
تقول لورنا يونس، مديرة مركز يونس في جلجولية، الذي يعالج فتيات في خطر: "أنا لا أحب مصطلح شابت في خطر". وأضافت يونس: "المكان مفتوح لجميع الشابات في البلدة في أجيال 18 عامًا – 25 عامًا، لكل شابة ترغب في ذلك". يعمل المركز، الذي اُقيم من قبل وزارة الرفاه بمشاركة من صندوق راشي وجمعية "بتحون ليف" وفقًا لأقوال نبراس طه مدير مجال المجتمع العربي في الجمعية، "أساسًا لكسر دائرة الفقر".
تقول يونس بان الشابات اللواتي يصلن إلى المكان يحصلن على كل مساعدة في الطريق إلى إيجاد عمل، وتضيف لورنا يونس قائلة: "سواء كان ذلك دورة باللغة العبرية، أو مساعدة في إكمال امتحانات الثانوية العامة (البجروت)، تعبئة استمارات والتحضير لمقابلة عمل". المكان الذي يحتوي على مكتب صغير، زاوية جلوس، مطبخ صغير، غرفة لمحادثات للمجموعة وغرف صغيرة للقاءات شخصية. تقول يونس: "يمكن للشابات أن يأتين إلى هنا ايضًا فقط من أجل شرب القهوة، للالتقاء والتحدث"، وتضيف يونس بأنها اعتادت أن تبلغ الفتيات متى يكون المكان مفتوحًا وتدعوهن إلى المجيء.
ويضيف طه قائلًا: "هذا ليس مكتبًا هنا من الساعة الثامنة صباحًا حتى الساعة الرابعة بعد الظهر". وتابع نبراس طه يقول: "لا توجد لدينا ساعة بدء ولا توجد لدينا ساعة نهاية. الشابة يمكنها أيضًا أن تتصل على مديرات المركز، وأن تقول انها ترغب في المجيء. ويمكنها أن لا تتصل أيضًا، هي بكل بساطة يمكنها أن تأتي وأن تدخل الآن إلى هنا، وأن لا تسأل أي شخص عن أي شيء، وأن لا أحد أيضًا يسألها عن أي شيء".

يقول طه: "يمكن للشابات أن يأتين إلى هنا لتحضير الدروس البيتية، لتلقي ورشات في تشكيلة واسعة جدًا، يمكنهن أن يكنّ في محادثة وجهًا لوجه، مع مركّزات اللواتي تم في الواقع تأهيلهن من أجل هذا الشأن". ويضيف طه أن الفتيات بطبيعة الحال يعرفن الواحدة الأخرى ما تنشأ دائرة اجتماعية. وتابع نبراس طه قائلًا: "هدفنا هو أن تتطور الشابة، أن تصبح مكتملة جدًا مع نفسها، أن تكون راضية جدًا من أدائها، أن تكون مدركة للقدرات التي لديه. جاء هذا المكان لإبراز ذلك وكل هذه المواضيع وغيرها. جاء هذا المكان للاحتواء، للاحتضان وفي المكان لتحقيق الإمكانيات الكمنة في الشابة كفرد لكن ايضًا في داخل المجتمع".
ومضى نبراس طه قائلًا: "عن طريق الورشات نحن نبني الشابة من أجل أن ترفع نفسها إلى المرحلة القادمة، من هناك يكون من الأسهل بالنسبة لها أن تتقدم إلى مقابلات عمل، أن تفحص تفضيلاتها الشخصية، الميول التشغيلية، الإنتاجية للمجتمع. هي سوف تعرف أنه يمكنها ان تفعل، ولا يوجد حد لما تستطيع أن تفعل. نحن نتقبل القضايا والأسئلة التي تأتي الشابة معها ونفحصها في العملية الديناميكية التي تحدث بين المركّزة وبين الشابة. إلا أنه ومن الناحية الأخرى نحن أيضًا نجلب أمورًا التي نعرف عنها ولتي تحدث في العالم، ما وراء شارع 444، هذا يعني أنها ما وراء جلجولية قليلًا، ونحاول أن نجلب أمورًا على هنا".

وأردف نبراس طه في حديثه قائلًا: "نحن أيضًا ناشطون في الوجه الجماهيري، في الترابط الجماهيري المحلي. الآن نواظب على سبيل المثال على برامج لشهر رمضان. كيف نفعّل المركز في فترة شهر رمضان وكيف نربط بين جوهر شهر رمضان والقيمة المقدسة التي يجلبها على مركز نور".
كيف تتعاملون مع ما تجلبه الفتيات إلى اللقاء، مع ما يحدث في الشارع؟
تقول يونس: "المجتمع العربي في إسرائيل يمر في تحوّل كبير جدًا". وتابعت لورنا يونس قائلة: "مجتمعنا شاب جدًا. نحن نرى بشكل فعلي ماذا يحدث عندما ينشا فراغ، في السنوات الخمس عشرة الأخيرة توسعت ظاهرة العنف. نحن هنا وهنّ يأتين ايضًا للحديث، يمكن التحدث حول كل شيء. إذا كانت هناك حاجة للمعالجة فنحن نقوم بالتحويل إلى الجهات المعالجة. نحن لا نستطيع أن نعالج كل شيء، إلا أنه توجد هنا أذن صاغية ومساحة نسائية آمنة ومفتوحة".
وأضاف نبراس طه قائلًا: "في التزامنا، فعلنا كل ما يجب أن نفعله. في إطار التزامنا، أنا كابن هذه البلدة، ولورنا كشابة الموجودة هنا، نرى العملية الطويلة. نحن نفكر كيف نبني جتمعة – جماهيرية – اجتماعية".
لا يكتفي طه ويونس بما هو قائم. يقول طه: "أنا أعرف أنه بعد سنتين – ثلاث سنوات سوف يكون على ما يبدو حاجة خرى للشابات". وأنهى نبراس طه حديثه بالقول: "أنا سوف أتقصاها، أو أنني سوف أوجدها. لكن هدفي هو أن أكون هناك، اين تتواجد تلك الشابات، وأن نكون هناك من أجلهن".