
موظفون من مختلف أنحاء البلاد اجتمعوا في بداية الأسبوع الماضي في البحر الميت للمشاركة في حلقة دراسية لتدر إلى عقدها قسم تعميق المساواة في النقابة واستمرت ثلاثة أيام حول موضوع الابتكار والحياة المشتركة في أماكن العمل.
"تنعقد هذه الحلقة الدراسية في فترة صعبة ومُعقّدة بالنسبة لنا جميعًا، عربًا ويهودًا على حد سواء"، قال رئيس القسم عزيز بسيوني في بداية الحلقة الدراسية. "نصلي ونأمل أن نعيش أياماً أكثر هدوءً، أيام من الأخوة والشراكة. أعترف أن الطريق مليئة بالصعوبات والتحديات ولكن لا يجب أن نفقد الأمل والتفاؤل. هذه الحلقة الدراسية هي مثال جيد على الحياة المشتركة والمصير المشترك، حيث يشارك فيها عرب ويهود يقيمون علاقات صداقة وعمل ويكافحون من أجل حقوق جميع موظفي الدولة وتشكل مثالًا حيًا على الحياة المشتركة والمصير المشترك لنا، عربًا ويهودًا على حد سواء".

تحدث بسيوني عن أن فكرة الحلقة الدراسية جاءت ثمرة لمحادثات مع الموظفين، "موظفون تأثّر أمانهم الوظيفي، موظفون فقدوا مصدر رزقهم عندما اضطروا للخروج في إجازة غير مدفوعة الأجر بدون توقعات بالعودة على العمل، وموظفين تم عزلهم، وموظفين عانوا من المطاردة أو من جو متوتر، صعب وغير مريح".
إن المشاركين والمتواجدين في القاعة التي تطل على البحر الميت كانوا صورة عن جمهور العمال في إسرائيل، يهودًا وعربًا، من أصل إثيوبي ومن الاتحاد السوفيتي السابق، متدينين وعلمانيين، موظفي القطاع العام وموظفي القطاع الخاص. انضموا إلى قاعة الواقع الإسرائيلي. بين المحاضرات حول سبل تعزيز الحوار الشامل في أماكن العمل، حيث عبّر الموظفين عن صعوباتهم ونجاحاتهم. في بعض الأحيان، تحوّلت الخلافات إلى حديث مؤلم وصاخب.
دخيل حامد، رئيس القسم السابق، ذكر قانون القومية والدعوات العنصرية في المباراة الأخيرة بين بيتار القدس ومكابي أبناء الرينة. تسيبي، موظفة في المجلس الديني، حدّدت خطها الأحمر للحياة المشتركة: "أنا مع المساواة، لكنني لا أريد أن يتزوج أطفالنا من بعضهم البعض". بسيوني هدّأ الأجواء: "هناك خلافات، ولكن يجب إيجاد طريقة للعيش معًا. هناك خلافات أيضًا هنا بيننا، لكن هذه فرصة لإيجاد الطريقة المناسبة للعيش معًا، ومنح الفرصة لكل شخص للتعبير عن رأيه وإيصال صوته".
إيتامار أفيتان، رئيس قسم الابتكار والاستراتيجية، تحدث عن أهمية تعزيز دولة الرفاه كاستجابة لتأثيرات الاقتصاد الليبرالي الجديد الذي تروّج له وزارة المالية، على سوق العمل وعلى جودة حياة جمهور الموظفين.

