
"أنا لا أعرف إذا كان هذا الامر مؤقتًا ام لا. اليوم يسمحون لكل شرطي أن يتغلغل بشكل فعلي إلى خصوصية كل إنسان. فهو يأخذ هاتفك النقال (البيليفون) ، يدخل إلى معرض الصور الشخصية، إلى الرسائل، إلى الواتس اب، إلى كل مكان. إمكانية أن تقول لا مرتبطة بضربات حتى الموت". يتحدث زكي ماجد، مدير دورية عيلم في شرقي القدس، عن روتين التفتيش الجسدي العنيف والمهين الذي هو أيضًا، رجل بالغ، يمر به قائلًا: "إذا كنت تستطيع أن تنجز الهدف بطريقة التي من الممكن أن تستخدم العنف بشكل اقل، إذن ليس هناك من داعٍ أن تستخدمه. أنت لا تكسب أي شيء. إذا وافق فتى على إجراء تفتيش، رفع يديه، أخرج كل الأشياء الموجودة في جيبه، لماذا يتم ضربه؟".
في جلسة النقاش في لجنة التربية والتعليم التابعة للكنيست في الأسبوع المنصرم تم عرض معطيات الجريمة في صفوف أبناء الشبيبة في شرقي القدس. تتراوح نسبة ملفات أبناء الشبيبة في شرقي القدس بين 15 لكل ألف نسمة، مقارنة مع 9 لكل ألف نسمة في صفوف أبناء الشبيبة العرب في إسرائيل، و – 5 ملفات لكل ألف نسمة في صفوف أبناء الشبيبة في إسرائيل على وجه العموم. منذ – 7 من شهر تشرين الأول / أكتوبر وحتى نهاية عام 2024، تم في شرقي القدس إلقاء القبض على 247 قاصرًا عن مخالفات أمنية.
يقول زكي: "يوجد هنا خطأ سخيف"، وأضاف زكي قائلًا: "هم يعتقدون أن الجريمة هي المرض، هي ليست كذلك. هي ظاهرة، نتيجة لما يحدث". وتابع زكي قائلًا: "كل قانون الاعتقالات بكل بساطة غير موجود في شرقي القدس. يمكن للشرطة أن يقول عن الفتى الذي يمشي مع بلوزة وقميص اسود ويديه في جيوبه، أنه توجد هناك شبهة معقولة".

وقال ماجد: "عدد أفراد قوى الأمن أكبر بعدة أضعاف من العدد الذي كان قبل 7 من شهر تشرين الأول / أكتوبر، وأكبر بعدة أضعاف من أولئك الموجودين في المنطقة التي تم تعريفها على أنها تحت احتلال عسكري". وهو يقول أنه منذ عدة أشهر فإن الشارع الذي بجانب باب الساهرة (باب الورود) مغلق بأعمدة من الباطون، وطوال كل اليوم يتواجد جنود مع سلاح تم إشهاره.
وفقًا لأقواله أيضًا فإن الوسائل الالكترونية تم تطويرها. ومضى ماجد يقول: "للكاميرات توجد إضافة جديدة، مكبر صوت. الكاميرا اليوم تتحدث مع أبناء الشبيبة، ‘أنت، ماذا تفعل أنت هنا؟ اذهب إلى البيت‘. هذا الأمر حدث أكثر من مرة. إلى جانب ذلك، قال ماجد: "لا يوجد هنا تطبيق للقانون ولا يوجد أي شيء. أنت يمكنك أن تتجول بالقرب من محطة للمخدرات معروفة بشكل حر، هذه تجارة مشروعة لكل أمر وشأن. يتجول الشباب هنا مع سكاكين. لا يوجد أي شرطي".
البيئة الأمنية الصعبة مصحوبة بضائقة اقتصادية: "في اليوم الأول من الحرب كانت ردة فعل كافة أصحاب العمل الذين يتحدثون اللغة العبرية، كانت طرد كل عامل عربي. لا يهم كم من الوقت هو يعمل عندهم، لا يهم كيف يرى هو العالم، ولا يهم ما هو انتماؤه الديني. ليس انتماؤه القومي، ولا انتماؤه السياسي – هو بكل بساطة تم طرده". يتحدث ماجد عن الأشخاص الذين رفضوا بعد ذلك العودة إلى العمل وظلوا من دون مصدر رزق قائلًا: "كيف أن شخصًا تم طرده من عمله عن أمر الذي هو حتى لم يكن جزءًا منه؟ ماذا سوف يقول عندما يدخل إلى مكان العمل؟".
وواصل ماجد حديثه قائلًا: "في شرقي القدس لا توجد شخصية مسيطرة. الشباب يبحثون عن ذلك في شبكة الانترنت. وهم يرون الكثير من الأقوال، التي أنا لا أبررها، إلا أنهم يأخذونها على أنها أمر مغلق ووفقًا لذلك هم يتصرفون. يوجد الكثير من الفتيان في شرقي القدس، حيث اليهود الوحيدون الذين يعرفونهم، هم إما الشرطي الذي يقوم بتفتيشهم ويقوم بإهانتهم، بحيث أنه يقوم بإنزال البناطيل عنهم، أو المستوطن الذي يمشي ومعه غاز مسيل للدموع أو غاز الفلفل. تلك هي الشخصيات التي يعرفها"
في الأشهر الأخيرة، تم في لجنة التربية والتعليم التابعة للكنيست مناقشة اقتراح قانون الذي يعنى بخطط وببرامج التعليم في شرقي القدس. "هذه ليست قضية إذا كانت هناك حاجة لتغيير خطة وبرنامج التعليم. أولًا وقبل كل شيء قم ببناء مدرسة، ومن هناك تقدم إلى الأمام".

ومضى ماجد قائلًا: "تقع المدرسة التي يتعلم فيها ابني في داخل المسجد الأقصى، وأنا من عائلة التي غالبيتها المطلقة هم موظفون وعاملون في الوقف. ماذا كانت مهمة الشرطة هناك خلال ستة أشهر من بداية الحرب. فتح حقائب الطلاب، والبحث عن علم فلسطين. يجب أن تحتضن الناس، أن تقول لهم، ‘على الرغم من أنهم يطلقون عليك اسم عبد، فإنني أتعامل معك كما أتعامل مع موشيه‘، هذا سوف يعمل بشكل أفضل. لا تقل له ‘فقط لأنهم يطلقون عليك اسم عبد، فإنك سوف تمر بعملية تفتيش".

في الأسابيع الأخيرة تم إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في شرقي القدس. عندما عاد السجين أشرف زغيّر إلى بيته في كفر عقب، تم رفع أعلام حماس وصرخات الفرح التي ملأت الشوارع. وفقًا لأقوال ماجد فإن إطلاق سراح السجناء هو ليس الموضوع، وتابع ماجد قائلًا: "الموضوع الكبير هو أن الحروب انتهت. الأغلبية، تؤيد إنهاء الحرب، لأن الحرب هي فقط دم". وأردف ماجد قائلًا: "هذا موضوع هوية، الشباب يتضامنون مع الفلسطينيين. كان يجب أن يكون هو في السجن حتى آخر أيام حياته، حماس قامت بإطلاق سراحه". ويؤكد ماجد أن هذا ليس تأييدًا لحماس. وفقًا لأقواله فإن أبناء الشبيبة في شرقي القدس غاضبون، متألمون، ويشعرون بأنهم يميزون ضدهم. ومضى ماجد قائلًا: "هو قام بإلقاء الحجارة، نظرًا إلى أنه تحدث ولم يستمع إليه أحد. هم يحاولون طوال الوقت أن يجدوا حلولًا. هم بكل بساطة يبحثون في المكان الخطأ".
ماجد غاضب على المكانة وعلى تعامل الدولة مع سكان شرقي القدس وقال: "إنه من الوقاحة أن تقول لي افعل كذا وكذا، وحتى أن لا ترى بي كمواطن تابع لك. يقولون اننا مواطنون. ماذا يعني مواطن؟ كمواطن يمكن في أي لحظة أن تأتي إلي في البيت، أن تفحص الثلاجة، أن تفحص مقاس الملابس الداخلية". الدولة تقول لنا، "من المعقول أن نفرض أنه يوجد هنا الكثير من الناس، إذا كنتم لا تستطيعون أن تثبتوا أنكم مواطنون في شرقي القدس، فلتذهبوا إلى مكان آخر. أي نوع من الثقة هذه؟ كيف ترغب الدولة في أن تبني ثقة، مع مجتمع الذي لا تعترف به، ولا ترغب في أن تعترف به؟". وفقًا لأقوال ماجد فإن هذا الأمر يتطلب حسمًا من جانب الدولة، إما أن تقول لي ‘أنت فلسطيني، وإلى اللقاء في ما وراء الحدود‘، أو أن تقول، ‘أنت تستحق الحصول على مواطنة‘، ومن هناك يبدأ الحوار حول موضوع الحقوق. إذ أنك لا تستطيع أن تقول لي، بأنني جيد بشكل أقل منك".
"هذا ليس فقط موضوع مواطنة بالمفهوم الشخصي والبدني، الموضوع هو أعمق، الشعور هو أن تعترفوا بي كإنسان. هنا يدور الحديث عن هوية. نحن ما يقارب نصف مليون شخص، الذين تم تعريفهم على أنهم ‘إنسان من دون هوية‘، ماذا يعني إنسان من دون هوية؟"
وأضاف زكي ماجد قائلًا: "أنا وُلدت هنا، والدي وُلد هنا، كيف يمكن أن أكون من دون هوية؟ الدولة لا تسمح لي بأن أحصل على هوية أخرى، وتمنع عني الهوية الإسرائيلية. نحن تحت تهديد، في أي لحظة يمكن أن تسحب المواطنة، أن تسحب الإقامة، التي هي أيضًا مؤقتة، وأنا يجب عليّ، كل عدة سنوات، أن اثبت أنني أسكن هنا. أنا أعرف من نحن، لكن من نحن بالنسبة لهذه الدولة؟ إذا قلنا اننا لسنا شركاء، لسنا مواطنين، يقولون لنا اختاروا مواطنة أخرى. لن تأخذني من القدس".
وتابع زكي ماجد يقول: "لا يزال المجتمع الإسرائيلي عالقًا في التفكير غير الصحيح. وكأن العربي في شرقي القدس لا يهمه قانون القومية، الذي يقول بشكل صريح بأن تنفيذ حقوق الإنسان في إسرائيل، هو خاص بالشعب اليهودي وفقط بالشعب اليهودي. هذا موضوع الذي يتحدث عنه الناس. المجتمع في شرقي القدس هو مجتمع متنوع جدًا، يوجد هناك أشخاص الذين يذهبون إلى البحر بملابس البحر، ويوجد هناك أشخاص الذين يؤدون الصلوات طوال 24 ساعة. هذا ليس صحيحًا أننا مجتمع مع تفكير واحد". البلبلة والارتباك في الهويات ملحوظ أيضًا لدى الشباب، من ناحية الحفلات والرقص ومن ناحية أخرى العنف والتحريض. وفقًا لأقوال ماجد، البلبلة والارتباك في الهوية إلى جانب الغضب وقلة التطلعات تشكل أرضًا خصبة للعنف وللمخالفات الأمنية.
بين تل ابيب وشرقي القدس
وواصل زكي ماجد حديثه بالقول: "فاجأني موضوع اللغة العبرية. الفتيان في شرقي القدس، في الواقع يقولون انه ليست هناك حاجة بعد الآن لتعلّم اللغة العبرية. لأنهم يؤمنون، أنهم في دولة إسرائيل، لن يحصلوا على حقوق أبدًا وعلى الإطلاق. المكان لن يسمح لهم بالنمو".
ومضى ماجد قائلًا: "يجب على المجتمع الإسرائيلي أن ينظر إلى الفتيان، أيضًا من منظورهم. فهم منكشفون على حيز أكبر، على سماء أوسع. إلا أنه منذ بداية الحرب، يقفون هنا في الحاجز ست ساعات. أنا أعتقد أنه على الأقل يجب البدء بالتحدث حول ذلك".
وخلص ماجد إلى القول: "الأمر الثاني هو أنه يجب تقليص الفجوة. الفجوة بين تل أبيب وشرقي القدس هي جنونية. ادخل إلى شرقي القدس، شاهد الأوساخ وشاهد النفايات، شاهد الإهمال. يجب البدء بالتفكير حول أنني متساوٍ. أنا متساوٍ معك وأنت متساوٍ معي، أنت تطلب مني أن أقوم بتنفيذ واجباتي. إذا كانت عليّ واجبات ، فلديّ أيضًا حقوق".