
قال فهمي أبو مخ، ابن زياد أبو مخ، مدير المدرسة الذي لقي مصرعه في شهر تشرين الثاني / نوفمبر في انفجار سيارة في باقة الغربية: "لا تنسوا أبي"، وأضاف أبو مخ قائلًا: "أين كنتم؟ لماذا أغمضتم عيونكم؟". وأضاف أحد أفراد عائلة زياد يقول: "لا توجد لدي كلمات، الألم عميق. نحن لا نتوقع من الشرطة أن تفعل شيئًا، نحن نعيش ذلك في كل يوم: نخاف، نموت من الخوف، لا حول لنا ولا قوة".
جاءت أقوال أفراد عائلة أبو مخ في الكنيست، خلال يوم نقاشات تم تحديده في موضوع الجريمة والعنف في المجتمع العربي.
"أن تستيقظ في الصباح وتكتشف بأن أمك ليست موجودة"
وقالت أمينة، ابنة سمية عماش التي لاقت مصرعها في شهر أيار / مايو في جسر الزرقاء: "أنا موجودة هنا من أجل أن أتحدث عن الألم. الصعوبة الحقيقية، هي أن تستيقظ ذات يوم وتكتشف بأن أمك ليست موجودة. أنا لا أريد أن يعيش شخص آخر ذلك. هذا جرح طوال الحياة. رحلة العلاج هي رحلة طويلة جدًا". أم سمية قالت بأنه في نفس اليوم الذي لاقت فيه مصرعها شعرت بأن شيئًا حدث لها، بسبب أنها لم تتصل بها في نفس الصباح. وقد توجهت إلى الشرطة، إلا أن تلك تدخلت بعد 24 ساعة. وأضافت أم سمية تقول: "الآن يجب عليّ أن أبدأ بتربية بنت، بعد أن انتهيت عمليًا من تربية الأولاد".

48 طفلًا لاقوا مصرعهم منذ عام 2018. تقول شهيرة شلبي، مديرة عامة شريكة في مبادرات ابراهيم: "في الماضي كان الأطفال خطًا أحمر، اليوم هم ضحية شرعية. جئنا إلى هنا من أجل أن نقول انظروا إلينا نحن الضحايا. نحن في حاجة إلى تربية وعلاج وتأهيل".
في أربع سنوات، لقيت أمهات 71 طفلًا مصرعهن، 85 % من مجمل الأيتام في البلاد. وقالت الدكتورة باقة مواسي من جمعية ‘حمنيوت‘ التي تقدم الدعم إلى الأيتام: "أنا ألتقي في كل يوم مع ايتام المجتمع العربي، وأضافت الدكتورة مواسي قائلة: "90 % منهم فقدوا والديهم في جرائم قتل. ويبقى الايتام مع الكثير من الجروح والندبات، مشاعر بالذنب، العار، وصمة ورغبة في الانتقام. يجب إنشاء برنامج علاج ملائم لهم. كل يتيم الذي لا يحصل على رد عاطفي ملائم فإن الاحتمال في خطر انحداره إلى الجريمة يكبر".
وقال الصحفي ضياء حاج يحيى في جلسة النقاش: "جئت من أجل أن أجري مقابلة مع سيدة التي لقي زوجها مصرعه قبل ذلك بأسبوع . رأيت طفلها، الذي يبلغ من العمر أربع سنوات، يلعب في مسدس من البلاستيك. سألته: ‘لماذا تلعب في هذا؟‘، حينها ردّ علي قائلًا: ‘أنا أريد أن أقتل من قتل بي، أنا أعرفه‘".
"لا يوجد أبناء شبيبة في خطر في المجتمع العربي، كلهم كذلك"
وأصرت راوية حندقلو، رئيسة غرفة الطوارئ لمكافحة العنف والجريمة، على أنه لا يوجد إصغاء عام حول الموضوع وقالت: "يكفي عدّ القتلى . توجد للأشخاص أسماء، أحلام وعائلات. توجد لنا حياة. نتحدث هنا عن الأطفال، عن مستقبلنا، عن ألمنا. الراية الحمراء هي أن نموذج تقليدنا هو الشخص الذي ينتمي إلى منظمة إجرام. سلوكنا هو إخفاق الناجين. اليوم لا يوجد أبناء شبيبة في خطر في المجتمع العربي، كل أطفالنا في خطر".
وقالت عضوة الكنيست عايدة توما – سليمان (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة – الحركة العربية للتغيير) التي بادرت إلى عقد الاجتماع: "بالإضافة إلى لحرب العامة، توجد لنا حربنا الداخلية ضد منظمات الجريمة". وقال عضو الكنيست يوآف سيغالوفيتش (يش عتيد – هناك مستقبل): "لا يمكن أن نتحدث عن التربية والتعليم وعن الاقتصاد بينما نسمع أصوات إطلاق النار في الهواء. يوجد أيضًا جانب جيد، يوجد مجتمع مدني قوي، إلا أن هذا أيضًا حسم سياسي. لا يمكن أن نحل المشكلة في يوم واحد، غلا أن التغيير في الروح ممكن".
وقال عضو الكنيست غلعاد كريف (حزب العمل): "الجمهور اليهودي لا يعرف ولا يقهم ولا يدرك ما الذي يمر به المجتمع العربي في دولة إسرائيل حول الشباب وحول الأمهات". وأضاف عضو الكنيست كريف قائلًا: "توجد هناك فجوة كبيرة بين الخطاب النظري وبين الفهم في قلب وفي بطن الواقع".