
ناقشت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في القدس في الأسبوع الماضي خارطة لتوسيع حي غيلو. خارطة "جنوب شرق غيلو" سوف توسّع الحي إلى جهة الشرق حتى شارع همنهروت (الأنفاق) وسوف تضيف إليه 176 دونمًا. في إطار الخارطة سوف يتم بناء 1.900 وحدة سكن جديدة على مساحات مفتوحة. 29 % من الأرض التي تم تخصيصها هي بملكية خاصة، 12 % هي أراضي دولة و – 15 % تابعة لحارس أملاك الغائبين. معظم الأرض (44 %) هي مساحة من دون تسجيل.
في جزء كبير من المساحة المخصصة للمشروع توجد كروم زيتون قديمة، التي تعود إلى سكان القرية الفلسطينية بيت جالا. تم الاستيلاء على جزء كبير من الكروم على يد إسرائيل عن طريق حارس أملاك الغائبين، الذي يتيح لها أن تأخذ أراضي وممتلكات الفلسطينيين الذين تركوا أراضيهم أو تم طردهم منها خلال حرب الاستقلال أو بعدها.
أفيف تترسكي، باحث في جمعية عير عاميم، يوضح بأنه في الوقت الذي لم يتم فيه ضم بيت جالا، إلا أن أراضيها الزراعية تم ضمها. مع ذلك، على مر السنين "لم تمس الدولة بهذه الأراضي. في الكروم نفسها لم يتم المساس، لأنهم يفهمون ويدركون أن هذا يعود لشخص ما". وعلى حد قوله، فإنه حتى إقامة جدار الفصل في المنطقة، استمر سكان بيت جالا في زراعة وفلاحة الأراضي.

في – 7 من شهر أيار / مايو سوف تناقش اللجنة المحلية للتنظيم والبناء خارطة "متسبيه تلبيوت". الخارطة تقع بين صور باهر وجبل المكبر. الخارطة، التي تستمل على 700 وحدة سكنية، تمتد على سطح 23 دونمًا التي هي ليست مبنية وتوسّع ارمون هنتسيف إلى جهة الجنوب، بالقرب من أم ليسون. على المساحة توجد خارطة مصادق عليها منذ عام – 2005 التي تشتمل على إضافة 180 وحدة سكنية فقط.
على ما يبدو فإن الحديث يدور عن حل لضائقة السكن الصعبة في الأحياء القريبة. إلا أن تترسكي يخشى من أن الحديث يدور عن شقق التي سوف يتم تخصيصها إلى الجمهور اليهودي وسوف يشكل الحي حاجزًا يفصل بين الأحياء العربية في شرقي القدس. على الرغم من أنه لا يوجد في الخارطة شيء يشهد على هذه النية، إلا أنه وعلى حد قول تترسكي، "فإنه يتم العبير عن ذلك بطرق اقل وضوحًا. الطريقة الأولى هي الاسم الذي سوف يتم إطلاقه على المنطقة. هذا في الواقع يؤثر على من يشعر هناك بالراحة، من لا يشعر هناك بالراحة. والأمر الثاني هو كيف سيقومون بتسويق ذلك".
تترسكي متأكد بأنه إلى جانب اعتبارات التنظيم والسكن، فإنه يوجد للخارطة جانب سياسي. وخلص تترسكي إلى القول : "السبب الوحيد الذي في الإمكان الادعاء به أن أصحاب الكروم هم ‘غائبون‘ هو أن إسرائيل ضمت لنفسها كروم الزيتون الخاصة بهم، إلا أنها تركت المالكين مواطنين في الضفة الغربية من دون حقوق. ان الاستخدام الموسع لقانون أملاك الغائبين لبناء المستوطنات في القدس الشرقية هو أحد الاشكال اللاذعة للحكم الإسرائيلي الذي يمارس التمييز في المدينة".