسيين. يوجد لدينا الكثير من السياسيين، إلا أنه لا يوجد لدينا قادة. السياسيون يذهبون بين قطرات المطر، وفقًا لحالة الطقس. وهذا مخيف. هذا مخيف".
أن أبكي وأصمد
وتابع وحيد الهزيل قائلًا: "لحظات التفكك قائمة طوال الوقت. الحكمة هي أن تعرف كيف تتعامل معها. أنت لا يجب عليك أن تصل إلى وضع أن تتفكك دفعة واحدة، لأنك حينها أنت تتحول إلى قطع صغيرة وأنت في مشكلة. يوجد لدي نصف ساعة – ساعة قبل أن تذهب إلى النوم، ملخصي اليومي، هناك أنا من المفروض أن أسترخي، وأن أنهض في الصباح مع قوى جديدة. نصف ساعة قبل أن أذهب إلى النوم أنا أتوقف، أفكر في ما فعلته وماذا كان وما الذي يجب فعله. هذا يوجع القلب، إلا أنه يجب أن تعرف كيف تفعل ذلك بشكل صحيح. وإذا كانت هناك حاجة للبكاء، فإنني أبكي".
وأردف الهزيل يقول: "هذا يقودك إلى أن تصمد. لو احتفظت بكل شيء في داخلي ولم أنشغل بذلك على الأقل نصف ساعة – ساعة كل يوم، لما صمدت حتى هذه اللحظة. تعلمت التأمل الداخلي، وأن لا أعقب على كل ما يقال، أن أنتظر، أن أجعل الأمور تنضج، حتى لو سمعت شيئًا يقال عنك".
وأردف الهزيل قائلًا: "اليوم أنا منشغل في إحياء ذكرى سامر الطلالقة. قمت بتجنيد 100 ألف دولار وأنشأت غرفتين دراسيتين رقميتين على اسمه. هدفي هو إدخال غرفة دراسية رقمية إلى المجتمع البدوي. قمت بتجنيد والدة سامر، التي هي معلمة. وأنا مستمر في المسيرة لعمل الخير".
أن نتعلم، أن نتحدث، أن نتجادل
وخلص وحيد الهزيل إلى القول: "ويوجد لدي أيضًا شيء آخر الذي بدأت الآن بالعمل عليه، مع صديقين اثنين آخرين، وهو تنظيم لقاء بين اليهود والعرب. الكثير من الأشخاص منشغلون بذلك، إلا أنني أعتقد أنه من المهم في الوقت الحالي تنظيم لقاءات بين الناس والتحدث عن المشاكل. تعلّم اللغة العبرية هذا على المدى الطويل. في هذا الوقت أنا أعتقد أنه يجب علينا أن ننشغل بالحوار أكثر، أن نتحدث، أن يصغي الواحد للآخر. أن نتجادل، مسموح أن نتجادل".