صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الخميس 25 نيسان 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

ذكرى المحرقة / قمتهم: التقى شباب عرب، دروز ويهود لمناقشة اعمال الإنقاذ خلال احداث المحرقة

في أعقاب قمة قادة العالم في ياد فاشيم، التقى متطوعو الخدمة الوطنية الناشطون في مختلف حركات الشباب للحديث عن " الصالحون بين الأمم " والدروس المستخلصة من المحرقة | المدير العام لهيئة الخدمة الوطنية: "للاجتماع قدرة على انشاء التكيف لتعزيز الديمقراطية في إسرائيل"

المشاركون في المؤتمر الوطني لمتطوعي الخدمة المدنية في ياد فاشيم للاحتفال باليوم الدولي للمحرقة (ائتمان: المتحدثون باسم ياد فاشيم)
المشاركون في المؤتمر الوطني لمتطوعي الخدمة المدنية في ياد فاشيم للاحتفال باليوم الدولي للمحرقة (ائتمان: المتحدثون باسم ياد فاشيم)
بقلم ينيف شرون

بعد اجتماع قمة قادة العالم للاحتفال باليوم العالمي للمحرقة في القدس، عُقد مؤتمر آخر أكثر تواضعا ولكنه مهم وخاص للغاية في ياد فاشيم يوم الاثنين الماضي: التقى متطوعو الخدمة المدنية وشباب وشابات عرب ودروز ويهود ومتدينين وعلمانيين لمناقشة اعمال الإنقاذ خلال احداث المحرقة. تم تدريب الشبيبة الناشطة في الحركات الشبابية المختلفة (الشبيبة العاملة والمتعلمة، بني عكيفا، أريئيل، عيزرا والشبيبة الدروز) في المتحف، تعلموا وتحدثوا عن الصالحون بين الأمم، وعن اختيار الخير واختيار الشر.

في السنوات الأخيرة، واجهت ذكرى المحرقة النازية تحديًا مزدوجًا: فمن ناحية وفاة شهود العيان يتطلب استبدال الذكرى الحية بشيء آخر. ومن ناحية أخرى، فإن تسيس القضية، الذي يتم تجنيده بشكل متزايد لتلبية احتياجات مختلفة، تجعل المحرقة ودروسها المستخلصة قضية مثيرة للجدل. وفي ظل هذه الأجواء، فإن اختيار الشباب بشكل عام والشباب العربي والدرزي بشكل خاص لخوض نقاش عميق في القضية ليس مفهوم ضمنًا. التنقل المستمر بين الحاضر والماضي والجهود المبذولة للتعاطف مع معاناة تحلق في الجو. وفي ظل هذه الأجواء، فإن توجيه القضية هي حرفة نسج دقيقة تجمع بين التمسك بالحقائق وإثارة المعضلات الإنسانية.

وقد دُعي المشاركون في مؤتمر المتطوعين للخدمة الوطنية المدنية في ياد فاشيم للاحتفال باليوم العالمي للمحرقة (كل التقدير لـ: المتحدثون باسم يد فاشيم)
وقد دُعي المشاركون في مؤتمر المتطوعين للخدمة الوطنية المدنية في ياد فاشيم للاحتفال باليوم العالمي للمحرقة (كل التقدير لـ: المتحدثون باسم يد فاشيم)

 بادرت بالحدث الفريد البروفيسور زهافيت جروس، ممثلة مجلس التعليم العالي في مجلس الخدمة الوطنية. والذي قد تم إنشاؤه بالتعاون مع أعضاء هيئة الخدمة الوطنية – عينات درامر والمدير العام رؤوبين بينسكي، وممثلين عن الحركات الشبابية، وقسم التدريب في ياد فاشيم. ترى البروفيسور جروس، إحدى سكان إلكانا وابنة أحد الناجين من المحرقة والباحثة في دراسات المحرقة في إسرائيل، أن المؤتمر خطوة نحو خلق مجتمع مدني إسرائيلي، محوره هو التضامن الإنساني.

وقال بينسكي، المدير العام لهيئة الخدمة الوطنية: "تُشكل أنشطة متطوعي الخدمة الوطنية من جميع حركات الشباب العربية واليهودية والدرزية محاولة مبدئية هامة ومبتكرة لمعالجة جوانب الدروس المستخلصة لذكرى. لديهم القدرة على بناء قوة اجتماعية مدنية قادرة على التكيف لتعزيز الديمقراطية في دولة إسرائيل". وقال للمتطوعين في الخدمة الوطنية: "أنا حفيد لجدي أفرهام وأنتم أحفاد الجد إبراهيم، ونحن نقول معاً: "أبداً لن يحدث مرة اخرى . لن نصمت في وجه تهديدات محرقة والإبادة الجماعية ".    

احضر ليران جروس، رئيس قسم التدريب في حركة "عيزرا"، متدرباته في الحركة لكي يلتقينَ بعموم المجتمع الإسرائيلي. وقال، "أنا أعلمهن لأن يكن نخبة في المجتمع، ويجب على كل نخبة أن تتعرف على المجتمع الإسرائيلي بكل اطيافه". أضاف نير درور من الشبيبة العاملة والمتعلمة أن في هذا الحوار، الذي يُقام في اليوم العالمي للمحرقة، "يجب أن يحفز المجتمع الإسرائيلي أيضا لمناقشة الرسائل الإنسانية العامة للمحرقة، على وجه التحديد في هذا اليوم". حضرت أثير، وهي مدربة درزية من كسرا-سميع، الاجتماع كجزء من الشبيبة العاملة والمتعلمة. "لقد فوجئت عندما تعلّمت أنه كان هناك أشخاص مسلمون وعرب أنقذوا اليهود خلال المحرقة. في رأيي، يقع على عاتقنا جميعًا، كإسرائيليين، مسؤولية تذكر المحرقة".

المشاركون في مؤتمر المتطوعين للخدمة الوطنية المدنية في ياد فاشيم للاحتفال باليوم العالمي للمحرقة النازية (كل التقدير لـ: المتحدثون باسم ياد فاشيم)
المشاركون في مؤتمر المتطوعين للخدمة الوطنية المدنية في ياد فاشيم للاحتفال باليوم العالمي للمحرقة النازية (كل التقدير لـ: المتحدثون باسم ياد فاشيم)

 

خلال الاستراحة، يجتمع الشباب والشابات في مجموعاتهم للأحاديث الجانبية حيث تمتلئ الغرفة بلغات مختلفة. القلب يتأرجح بين الشعور بالاغتراب والتقارب وبين شعور معًا مشوش في نفس الوقت. هنا تأتي كلمات إحدى المتدربات في المحادثة الافتتاحية: "يجب ألا نخاف من الحديث عن القواسم المشتركة".  تتوجه عدد من الفتيات التابعات لحركة "أريئيل" الدينية لنير، عضو الشبيبة العاملة والمتعلمة، من أجل التحقق من نوع إجازة الوجبة (الكوشير) التي يتم تقديمها.  

ينوي أنس نصر الله، منسق تدريب في الشبيبة العاملة والمتعلمة، الخروج في رحلة إلى بولندا هذا العام. لقد تعلّم هو ومتدربيه لأول مرة أن هناك مسلمين من الصالحون بين الأمم، من بينهم رجل من أصل مصري. "لقد ربط هذا بين متدربي ومتدربين آخرين. على الرغم من الخلاف والاختلاف، لكن في اللقاء وجدنا نقطة الالتقاء التي تعبر عن إنسانيتنا. على الرغم من أن الظلم أصاب الشعب اليهودي، إلا أنه يمسنا جميعًا ".

أضاف آنس أن "اكتشاف قوة حركة الشبيبة ونشاطها خلال فترة المحرقة كانت بالنسبة المتدربين خاصتي بمثابة تجربة مروعة. أنا واثق من ان إدراك قدرة الشباب على العمل والتغيير سترافقهم في نشاطهم في الحركة وفي حياتهم بشكل عام". ويشهد أنس عن نفسه أنه خرج بمفهوم أننا "نصنف البشر حسب دينهم ليس فقط خلال المحرقة، بل أيضًا اليوم في حياتنا اليومية".

في الحديث الختامي لليوم، وصفت متدربة اللقاء من منظور أشخاص آخرين لا يشاركونها قصتها الشخصية حول المحرقة. وقالت إن هذه التجربة علّمتها "عن قوة الشباب على الإصلاح والتغيير". سأل متدرب أخر، ماذا كان سيحدث لو أن المزيد من الناس اختاروا الإنقاذ. للحظة كان هناك صمت بينما حدقت من جدران الغرفة أعين الصالحون بين الأمم.

واختتم أحد المدربين اليوم بأن مجموعة من الإجراءات والخطوات الصغيرة هيأت القلوب على ارتكاب جريمة القتل وعدم الاكتراث بها. "حظر الدخول إلى المنتزهات جعل الناس يعتادون وتسبب في تصالحهم وإقرارهم بجريمة القتل، والسؤال اين تتمدد الحدود ومتى يجب ايقافها". أكدت مدربة اخرى على الطبيعة الشاذة للمحرقة وبالتالي أعمال الإنقاذ. مضيفة أن القصص التي تعلموها أكدت كيف يمكن لفعل صغير أن ينقذ الأرواح، "إن واجبنا يتلخص في ألّا نكون قتلة، بل يجب علينا تحقيق هذه الفرص الصغيرة لفعل الخير. وبذلك يمكننا إنقاذ الأرواح".

 

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع