
قبل ما يقارب سبعين عامًا كتبت الشاعرة زلدة، التي عملت آنذاك كمعلمة في القدس، الكلمات التالية في دفتر مذكراتها الشخصي : "السرور يظهر في عيوني – بالذات الآن، في الظلام الرهيب -على أنه أثمن شيء، أكثر شيء أخلاقي، ورغبت كثيرًا في أن أشعل في قلب طالباتي، اللواتي يرتعبن من الخوف من الحرب، سرورًا الذي يحافظ عليهن من اليأس".
شيء في هذه الكلمات يدوي بقوة في هذه الأيام ، من الظلام ومن اليأس. في السنة الدراسية التي انتهت يوم الإثنين، مربيات ومربون وجدوا أنفسهم مرة تلو المرة الأخرى، في بعض الأحيان رغمًا عنهم، كحراس البوابة الأخيرين للقاء، السرور، سلامة العقل والطفولة في داخل ظلام رهيب. كانت تلك ولا تزال سنة نضال ضد الموت، ضد الموت وضد السحق والتآكل البشري، الاجتماعي والأخلاقي . سنة من النضال التربوي من أجل القليل من الأمل ومن النور. من أجل تعزية امتناعية.
وهذه السنة، كل من علّمت وكل من ربت وكل من رأت أمام عينيها بنات وأولادًا قاومت اليأس، بهذا الشكل أو بشكل آخر. في تربية لائقة، في تربية التي ترى الأطفال قبل الأهداف، مقاومة اليأس هو عمل من المحبة وإيجابية الحياة. في بعض الأحيان التربية هي نضال من أجل الممكن غير المعروف، من أجل حقيقة أنها لم تفقد بعد حتى لو كانت تخفي وجهها.
هذا نضال ناعم وخجول، الذي يحدث في اللحظات الصغيرة بين الكبار في السن والأطفال، وبين الأطفال أنفسهم، وليس في الميادين أو في الستوديوهات المزدحمة بالمعلقين. وعلى الرغم من ذلك فإنه يستحق أن تكون له منصة كبيرة، ومعرفة هائلة للقيمة التي لا يتم منحها من الأعلى. وكل ما تبقى هو أن نحييها في أنفسنا، عندما تنتهي هذه السنة، كنشاط إطلاق سراح مهنة التربية من القمع والقهر الذي تم فرضه عليها.
إذن شكرًا لنا، لكم ولكنّ، أيتها المعلمات وأيها المعلمون، أيتها المربيات وأيها المربون، أيها المرشدون وايتها المرشدات، على النضال من أجل أثمن شيء، أهم شيء، أكثر شيء أخلاقي – من أجل الحياة ومن أجل الأمل، من أجل الأطفال حيث ما كانوا، الذين يحملون في داخلهم الإمكانية لمستقبل أفضل، حتى لو لم يتم إنجازه في الوقت الحالي. . شكرًا على سنة وعلى أيام طويلة فيها أفعال صغيرة على ما يبدو، يومية وناعمة، كانت بشكل عملي كبيرة جدًا، وعززت البشرية، الحياة وقيمها. كلنا ناضلنا، ناضلنا ضد، وناضلنا من أجل. وعلى عكس نضالات عنيفة، فإن هذا النضال بالذات عزّى، داوى وصحح.
لقد ناضلت من أضاءت الوجه ف الصباح للأطفال على الرغم من أنه لم يكن لديها من أين تستمد الضوء.
لقد ناضل من منح عن وعي لحظة أخرى لأصوات الضحك واللعب.
لقد ناضلت من ذهبت مع أطفال إلى أكثر غرفة محصنة وآمنة موجودة، من دون أي شعور بالحماية، بينما يطفو الهلع من كل اتجاه.
لقد ناضلت من علّمت واستمرت في التعليم، ولم تتنازل عن بصيص لقاء مباشر بين الأطفال وبين المعرفة.
لقد ناضل من آمن بقوة الأطفال لإنشاء ولتصحيح ما تم كسره.
لقد ناضلت من فتحت باب الغرفة الدراسية للطفل الذي تأخر في الحضور، الحائر، المنعزل.
لقد ناضل من سمح للأطفال بأن يروه في ألمه وفي نظراته، من دون أن يخفي ذلك.
لقد ناضلت من شاهدت بطرف عينها الطفلة التي ظلت وحيدة في الاستراحة، وتقدمت نحوها، على الرغم من أنها شعرت بأنها هي نفسها ممزقة.
لقد ناضلت من صرخت بأن مهنة التربية ليست عبودية وأن الظلم ليس ضرورة، على الرغم من التهديدات والمخاوف.
لقد ناضل من سمح للأطفال بأن يضيئوه ويسعدوه هو أيضًا ، عندما لم يعرف من أين يستمد القوة من أجل أن يمرر لحظة أخرى.
لقد ناضلت من واست والدة طفل في الهاتف للمرة المئة، حتى بعد الغضب، الضائقة وحتى صفارة الإنذار.
لقد ناضل من عاد من لخدمة العسكرية في الاحتياط إلى الغرفة الدراسية ولم يعرف ماذا يقول، من هو وما هو، ومع ذلك ظل ليوم آخر.
لقد ناضلت من قامت بتحضير درس جميل آخر ليوم غد بأيدٍ ثقيلة.
لقد ناضلت من دخلت إلى غرفة المعلمات في الصباح، وعلى الرغم من التعب الكبير نجحت في رؤية صديقاتها.
لقد ناضل من لم ينس الأخيرين في القائمة، واهتم مرة تلو المرة الأخرى بأن لا يتملصوا إلى الخارج.
لقد ناضلت كل من أنهت أيامًا بإنهاك مطلق، واستيقظت يومًا آخر في الصباح فقط لأن الأطفال هناك.
لقد ناضلت كل من ربت وعلّمت واهتمت، واستمرت في أن تأمل في كل مساء بأن يوم غد سوف يكون أفضل، وجمعت بحرص سوية مع الأطفال لحظات صغيرة من الفضل والنور في داخل كل الصعوبة.
لقد ناضل كل من استمر في الإيمان بأن هناك أملًا كامنًا في الحياة، بأن الأطفال يمكنهم أن يخلقوا واقعًا أفضل، وأنه لا توجد مهنة أصيلة، ضرورية وحيوية أكثر في هذه الأيام، على الرغم وضد كل الأصوات الأخرى.
لقد ناضلت كل من لم تستطع في الواقع أن تقبل الواقع كما هو، وعلى الرغم من كل شيء بحثت عن الضوء وعن السرور من أجل البنات والأولاد.