صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الأحد 19 كانون الثاني 2025
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

"من الجيد أننا لم نقم بالإخلاء. فهذا حافظ على المجتمع": دفتر يوميات الحرب لمديرة قسم الرفاه الاجتماعي في حرفيش التي تعرضت للقصف

جندت سلام سابق متطوعين، اضطرت إلى أن تكون الأولى التي تعرف عن وفاة أبناء القرية، وبذلت جهودًا للمحافظة على الحياة العادية الروتينية على الرغم من إطلاق القذائف الصاروخية | مع وقف إطلاق النار، هي وطاقمها تستعد للتأهيل: "نستعد إلى سيل من التوجهات، كل شيء سوف يرتفع الآن"

سلام سابق. "أنا عنوان من أجل الجميع. هذا يمنحني القوة. هذا جزء مني" (تصوير : يونتان بلوم)
سلام سابق. "أنا عنوان من أجل الجميع. هذا يمنحني القوة. هذا جزء مني" (تصوير : يونتان بلوم)
بقلم ينيف شرون

تتحدث سلام سابق، مديرة قسم الرفاه الاجتماعي في مجلس حرفيش المحلي، عن الأيام التي ما بعد وقف إطلاق النار في الشمال بابتسامة وتتنفس الصعداء. تقول سلام سابق في مقابلة مع ‘دفار: "نحن نشعر بذلك في الأجواء، الناس أكثر هدوءًا". وأضافت سابق تقول: "إلا أنه لا تزال هناك حالة من التأهب".
لم تكن حرب السيوف الحديدية الأزمة الأولى، التي تضطر فيها سابق، وهي عاملة اجتماعية منذ 28 عامًا، إلى إدارة القرية الدرزية في الجليل التي ترعرعت فيها وتسكن فيها طوال حياتها. تقول سلام سابق: "استلمت إدارة القسم في – 14 من شهر كانون الثاني من عام 2019، قبل أربعة أيام من تفشي جائحة الكورونا. تلك الفترة أهّلتنا، وتعززت الثقة بين السكان ومنظومة الرفاه الاجتماعي. أنا أنتمي إلى هنا، هذا في دمي".
حرفيش، بجميع سكانها الـ 7.000 نسمة، موجودة على مسافة أقل من ثلاثة كيلو مترات عن الحدود مع لبنان، على مدى معظم البلدات التي تم إخلاؤها في بداية الحرب. على الرغم من ذلك، لم يتم إخلاؤها. سكان القرية كانوا معرضين إلى إطلاق القذائف الصاروخية أكثر من أي وقت مضى، إلا أن سابق تقدّر بأنه حتى لو كانت الحكومة قد أعلنت عن الإخلاء، فإن معظم السكان كانوا سيبقون في بيوتهم، تعبيرًا عن التقاليد الدرزية بالتشبث بالأرض. قادت هي والأشخاص العاملين في طاقمها مجمع الخدمات الاجتماعية في القرية، واهتموا بأن لا يبقى أي شخص وحيدًا. هذا دفتر يوميات الحرب الخاص بها.

