
تقول رلوكا غنئاه، من سكان تل أبيب – يافا والتي تبلغ من العمر 46 عامًا، وهي المديرة العامة في جمعية ‘ززيم‘ (لنتحرك): "على مدار خمسة عشر عامًا ولم يكن هناك أي أحد الذي حمل علم اتفاق سياسي، الذي يجب أن يُنهي النزاع باتفاق سياسي، اتفاق سلام". هي مقتنعة أنه لا يوجد أمر أكثر إلحاحًا من التحدث عن السلام.
غنئاه، هي جزء من تنظيم ‘هجيع هزمان‘ (أجا الوقت) – ائتلاف مكون من ما يقارب – 50 منظمة التي تعمل من أجل السلام. وضع الائتلاف لنفسه هدفًا أن ينهض في الحوار حول السلام، وينظم اليوم مؤتمرًا شعبيًا للسلام في القدس. سوف يشتمل اليوم الأول من المؤتمر على عروض، معارض وورشات عمل في موضوع السلام والتعايش إلى جانب جولات في القدس التي سوف تعنى في النزاع وفي إمكانية التوصل إلى سلام. وسوف يشتمل اليوم الثاني من المؤتمر على حلقات نقاش سوف يتم فيها مناقشة خطط سلام مختلفة، وقضايا مثل السلام والبيئة والتربية على السلام في وقت الصراع.
تقول غنئاه: "السنة والنصف الأخيرة كانت صعبة جدًا. يجب أن تكون هناك حياة طبيعية روتينية، أن يتم تفعيل البيت، العمل، كل هذه الأمور في الوقت الذي تكون فيه كل هذه الأهوال في الخارج". وأضافت غنئاه قائلة: "جلست مع تامي يكيراه من منظمة ‘شاتيل‘ (خدمات دعم واستشارة للنهوض)، في مقهى وهي حدثتني عن فكرة ‘هجيع هزمان‘ (أجا الوقت) وانجذبت إلى ذلك. على مدار ثلاثة أشهر، كنا ست نساء اللواتي يعملن على مدار الساعة. كان لدينا الكثير من الشركاء. في هذه الفترة لم يكن لدي الوقت لقص الأظافر، إلا أنني شعرت بأنني على أفضل ما يرام".
"سنوات أكثر من ما ينبغي في معركة كبت"
تقول غنئاه: "بعد السابع من شهر تشرين الأول / أكتوبر كان من الواضح أن صراع إدارة النزاع قد انهار". وتابعت غنئاه قائلة: "كان ذلك أفظع بكثير من ما يمكن أن نصفه. كان من الواضح لقسم منا أنه يجب علينا أن نفعل شيئًا من أجل طرح موضوع السلام مرة أخرى إلى جدول الأعمال اليومي، أنه لا يوجد هناك مستقبل لأي واحد من الأطراف، إلا إذا ما قمنا بإنهاء النزاع باتفاقية. قررنا أن ننشئ من جديد، أن نبدي ملاحظات وأن نحيي معسكر السلام".

وواصلت رلوكا غنئاه حديثها بالقول: "لليمين السياسي وحتى لليمين المتطرف، يوجد خيال سياسي منفتح جدًا. منذ اللحظة الأولى من 7 من شهر تشرين الأول / أكتوبر، هم عملوا بشكل قوي جدًا على الترويج إلى الرسالة بأن ه
ذه ليست حرب دفاع عن النفس، وليست حرب التي من المفروض أن تدافع عن المواطنين وأن تعيد المخطوفين".
وتوضح غنئاه قائلة: "سنوات أكثر من ما ينبغي، وبالتأكيد الآن، نحن في معركة الكبت". ومضت غنئاه قائلة: "في اليمين يعملون من أجل تحويل الحرب إلى شيء آخر، أن يستوطنوا في غزة، أن يستوطنوا في لبنان. ونحن فقط نقول لا عن ماذا. نحن لا نرغب في أن نستوطن في غزة، نحن نعتقد أنه لا يجب أن يكون هناك ترانسفير (ترحيل) أو تطهير عرقي لقرى في الضفة الغربية. يجب أن نقول أيضًا نعم عن ماذا".
