
تقول رنا فاهوم – شما من طمرة، المدينة التي تقع في منطقة الجليل الغربي التي لقيت أربع من مواطناتها، من بينهن أم وابنتيها، مصرعهن من إصابة صاروخ في يوم السبت، تقول لـ ‘دفار‘ : "كانت تلك ليلة صعبة جدًا ومخيفة". وأضافت فاهوم – شما قائلة : "في الليل سمعنا صفارات الإنذار . نزلنا بسرعة إلى الطابق الأول في المبنى، إلى بيت حماي (والد زوجي)، لأنه لا توجد لدينا في المبنى غرفة محمية أو مكان محمي. ف الوقت الذي نزلنا فيه، شاهدنا من نوافذ البيت الصواريخ في السماء. كان هذ منظرًا مخيفًا جدًا. عندما وصلنا إلى مدخل بيت حماي (والد زوجي)، سمعنا انفجارًا هائلًا وبعد ذلك كانت هناك رائحة قوية وخانقة من الدخان".
عندما وصلوا إلى بيت حماها (والد زوجها) حدث انقطاع للتيار الكهربائي. وأضافت فاهوم – شما قائلة : "سمعنا صرخات ما وراء الشارع. كانت هذه الإشارة الأولى بأن هناك شيئًا قد حدث في طمرة". بعد الصرخات بدأ سماع أصوات صفارات سيارات الإسعاف. تقول فاهوم – شما بأن الأخبار الأولى وصلت في مجموعات الواتس اب التابعة للأصدقاء. وتابعت فاهوم – شما قائلة : "دخلت في حالة من الإحباط، لأنني أعرف العائلة. لم أستطع أن أفهم إذا كان هذا حقيقيًا. بعد ذلك انقطعت التغطية والإرسال في الهاتف النقال".
ابنة فاهوم – شما في الصف العاشر تقلت رسالة عن طريق الواتس اب تفيد بأن إحدى الطالبات في الصف الحادي عشر أُصيبت من الانفجار. تقول فاهوم – شما : "هي تعرفها. هذا تسبب لها بالفزع والخوف. كان يجب علي بالفعل أن أهدئ من روعها ، ان أحتويها". واردفت فاهوم – شما بأنها لم تعرف ماذا تفعل. وواصلت فاهوم – شما قائلة : "كان هذا مخيفًا جدًا بالفعل. لم نستطع النوم".
عندما انبلج الصباح تبينت أبعاد الدمار والفقدان. تقول فاهوم – شما : "الجميع كانوا حزينين. ذهول شامل، لا نستطيع أن نركز ولا نعرف ماذا نفعل وكيف نقدم المساعدة، وإذا كان من الممكن أصلًا تقديم المساعدة. رويدًا رويدًا تبين أن عائلة كاملة رحلت عن عالمنا. كان من الصعب علينا أن نتغلب على الحزن. سمعت وفهمت ما حدث، إلا أنني لا أزال حتى الآن لا أستوعب ما حدث، أنا أشعر بأن هذا غير حقيقي".
تتحدث فاهوم – شما حول الهدوء الذي لف سكان المدينة. تقول فاهوم – شما : "بناتي هادئات جدًا. نحن لا نزال حتى الآن في صدمة. كل المدينة حزينة، في صدمة. لا أحد يتحدث. يستغرق لنا وقتًا حتى نستوعب ما حدث. الكثير من البيوت تضررت . الضرر في المدينة كبير جدًا. إلا أن الحزن الكبير هو على الفقدان".
في طمرة، التي تعدّ ما يقارب – 36 ألف نسمة، لا توجد ملاجئ. تم نصب القليل من وسائل الحماية قبل ما يقارب سنة. فقط في الأحياء الجديدة توجد أماكن محمية . بين مشاعر الصدمة والحزن يظهر الشعور بالإحباط. وأنهت فاهوم شما حديثها قائلة : "الكلمات عالقة في الحلق. أنا أعتقد أنه حان الوقت للوحدة مع تذكّر القتيلات، إلا أنه يجب علينا أن نسأل في ما إذا كان من الممكن منع هذه الكارثة".