التقى ما يقارب – 120 طالبًا وطالبة من طلاب صفوف الروابع – الخوامس من المدرسة الابتدائية في رخمة ومن مدرسة "شاحر" في يروحام في يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، في ظل الحرب والتوتر في المجتمع الإسرائيلي على وجه العموم وفي النقب على وجه الخصوص.
تركز الحدث الذي تم تنظيمه من قبل جمعية ‘عتيد بمدبار‘ (مستقبل في الصحراء) وأجيك – معهد النقب، على الألعاب، ورشات الطهو والعزف، وانتهى بعرض فني لفرقة مشتركة يهودية – بدوية. وشدد منظمو الحدث والشركاء في تنظيمه، على أن يكون الحدث لسكان يروحام وسكان رخمة.
وقال نيطع تسحور، من جمعية ‘عتيد بمدبار‘ (مستقبل في الصحراء) ومن منظمي الحدث: "هذا حلمي منذ سنوات طويلة". وأضاف تسحور قائلًا: "كانت الفكرة أن ننظم عيدًا يكون مشتركًا لليهود والعرب، الذي يدخل إلى التقويم السنوي الخاص بنا على المستوى المحلي وعلى المستوى القُطري. ليس عيدًا يهوديًا أو عيدًا إسلاميًا بل شيء مشترك للجميع، بأن يستطيع الجميع أن يشعروا أنهم في البيت".
وواصل نيطع تسحور حديثه قائلًا: "أنا أؤمن بالأعياد، بالثقافة وبالتقاليد. أعيادنا تكوّن من نحن. في المجتمع الإسرائيلي لا يوجد عيد إسرائيلي ما عدا الأيام القومية والوطنية التي هي متعارضة مع المواطنين العرب. إذا أردنا مجتمعًا واحدًا موحدًا، فليس لنا أي مكان لنحتفل بذلك".
هذا الحلم يتغذى أيضًا من الواقع الصعب. ويتابع نيطع تسحور يقول: "في الآونة الأخيرة كانت هناك مظاهر عنصرية في يروحام. رغبنا في تكثيف اللقاءات من أجل معالجة هذا الأمر. عندما أتيت إلى مدير المدرسة في رخمة، سليمان فريجات، قال لي ‘لماذا تأتون إلينا للتحدث عندما تكون هناك مشاكل. تعال نفعل الأمور في الجانب الإيجابي، في الحياة العادية الروتينية‘. فاتفقت معه".
يقول تسحور: "كان هذا مؤثرًا". وأردف قائلًا: "في الصباح كان هناك حدث للطلاب، وبعد الظهر كان هناك حدث مفتوح للجمهور الواسع، للعائلات. حضر الناس، إلا أنه كان من الصعب إحضارهم. توقعنا حضور المزيد من الناس. حضر الكثير من الأطفال الصغار. هذا لم يكن حوارًا حول المشاكل، بل كان لقاء مباشرًا بدون واسطة".
يقول تشحور: " بالنسبة للأطفال أسهل بكثير، هم بكل بساطة لعبوا سوية من دون تحضيرات. قفزوا مباشرة إلى المهام، تعاونوا على الرغم من قيود اللغة. كان هذا أمرًا رائعًا". ويضيف تسحور قائلًا: "كانت هناك أيضًا نزاعات. كانت هناك مجموعة التي بعد الفعالية رفضت أن تجلس للتلخيص مع المجموعة الثانية. كانت هناك حاجة إلى الاقناع من المديرة. طفلة واحدة قالت لي أنها عندما نزلت من حافة الركاب، فإن الأطفال البدو ضحكوا عليها. وقالت ‘هم نظروا إليّ وضحكوا‘. هي لم ترغب أن تتقدم لتتحدث معهم. يوجد هناك الكثير من الخشية والخوف واتضح ذلك في التحضير. الجانب العربي رغب أكثر في اللقاء وأن يشارك ويريد أن يقترب والجانب اليهودي لم يفهم دائمًا من أجل ماذا، فهذه ليست حاجة بالنسبة لهم".
كان الحدث حدثًا افتتاحيًا لسلسلة لقاءات بين المدارس خلال السنة الدراسية. وأردف نيطع تسحور قائلًا: "سوف تكون هناك ستة لقاءات أخرى. سوف نتعامل معها مع الأمور التي تم طرحها. يجب علينا أن نجد الأمر الذي يهم الأطفال، لعبة التي من الممتع اللعب فيها، أمور التي تنجح في تجاوز عائق اللغة. جميع الأطفال يحبون اللعب، يحبون الاستماع إلى الموسيقى. أنا آمل أن يجلب الأطفال أولياء الأمور أيضًا للتقارب".