عنبال حرموني، رئيسة اتحاد العاملات الاجتماعيات، تحدثت عن أهمية العمل الاجتماعي في مواجهة تداعيات 7 أكتوبر والحرب: "الأساس في العلاج هو العلاقة الإنسانية". وأوضحت أنه بعد 7 أكتوبر، تطوعت العديد من العاملات الاجتماعيات للعمل مع النازحين ومع عائلات المختطفين والقتلى. "لا يمكن الاعتماد على التطوع فقط. يجب أن تكون هناك خطة طويلة الأمد، ولهذا السبب وضعنا خطة من هذا النوع على طاولة وزارتي الرفاه والمالية، لكن تم رفضها".
أحمد بدران من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية رسم صورة الحياة المشتركة في أماكن العمل. حوالي 53% من الموظفين العرب و42% من العاملات العربيات يعملون في أماكن عمل مختلطة. وأضاف بدران أنه بسبب اختلاف حجم السكان وتوزيعهم الجغرافي، فإن نسبة الموظفين اليهود الذين يعملون في أماكن عمل مختلطة أقل من نسبة العرب. يوني بن بشات من منتدى أرلوزوروف عرض أمثلة من جميع أنحاء العالم للتعامل مع أماكن العمل المختلطة وتعزيز الشراكة بين المجموعات المتنازعة.
شادي حداد، المدير التنفيذي لـ "كو-إمبكت"، عرض النسب المنخفضة للمواطنين العرب في مجالات مختلفة: 6.5% من العاملين في القطاع الخاص، 2.4% من العاملين في مجال الهاي-تك، و1% بين المديرين. وقال: "التنوع هو تحدي وفرصة"، وأضاف: "خلق مجتمع متساوٍ هو طريق التنويع والاحتواء".
عينات ليفي، المديرة التنفيذية لمعهد أكورد، شرحت أن التمييز غالبًا ما يكون نتيجة لعمليات غير واعية. أشارت إلى أن الموظفين مدركون للصور النمطية التي يتم تطبيقها عليهم ويتصرفون بناءً عليها. ليفي أكدت على دور الإدارة في خلق جو احتوائي ومتقبل في مكان العمل.
حداد وليفي عرضا أمام الحضور التحدي والسؤال حول دور لجان الموظفين في تعزيز الحياة المشتركة في مكان العمل.
"الأمل سيولد من أيدي العاملات والعاملين"
ميسم جَلجلولي، المديرة التنفيذية لـ "تسوفن-تشبيك"، أكدت على أهمية المهارات الإنسانية في عالم العمل الجديد: "أريد أن أطلق على المهارات اللينة اسم المهارات الإنسانية". شرحت أن التواصل والعمل الجماعي والاستماع والوعي الذاتي وإدارة المشاعر والتفكير النقدي والإبداعي، كلها مهمة لخلق الحياة المشتركة. وأضافت: "الاحتواء والتقبل والتسليم بحقيقة كوننا مختلفون هي قفزة لجميعنا".

تم طرح أيضًا انتقادات من قبل الموظفين خلال النقاش. قال عامل من شركة لوريال: "هذه مواضيع حاسمة يجب تعزيزها والتعمق أكثر في المحتوى. لم أحصل على أدوات للمضي قدمًا". وأضافت ممرضة من مستشفى مئير: "دائمًا يوجد تمييز وتفرقة، لكن يجب أن تكون هناك أدوات لمكافحتها وأدوات لخلق حياة مشتركة".
بسيوني: "نحن في القسم نضع موضوع الأمان الوظيفي في صدارة أولوياتنا، ونسعى لتحقيق أمان وظيفي متساوٍ للجميع. الأمان الوظيفي يتحقق من خلال تقليص الفجوات ومن خلال تطوير المهارات، والتكيف والتدريب للموظفين لسوق عمل مبتكر ومتغير. الأمان الوظيفي يتحقق من خلال إدارة حوار إيجابي ومشترك بين الزملاء في أماكن العمل، من خلال التعرف على الآخر وقبوله بحب واحترام، والتركيز على المشترك بيننا".
"جميعنا نسعى للعيش بأمان وسلام في الدولة والمنطقة. هذا حقنا وحق الموظفين. أنا واثق بقدرة الموظفين على تحقيق الأفضل. أؤمن أن الأمل سينمو من خطوط الإنتاج في المصانع، من مواقع البناء، من أقسام المستشفيات، ومن الموظفين في السلطات المحلية وفي جميع مجالات الصناعة والإنتاج. الأمل سينمو من أيدي العاملات والموظفين، القوة المؤثرة والأكثر أهمية".
بسيوني يتحدث عن التجنيد لتنظيم الحلقة الدراسية بدءًا من رئيس النقابة، أرنون بار دافيد الذي قدم دعمه، آفي يحيزكال نائب مدير النقابة الذي جند الأشخاص من المناطق وكذلك رؤساء المناطق والفروع أنفسهم، خصوصًا سعيد شلح- رئيس منطقة الجليل الأوسط، ليون بيرتس- رئيس منطقة عماكيم الشمالي، كمال أبو أحمد- رئيس منطقة الناصرة، عادل عثامنة- رئيس منطقة المثلث الشمالي، عبد الجبار عويدة- رئيس منطقة المثلث الجنوبي، مولا نمر- رئيس منطقة وسط الجليل وشاولي دور- رئيس فرع كفار سابا.