
لم ينم محمود كنعان منذ 40 ساعة. فهو يقف على رأس وحدة المساعدة الذاتية الأولية (المساعدة الذاتية الأولية) في مدينته طمرة، وسوية مع طاقم المتطوعين عملوا طوال الليل والصباح في إنقاذ، إخلاء وتقديم المساعدة للسكان الذين تضرروا من الصاروخ الإيراني الذي تسبب في مصرع الشابات من عائلة خطيب. يقول كنعان، بنما هو يزيل العرق من جبهته بيد مغبرة : "خلال 3 دقائق كنت في المنطقة". وأضاف كنعان قائلًا : "كان هناك دمار هائل وظلام تام. الكثير من الناس من المنطقة المحيطة في الواقع حضروا من أجل محاولة الإنقاذ، إلا أنه لم يكن هناك من يمكن أن يتم إنقاذه".
لقيت منار القاسم أبو الهيجاء – خطيب، ابنتاها حلا التي تبلغ من العمر (13 عامًا) وشذى التي تبلغ من العمر (20 عامًا)، وقريبة العائلة منار ذياب – خطيب مصرعهن يوم أمس في طمرة نتيجة سقوط صاروخ إيراني على بيتهن. وقد أصاب الصاروخ المبنى المكون من 3 طوابق، المنقسم إلى بيتين لشقيقين. وتم إخلاء 14 مصابًا آخر بجروح من المكان.

يقول كنعان : "جثة واحدة كانت معنا على الشارع أمام البيت. وجثة أخرى كانت على مسافة ثلاثة بيوت. في ساعات الصباح قاموا بجمع أشلاء جثث من كل المنطقة". على ضوء الدمار في المكان – دوي الانفجار الذي تسبب بتكسير الزجاج على مسافة عشرات كثيرة من الأمتار، وتطايرت أجزاء من سور البيت الذي تضرر على مسافة 35 مترًا وهبطت على البيت الذي يقع على الجانب الثاني من الشارع – من الصعب أن نصدق أنه كان هناك من نجوا من الانفجار.
يقول مدير عام البلدية الجديد، عادل خطيب لـ ‘دفار‘ : "طاقم العاملين الاجتماعيين وطواقم البلدية يهتمون بمن هو محتاج". وأضاف خطيب قائلًا : "يوجد هناك ضرر في البنى التحتية، إلا أنه ما عدا القليل من الصعوبة في الوصول إلى المكان بعد الإصابة، فإن قوات الشرطة، الإطفاء والإنقاذ وسيارات الإسعاف وصلت بسرعة. توجد هناك عائلتان اللتان تضررت بيوتهما وقد ناموا هذه الليلة في الملجأ في المدرسة. هذا الحادث يثبت أنه يجب الانصياع إلى التوجيهات وإلى التحذيرات".


"عندما خرجنا من الغرفة المحمية كان كل شيء غبارًا. لم نر أي شيء"
أمام بيت عائلة خطيب الذي أُصيب بشكل مباشر من الصاروخ يتواجد بيت لطفي. يقول لطفي بينما هو يقف في صالون بيته المدمر، بين الجدران المتصدعة وشظايا زجاج النوافذ التي تم اقتلاعها من مكانها : "الحصان لم يُصيب بأذى، إلا أن العصافير الموجودة على سطح البيت ذهبت". دخل هو وزوجته على الغرفة المحمية التي تنام فيها البنات الصغيرات عند سماع صفارات الإنذار واندفعا إلى داخل الغرفة المحمية من شدة الضربة. وأضاف لطفي قائلًا : "البنات في صدمة، خائفات، وهن الآن لدى عائلة زوجتي. عندما خرجنا من الغرفة المحمية كان كل شيء غبارًا. لم نر أي شيء".

بيوت أشقائه الذين يسكنون تحته تضررت هي أيضًا، وقد تم نقل أحد أشقائه لتلقي العلاج في مستشفى رمبام. وتابع لطفي قائلًا : "دخل 6 أشخاص إلى سيارة إسعاف واحدة". موظفو ضريبة الأملاك الذين يتنقلون بين البيوت التي تضررت وصلوا إلى بيته، وفي الوقت الحالي يجب إدخال الصدمة، الفزع والخوف من المستقبل إلى الاستمارات مع خانات.
"نحن نقفز إلى حيث يجب أن نقفز"
تقول بيان نداف، مديرة خلية الصحة في مجمع معالجة الفئة السكانية في بلدية طمرة وذياب عادل، نائب كنعان في وحدة المساعدة الذاتية الأولية : "يجب علينا أن نتيح المعلومات للجمهور، من أجل أن يعرفوا كيف يتصرفوا في حالة الطوارئ".

وقد اجتاز متطوعو وحدة المساعدة الذاتية الأولية الذين كنعان هو المسؤول عنهم اجتازوا تأهيلًا وتدريبًا من قيادة الجبهة الداخلية ومن نجمة داود الحمراء وهم المشروع التجريبي الأول في البلاد – متطوعون محليون الذين يمكنهم أن يقفزوا إلى حدث من أجل أن يقدموا مساعدة مهنية أولية. يواصل كنعان حديثه قائلًا : "في الدورة في قيادة الجبهة الداخلية استعددنا لمثل هذه الحوادث، إلا أن هذا مختلف في الواقع". وأردف محمود كنعان قائلًا : "أنت ترى جثثًا حقيقية، أشلاء، وأنت تعرف الأشخاص".
لم ير كنعان حتى الآن مقطع الفيديو لليهود الذين كانوا سعداء بإطلاق الصاروخ على مدينته، إلا أنه قال ومن دون أن يرتبك : "حن في طمرة نحب أن نعطي وأن نفعل الخير . لكل المنطقة. نحن نقفز إلى حيث يجب أن نقفز، كلنا بشر. توجد هناك كراهية من جميع الأطراف إلا أنه يوجد هناك حب من جميع الأطراف".