ويتحدث تسحور عن العرض الفني الذي أقيم في ساعات ما بعد الظهر. وقال تسحور: "عزفت الفرقة أيضًا أغاني بدوية كلاسيكية. النساء البدويات بالفعل سررن وغنين الأغاني. هذا جزء من الشأن، بأن يكون هناك مكان متساو للجميع. من ناحية البدو، فهم يعيشون في حيز غير متساوي ويجب عليهم أن يندمجوا في الثقافة الإسرائيلية. بذلنا جهدًا، من أجل أن يكون هناك حيز آمن للنساء البدويات. أقمنا خيمة للنساء وخيمة للرجال وحيزًا مشتركًا".
في نهاية اليوم، كان تسحور مليئًا بالأمل، لكنه أيضًا واعيًا للتحديات، وخلص تسحور إلى القول: "فهمت أنه يوجد لدينا الكقير والمزيد من العمل. يوجد الكثير من الحواجز والكثير من التحديات في خلق حياة مشتركة. نحن نعمل على ذلك من مشروع إلى آخر".
"لماذا يجب الوصول إلى جيل 18 عامًا من أجل اللقاء مع يهود. خسارة انني لم التقي قبل ذلك"
خولة الطوري، مديرة شريكة في مجال مجتمع مشترك في أجيك – معهد النقب، انشغلت خلال اليوم في مرافقة أعضاء سنة الخدمة الذين التقوا مع الأطفال. تقول خولة الطوري: "دائمًا توجد هناك صعوبات على وجه الخصوص في هذه الفترة". وأضافت الطوري قائلة: "مطلوب منا الكثير من التحضير للمحتوى والمضمون وفي المدارس. قمنا بإجراء تحضير لمدة يوم واحد في الصفوف لهذا الحدث، من أجل أن يشعروا بأنهم آمنون. حضر الأطفال مستعدين أكثر إلا أنه كان هناك حتى الآن فزع أولي في اللقاء".
وواصلت خولة الطوري حديثها قائلة: "بعد أن أنهينا الفعالية، قمنا بجمع ناشطي سنة الخدمة في المجتمع إلى محادثة. في المحادثة طغت مخاوف والكثر من المشاعر الإيجابية. وتحدث المرشدون عن أنهم لم ينجحوا في التواصل وكان من الواضح جدًا أن هذا هو لقاؤهم الأول. هم يلتقون في الحياة اليومية، في الشارع وفي المجمع التجاري، إلا أنهم لا يتواصلون. كان من الواضح أن هذه هي البداية. وهم قالوا في المحادثة، ‘نحن غاضبون من أنفسنا لأننا حتى الآن لم نفعل ذلك‘ وتساءلوا كيف أنه بدلًا من البحث عن من هو مسؤول، أن يتحملوا المسؤولية عن الوضع وأن يعملوا. كانت هناك تساؤلات أخرى، هل وُلد العنصري هكذا أم أنه تتم تربيته على ذلك وكيف يمكن أن نكسر الصور النمطية".
وتابعت خولة الطوري تقول: "إحدى المشاركات قالت بأنها نظرت إلى نفسها عن طريق الأطفال، ‘أنا التقيت لأول مرة بيهود فقط في جيل المدارس الثانوية. لماذا يجب الوصول إلى جيل 18 عامًا من أجل اللقاء مع يهود. خسارة انني لم التقي قبل ذلك‘. كان هناك شعور بأننا فعلنا شيئًا في فترة صعبة جدًا، بأنه يوجد هناك أمل. إذا انتقل الطلاب في غضون ثلاث ساعات من الغرابة إلى التعاون، فماذا سوف يحدث في ما لو كان اللقاء مكثفًا أكثر؟".
مثلها مث المرشدين، كذلك الطوري ايضًا الموجودة في المجال منذ ست سنوات، فوجئت قليلًا. وخلصت خولة الطوري إلى القول: "بشكل عام أنا معتادة على الوقوف مع طلاب جامعيين وكبار في السن ولم أعمل ولا مرة مع طلاب من مدرسة ابتدائية. شعرت قليلًا، بأنني فوّتت عددًا من الأمور. كان الشعور هو شعور بالفخر على المكان الذي وصلنا إليه اليوم، إلا أنه كان الشعور بتفويت الأمور التي كان يمكن أن تحدث ولم تحدث. هذه الأزمة هي فرصة، ويجب علينا أن نُخرج منها الأفضل. بدأت أرى الأمور ، فقط بعد الأزمة. أنا افهم بشكل عميق، وأننا نجحنا في الدخول إلى المزيد من الأماكن. يجب التركيز على التعاطف، على العلاقة الشخصية، أن ينظر الواحد إلى عيون الآخر. يجب أن نستمتع باللحظة وأن لا نسمح للإزعاجات من حولنا أن تضايقنا".
كان الشركاء في الحدث: كو – تربوت، كيرت كييمت ليسرائيل (الصندوق القومي اليهودي)، تاف – همشفيه (علامة المساواة)، كركاس بمدبار (سيرك في الصحراء)، سلطة الآثار، أغام يروحام (بحيرة يروحام)، الخيمة المتجولة التابعة لناصر، مدرسة هشاحر ومدرسة رخمة.