من يهتم بتقديم العلاج بالمريض

تقول سابق: "في يوم الخميس، 5 من شهر تشرين الأول / أكتوبر، كنت سوية مع طاقمي في تأهيل طواقم الطوارئ في مركز حوسن (القوة) الجليل الغربي". وأضافت سلام سابق قائلة: "كان هذا هو اللقاء الأخير، الذي كان موضوعه ‘من يهتم بتقديم العلاج للمريض‘".
على حين غرة، تحوّل التأهيل بشكل سريع جدًا إلى واقع. وتابعت سابق تقول: "بعد يومين، في يوم السبت، استيقظنا ورأينا الأخبار. كل شيء انقلب على عقبيه. هذا لم يكن يوم عمل، إلا أنه كانت لنا محادثات عبر برنامج الزوم. كان التجمع أمرًا فظيعًا. كنا في حيرة وارتباك، مع الكثير من الأسئلة – هل نحن تابعون أم غير تابعين للحرب؟ هل سيصل هذا إلينا؟ اتصلوا عليّ من مركز حوسن (القوة) ليبلغوني بأن هناك خطًا ساخنًا، وأننا مدعوون للاتصال إذا كانت هناك حاجة لذلك. هذه هي الرسالة الأولى التي نشرتها في مجموعة القسم".
وواصلت سلام سابق حديثها بالقول: "في يوم الأحد وصلنا إلى العمل، وكان هناك الكثير من العمل الذي يجب علينا أن نقوم به. في حالات الطوارئ نحن لسنا فقط العائلات التي نقوم بمعالجتها في القسم، بل مع كافة الفئة السكانية. يجب علينا أن نتقصى من هو بحاجة إلى مساعدة والتوجه إليه، أولًا وقبل كل شيء الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم، الأشخاص الذين ليست لديهم جبهة عائلية والمواطنين الكبار في السن (القدامى). جلسنا مع القوائم وقمنا بعمليات تخطيط. قمنا بتقسيم أنفسنا إلى طواقم، طاقم للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، طاقم للكبار في السن (القدامى) وطاقم ميداني".
وأردفت سابق تقول: "يوجد هنا 7.000 نسمة، 430 مواطنًا كبيرًا في السن (قدامى). لكل شخص منهم توجد جهة اتصال في القسم. لا يوجد لدينا مسنون وحيدون. ومن دواعي سروري، لجميعهم توجد جبهة عائلية. أيضًا عائلات الجنود الذين يخدمون في الخدمة العسكرية في الاحتياط نحن منشغلون بها، نساء مع أطفال الذين ظلوا وحيدين. نحن العمود الفقري للمجلس المحلي في وقت الحرب. ما عدا المساعدة الخاصة، بادرت سابق أيضًا إلى عقد لقاءات لتعزيز القوة المجتمعية.

חורפיש: היום נערכה פעילות הפגתית לחיזוק החוסן האישי בצל המלחמה דרך עמותת "הרבעון הרביעי". העיסוק המרכזי הינה חיזוק ערבות…

Posted by ‎מועצה מקומית חורפיש- مجلس حرفيش المحلي‎ on Wednesday, March 6, 2024

تقول سابق أنه خلال أشهر الحرب الأولى تمركزت سرية جنود في الطابق الأول من مبنى قسم الرفاه الاجتماعي. وأضافت سابق: "هم ناموا هناك. تناولنا الطعام سوية. حينها قمنا بالاهتمام بهم أيضًا. كذلك في وقت لاحق ظل عدد من الجنود الذين تواجدوا معنا".

بين العائلة والوظيفة

إغلاق منظومة التربية والتعليم في بداية الحرب شكّل تحديًا للموظفات، معظمهن أمهات لأطفال صغار، اللواتي اضطررن إلى الاهتمام بهم في موازاة وظيفتهن. تقول سابق: "في البداية كان لنا الكثير من الفوضى. كل أم يجب عليها أن تكون مع الأطفال، وكذلك أيضًا في الميدان".
كذلك تعاملت سابق مع التوتر الذي بين العمل والعائلة. تقول سلام سابق: "كان يجب عليّ أن أكون مع طاقمي، أن أحتويه وأن أقوم بإرشاده. وأنا أيضًا أقوم بإدارة مجموعة كاملة من الفئة السكانية في حالة الطوارئ. في عائلتي، يوجد لدي أبناء أخوة الذين تم استدعاؤهم بالأمر 8، ووالدي مسن ويبلغ من العمر 83 عامًا، وأنا يجب عليّ أن أكون معه".
وأضافت سابق تقول: "توجد لدينا موظفات مع طفلين صغيرين، وزوج الذي يخدم في غزة. كان يجب عليّ طوال الوقت أن أدعمها. أن أحتوي الطاقم، هذا واجبي. كذلك نحن لسنا هادئين ومطمئنين، لسنا مستقرين. نحن نبحث عن مَن يدعمنا، وندعم الآخرين. عائلتي وطاقمي دعموني".
وواصلت سابق حديثها بالقول: "من أجل التخفيف والتسهيل على الأمهات في الطاقم، قمنا بافتتاح مكان لأطفال الموظفات. قمنا أيضًا بتشكيل مجموعة أمينات على القوة، 25 سيدة اللواتي يهتممن بزيارة والتواصل مع مَن يجب زيارته والتواصل معه، من أجل تعزيزهن. عندما عادت المدارس إلى التعلّم عن بُعد فإن هذا الأمر خفف على الموظفات، وقلل من الضغط والهلع".

نحارب من أجل المحافظة على الحياة العادية الروتينية

تتحدث سلام سابق عن الجهد المتواصل للمحافظة على استمرارية عمل كل أطر التربية والتعليم والرفاه الاجتماعي في القرية، على الرغم من إطلاق القذائف الصاروخية والصواريخ. تقول سابق: "ليس في الإمكان البقاء في البيت وعدم فعل أي شيء. فليحدث ما سوف يحدث. يجب عليّ أن أحمي السكان. يوجد إطار من العمل التأهيلي الموجود في الملجأ، ولم يتم إغلاقها يومًا واحدًا. نوادي المسنين أيضًا محمية، وعملت كالمعتاد، ما عدا نادي المسنين الرجال. هناك اضطروا إلى وقف العمل لمدة ثلاثة أشهر، حتى عثرنا على مكان ملائم. الأمر الأكثر نجاحًا الذي قمنا به هو أننا حافظنا على الإطار الاجتماعي والعمل والحياة العادية الروتينية".

"تمر عليّ ليالي ليست سهلة. نحن يجب علينا أن نقدم أقصى حد من الخدمة، لكن يجب أن يتم الاهتمام بنا" (تصوير : يونتان بلوم)
"تمر عليّ ليالي ليست سهلة. نحن يجب علينا أن نقدم أقصى حد من الخدمة، لكن يجب أن يتم الاهتمام بنا" (تصوير : يونتان بلوم)

وأضافت سابق قائلة: "توجد في القرية 18 حضانة بيتية، حاضنة مع خمسة أطفال. وفقًا لتوجيهات قيادة الجبهة الداخلية قمنا بإغلاقها، وتطوعت الحاضنات في إطار الأطفال الذي أقمناه. كلما كانت الحرب مستمرة قمنا بإجراء زيارات بيتية للحضانات البيتية وتأكدنا من أنه يوجد فيها مكان محمي. عندنا وقت الاحتماء هو صفري. بعد شهرين قمنا بفتح جميع الحضانات البيتية. هذا روتين حالة الطوارئ. قمنا بإعادة الجميع إلى الحياة العادية الروتينية". عندما ازدادت شدة القتال في لبنان، عادت التقييدات، حتى تمت إزالتها في مطلع هذا الأسبوع.

تبلغ الخبر المؤلم رغمًا عنها

تقول سلام سابق: "في – 11 من شهر تشرين الأول / أكتوبر، يوم الأربعاء في الأسبوع الأول من الحرب، سقط ابن القرية جواد عامر رحمه الله. أنا تلقيت الخبر كإحدى سكان القرية وكصاحبة منصب، إلا أنه كان يحظر عليّ أن ابلغ العائلة، لأنه لم يكن هناك بيان رسمي وهذه ايضًا لم تكن وظيفتي بأن أبلغ الخبر المؤلم. أنا لا أستطيع أن أقول أي شيء. ترددت في ما يجب عليّ أن أفعله، من ناحية يجب عليّ أن أدعم عائلة جواد، لكن أنا أعرف ماذا يحدث".
وأضافت سابق قائلة: "في نفس الليلة كنت أمام التلفاز وعلى الهاتف، من أجل أن أعرف إذا ما قاموا عمليًا بإبلاغ العائلة. كان من الصعب عليّ أن أذهب إلى العائلة، التي أعرفها جيدًا جدًا. ترددت، ماذا يفعل تواجدي في المكان. طوال الوقت قالوا للعائلة أنه في المستشفى. ماذا يجب عليّ أن أفعل بصفتي زوجة، صديقة، إحدى سكان القرية؟ لم أنجح في الحصول على الراحة في البيت، طوال الوقت وأنا أفكر".
وتابعت سلام سابق تقول: "في نهاية المطاف، قال مركّز الأمن أنهم قاموا بإبلاغ العائلة. وصلت إلى العائلة. جميعهم رأوني واعتقدوا أنني أنا من سأبلغ بالخبر المؤلم. اتضح بأنهم حتى الآن لم يقوموا بإبلاغ العائلة. ماذا يجب عليّ أن أفعل؟ الأم رأتني، أمسكت بي وقالت ‘أنتِ فقط تعرفين الحقيقة‘، إلا أنني لا أستطيع أن أبلغها. كنت في صدمة. احتضنت الأم وقلت ‘نحن ندعو له بالسلامة‘. لم تكن لديّ كلمات".
وأردفت سابق قائلة: "تجمعت كل القرية حول البيت، كلهم في حالة هلع. سخنت الأجواء على الحدود وبدأ شخص بدعوة السكان إلى العودة إلى بيوتهم. التجمع هنا هو علامة على كارثة. بعد نصف ساعة نزلت إلى البيت. تركتهم مع أقارب العائلة، لم يتفرق الجميع. في الساعة – 01:00 بعد منتصف الليل وصل الخبر المفجع".
وواصلت سابق حديثها تقول: "في يوم تشييع الجنازة كان هناك تأخير في موعد تشييع الجنازة. بدأ التجمهر. الأم كانت على تواصل بالعين معي، وسألت من دون كلمات، ‘ما الذي يحدث في الخارج؟‘ لقد تحدثت معي بلغة العيون، بلغة الجسد".
وأكملت سابق حديثها قائلة: "أنا أعمل على الفصل بين المهنة والحياة الشخصية. يجب عليّ أن أحافظ على نفسي. تجنبت أن أكون طوال الوقت في بيت الشعب (هناك كان يتم تلقي التعازي – ينيف شرون) ومنحت صلاحيات للطاقم".
ومضت سابق تقول: "سقط شخص آخر من القرية، أنور سرحان، وهو قريب من أبناء عائلتي. عندما سقط، في – 17 من شهر كانون الثاني / يناير، كنت في المكتب وتلقيت بيانًا غير رسمي. تركت كل شيء وذهبت إلى العائلة. كنت مع الذين جاءوا ليبلغوا بالخبر المفجع، كان يجب عليّ أن أقوم بدور العاملة الاجتماعية. في داخلي أنا مكافحة ومضطربة. وقد استغرق لي الكثير من الوقت حتى قمت بزيارتهم مرة أخرى. كان ذلك صعبًا جدًا".
وتابعت سابق تقول: "في نفس المساء كانت هناك حالة وفاة مأساوية أخرى، وكان يجب عليّ أن أتوجه إلى العائلة. في بيت الشعب كان يجب عليّ أن أقوم بالإبلاغ عن حالة وفاة أخرى، لأنه بدأت تظهر شائعات. عندما قاموا بالإبلاغ جلست للحظة إلى جانب عدة اشخاص من بينهم ضابط القرية الذين قاموا بتهدئتي ودعمي. أنا كنت لوحدي وذهب جميع افراد الطاقم إلى بيوتهم. لملمت نفسي، دخلت إلى بيت الشعب، وأمام 1.000 سيدة أبلغت عن الخبر المفجع. شعرت أنني أنهار، بأنه لم تعد لديّ قوة. استدعيت الطاقم وتوزعنا بين العائلات. هذا يشكّل عبئًا ولا يزال ذلك يلازمني ولا يفارقني".

لا نترك الأرض

تقول سابق: "تم استثناء حرفيش من الإخلاء. هم لم يسألوا السكان. قسم من السكان كان يريد الإخلاء. وأعلن المجلس المحلي والمجلس الديني بأنه لن يكون هناك إخلاء. الدروز يحافظون على الجذور، على الأرض. حتى لو كان هناك أمر إخلاء، لن يكون هناك الكثير من الذين سوف يقومون بالإخلاء. نحن قمنا بتحضير خطة طوارئ للإخلاء، وظلت كخطة طوارئ. في القرية هناك من يقول، لن نترك البيت والأرض. لم يقم أي أحد بترك بيته".
وأضافت سابق قائلة: "لو قمنا بالإخلاء، لكان هنا كما حدث في كريات شمونة، في البلدات التعاونية الكيبوتسات، هذا ضرر لا يمكن إعادته إلى الوضع الطبيعي. حافظنا على بيوتنا. من الجيد أننا لم نقم بالإخلاء. يوجد هنا ضريح النبي سبلان، فهو الذي يحمينا. هذا حافظ على المجتمع ودعمه، وإلا لكنا فقدنا كل شيء".

التعاطف مع مجدل شمس: "من المهم أن نكون إلى جانبهم"

تقول سلام سابق: "في يوم الانفجار في مجدل شمس كنا جميعنا حزينين وغاضبين. في الليل اتصلت برئيس المجلس المحلي وقلت له بأنني أريد أن اسافر مع الطاقم إلى مجدل شمس. هو لم يصدق وقال لي كل الاحترام. على الرغم من الفوضى هنا أردت أن أكون مع الطاقم هناك. كان من المهم بالنسبة لي أن أكون إلى جانبهم".
وأضافت سابق قائلة: "اجتمعت في الليل مع الطاقم. المجلس المحلي قدم لنا سيارة. في يوم تشييع الجنازة وصلنا إلى هناك. سألونا، كيف أننا نغامر ونعرّض أنفسنا للخطر؟ هذا في دمنا أن نكون مع الناس، مع الطواقم، بأن نقدم المساعدة لهم. الجميع كانوا هناك. كنا مرافقين ملاصقين للطواقم من مجدل شمس. سوية مع مركز حوسن (القوة) قمنا بافتتاح فرع هناك، قمنا بتجنيد متطوعين".

في البيت: "المحافظة على الأخوة هي ما تربينا عليه"

تتحدث سلام سابق عن مصادر قوتها المتنوعة فتقول: "هذه فترة مرهقة جدًا ومزدحمة. أنا أستمد القوة من الطاقم، من دعم المجلس المحلي وفي الأساس من عائلتي التي ترى بي على أنني أحمل رسالتها. كما أن موضوع الإيمان قوي جدًا. نحن نؤمن بالقدر، ونتقبل ونبارك ونحمد الله على كل ما يأتي منه".
وحتى الآن، لا تزال تعيش الصعوبات. وتابعت سابق تقول: "أنا لا أستطيع أن أشارك كل ما يحدث معي في العمل، لأنه يوجد هناك موضوع السرية والخصوصية. توجد هناك أمور التي أشاركها مع الصديقة المقربة مني. تمر عليّ ليالي ليست سهلة. نحن يجب علينا أن نقدم أقصى حد من الخدمة، لكن يجب أن يتم الاهتمام بنا".
تقول سابق أن اختيار تقديم المساعدة للآخرين يأتي من البيت. وأضافت قائلة: "هذه تربية تربيت عليها في البيت، الايمان هو أهلًا وسهلًا بما يأتي، يجب أن أواجه، يجب أن أكون هناك من أجل الآخرين. المحافظة على الاخوة هي ما تربينا عليه. هكذا أنا أربي بناتي أيضًا، اللواتي واحدة منهن هي عاملة اجتماعية وواحدة أخرى عاملة في التمريض. على الرغم من كل الصعوبات، فسوف أكون هناك. ليس فقط لأنهم يعتمدون عليّ وأنني أحمل رسالة، بل لأن هذه هي شخصيتي. أنا عنوان من أجل الجميع. هذا يمنحني القوة. هذا جزء مني".

سلام سابق. "زوجي قال بأنني قبة حديدية بشرية" (تصوير : يونتان بلوم)
سلام سابق. "زوجي قال بأنني قبة حديدية بشرية" (تصوير : يونتان بلوم)

تقول سلام سابق: "في بعض الأحيان تقول لي أخواتي بأن احافظ على نفسي، أن أرتاح قليلًا وأن أهدأ قليلًا. قبل عدة أسابيع، عندما سخنت الأجواء في المنطقة، أصدر ضابط الامن بيانًا بأنه يجب علينا أن نكون مستعدين ومتاحين. زوجي وأنا كنا قد خططنا للسفر مع ابنتينا. زوجي الذي يدعمني، قال ‘نسافر من دونك‘. الابنة احتجت قائلة ‘ماذا يعتقدون، هل هي قبة حديدية؟‘. فرد عليها زوجي، ‘أمك قبة حديدية بشرية‘".