"من غير الممكن أن نتجند إلى الأمل من دون رؤيا إيجابية"
تعتقد عنئاه أنه حسب وجهة نظرها، فإن مؤتمر السلام يجب أن يدخل إلى التفاصيل وقالت: "كيف سوف تبدو الحياة بعد أن تكون هناك تسوية؟ كيف سوف يبدو جهاز التربية والتعليم؟ كيف سوف تبدو القدس؟ كيف سوف تبدو التفاصيل الصغيرة من حياتنا، من حياتنا اليومية. نحن نرغب في أن نفتح للناس نافذة لهذا الأفق، من أجل أن نرى كيف يمكن أن تكون الأمور مختلفة. ليس فقط أن نقول ما الذي يمكن أن يحدث وأي الأمور التي تُخيف موجودة وكم أن كل شيء صعب. هذه هي حياتنا اليومية. من غير الممكن أن نتجند إلى الأمل إذا لم تكن هناك رؤيا إيجابية، وإذا لم نقوم ببناء الطريقة العملية للوصول إليها".
الحوار غير موجود بسبب وجهة النظر التي تقول بأنه لا يوجد هناك احتمال بتسوية سياسية؟ لماذا السعي إلى تسوية سياسية بعد كل ما حدث هنا وبعد كل المحاولات الفاشلة؟
"في الواقع لقد جربنا الممارسات القديمة المتمثلة في الاحتلال والتهجير والحرب والقتل والمعاناة من كلا الجانبين. هل يمر ذلك بصورة أفضل، أم أننا نصل إلى وضع أسوأ فأسوأ؟ هل يوجد هناك حل آخر؟ هل توجد هناك أمور أخرى؟ لماذا نحن مستعدون أن ننفذ حربًا مرة أخرى وليس سلامًا مرة أخرى؟ في الواقع هذا لا يعني أنه يوجد هناك شيء آخر، هذا لا يعني أنه يوجد هناك حل آخر. يجب أن نتعلم من ما كان، يجب أن نفعل ذلك بشكل أفضل".
"حل الدولتين هو الطريقة الوحيدة للعيش هنا"
تواصل غنئاه حديثها قائلة: "إحدى المشاكل في المحاولات السابقة، هي أنه لم يكن هناك ضغط جماهيري بما فيه الكفاية، لم يكن هناك موقف واضح من الجمهور الإسرائيلي". ومضت غنئاه تقول: "أنا أعتقد أن هذا شيء الذي يتغير الآن، المزيد من الناس في الحقيقة يفهمون ويدركون بإنه ليس في الإمكان حل النزاع بوسائل عسكرية".
ماذا بخصوص اتفاقيات إبراهيم؟ أليس ذلك تحولًا وتقدمًا في اتجاه السلام؟
"هذا جزء من وجهة النظر، وجهة نظر التي نغض الطرف فيها عن الفلسطينيين، ونحاول أن نقوم بعمل شيء ما من فوق رؤوسهم. ليس في الإمكان تجاوز الفلسطينيين".
ربما يكمن الحل في انطلاق فرضية ‘دولتان لشعبين‘؟
"أنا جدًا مع خيال سياسي وابتكار، إلا أنني في الشأن السياسي فإنني محافظة قليلًا". توضح غنئاه بأنها تتخوف كثيرًا من ما عرّفته على أنه "اختراق كل الحدود"، وتدّعي بأنه في مثل هذا الوضع فإن وجهات النظر التي تتطرق إلى الأشخاص الذين يعيشون الواقع في الميدان هي التي تسيطر على الحوار.
وأضافت غنئاه قائلة: "هذه أيديولوجيا فاشية في نهاية المطاف، وهذا خطير جدًا. فعندما تخترق كل الحدود، فإنك تغض الطرف عن الواقع وعن الناس، عن البشر الذين يعيشون في هذا الحيز، وعلى ظهورهم أنت تطبق الخطط. هذا ينتهي دائمًا بالكثير من الدماء".
