صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الثلاثاء 20 أيار 2025
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

مراسم الذكرى الإسرائيلية – الفلسطينية جرت في يافا وفي بيت – جالا، أعمال شغب عنيفة في مركز العرض في رعنانا

في المراسم التي تم تنظيمها للسنة الـ - 20 شارك مئات من أفراد عائلات ثكلى إسرائيلية وفلسطينية، ودعوا إلى السلام | ليئيل فيشباين من القرية التعاونية كيبوتس بئيري، الذي ثكل شقيقته: "الألم لا يفرّق بيننا" | ليئات اتسيلي التي تم إطلاق سراحها من اسر حماس وثكلت زوجها: "الحرية هي الأمر الوحيد الذي يمكن أن يحل السلام"

טקס יום הזיכרון הישראלי-פלסטיני ביפו (צילום: יניב שרון)
مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي – الفلسطيني في يافا (تصوير : ينيف شرون)
بقلم ينيف شرون

تم تنظيم مراسم الذكرى الإسرائيلية – الفلسطينية في يوم الثلاثاء (29 / 4). المراسم المشتركة، التي تأسست قبل 20 عامًا على يد منتدى العائلات الثكلى الإسرائيلي – الفلسطيني ومنظمة ‘مقاتلون من أجل السلام‘، وتم تنظيمه في نفس الوقت في بيت – جالا وفي يافا. وتم بثه في بث حي ومباشر إلى – 160 مركز عرض في أنحاء إسرائيل، الضفة الغربية، في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأمريكية.

توقف عرض المراسم في الكنيس الإصلاحي ‘بيت صموئيلي‘ في رعنانا في أعقاب أعمال شغب عنيفة لعشرات الناشطين اليمينيين. وفقًا للتقارير والصور في شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، فإن قسمًا منهم دخلوا إلى منطقة الكنيس، وقاموا بإلقاء أغراض وهددوا المشاركين، وقام آخرون برشق الحجارة. وقامت الشرطة بإخلاء المشاركين في المراسم في مجموعات صغيرة، ما يقارب – 30 شخصًا، وقامت بإلقاء القبض على ثلاثة من المتظاهرين. وقد اُصيب عدد من أفراد الشرطة بجروح طفيفة في الحادث.

وقال رئيس حزب ‘هديمقراطيم‘ (الديمقراطيون) يائير جولان حول الحادث: "تم الاعتداء على المؤيدين للسلام بعنف منظم". وأضاف جولان قائلًا: "هذه نتيجة مباشرة وواضحة للتحريض المستمر والمتواصل، للإهمال، لمنح الشرعية من فوق للعنف السياسي. الحكومة التي تدمر القانون والاحترام المتبادل هي حكومة التي هي مسؤولة عن العنف وعن الدم الذي يُسفك. هذا الحدث يوضح عمق الأزمة إلى هذا الحد وإلى أي حد يجب أن نصلح ذلك".

وقال عضو الكنيست جلعاد كريف من حزب ‘هديمقراطيم‘ (الديمقراطيين) أنه رافق يوم أمس نائبة مدير عام الحركة الإصلاحية إلى المستشفى. هي "أُصيبت بجروح نتيجة رشق سيارتها بحجر من قبل أحد الفوضويين الكهانيين"، وأضاف كريف قائلًا، "أن سيدتين أخريين اُصيبتا بجروح نتيجة رشق الحجارة".

"نفتح نافذة صغيرة من الأمل"

في القاعة في يافا، المليئة عن بكرة ابيها، لازم هدوء مؤلم. وتحرك الحدث كرقاص (بندول) بين الألم، الفقدان والحزن وبين الأمل والمطالبة بإنهاء دائرة الدماء والدعوة إلى السلام.

وذكر صائل جبارين، الذي قاد المراسم في بيت – جالا، في كلمته فظاعة الحرب الحالية وقال، "نحن لم ننس أولئك الذين فقدناهم، وكذلك لا نتجاهل الظلم المستمر، إلا أننا نفتح نافذة صغير من الأمل نحو مستقبل يُبنى على العدالة، الكرامة والحرية للجميع، لا على الدماء".

وتحدث ليئيل فيشباين من القرية التعاونية كيبوتس بئيري عن تجربته وما عايشه في السابع من شهر تشرين الأول / أكتوبر، وعن شقيقته تخيلت التي لاقت مصرعها في القرية التعاونية الكيبوتس في نفس اليوم. وتحدث عن اللحظة التي نظر فيها إلى جثث المخربين وقت انتظار اخلائها، وكان الشعور الأقوى الذي انتابني، هو الشفقة والعطف".

وأضاف فيشباين قائلًا: "هذا الألم لا يفرّق بيننا، وأن لا أحد يولد مع هذه الكراهية". وتابع فيشباين قائلًا: "أنا أشعر أنه فقط من خلال مكان من التقارب، التعارف، الحوار، والتقبّل، يمكننا أن نرى أحدنا الآخر كبشر، وأن نفهم وندرك الواقع المعقد والمركب للعالم الذي نعيش فيه. أنا لا أعلم بماذا سوف نلتقي في الطريق أو إلى أين سوف يقود هذا الطريق، وأنا متأكد أنه سوف يكون صعبًا ومليئًا بالتحديات، إلا أنني أشعر أنني مستعد لأن أعيش في ظل هذا المجهول واللا معروف، وأن أعمل من مكان مختلف، من أجل خلق واقع من الثقة، الصداقة، والسلام الحقيقي".

وتحدثت ليئات اتسيلي، عضوة في القرية التعاونية كيبوتس نير عوز التي تم اختطافها في – 7.10 وتم إطلاق سراحها بعد مرور 54 يومًا، تحدثت عن زوجها أفيف الذي لقي مصرعه في القتال في نير عوز وعن اختطافها. تقول اتسيلي: "ما كان صحيحًا هناك، في الوضع الشديد الذي وجدت نفسي فيه وعشته، بالتأكيد أنه صحيح هنا الآن أيضًا". وأضافت اتسيلي قائلة: "النظر إلى وجه الآخر، من دون توقعات يمنح فرصة لتحمّ المسؤولية. مسؤولية التي هي تجسيد للحرية. الحرية هي عبء ثقيل إلا أنها الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يحل السلام بين البشر وبناء مجتمع عادل وأخلاقي".

وتم بث كلمة موسى جمعة الحتاوي، الذي تم منعه من الدخول إلى إسرائيل، باللغة العربية. وقد ترجمت فداء شحادة كلماته بصوت مكسور في الوقت الذي تحدث فيه عن أفراد عائلته الذين فقدهم في الحرب. وقد تحدث عن خاله هاني، الطبيب في المستشفى الأوروبي في غزة الذي لقي مصرعه بينما كان يحاول أن ينقذ ابنته ميرا من أنقاض بيته الذي تعرض للقصف. وقال الحتاوي: "على الرغم من كل هذا الألم، لم نفقد القدرة على الحلم. حتى من وسط الدمار، تولد الحياة من جديد. الحرب سرقت منا أحباءنا، لكنها لم تسرق منا إرادتنا. نحن نبكي، إلا أننا لا نفقد إنسانيتنا، ونحن نؤمن أن هذا الليل، مهما طال…. فسوف ينتهي". ودعا الحتاوي إلى إنهاء الاحتلال وأكد قائلًا: "أنا أرفض أن يبقى الألم هو الإرث الوحيد الذي سوف نورثه إلى أطفالنا. لقد دفعنا ثمنًا باهظًا من دماء أحبتنا، ولن نقبل أن تستمر هذه الدائرة الدموية".

وتمت قراءة كلمات ف، وهي فلسطينية من مواليد غزة، من قبل أماني حمدان من الطيرة. ف انتقلت من غزة إلى الضفة الغربية وفقدت أفراد عائلتها في الحروب الأخيرة. وقد تحدثت لماذا اختارت أن تكرس حياتها من أجل السلام، على الرغم من الألم الكبير من الفقدان وقالت: "ان حياتنا ليست مجرد قصص حزينة – بل هي ايضًا قصص صمود لا تنكسر والمحافظة على الأمل، بغد أفضل".

وقالت استر كوراني ورنا سلمان، مدريتان مشاركتان في منظمة ‘مقاتلون من أجل السلام‘، في المراسم: "هذه هي السنة الـ – 20 التي ننظم فيها مراسم الذكرى المشتركة – وفي هذه السنة الصعبة، تحت ظل الحرب الثقيلة وسفك الدماء المستمر والمتواصل، فإن أهميتها تزداد فقط. الآن بالذات، عندما يكون من السهل الغرق في اليأس وفي الكراهية، نحن نختار أن نتمسك في الأمل والعمل معًا من أجل مستقبل مختلف. تشكل المراسم بديلًا يدعونا إلى أن نختار طريق المصالحة، التضامن والسلام".

وقالت أييلت هارئيل ونادين قمصية، مديرتان مشاركتان في منتدى العائلات الثكلى الإسرائيلي – الفلسطيني، في المراسم: "لن يتم استغلال ألمنا من أجل تبرير عدم العدالة. حزننا يعلّمنا أن الحرية، الكرامة والاحترام والمساواة للجميع هي الضمان الوحيد لأمن حقيقي ولسلام دائم. هذه المراسم هي ليست فقط إحياء ذكرى الذين فقدناهم، بل وعد بالنضال من أجل مستقبل لن يكون فيه المزيد من العائلات الثكلى".

انتهت المراسم في يافا بالطلب من جميع الحاضرين أن يحملوا في طريقهم صلاة للسلام.

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع