صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الجمعة 29 آذار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

في الفناء الخلفي / أصيب العامل بألم شديد في ظهره وساقيه، وقام المدير بتركه على الأرض في محطة الوقود

انهار محمد أبو سنينة أثناء عمله في مصنع "مايا للصناعات الغذائية" في المنطقة الصناعية "ميشور أدوميم" | حسب قوله، بدلاً من اللجوء إلى العلاج الطبي، قام مدير العمل بتوصيله إلى حاجزمدخل المنطقة الصناعية، وسحبه بقوّة من المركبة وتركه على الرصيف | رد الشركة: هذه ادعاءات كاذبة، سنقدم دعوى تشهير

رجل مغميّ عليه (تصوير: shutterstock)
رجل مغميّ عليه (تصوير: shutterstock)
بقلم نيصن صبي كهن

ترك مدير في مصنع "مايا للصناعات الغذائية" في ميشور أدوميم عاملاً فلسطينيا انهار وشعر بسوء بينما كان يرقد على الأرض عند مدخل المنطقة الصناعية – وفقًا لشهادة أبو سنينة وغيره من العمال في المصنع الذين تم تسليمها إلى نقابة العمال "معًا". أنكرت الشركة تماما هذه المزاعم وهددت بتقديم دعوى تشهير، لكنها لم تقدّم نسختها أو نسخة مدير العمل عن الحادث.

وقع الحادث قبل أسبوعين، في الرابع من نوفمبر، في مصنع غالبية موظفيه فلسطينيون سكّان يهودا والسامرة. وفقًا لأقوال العمال، عندما انهار أبو سنينة أثناء عمله في المصنع وقال إنه كان يعاني من آلام شديدة في ظهره وساقيه، اتصل زملاءه بمديري المصنع وطالبوا باستدعاء سيارة إسعاف. ادعى أحد مديري المصنع أن مشكلة أبو سنينة الصحية لا علاقة لها بمكان العمل، لذلك كان عليه الذهاب إلى المنزل والعودة عندما يتحسن. عندما أدرك المدير أن أبو سنينة لم يكن الوقوف على قدميه، قرر إجلائه بسيارته. وبدلاً من نقله إلى المستشفى، اقتاده إلى محطة الوقود المجاورة لحاجز المدخل في المنطقة الصناعية، حيث أوقف السيارة وأمره بالمغادرة. احتج أبو سنينة وأوضح أنه بسبب الألم، لا يستطع مغادرة السيارة – فتم إخراجه بالقوة من السيارة وألقي على الأرض خارج السيارة.

تم تصوير أبو سنينة على أرضية المصنع بعد أن انهار من قبل عمال المصنع. (مقدمة من  "معًا")
تم تصوير أبو سنينة على أرضية المصنع بعد أن انهار من قبل عمال المصنع. (مقدمة من "معًا")

يصف أبو سنينة في شهادته للمنظمة ما حدث بعد أن أخبر المدير ومساعده أنه لم يستطع الخروج من السيارة: "ردا على ذلك، بدأ المدير ومساعده يصرخون في وجهي بالعبرية ولم أفهم ما يقولونه. بعد دقيقة، خرج المساعد من السيارة وفتح الباب بجواري وأمرني بالخروج. وبينما كنت أواصل الجلوس، أمسك بي، وأخرجني، وتركني مستلقياً على الرصيف عند مدخل محطة الوقود ميشور أدوميم. رأيت سيارة مدير الجناح تدور وتعود إلى المصنع، متجاهلا وضعي ". لحسن حظ أبو سنينة، بعد بضع دقائق،  مرّ من المكان سكّان فلسطينيونأ الذين رأوه ملقياً على الرصيف، فأخذوه في سيارتهم إلى العيادة في بلدة عناتا ودفعوا المصاريف الطبية من أجله. على حد قوله، إنه لا يعرف الأشخاص الذين ساعدوه، لكنه ممتن لهم.

في منظمة  معا، اتصلوا بـ "مايا" لمتابعة القضية، و وذكروا أيضا أنه تم ابلاغهم عن حالات أخرى لم تحترم فيها الشركة الشهادات الطبية التي قدمت للموظفين. في حالة أخرى، ورد ذكرها في توجّه إلى "معًا"، فقد عامل ثلاثة أصابع أثناء عمله في المصنع وبدلاً من أن يتم إجلاؤه بواسطة سيارة إسعاف أو سيارة الشركة، تم إرساله للقيادة إلى منزله في سيارته الخاصة، بعد وضع ضمادة خارجية فقط   على الإصابة. حاول الموظف أن يقود سيارته لكنه شعر بتوعك واضطر إلى الاتصال بأسرته لنقله إلى منزله. وفقًا للمنظمة، فإن هذا الموظف، مثله مثل غيره من الموظفين الذين تقدموا بطلبات إلى المنظمة، لم يتلقى ر مستحقات مرضية عن الأيام التي تغيب فيها عن العمل عقب الحادث.

