
يقول ربيع الأعسم، من سكان القرية غير المعترف بها في النقب خربة الوطن وناشط في حراك ‘نقف معًا) لـ ‘دفار‘ : "عندما سمعنا صفارات الإنذار في يوم الجمعة وفي يوم السبت، كانت كل الدولة في صدمة. قررت أنني أرغب في تقديم المساعدة" . وأضاف الأعسم قائلًا : "قمت بإجراء بعض الاتصالات الهاتفية وفهمت بأن الناس هربوا من أجل الاحتماء من تحت الجسور، لأنه ليس لديهم مكان جيد للاحتماء". الأعسم وناشطون آخرون ينفذون جولات في منطقة النقب بين الرشقات الصاروخية وغيرها ويقومون بتقديم المساعدة في إحضار معدات. وتابع الأعسم قائلًا : "قمنا بتوزيع معدات طوارئ، معدات النظافة الشخصية، مياه، ألعاب للأطفال، كل ما أمكننا تقديمه. اتصل طلاب جامعيون بدو بي وأخبروني بأنهم قاموا بشراء 300 لعبة للأطفال. كان يوم واحد الذي قمنا فيه فقط بتوزيعها ".
في أول يومين من حملة ‘الأسد الصاعد‘، استأجر الأعسم جيبًا وتجول لمدة عدة ساعات. ومضى الأعسم قائلًا : "هذه جولة لمدة أربع ساعات. الآن انضم إليّ الكثير من الناس مع سياراتهم، وكذلك من اليهود. هم معوا طوال الوقت. توجد لدينا مجموعة على الواتس اب التي نرسل فيها مواقع وتقارير".
إحدى المجموعات التي انضمت إلى جولات الجسور، هي مجموعة طلاب التي يرشدها الأعسم في ‘نجوم الصحراء‘ (قرية لأبناء الشبيبة التي يتعلم فيها طلاب بدو عن مناطق النقب). يقول الأعسم : "هم يأتون من خلال رغبتهم في التطوع". وواصل الأعسم حديثه قائلًا : "الكثير منهم يعملون كعمال إرساليات في شركة ‘وولت‘ في مركز البلاد ولا يستطيعون أن يصلوا إلى تل أبيب الآن. وقد اتصلوا بي وقالوا لي ‘نحن لا نرغب في أن نبقى في البيت، هذا أمر صعب علينا، نحن نرغب في أن نخرج معك إلى الميدان".

يقول الأعسم أنه خلال الأيام الأولى من الحملة ، فإن إسكان الذين وصلوا إلى الاحتماء من تحت الجسور فعلوا ذلك في ساعات النهار، إلا انه في الأيام الأخيرة تغيّر الاتجاه وهم يصلون على وجه الخصوص بعد أن يحل الظلام. لذلك فإنه يترك المعدات في مكان معروف. وأضاف الأعسم قائلًا : "هم يصلون في الليل لأنهم يخافون من الصواريخ. أنا لست مستعدًا أن أمنحهم تبرعًا تؤدي بهم إلى أن يشعروا أنهم ليسوا على ما يرام".
يتعامل الأعسم وأفراد عائلته أيضًا مع وضع بأنه لا يوجد مكان آمن بما فيه الكفاية من أجل الاحتماء من إطلاق الصواريخ في القرية التي يسكنون فيها، وعلى الرغم من الخطر المنوط في الجولات الميدانية فإنهم يستمرون في التعبير عن الدعم. واردف الأعسم قائلًا : "هم يعرفونني ويفهمون، إلا أنه يكون من الصعب عليهم عندما أخرج . نحن من العائلات التي تظل في البيت وتنتظر الصاروخ". وعلى حد قوله، فإن متطوعين آخرين الذين هم ليسوا ناشطين في حراك نقف معًا، وصلوا من أجل توزيع معدات في القرية التي يسكن فيها. ومضى الأعسم قائلًا وهو يسافر في شوارع النقب : "أنا أفضّل أن أوزّع على الآخرين وهم يقدمون المساعدة للعائلة". على الرغم من تفعيل التحذيرات، إلا أنه لم يتوقف عن السفر من أجل الاحتماء، وأردف الأعسم قائلًا : "حتى في البيت أنا لست محميًا".

يقول الأعسم أنه مستعد للاستمرار في العمل حتى تتوقف الحرب وفي موازاة ذلك يعمل من أجل إحضار وسائل حماية إلى المنطقة. وختم الأعسم حديثه قائلًا : "ليس هناك أي شيء آخر نفعله. أنا توقفت عن الوثوق بهذه الدولة بأن تهتم بي، لذا فأنا أهتم بنفسي. أنا أحاول أن اقدم المساعدة وأن أقوم بالتوزيع دائما، حتى أصل إلى المستشفى، ولا استطيع أن أنهض من التعب، أو أن يكون الوضع جيدًا".