وتابعت غنئاه قائلة: "يدور الحديث عن بشر، نحن بشر، جميعنا. يجب أن يلائم ذلك جميعنا في كل المستويات. هذه عملية عميقة ومعقدة ومركبة التي يجب أن تمر، عملية من المصالحة التي تتطلب التعامل مع الشياطين ومع المخاوف. هذا ليس شيئًا الذي في الإمكان أن تفرضه في يوم واحد من فوق".
وأردفت غنئاه قائلة: "مسيرتنا هي مسيرة مجتمع مدني. يجب علينا أن نجلب هذا الامر إلى الجمهور الواسع. في نهاية المطاف يجب إنهاء الاحتلال، من أجل إقامة دولتين مستقلتين ذوات سيادة".
هل لا زال هذا الحل موضوعيًا وذا صلة؟ ألم يمض وقته؟
"من الممكن أن تأتي لحظة في التاريخ، ربما حتى في وقت قريب، التي فيها هذا في الحقيقة لن يكون ممكنًا بعد. إلا أنه إذا لم يكن هذا ممكنًا بعد، فإن هذا لن يكون في صالحنا. حل الدولتين هو الطريقة الوحيدة التي يمكننا أن نعيش هنا، في الدولة التي هي البيت القومي والوطني للشعب اليهودي – دولة إسرائيل ذات السيادة".
وأضافت غنئاه قائلة: "هذا حرج، لأنه في الحقيقة يمكن أن تكون هناك لحظة التي يكون فيها كل شيء في حالة من الفوضى إلى هذا الحد، بأن يكون كل شيء في حالة ارتباك إلى هذا الحد، حتى أننا لن نستطيع أن نفعل ذلك مرة أخرى. أنا واثقة من أن الوقت لم يمر. أنا واثقة من أنه يجب أن تتم ترجمة المعاناة الفظيعة للسنة والنصف الأخيرة إلى حاجة ملحة لحل الوضع".
كيف سيبدو مثل هذا الاتفاق؟
توضح غنئاه قائلة: "يوجد هناك الكثير من الإمكانيات على الطاولة، يوجد هناك الكثير من الحلول. يجب أن يكون ذلك في مفاوضات مباشرة بين الطرفين. هذه ليست وظيفتنا. نحن نحاول أولًا وقبل كل شيء أن نجند الجمهور الإسرائيلي ليفهم ويدرك أن هذا هو الحل"، وتتحدث عن تجمع قاموا بتنظيمه في شهر تموز / يوليو الأخير في تل ابيب بدعوة لوقف الحرب والتوصل إلى صفقة. وأضافت غنئاه قائلة: "بعد الحدث في شهر تموز / يوليو قالوا لنا، ‘وأخيرًا، بعد كل هذه الفترة، هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالأمل، بأنه يوجد هناك احتمال‘".
وتابعت غنئاه قائلة: "هذه هي المرحلة الأولى. الآن نحن نرغب في أن نعمّق الالتزام وأن نمنح الناس أمورًا مادية محسوسة ليقوموا بها. يوجد هناك الكثير من الأمور التي من الممكن أن نقوم بها، ونحن نرغب في تقديم المساعدة للجمهور لإيجاد الطريقة والفرص التي يمكن فيها أن يعمل وأن يؤثر في هذا الاتجاه".
"بالذات كمجتمع، معًا، هذا أسهل من أن تفعل ذلك لوحدك"
يبدو وكأنه يوجد لديك الكثير من الأمل، إلا أن الكثيرين لا يزالون يحملون مشاعر قاسية.
"الخوف، المشاعر القاسية، والكره، هي مفهومة، هي إنسانية وشرعية. من المهم جدًا بالنسبة لنا بأن نمنحهم مكانًا. أنا خائفة أيضًا. يوجد لديّ أطفال وهذا مخيف. أنا بالفعل لا أستخف بهذا الأمر، بل على العكس تمامًا. أنا أعتقد أنه من المهم جدًا أن نتطرق إلى ذلك وأن نعرف كيف نصل إلى الناس وكيف نمنح مكانًا وشرعية لمشاعرهم. وكيف تتم العملية".
كيف يتم ذلك كعملية اجتماعية؟
"نحن حتى لسنا في ما بعد الصدمة، نحن لا نزال في صدمة. هذه عملية صعبة. إلا أنه لا يوجد لدينا خيار آخر إلا أن نقوم بها. بالذات كمجتمع، معًا، هذا أسهل من أن تفعل ذلك لوحدك. لأشخاص مثل معوز ينون، الذي لقي والداه مصرعهما في نتيف هعسراه، عمله من أجل السلام هو العملية العلاجية".
وأوضحت أنه يجب البدء بالذات في النظر إلى الأشخاص في الجانب الآخر. وأردفت غنئاه قائلة: "الاعتراف من ناحية واحدة بمعاناة ، أو من ناحية أخرى بإنسانية، الطرفين هو بداية هذه العملية. هذه عملية التي يجب أن تكون اجتماعية، يجب أن تتم مع نظرة إلى الطرف الآخر. هذا جزء هام جدًا من هذه العملية. أنا عمليًا لا أعتقد أنه يجب أن نفعل ذلك لوحدنا. أنا أعتقد أن هذا يتم فقط معًا".
تقول غنئاه: "يجب علينا أن نحصل على أغلبية". وواصلت غنئاه حديثها بالقول: "ويجب علينا أن نعرف أيضًا كيف نتصرف بشكل حساس مع من لا يتفق معنا. نحن نفعل ما نستطيع فعله. لا يمكن أن نصل إلى كل واحد موجود في الطرف المعكوس تمامًا، إلا أنه يمكن أن نؤثر على أشخاص آخرين كثيرين جدًا".
كيف تتحدثون مع المعارضين؟
"هذه عملية صعبة جدًا. ما من شك. إلا أننا نقوم بها لأنه لا يوجد لدينا خيار آخر. مجتمعنا هو مجتمع متنافر جدًا. هذا التنافر الجديد هو بُعد آخر من التنافر الذي هو قائم أصلًا. أنا لا أعرض عليك الآن حلًا سحريًا. لكن هذه هي الطريق. هذا ليس فقط أمرًا مبدئيًا، أخلاقيًا، هذه هي الطريق العملية الوحيدة. لا توجد طريق أخرى".
" توجد صعوبة حقيقية في كل رواية "
وقالت سندس خطيب – عنبتاوي، من سكان شفا عمرو، عضوة في حركة ‘عومديم بياحد‘ (نقف معًا) وشريكة في تنظيم ‘هجيع هزمان‘ (أجا الوقت): "لن يكون هناك سلام بين إسرائيل وفلسطين في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، قبل أن يكون هناك سلام بيننا، في الداخل، بين الناس الذين يعيشون في الكرايوت أو في تل ابيب أو في أم الفحم أو في باقة الغربية". وأضافت خطيب – عنبتاوي قائلة: "يجب علينا أن نشعر أننا معًا وأنه توجد هناك إمكانية وأنه يوجد هناك احتمال للسلام، احتمال أن نعيش معًا في سلام وأن نكون شركاء في قيادة الدولة التي نعيش فيها لتكون أفضل".

تقول خطيب – عنبتاوي، أم لثلاثة أولاد، الذين يبلغون من العمر 20 عامًا، 17 عامًا و – 15 عامًا: "أنا أرى أن هذا الجيل الشاب يرغب في أن يعيش بهدوء، بسلام، أن يتقدم". وأضافت خطيب – عنبتاوي قائلة: "كأم أنا ابحث لهم عن أي إطار وأحاول أن أكون معهم في كل إطار عربي – يهودي من أجل أن أمنحهم القوة وأن لا يخافوا من أن يقولوا ما هي هويتهم. أنا أرغب في أن يقولوا بأنهم عرب الذين يعيشون في داخل دولة إسرائيل، عرب فلسطينيون، إلا أنهم أيضًا جزء، هم شركاء وهم يرغبون في أن يقودوا مسيرة مشتركة، بأن نكون معًا، نلعب معًا. الجيل الشاب يرغب في ذلك، إلا أنه لا يستطيع أن يعبّر عن نفسه ولا أن يطلب ولا أن يتحدث. هو بحاجة إلى القادة، هو بحاجة إلى الأشخاص الذين يقولون له، ‘لا تخف، تعال وتحدث. توجد هناك منصة، تعال لتكون جزءًا".
