قال رئيس الكلية الأكاديمية الجليل الغربي، البروفيسور نيسيم بن دافيد، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجتمع البدوي ‘بين التقليد والحداثة : "في هذه الأيام ، عندما تتقاطع التحديات والهويات، يجب السعي إلى بناء جسور التي تمكّن من اندماج مدني كامل، من خلال رؤية الفرص". ودعا بن دافيد إلى العمل "ليس من وجهة نظر خارجية وخاصة بالحكم، بل من خلال الرغبة في التعرف، الاحترام والتعاون. ذلك إلى أنه من خلال التعرف العميق يمكننا أن نخطو معًا باتجاه اندماج كامل، متساوٍ وهام وكبير في نسيج الحياة الإسرائيلي".
بعد محاضرة عن تاريخ البدو، صعد إلى المنصة ليئور كاليفا، رئيس شعبة كبير للتطوير الاقتصادي الاجتماعي في المجتمع البدوي في النقب، وشرح حول الخطة الخماسية للمجتمع البدوي. بعده صعد إلى المنصة يوفال تورجمان، رئيس سلطة تخطيط وتنظيم توطين البدو في النقب، وتحدث عن التحديات المختلفة في تنظيم التوطين.
وعلى حد قول تورجمان، فإن جذر المشكلة هو قضية الملكية على الأرض. وقال الدكتور تسفيكا أفيف : "النزاع في أصله هو نزاع قضائي. توجد هناك فوارق في وجهات النظر بين الدولة وبين البدو في ما يتعلق بالملكية على الأرض"، وأشار أفيف إلى الاتجاهات المتناقضة في تعامل الدولة مع توطين البدو، وأضاف أفيف قائلًا : "النزاع مستمر انطلاقًا من المقابل السياسي في إسرائيل".
وصلت أصداء هدم البيوت في قرية السر إلى قاعة المحاضرات المكيفة في الأكاديمية. وقال تورجمان عن هدم البيوت في القرية، الذي حدث قبل ذلك بعدة أيام : "الحدث في قرية السر كان حدثًا سيئًا". من ناحيتها، قالت زينب جرابيع : "استيقظنا في الصباح مع أوامر هدم". وأضافت جربيع قائلة : "لم نفعّل المدرسة اليوم.فهي ملجا للأطفال. ليس لدي إجابات للحاضنات ولا للأطفال". وتابعت جربيع تقول : "أنا خائفة على أولادي، أي مستقبل يوجد لهم؟".
في جلسة النقاش حول البدو في إسرائيل، قال عاهد رحال، رئيس مجلس البطوف الإقليمي : " لن نذهب إلى أي مكان، حلمنا هو أن نعيش في دولة متنوعة ومتسامحة. نحن نريد المساواة ونريد أن نندمج. توجد هناك تحولات وانعطافات إلا أنه لا توجد لدينا الأدوات. الطريق موجودة إلا أنه توجد عوائق".
وقال محمد كعبية، رئيس ياد لبنيم البدوي : "كانت هناك قيادة التي رغبت في أن تنهض بالبدو للاندماج في الدولة"، وأضاف كعبية قائلًا : "إلا أنه هناك حاجة إلى قوة سياسية. فمن دونها لا يمكن أن نحرك شيئًا. يوجد هناك رؤساء مجالس الذين يمولون أشخاصًا وفقًا للنزعة القبلية وليس وفقًا للكفاء المهنية. يجب على المجتمع أن يتطور. يجب ان نبني منظومة تعليم منظمة من الأساس".
وقالت ليلى سواعد، مديرة سلطة محلية مجتمع للأجيال في المجتمع العربي، ايشيل جوينت : "يجب على الجيل الشاب أن يتعلم أن لا ينظر إلى المجتمع بنظرة فوقية ". وتطرقت سواعد إلى شعور الفجوة التي يعيشها الشباب البدو. وأضافت سواعد قائلة : "يجب أن تون هناك مهارة من أجل التجسير بين التقليد والحداثة. يجب أن نعود إلى الأرض وأن نجسّر الفجوة. يجب أن نعزز التبعية وأن نغيّر من الداخل، أن نؤثر من دون الشعور بالفوقية".
ونشأ جدال بين الدكتور أفيف الذي اعتقد بأن "هذه هي وظيفة الدولة أن ترفع المجتمع البدوي" وبين رحال الذي ادعى بأنه تعلم من الكورونا بأنه يجب على المجلس المحلي أن يتعامل لوحده وأنه يجب أن يعتمد على القوى من داخل المجتمع البدوي. وأضاف رحال قائلًا : "الدولة تعمل في ما يتعلق بالجريمة، إلا أنها لا تفعل ما يجب فعله. إذا انتظرنا الحل فإنه لن يأتي. لا يجب أن نؤجل إلى يوم غد بل يجب ان نعالج على الفور".
وقال ايلي عتسمون، مستشار للسلطات المحلية البدوية في النقب : "السؤال هو إلى أين يتجه المجتمع الإسرائيلي والدولة، إن تقدم البدو متعلق بالاتجاه الذي تذهب فيه دولة إسرائيل". وأضاف عتسمون قائلًا : "إذا ما قام شخص بدوره من مكانه، فسوف ننجح". ولخص الدكتور محمد سواعد من الكلية الأكاديمية الجليل الغربي حديثه قائلًا : "يجب علينا أن نعدو من أجل ان لا نظل في الخلف".
