
مشروع الإصلاحات في أسعار المواصلات العامة الذي بدأ العمل به يوم الجمعة (25/4) يجلب معه ارتفاعاً كبيراً في الأسعار. فعلى الرغم من الصورة التي تقدمها وزارة المواصلات للجمهور، حيث نزعم فيها الوزارة أن حوالي 80% من سكان إسرائيل سيستحقون الحصول على التخفيضات الجديدة – أما فعلياً وبحسب معطيات تطبيق الدفع فإن 12% فقط من سكان إسرائيل سيستفيدون من هذه التخفيضات.
تزعم وزارة المواصلات أن حوالي 80% من السكان سيستفيدون من التخفيضات برغم الارتفاع الكبير في الأسعار – ذلك نتيجة توسيع الإعفاء من الدفع للمواطنين كبار السن وإضافة تخفيضات للشباب حتى سن 26 سنة وتعديل الحالة الجغرافية لسكان ضواحي البلاد. غير أن معطيات برنامج الدفع تفيد بأن 12% فقط من المسافرين في إسرائيل سيستفيدون من التخفيضات الجديدة، ذلك لأن طريقة الحصول على التخفيضات تتم فقط عبر استخدام بطاقة السفر الشهرية المفتوحة (حوفشي حودشي). على سبيل المثال: أحد سكان مدينة أوفكيم الذي يستحق تخفيض بنسبة 50% بسبب حالته الجغرافية (ضواحي البلاد) لن يحصل على تخفيض على السفريات المتفرقة التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير إلا إذا اقتنى اشتراك لباقة سفر شهرية مفتوحة (حوفشي حودشي).
عقبت وزارة المواصلات على هذه المعطيات بقولها: "هذه معلومة مغلوطة ولا أساس لها من الصحة. وبحسب المعطيات فإن 40% من مستخدمي المواصلات العامة الآن يستخدمون بطاقة راف-كاف أو تطبيقات مختلفة وقد تزداد نسبتهم أكثر وأكثر بسبب ازدياد الطلب على الاشتراكات نتيجة مشروع "عد مواصلاتي" الإصلاحي.
عند استخدام بطاقة راف كاف فإن قرار شراء اشتراك شهري مفتوح (حوفشي حودشي) هي رهان محسوب إلى حد كبير يمارسه المسافرون في بداية الشهر بحسب كمية السفرات لكي يكون التعاقد بالاشتراك مجدياً. أما عند الدفع مقابل السفرات من خلال تطبيقات (مثل تطبيق "موفيت") يتم إجراء الحساب في نهاية الشهر لمعرفة ما هي أفضل طريقة يستخدمها المسافر للدفع مقابل سفرياته، ومن ثم يشتري اشتراك شهري مفتوح (حوفشي حودشي) إذا كان ذلك مجدياً.
ولهذا فإن كمية الشراء عبر التطبيقات هي مؤشر دقيق نسبياً لنفهم كم من مستخدمي المواصلات العامة في إسرائيل يُجدر بهم شراء بطاقة سفر شهرية مفتوحة (حوفشي حودشي). النتائج التي حصلنا عليها مفاجئة: بحسب معطيات شركة "موفيت" فإن 12% فقط بالمعدل من المستخدمين في شهر واحد يشترون بطاقة سفر شهرية مفتوحة (حوفشي حودشي) والمعطيات شبيهة كذلك في شركة "هوب-اون". وعندما طلبنا من مختلف الشركات تقدير كم سترتفع تلك النسبة حين تصبح بطاقة السفر الشهري المفتوحة (حوفشي حودشي) أرخص من ذي قبل بسبب التخفيضات المذكورة، فقد كان تقدير الشركات بان النسبة سترتفع بشكل محدود، وربما لن ترتفع. وذلك لأن متوسط السعر الذي يدفعه المسافرون لقاء السفريات في كل شهر أقل بكثير من سعر بطاقة السفر الشهرية المفتوحة (حوفشي حودشي).

بالنسبة لبطاقة راف – كاف التي يستخدمها حسب تقدير الشركات حوالي 75% من المسافرين في المواصلات العامة فإن الوضع أسوأ من ذلك بكثير. حيث شرح عوفر سيناي، مؤسس شركة هوب – أون قائلاً: "بما أن هناك في تطبيقنا كذلك مسافرون يستخدمون بطاقة راف – كاف ويدفعون عن طريق التطبيق، فهذا يتيح لنا الاطلاع على نوعين من المعلومات. نحن نعرف فعلياً بان الأغلبية الساحقة من المسافرين لا يستخدمون بطاقة السفر الشهرية المفتوحة (حوفشي حودشي) وبد ذلك يفضلون استخدام القيمة المتراكمة". القيمة المتراكمة هي أشبه بمال نقدي يمكن شحنه في بطاقة راف- كاف بدل عقد السفر ومن ثم استخدامه لكل سفرة. وعلى الرغم من أن الأسعار في هذا الخيار أعلى منها في بطاقة السفر الشهرية المفتوحة (حوفشي حودشي)، إلا إنه يوفر مرونة أكبر.
الحالات الجديدة: لا يمكن شحنها في إمكانية القيمة المتراكمة
إنما يمكن شحن قسم صغير فقط من الحالات في القيمة المتراكمة – شبيبة وطلاب جامعيين ومواطنين قدامى (تقلص للنساء بأعمار ما بين 62-67 سنة بسبب الإعفاء). أما الحالات الجديدة التي تظهر في الإصلاح مثل حالة الشباب والحالة الجغرافية، فلا يمكن شحنها من خلال استخدام القيمة المتراكمة. ولهذا فإن جميع المستخدمين الجدد الذي حصلوا على التخفيضات الجديدة ويستخدمون بطاقة راف – كاف لن يستفيدوا من التخفيضات إلا إذا اشتروا بطاقة سفر شهرية مفتوحة (حوفشي حودشي) تماماً كما في التطبيق.
"نظراً لحقيقة أن بطاقة راف- كاف لا تُجري حسابات جدوى كما في التطبيق، فذلك يزيد من صعوبة الاستفادة من بطاقة السفر الشهرية المفتوحة (حوفشي حودشي) دون المجازفة"، هذا ما شرحه إيار زيف، مدير عمليات شركة موفيت- بانجو، وأضاف: "للأسف الشديد، معظم الجماهير يستخدمونه، وهكذا فإن طريقة تطبيق الحالات في هذه البطاقة تجعل الاستفادة منها صعبة جداً".

من الصعب أن نصدق بأن هذه الحقائق – بالنسبة للاستخدام الواسع لبطاقة راف – كاف وكذلك بالنسبة لقلة استخدام بطاقة السفر الشهرية المفتوحة (حوفشي حودشي)- لم تكن حاضرة أمام وزارة المواصلات أثناء بلورة المشروع الإصلاحي. كان بوسع وزارة المواصلات على سبيل المثال أن تقوم بترتيب التخفيضات بحيث تكون صالحة كذلك في القيمة المتراكمة مثل التخفيضات القديمة للشبيبة وللطلاب الجامعيين. لكن الوزارة قررت ألا تتبع هذه الطريقة وهكذا حرمت قسم كبير من السكان من الاستفادة منها، وعملياً وفرت مليارات الشواكل من الدعم الذي تقدمه الوزارة للمواصلات العامة. ختاماً نقول إنه وعلى الرغم من أن وزارة المواصلات أنتجت حالة يستطيع فيها 80% من السكان الحصول على تخفيضات، لكن عملياً فإن هذه التخفيضات غير قابلة للتحقيق بالنسبة لحوالي 80% من السكان.
"في نهاية المطاف لم يجلبوا لنا أموال جديدة من قطر"، بهذه الجملة لخص الحالة يوسي سعيدوف، مؤسس منظمة 15 دقيقه. "لم يطوروا البني التحتية ولم يزيدوا من تكرار السفريات ولم يتم استثمار أموال في دعم المواصلات العامة. كل ما عملوه هو التلاعب من هنا لهناك بالأموال وبعناوين الصحف والإعلام لكي يبدو وكأننا سندفع أقل مقابل السفر في المواصلات العامة".