وتابعت خطيب – عنبتاوي قائلة: "يجب علينا أن نعيش معًا، أن يتقبل أحدنا الآخر وأن يحتوي رواية الآخر، لأنه توجد صعوبة حقيقية في كل رواية. من غير الممكن أن نغض الطرف عن القصص، عن الحياة، عن المشاعر، يجب علينا أن نقبل ذلك وأن نعيش معًا وأن نحاول أن يفهم أحدنا الآخر وأن نعيش معًا، وبهذا نحن نستطيع أن نصنع سلامًا مع كل العالم".
السابع من شهر تشرين الأول / أكتوبر: "فظيع ولا يطاق"
تأثرت خطيب – عنبتاوي من أحداث السابع من شهر تشرين الأول / أكتوبر، وتصف تأثير الوضع على المواطنين العرب منذ ذلك الوقت. تقول خطيب – عنبتاوي: "الاحتلال، الحروب وعدم وجود اتفاقيات سلام يضر بنا في نهاية المطاف. هذا يضر بنا كإسرائيليين، كفلسطينيين، كعرب الذين يعيشون أيضًا في داخل دولة إسرائيل، وهذا يضر أيضًا بالدولة. ما حدث في – 7 من شهر تشرين الأول / أكتوبر كان فظيعًا ولا يطاق. هذا شيء الذي لا يمثل الغالبية المطلقة من المجتمع العربي في دولة إسرائيل. كان ذلك شيئًا خياليًا وغير مقبول. هذا يؤثر عليّ لأن هذا يضر بعلاقاتنا كعرب ويهود الذين يعيشون معًا، الذين يعملون معًا. هذا خلق صدعًا وشرخًا".
ومضت خطيب – عنبتاوي قائلة: "لجميعنا يوجد أقارب في الضفة الغربية وفي قطاع غزة. لجميع الفلسطينيين والإسرائيليين الذين يعيشون هنا توجد علاقات وهذا يضر بهم لأن هذا يخيفهم. في نهاية المطاف هذه قصة التي نحن ننتمي إليها. من غير الممكن غض الطرف عنها. لجميعنا يوجد أقارب الذين لم نراهم ولو مرة واحدة في الحياة، إلا أننا نسمع عنهم إذا ماتوا".
وانتفضت خطيب – عنبتاوي قائلة: "نحن طوال الوقت في ملاحقات، في كم الافواه، يحظر علينا أن نتحدث، يحظر علينا أن نبدي رأينا. وهذا يخيفنا. وهذا يؤدي بنا إلى أن نقول، ‘جيد، حسنًا، نحن سوف نجلس بهدوء‘. لماذا في كل واقع محادثة أو حدث أو نضال، يجب عليّ طوال الوقت أن أدافع عن نفسي وأن أستنكر الأحداث؟". ومضت خطيب – عنبتاوي تقول: "من الواضح أنني استنكرها!".
"أنا أرغب في أن يكون أولادي جزءًا"
وأضافت خطيب – عنبتاوي قائلة: "لم يعد أي شيء ليكون كما كان بعد السابع من شهر تشرين الأول / أكتوبر. هذا صحيح أيضًا عندنا – لم يعد أي شيء ليكون كما كان. قررت أن أخرج في نضال وأن لا أجلس في البيت وأنظر إلى ما يجرب من حولي، لأننا في بيتي تضررنا بشكل قاسي إلى هذا الحد. أولادي أيضًا تضرروا من كل ما حدث، لأن قسمًا من الناس اتهموهم بأمر الذي لم يفعلوه ابدًا. لماذا؟".
وأردفت خطيب – عنبتاوي تقول: "نحن جزء من المجتمع الإسرائيلي ونحن موجودون فيه في جميع الأماكن. قررت بأن أُسمِع صوت سيدة عربية وأم التي تطلب وترغب في المساواة، العدالة، والحياة المشتركة. أنا لا أرغب في أن يعاني أولادي، أن يخافوا وأن يشعروا بأنه لا يوجد لهم مكان".
وتابعت خطيب عنبتاوي قائلة: "أنا أرغب في أن يكون أولادي جزءًا، في أن لا يخافوا من أن يكونوا جزءًا، وهذا ما أقوم به. أنا قررت أن أخرج في نضال وأنا أرغب في أن نحافظ على أنفسنا كعرب وكيهود معًا".
"حان الوقت، من الممكن غير ذلك، تعالوا لتكونوا جزءًا"
خطيب – عنبتاوي غاضبة على الانقسام في صفوف أعضاء الكنيست العرب. تقول خطيب – عنبتاوي: "يوجد هناك عدد من الأحزاب وهم يرغبون في السلام، إلا أن كل واحد منهم يتحدث من زاويته، وهم ليسوا موحدين. كل واحد منهم يغني أغنيته (كل يغني على ليلاه). مجرد انقسامهم هذا يتسبب لنا للمجتمع العربي أن نفقد صوتنا".
ما هو الأمر المختلف في تنظيم ‘هجيع هزمان‘ (أجا الوقت)؟
تجيب خطيب – عنبتاوي قائلة: "نحن يتقبل أحدنا الآخر، يسمع أحدما الآخر. نحن نحاول معًا أن نصل إلى رحلة السلام، إلى رحلة سلام عربي – يهودي الذي يلائم جميعنا. يبث ائتلافنا ‘تعالوا، حان الوقت، من الممكن غير ذلك، تعالوا لتكونوا جزءًا‘".
تقول خطيب – عنبتاوي، في تطرقها إلى المواطنين العرب في إسرائيل: "نحن نرغب في أن يؤمنوا بأنه توجد هناك طريق للتغيير. نحن لا يمكننا أن نخرج في نضال عربي فقط. نحن يجب علينا أن ننجح من أجل الجيل القادم". وأضافت خطيب – عنبتاوي تقول: "يوجد هناك جيل جديد الذي يتمسك بالأمل ويرغب في شيء مختلف ويستحق أن يحصل على الشيء المختلف. هؤلاء هم أولادنا جميعًا. يوجد هناك جيل كامل الذي ينتظر في أن نقدم له المساعدة، أن نعلمه كيف يعيش، كيف لا يخاف، كيف ينجح. نحن سوف نكون أمله. هذا ما أحاول أن أفعله، هذا صوتي في داخل ‘هجيع هزمان‘ (أجا الوقت)".
"اليأس هو ليس خطة عمل"
توضح سندس خطيب – عنبتاوي بالقول: "يوجد أمل. توجد طريق أخرى. نحن نستطيع، توجد لدينا القدرة. هذا جزء من رحلة السلام هذه، الذي هو سلام داخلي، سلام إسرائيلي، عربي، فلسطيني، عربي، يهودي. وهذا أهم شيء بالنسبة لي".
من أين تستمدين القوة؟
وأضافت خطيب – عنبتاوي تقول: "أنا أفهم وأدرك ومقتنعة بأن اليأس هو ليس خطة عمل. أنا أعرف أنني وًلدت مع رسالة هامة إلى هذا العالم، بأنني أرغب في أن أدافع عن ما استطيع أن أدافع عنه، وأنا لا أرغب في أن أكون في جانب السم، من المشكلة. أنا دائمًا أختار أن ابحث عن الحل. يوجد للمشكلة حل، ويوجد لكل باب مفتاح، الذي في النهاية نحن نستطيع أن نفتحه".
وأنهت سندس خطيب – عنبتاوي حديثها قائلة: "في الكثير من المفاهيم نحن مذعورون، عاجزون، ولا نعرف كيف نهتم ونعالج مشاكلنا. لأننا مهمَلون. أنا أنظر إلى الأمام، أنا أعرف أنه في نهاية المطاف سوف يكون كل شيء هنا على ما يرام، سوف يكون سلام هنا".