
يقول زكي ماجد، من سكان البلدة القديمة : "ماذا كان في الإمكان أن نفعل؟ جلسنا في البيت مع الأطفال وكنا نأمل أن يمر ذلك وينتهي من فوقنا". في بيوت المدينة لا توجد غرفة محصنة وآمنة بسبب طابع البناء، والملجآن العامان القائمان موجودان في مدارس يهودية ف الحي اليهودي. وقال عضو الكنيست يتسحاق فيندوس (حزب يهدوت هتوراة – يهودية التوراة) في جلسة نقاش في الكنيست بأن "أكثر مكان آمن في البلدة القديمة هو أنفاق الحائط الغربي (حائط المبكى)".
وقال أحد سكان مخيم شعفاط لجمعية حقوق المواطن : "نحن نتلقى تحذيرات، لكن ليس لدينا كيف ننصاع إلى تعليمات قيادة الجبهة الداخلية وأن نستعد. بعد ذلك من بداية صفارات الإنذار وليس لدينا مكان نهرب إليه. الناس مرتجلون من دون إعداد. نساء مع أطفال صغار يخرجون إلى غرفة الدرج، وكأن هذا الأمر يساعدهم إذا سقط هنا صاروخ. آخرون ينزلون إلى الأسفل ويلتصقون إلى إلى الجانب الغربي من المباني. هناك أشخاص الذين يركضون في هلع في الشوارع، لا يعرفون على أين يذهبون. أنا أظل في السرير، أعمل نفسي نائمًا. هذا العجز هو عجز فظيع".

في حي راس خميس، حي راس شحادة، ضاحية اسلام وقرية كفر عقب – كلها تقع ما وراء الجدار الفاصل إلا أنها جزء من القدس – يسكن ما يقارب – 150 ألف مواطن ومقيم دائم إسرائيلي. لا توجد هناك ملاجئ عامة، لا في مؤسسات عامة ولا في البيوت الخاصة ايضًا، التي لا يوجد فيها غرفة محصنة وآمنة. منذ بداية حملة "الأسد الصاعد" سُمع ما يقارب – 11 تحذيرًا في هذه الأحياء. ظل السكان في بيوتهم أو بحثوا عن مكان احتماء مؤقت في أطراف الشارع. نقطة ضعف رئيسية هي حاجز قلنديا – معبر الدخول الرئيسي لسكان المنطقة.
وقال أحد سكان قرية كفر عقب لجمعية حقوق المواطن : "منذ بداية صفارة الإنذار تم إغلاق الحاجز على الفور. أفراد الشرطة ، الجنود وأفراد حراس الأمن يهجرون المواقع ويركضون بسرعة بسرعة إلى وسائل حماية مجاورة، التي تم نصبها من أجلهم في العنبر (الترمينال)". وأضاف قائلًا : "وسائل الحماية هذه مخصصة فقط لهم. نحن، السكان، لا يمكننا أن ندخل. من كان يقصد الخروج إلى القدس – في بعض الأحيان عشرات السيارات وأكثر – يعلق في المنتصف. فهو لا يستطيع أن يستمر في السفر وكذلك أيضًا لا يستطيع أن يستدير إلى الخلف. أنا أرى نساء، أطفالًا، كبارًا في السن ورجالًا يجلسون في السيارة، محنيين، يحمي أحدهم الآخر، يدعون أن لا يسقط عليهم صاروخ. وكذلك أيضًا في باقي أجزاء الحي لا توجد أي وسيلة حماية. السكان هنا يتم إهمالهم".
"إهمال سلطوي مستمر"
كذلك الأمر في أحياء شرقي القدس التي تقع فيداخل جدار الفصل فالوضع ليس أفضل بكثير. في معظم البيوت هناك لا توجد غرفة محصنة وآمنة، إما بسبب أنه تم بناؤها قبل دخول القانون إلى حيز التنفيذ في عام – 1995، أو بسبب أنه تم توسيعها من دون رخصة.
يستطيع السكان أن يهربوا إلى مبانٍ عامة في وقت إطلاق صفارات الإنذار، إلا أنه بشكل فعلي – فإنه لما يقارب – 200 ألف مواطن يوجد هناك 32 ملجأ فقط، معظمها مركزة في شمال وفي جنوب المدينة. في حي الطور، على سبيل المثال، لا توجد هناك ملاجئ على الإطلاق.

وكُتب في توجه جمعية حقوق المواطن وجمعية "عير عاميم" لبلدية القدس حول الموضوع ما يلي :
"على مدار سنوات طويلة تعاني الأحياء التي تقع ما وراء الجدار الفاصل من إهمال سلطوي مستمر، الذي يتمثل من بين جملة الأمور في أن السلطات ذات الصلة، وعلى رأسها بلدية القدس، لم تكلف نفسها أن تخطط، أن تموّل وأن تقيم وسائل حماية ملائمة من أجل سكانها، وأهملتهم وتركتهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم في أوقات الطوارئ. مرة تلو الأخرى، حملة تلو الحملة، وفي الوقت الحالي في الحرب – الأوضاع التي تتأثر منها إسرائيل – يجد السكان أنفسهم من دون مكان اختباء من الصواريخ ومن القصف".
وادعت المحامية طال حسين من جمعية حقوق المواطن في التوجه أن إبقاء هذه الأحياء من دون أي حماية، ولو في الحد الأدنى، يمس بشكل حرج بحقوق سكانها في العيش، في سلامة الجسد، في الصحة، في الكرامة وفي المساواة. كما أضافت المحامية طال حسين بأنه "على خلفية حقيقة أن قيادة الجبهة الداخلية بدأت في نصب وسائل حماية في مدن المركز، فإن إهمال سكان القدس الفلسطينيين يشكل أيضًا تمييزًا واضحًا وفاضحًا وغير قانوني، ويشهد على خلل في طريقة التقدير الذي أدى على اتخاذ قرار لمن يتم توزيع وسائل حماية بتمويل من الدولة – وأين تم نصبها".