"كنت في حالة ضغط إذا ما سقط أي شيء في حفل الزفاف، إلا أن كل شيء كان على أكمل وجه"
خلال الضغط في العمل، كانت لي لحظة مؤثرة. تقول سلام سابق: "في الصيف قمت بتزويج ابنتي. بدأت التحضيرات مسبقًا قبل نصف سنة من حفل الزفاف، في شهر كانون الثاني / يناير، كل شيء مشتعل في داخل الحرب. تخوفات من ما سوف يحدث في حفل الزفاف، كيف سيمر؟ هذا جزء من حياتنا، هذا ايماننا. طوال الوقت كنت في حالة من التوتر والضغط إذا ما سقط أي شيء لا سمح الله في حفل الزفاف، كيف لي أن أعرّض حياة الآخرين إلى الخطر. إلا أن كل شيء كان على أكمل وجه. حتى في آخر سبعة أيام من ذروة التحضيرات كنت على تواصل مع المجلس المحلي. على ما يبدو فإن لديّ القوة أن أصمد في ذلك".
وأضافت سابق تقول: "الابنة انتقلت للسكن في جث – يانوح. هذا محزن، فهي تركت البيت. غلا أن هذا مؤثر جدًا. هذا يعني بناء بيت جديد، هذه هي حياتنا".

من الصعب وضع حدود

كصاحبة منصب في مجتمع صغير، تواجه سابق مشاكل ومعضلات حول حدود المنصب. إلا أن كونها جزءًا من المجتمع هو الذي يمنحها الأهمية. تقول سابق: "الجميع هنا يعرف الجميع. في بعض الأحيان في الطابور في المتجر على سبيل المثال، يتحدث اثنان ويقرآن لغة جسدي، يفحصان هل أن القصة التي يتحدثان عنها معروفة لي أم لا. هذا محرج جدًا، حتى لبناتي. من الصعب وضع الحدود، كان هذا صعبًا على وجه الخصوص في السنة الأولى من العمل. عندما يطرق شخص بابي، لا يمكنني أن أرده، حتى من ناحية ثقافية. من ناحية أخرى، عندما يكون عندي في البيت فإنني اضع الحدود. عائلتي تراه. أنا أعمل على وضع الحدود بين العمل والبيت، ليس دائمًا أنجح في ذلك".
وأضافت سابق قائلة: "في بعض الأحيان أتلقى اتصالات هاتفية غير اعتيادية، في ساعات غير اعتيادية. في بعض الأحيان يحتمل الأمر التأجيل. بسبب أنني من سكان القرية، فليس لديهم هذا الحد. أنا لا أنجح دائمًا في وضع حد، على وجه الخصوص مع مواطنين ومع مواطنات كبار في السن (قدامى). فعندما تنتظرني مسنة بالقرب من البيت، أقوم بإدخالها على البيت. ليس لطيفًا مني أن أقول لهن أن هذا ليس هو الوقت. كان يجب عليّ أن أعمل على نفسي بشكل قوي جدًا".
وتابعت سابق تقول: "أنا بكل بساطة أحب قريتي. طالما أنني أستطيع أن أقدم الخدمة أقدمها بكل متعة. زوجي يقدّرني على هذا، ووالدي دائمًا يقول لي ‘طالما أنك تستطيعين أن تقدمي الخدمة، قدمي لهم الخدمة على أقصى حد‘".

أيام من الهدوء: "نستعد إلى سيل من التوجهات"

هي تدرك أن وقف إطلاق النار يجلب معه مهام جديدة، لها وللعاملات في طاقمها. تقول سابق: "خلال فترة الحرب قمنا بتطوير برامج لعمليات هامة، لليوم الذي ما بعد الحرب، كيف نقوم بتأهيل المجتمع. أهم برنامج في نظري هو افتتاح فرع لمركز حوسن (القوة) هنا في حرفيش، الذي يقدم الخدمة إلى كل من يتحدث اللغة العربية في المنطقة".
وخلصت سلام سابق إلى القول: "الآن الوضع لدينا هادئ، إلا أننا عمليًا نرى التبعات. نحن نستعد إلى سيل من التوجهات من كل الفئة السكانية. الطواقم مستعدة. كل شيء سوف يرتفع الآن. يجب علينا أن نهتم بالتبعات، أن نهتم بالناس".

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع