
لقي 160 شخصًا من المجتمع العربي مصرعهم على الطرق في عام – 2024 – رقم قياسي منذ ملا يقل عن 20 عامًا، جاء ذلك وفقًا لمعطيات السلطة الوطنية للأمان على الطرق. يشكل عدد العرب الذين لاقوا مصرعهم ما نسبته أكثر من – 36 % من عدد الذين لاقوا مصرعهم في إسرائيل.
يدور الحديث عن أكثر سنة دموية على الطرق منذ 18 عامًا أيضًا في المجتمع العام، مع 439 شخصًا لاقوا مصرعهم، إلا أنه طرأ في الفئة السكانية العامة ارتفاع بنسبة 20 % في أعداد الأشخاص الذين لاقوا مصرعهم مقارنة مع عام 2023، بينما في المجتمع العربي فإن الارتفاع كان بنسبة 60 %: 160 شخصًا عربيًا لاقوا مصرعهم في عام – 2024، مقارنة مع 98 شخصًا عربيًا لاقوا مصرعهم في عام – 2023.
أيضًا في سنوات سابقة تم تمثيل المجتمع العربي بشكل يتجاوز حجمه النسبي في أعداد الأشخاص الذين لاقوا مصرعهم على الطرق. خذ على سبيل المثال، في عام – 2023 وفي عام – 2022 كانت نسبة الأشخاص العرب الذين لاقوا مصرعهم 27 % و – 32 % من عدد الأشخاص الذين لاقوا مصرعهم على الطرق بالملاءمة، إلا أن المجتمع العربي يقدّر بما يقارب نسبة – 22 % من الفئة السكانية فقط، إلا أن عام 2024 حطم أيضًا في هذا المجال رقمًا قياسيًا منذ أكثر من – 20 عامًا، مع ما يقارب – 36 % عدد الأشخاص الذين لاقوا مصرعهم من الوسط العربي كما ذكرنا.
الاتجاهات ليست مماثلة في صفوف اليهود والعرب
هذا الارتفاع لا يتعلق في الاتجاه العام، إلا أنه لا يتطابق معه تمامًا. أيضًا في المجتمع اليهودي طرأ ارتفاع بنسبة 14 % في عدد الأشخاص الذين لاقوا مصرعهم. إلا أنه وعلى الرغم من ذلك، فإن الاتجاهات ليست متطابقة على الإطلاق: من معطيات الأشخاص الذين لاقوا مصرعهم وفقًا للأشهر تبين بأنه في أشهر كثيرة ارتفع عدد الأشخاص العرب الذين لاقوا مصرعهم، بينما اليهودي ظل مماثلًا، أو على العكس.
خذ على سبيل المثال، الارتفاع الكبير في عدد الأشخاص الذين لاقوا مصرعهم، الذي بدأ في شهر آذار / مارس، انعكس على الوسطين، لكن بقوة مختلفة: في صفوف اليهود والآخرين لقي 27 شخصًا مصرعهم في نفس الشهر، مقارنة مع 15 شخصًا لاقوا مصرعهم في شهر شباط / فبراير، ارتفاع بنسبة 80 %. القفزة في الوسط العربي في نفس الشهر كانت كبيرة، إلا نها أقل بقليل: من – 11 شخصًا لاقوا مصرعهم إلى – 18 شخصا لاقوا مصرعهم، ما يعني ارتفاعًا بما يقارب نسبة – 60 %. في شهر نيسان / ابريل زادت الفجوات، بحيث انخفض عدد الأشخاص الذين لاقوا مصرعهم في المجتمع العربي إلى – 13 شخصًا، بينما في صفوف اليهود والآخرين ارتفع عدد الأشخاص الذين لاقوا مصرعهم إلى – 28 شخصًا.
مع ذلك، في كافة الأشهر كانت أعداد الأشخاص العرب الذين لاقوا مصرعهم أكثر بكثير من نسبتهم في الفئة السكانية. كانت الذروة في شهر حزيران / يونيو، أخطر شهر في نفس السنة، حينها لقي 22 شخصًا من المجتمع العربي مصرعهم، أكثر من – 51 % من الأشخاص الـ – 43 الذين لاقوا مصرعهم في نفس الشهر. ما يعني، أن عدد الأشخاص العرب الذين لاقوا مصرعهم وصل إلى الرقم القياسي، بالذات في الشهر الذي لم يكن عدد الأشخاص اليهود الذين لاقوا مصرعهم مرتفعًا على وجه الخصوص.
هذه المعطيات وغيرها تُظهر أنه على الرغم من أن الارتفاع الخطير في أعداد الأشخاص الذين لاقوا مصرعهم تصل على ما يبدو من معطيات أساسية التي تؤثر على كافة الفئة السكانية، فإن ملابسات وظروف مختلفة لكل جمهور تؤثر بشكل دراماتيكي على أعداد الأشخاص الذين يلقون مصرعهم في كل شهر. لا يوجد حتى اليوم تفسير أكيد لعوامل الارتفاع في أعداد الأشخاص الذين يلقون مصرعهم، لا في الفئة السكانية العامة ولا في المجتمع العربي في داخلها. مع ذلك، فإن إحدى المشاكل الصعبة التي على ما يبدو تؤثر على أعداد الأشخاص الذين يلقون مصرعهم هي مشكلة تطبيق القانون، نتيجة التقليصات وتآكل القوى العاملة في الشرطة. وفقًا لمحافل مختلفة في المجتمع العربي، فإن التقليصات تضر بهذا المجتمع على وجه الخصوص، وتقدم ذريعة لتطور ثقافة القيادة السلبية في صفوف الشباب.
قفزة في عدد عابري السبيل المشاة العرب الذين لاقوا مصرعهم على الشارع
على الرغم أنه في المجتمع العام اتفع عدد عابري السبيل المشاة الذين لاقوا مصرعهم، من – 99 شخصًا في عام – 2023 إلى – 114 شخصًا في عام – 2024، فإن عدد الأشخاص الذين لاقوا مصرعهم في صفوف اليهود والآخرين انخفض قليلًا بشكل فعلي، من – 79 شخصًا إلى – 72 شخصًا. في صفوف العرب، مقارنة مع ذلك، فإن العدد تضاعف من – 20 شخصًا لاقوا مصرعهم فقط في عام – 2023، إلى ما يقارب – 42 شخصا من عابري السبيل المشاة الذين لاقوا مصرعهم في عام – 2024.
هناك من يربط هذه المشكلة أيضًا بوسائل النقل العام الضئيلة والقليلة في بلدات الوسط العربي، الأمر الذي يجبر السكان على السير مشيًا على الأقدام في طرق خطيرة، في بعض الأحيان قريبة من شوارع رئيسية بين المدن، من أجل اجتياز مسافة قصيرة نوعًا ما بين قريتين. معطى الذي يدعم هذا الادعاء أنه من بين 42 شخصًا من عابري السبيل المشاة العرب الذين لاقوا مصرعهم في عام – 2024، فإن 18 شخصًا لقي مصرعه في طريق رئيسية بين المدن، ما يعني أكثر من – 40 %، بينما فقط 17 % من عابري السبيل المشاة اليهود والآخرون (12 شخصًا من بين 69 شخصًا) لاقوا مصرعهم في طريق رئيسية بين المدن.
الأطفال العرب يلقون مصرعهم أكثر من الأطفال اليهود
معطى متعلق إلا أنه ليس مطابقًا لعابري السبيل المشاة هو عدد الأشخاص الذين يلقون مصرعهم في أجيال 0 سنة – 18 سنة. وفقًا لمعطيات تقرير بطيرم من شهر تشرين الثاني / نوفمبر، فإنه في تلك الأجيال فإن الوسط العربي ممثل تمثيلًا زائد ومتطرفًا بما يقارب نسبة – 70 % من الأشخاص الذين يلقون مصرعهم، على الرغم من أنه يشكل ما يقارب نسبة – 25 % فقط من مجموعة الجيل. الوضع خطير على وجه الخصوص في المجتمع البدوي، الذي – 25 % من جميع الأطفال الذين يلقون مصرعهم ينتمون إليه، على الرغم من أنه يشكل ما يقارب نسبة – 5 % فقط من مجموعة الجيل.
تم استعراض الوضع في المجتمع العربي عدة مرات في أيام الطوارئ حيث تم عقد جلسة نقاش حول الموضوع في لجنة الاقتصاد، إلا أن الموضوع لم يحظ بحل جوهري، بشكل مشابه لكل الأزمة في حوادث الطرق، التي تتعامل معها السلطات المختلفة من دجون أي خطة وبرنامج.
كان شهر كانون الثاني / يناير الأخير دمويًا وقاتلًا أكثر بكثير من شهر كانون الثاني / يناير من السنة المنصرمة، وإن كان أقل بقليل في المجتمع العربي، إلا أنه وعلى ما يبدو فإنه إن لم يتم فعل شيء، فإن عام 2025 قد يكون دمويًا وقاتلًا أكثر، للعرب واليهود.