منتجات "مايا" على رف سوبر ماركت (تصوير: دفر)
منتجات "مايا" على رف سوبر ماركت (تصوير: دفر)

أكد آساف أديف، الرئيس التنفيذي لنقابة "معًا"، في رسالة موقّعة من قبله أنه إلى جانب الالتزام القانوني بدفع المستحقات المرضية، فإن السلوك الموصوف في هذه الحالات قد يشكل أيضًا انتهاكًا  لقانون "لاَ تَقِفْ عَلَى دَمِ صديقك"، وطالبوا الشركة بالتحقيق في القضية وحتى التصرف ضد المدير الذي ترك أبو سنينة وحده على الطريق، إلى جانب توضيح الإجراءات التي تتبعها الشركة بشأنعلاج العمال الذين أصيبوا في عملهم، وقد تم ابلاغ  مؤسسة التأمين الوطني عن وقوع الحادث ومساعدة العامل في الحصول على مخصصات الإصابة في العمل.

لم تستجب "مايا للصناعات الغذائية" بعد إلى توجّه منظمة "معًا" المذكور أعلاه. تم تحالف عمال المصنع بواسطة المنظمة، ومعظمهم من الفلسطينيين،  في أغسطس الماضي بهدف تحسين ظروف عملهم وحماية حقوقهم. في سبتمبر/ أيلول، أمرت محكمة العمل القطرية في القدس إدارة الشركة بعدم التصرف ضد نقابة العمال، بل وفرضت أمرًا يمنع طرد خمسة موظفين، يُزعم أنهم يقودون التنظيم. ومع ذلك، فإن إدارة "مايا" لا تعترف بتمثيل "معًا" في المصنع، وما زالت هذه القضية قيد المناقشة أمام المحكمة.

ميشور أدوميم (wikimedia)
ميشور أدوميم (wikimedia)

 

تجدر الإشارة إلى أن معظم قوانين العمل في إسرائيل لا تنفذها وزارة العمل والرفاه الاجتماعي خارج الخط الأخضر.. في الماضي، أوضحت الوزارة ل"دڤر" أن "الوضع القانوني اليوم يسمح بإنفاذ في الضفة الغربية أربعة قوانين مذكورة في الملحق 6 من قانون المجالس المحلية (يهودا والسامرة) من العام 1981، وهي: قانون الحد الأدنى للأجور، قانون عمل المرأة، قانون العمال الأجانب وقانون  التشغيل، وهي أربعة قوانين من بين جميع القوانين التي تطبقها الوزارة".

من بين القوانين واللوائح والحقوق التي لا تنفذها الدولة خارج الخط الأخضر: لوائح السلامة، قانون ساعات العمل والراحة، أمر التوسيع الذي يتطلب التقاعد الإلزامي والقوانين التي تحمي الحقوق الاجتماعية الإضافية مثل أيام المرض والإجازات مستحقات النقاهة وغيرها.

شركة مايا: "ادعاءات كاذبة"

نفت شركة "مايا للصناعات الغذائية" الادعاءات بشأن الموظف  محمد أبو سنينة، وقالت لـ "دفار": "هذه مزاعم كاذبة وأن الشركة تعتزم رفع دعوى تشهير في الأيام المقبلة ضد أي شخص متورط في النشر الكاذب عن الحادث أعلاه".

وقالت الشركة أيضا "منذ عدة أشهر كانت منظمة "معًا" تقود حملة تحريض وتشهير  ضد شركة ميا. تنشر المنظمة بشكل ممنهج معلومات وتشيهر كاذب ضد الشركة ومدرائها  في محاولة تقديم الشركة في صورة سلبية. يبدو أن هذه المنشورات كانت تهدف إلى محاولة التأثير على الإجراءات القانونية بين الطرفين القائمة هذه الأيام في محكمة العمل ". كما تم الإبلاغ  أن شركة "مايا" تُشغِّل مئات العمال، الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، منذ سنوات، وعلى مدار السنين كانت علاقات العمل في المصنع مريحة ويطغيها التعايش الحقيقي حتى وصول منظمة معًا".

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع