صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الخميس 13 شباط 2025
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

"أختي أكثر من أختي": الصداقة بين اورانيت وسهير تتردد أصداؤها إلى الخارج

سهير محاميد من الفريديس واورانيت نيف من رمات يشاي التقيتا لأول مرة في مكان عملهما في شركة ‘اوسم‘. قبل ما يقارب عشر سنوات. العلاقة التي بدأت بمحادثات على فنجان من القهوة على مقعد تحولت إلى صداقة وعلاقات عائلية.

סוהיר ואורנית (צילום: שרית פרידמן)
سهير واورانيت (تصوير: ساريت فريدمان)
بقلم ينيف شرون

تلخص سهير محاميد من الفريديس واورانيت نيف من رمات يشاي الصداقة بينهما بالقول: "أي شخص توجه له سؤالًا سوف يقول لك بأن سهير واورانيت هما أختان". وقد التقيتا لأول مرة في مكان عملهما في شركة ‘اوسم‘. قبل ما يقارب عشر سنوات. عملت سهير كمندوبة مبيعات في اوسم وكانت اورانيت مديرتها.

تقول اورانيت: "أنا أعمل في ‘اوسم‘ 22 عامًا وسهير تعمل 20عامًا".  تقول سهير: "في البداية كنا نتحدث"، وضافت سهير: "هي سألتني ‘هل أنت بحاجة إلى شيء ما؟‘ فقلت لها، ‘أنت مدعوة لتأتي لشرب كاس من القهوة. أنا لست بحاجة إليك كمديرة، فأنا أتدبر أمري. جلسنا على المقعد الموضوع في الخارج في الشمس وتحدثنا، أكثر عن الحياة من الحديث عن العمل. ورويدًا رويدًا تعمقت العلاقة بيننا. كانت هذه علاقة طبيعية وتلقائية من البداية، على وجه الخصوص وأنني سيدة مرحة وتحب الضحك، لا أحب الجدية أكثر من اللازم".

مع مرور الوقت انقسمت طرقهما. انتقلت اورانيت إلى وظيفة أخرى في الشركة، وقامت سهير بتشكيل لجنة للمنظمات والمرتّبات في اوسم. تقول اورانيت: "أنا كنت في لجنة مديري المبيعات وسهير في لجنة المنظمات والمرتّبات". وأضافت اورانيت قائلة: "في لقاءات اللجان بدأنا نفهم أننا متشابهات أكثر مما نحن مختلفات. هذا يعني، بدأنا نتحدث في ما بيننا، كما أننا لا تسكن الواحدة بعيدة عن الأخرى. مسافة نصف ساعة سفر.

"أختي أكثر من أختي"

تواصل سهير حديثها قائلة: " ذات يوم قامت بدعوتي إلى بيتها". وتابعت سهير قائلة: "ذهبت إليها وكانت علاقة طبيعية وتلقائية مع زوجها. بدأ هذا من هناك. فهي أختي أكثر من أختي". تقول اورانيت: "كلما مرت السنين، تتقوى العلاقة. سواء كانت هذه استراتيجية مشتركة، أو كانت هذه محادثات على كأس من القهوة، حتى تحوّل ذلك إلى علاقة صداقة وعائلة".

الصداقة والتضامن بين اورانيت وسهير تتجاوزهما. واختتمت اورانيت حديثها قائلة: "قمت بمساعدة ابن أخ سهير في الاستعداد لمقابلة باللغة العبرية في التلفزيون. عائلة سهير حضرت إلى حفل زفاف ابنتي. أبنائي يعرفونها بصفة خالة. ذات مرة كنت أنا وزوجي في خارج البلاد. وابني كان ضالعًا في حادث طرق في البلاد. الاتصال الأول كان لسهير. وهي تركت كل شيء وسافرت للاهتمام به ولتقديم المساعدة له. هذا يعني أننا نعرف أننا هناك، الواحدة من أجل الأخرى، دائمًا. حتى الأولاد يعرفون ذلك، لأن هذا ما كان حقًا، كان ذلك طبيعيًا إلى حد كبير. الناس القريبون منا، جميعهم يعرفون سهير. جميعهم يعرفون أنها أختي".

توسّعت الدائرة

وتابعت اورانيت قائلة: "أنا أحب ما الذي يفعله هذا من حولنا. للناس من حولنا الذين يفهمون هذا الطرف أكثر، وهذا الطرف الذي يفهم الطرف الآخر. لأنه أيضًا عندما تكون هناك نزاعات أكثر تعقيدًا لما يحدث مع كل الوضع، حينها يكون التفكير مختلفًا". وأضافت اورانيت: "صهري جلس مع سهير وبدآ بالتحدث عن الأمور. فهو يعمل مع البدو ومع الدروز. هذا خرج إلى الخارج، وكأن الدائرة توسّعت. هذا يعني، أنه يمرر ذلك إلى الأمام. من ناحية أخرى عندما أكون عندها في البيت فإنني أتحدث مع أولاد اخوتها. هذا هو الهدف في نهاية اليوم. هذا ليس شيئًا وكأننا فعلنا ذلك عن قصد. هذا هناك، هذا قائم، وهذا بكل بساطة ينتشر".

وتقول سهير: "التمييز دائمًا سوف يكون موجودًا"، وأضافت سهير قائلة: "حتى بين العرب أنفسهم وبين اليهود. السؤال هو كيف نقلّص الفجوة. هذا يبدأ بي. فبدلًا من الانشغال بالتمييز، يجب ان نعمل على التصحيح".

إذا أردت أن تُدخل الشأن السياسي والديني إلى داخل حياتك، فأنت لن تخرج من ذلك ولا مرة. فأنت مولود في داخل ذلك. السؤال هو كيف تريد أن تأتي وتشرحه إلى الطرف الآخر".

تقول سهير: "من وجهة نظري، فإن إدخال الدين إلى داخل أمر تعيشه بشكل يومي، فهذا ليس أمرًا من الصحيح ان تفعله". وأضافت سهير: "لأنك دائمًا تغوص في الوحل بدلًا من الخروج من الوحل. أنا أعتقد أنه يجب احترام الإنسان حيث ما كان، مع دينه، مع عاداته وتقاليده ومع عقليته الذهنية". وتابعت سهير قائلة: "كانت والدتي تقول لي: ‘احترمي الإنسان كإنسان. لا يهمك دينه أو لغته. سوف تجدين اللغة المشتركة التي يفهمك وأنت تفهميه بها‘. هذا يرافقني طوال حياتي".

ومضت سهير حديثها بالقول: "مع الأسف لا يعرفون أن يشرحوا ذلك بشكل صحيح على الإطلاق. فالديانات متشابهة جدًا. في الوقت الذي تشرح فيه ذلك بشكل صحيح، في الوقت الذي يكون فيه ما تشرحه صحيحًا وحقيقيًا، ما الذي تفكر فيه، ليس فقط أقوال وشعارات وفقط من الفم إلى الخارج، بل شيء الذي تشعر به، فيمكنك أن تطوّر ذلك إلى أماكن أخرى، وحينها يمكن للناس أن يسمعوك".

اقلب الهرم

تتحدث سهير التي قامت بتشكيل لجنة المنظمات والمرتّبات في ‘اوسم‘ عن تجربة. تقول سهير: "في ذات يوم عدت من العمل وجلست في الصالون. سألت نفسي ‘لماذا يجب عليّ ان أحصل على أقل من ما يحصل عليه مديري؟ لماذا الهرم التنظيمي هو معكوس؟ فأنا تلك التي تعمل بشكل شاق ويعطونني النزر اليسير، بينما أولئك الذين يجلسون في المكاتب الذين لا يفهمون من ماذا هم يربحون في الميدان؟ أنا أصنع تغييرًا". توجهت سهير إلى فرع اتحاد نقابات العمال الهستدروت في الخضيرة. وأضافت سهير قائلة: "هم ذُهلوا قليلًا. لم يعرفوا من أين أتيت، لم يسعوا عني". وقيل لسهير أنه يجب عليها أن تجمع 800 توقيع من أجل أن تقوم بتشكيل لجنة. وتابعت سهير تقول: "كان لدينا اجتماع في اوسم. جلست وجعلت العمال يوقّعون تحت سمعهم وبصرهم وهم ينظرون إليّ ولا يقولون لي شيئًا".

وأردفت سهير قائلة: "سألوني من الإدارة، ‘لماذا قمت بتشكيل اللجنة؟‘ فقلت لهم، ‘من أجل أن أحصل على حقوقي. ليست لديّ مصلحة للشجار مع أي أحد، إلا أنني أعتقد أننا لا نحصل على ما نستحق الحصول عليه. هذا بدأ من هناك. كانت لحظات قاسية، كان غضب، كانت صرخات، إلا أننا استمررنا. يجب أن تبقى على موقفك في الحياة، من أجل أن تحصل على ما تستحق الحصول عليه. هذا طريق ليست سهلة". تعاملت سهير مع طريقها أيضًا في داخل اللجنة وفي صفوف العمال. تقول سهير: "في الآونة الأخيرة عقدنا اتفاقية شاملة لمدة خمس سنوات. كانت لحظات قاسية جدًا. يوجد هناك أشخاص تسلقوا الأشجار أكثر من اللازم. كان يجب عليّ أن أقوم بالتجسير".

تؤكد سهير على أن مفاوضاتها لم تكن عنيفة. ومضت سهير تقول: "قلت للإدارة، ‘أنتم لستم أعدائي. نحن جميعنا موجودون في نفس الصحن. سر نجاحكم، هو سر نجاحي. إذا كنت أنا بصفتي عاملًا بسيطًا، من تعداد العمال، الذي يتوصل إلى تفاهمات مع الإدارة، فهذا نجاحكم، وليس نجاحي. هذا بدأ من هناك".

"نصر على مواقفنا"

ومضت سهير تقول: "الكثير من اللجان مكوّنة من الرجال. الرجال يعني الأنانية. إذا كان عالمنا يُدار على أيدي نساء، لكان عالمنا يبدو أفضل بكثير". من بين لجان العمال الـ 19 في ‘اوسم‘، تقف على رأس 5 منها نساء. تتحدث سهير حول تعاملها مع الخطاب الذكوري في اللجان. وأردفت سهير قائلة: "توجد مرحلة التي بكل بساطة ننهض ونوقف النقاش". وختمت سهير حديثها قائلة: "نحن ننهض بكل بساطة، نوقف جميعهم، توقفوا، تنفسوا الصعداء للحظة، توقفوا لاستراحة، وتعالوا نعود بهدوء. لقد اكتشفنا انه في طريقة دماثة الأخلاق فأنت تنفقين أكثر بكثير من واحدة بواحدة وبلا زيادة ولا نقصان. وهذا ما نقوم به".

تقول اورانيت: "أنا أعتقد أن هذا إلهام للجميع". وأضافت اورانيت قائلة: "حتى بصفة أصحاب عمل، الذي هو أهم من الأصدقاء، وكيف ينظرون، وزميلات ‘هاكم انظروا إلى اورانيت وسهير كيف يتدبرين أمريهما. حتى لو غضبت منها، فهما تعرفان كيف تمرران ذلك".

 

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع