بدأ العمل ببرنامج "أشبال الهاي تيك" في جفعات حبيبه منذ عام 2015 ومن خلال هذا البرنامج يبدأ تلميذ الصف التاسع الدراسة في مسار أكاديمي في علم الحاسوب والتكنولوجيا، حيث يستمر المسار مدة خمس سنوات لحين الحصول على اللقب الجامعي. في عام 2024 درس في البرنامج 342 تلميذاً ومنهم 26 تلميذاً انهوا المسار بنجاح. مدير البرنامج، يوسف جبارين قال لصحيفة دفار أن هذا هو إنجاز كبير إزاء التحديات الكثيرة: "نسبة التسرب من البرنامج أثناء الانتقال من السنة الأولى إلى السنة الثانية هي 50%".
وقال جبارين: "نحن بصدد برنامج يستوعب التلاميذ اليهود والعرب ممن يدرسون لنيل اللقب الجامعي الأول منذ صغر سنهم. ففي سن 14 سنة يقوم هؤلاء التلاميذ بمواجهة تحديات أكاديمية كنت قد واجهتها أنا فقط في سن 19 سنة. الدورات صعبة واللغة تشكل عائقاً إضافياً. يعمل هذا البرنامج منذ ما يقارب عشر سنوات، وفي السنوات الأربع الأولى عملنا مع مجموعات صغيرة تتكون من 20-30 تلميذ في السنة، وذلك لكي نفحص الوضع على أرض الواقع. ومنذ السنة الخامسة قمنا بتوسيع إطار البرنامج ونقوم الآن بضم ما يقارب 100-120 تلميذاً كل سنة".
تتم الدراسة في حرم جفعات حبيبه وهذا ما يسهل الاندماج في البرنامج من الناحية الثقافية والجغرافية. وعلى حد قول يوسف جبارين: "نحن قريبون من وادي عارة والمثلث الجنوبي والمثلث الشمالي". وإلى جانب الدراسة الأكاديمية يقدم البرنامج تقوية في اللغة العبرية مع التركيز على المصطلحات المهنية. وكما قال يوسف جبارين: "في البداية نعلم التلاميذ اللغة العبرية المحكية وفي مرحلة لاحقة نعلمهم اللغة العبرية الخاصة بعالم الهاي تيك مع مصطلحات وتعابير من علم الحاسوب". خلال السنة الدراسية يقوم التلاميذ بزيارة لشركات هاي تيك ويلتقون بمهندسين من اليهود والعرب.
ويقول جبارين إن: "هذه اللقاءات تمنح التلاميذ دافعية كبيرة نحو التعليم، بل وينعكس ذلك أيضاً على تحصيلهم الدراسي". ومع مرور السنين تطور كذلك برنامج تدريب، حيث يقوم من خلاله طلاب جامعيون في السنة الثالثة والرابعة لدراستهم بمساعدة طلاب السنة الأولى. ويقول جبارين: "لدينا عشرات المدربين الذين يساعدون بالأساس الطلاب الجدد على التعامل مع الدورات الصعبة".
هل هذا البرنامج مناسب فقط للتلاميذ المتفوقين؟
يوسف جباربن: "نحن نبحث عن أفضل التلاميذ الذين يرغبون بالانخراط في الدراسة الأكاديمية في سن مبكرة والاندماج في عالم الهاي تيك منذ صغر سنهم. هذا التعليم لا يناسب كل تلميذ، إنما هو مناسب لما نسبتهم 10% ممن لديهم المقدرة، وهؤلاء تلاميذ لديهم ميل لهذا المجال ويحبون علم الحاسوب والبرمجة وقادرون على دراسة دورات متقدمة".
ومع ذلك فإن البرنامج يأخذ بعين الاعتبار الدراسة الثانوية، حيث قال جبارين: "نحن لا نُخرج التلاميذ من جهاز التعليم العادي، فالدراسة في البرنامج تتم مرة في الأسبوع بالتوازي مع الدراسة في المدرسة".
ما الذي يمكن عمله للنهوض بالتعليم التكنولوجي؟
يوسف جبارين: "كل شيء يتعلق بالميزانيات، فمن خلال زيارتي للعديد من المدارس وجدت أن هناك مدارس كثيرة ولا يوجد فيها معدات مناسبة لتعليم البرمجة. ثانياً، يجب أن يبدأ التعليم التكنولوجي منذ مرحلة التعليم الابتدائي. أنا شخصياً التقيت بمعلم لعلم الحاسوب فقط في الصف السابع أو التاسع، وحتى في ذلك الوقت لم نتعلم البرمجة. يجب أن يبدأ هذا الأمر حتى في الصف الثاني من خلال ألعاب الروبوتات"
وعلى حد قوله فإن حقيقة وجود الشبيبة في شبكات التواصل الاجتماعية لا تجعلهم مُبرمِجين. "إنهم لا يتعاملون مع التكنولوجيا الحقيقية، إنما يستهلكون المحتويات ويقضون الوقت" وبحسب رأيه "إذا أردنا تنمية التفكير التكنولوجي، فينبغي لنا تعريف التلاميذ بعالم البرمجة منذ صغرهم".
هناك معوقات أخرى في المجتمع العربي، وعلى حد قول جبارين: هناك في المجتمع العربي "ثلاثية مهن" يطمح إليها الأهالي العرب: حقوق وهندسة وطب. أما مهن مثل علم الحاسوب فلم تحظ بعد بنفس مستوى الأهمية. نحن نحاول تغيير هذا الأمر وخلق مسار يقود مباشرة إلى اكتساب مهنة في هذا المجال".
