يُطلب من الإسرائيليين الذين عادوا من الصين في آخر 14 يومًا البقاء في العزل المنزلي للتأكد من أنهم لا يعانون من فيروس الكورونا. إذا لم يصابوا بالحمى أو السعال أو صعوبة في التنفس أثناء العزل، فسيتمكنون من مغادرة المنزل في نهاية الفترة واستمرار حياتهم كالمعتاد. ولكن ماذا يحدث إذا تطورت أعراض المرض لدى شخص ما الذي يفي بمعايير خطر الإصابة بالفيروس؟
عالج مستشفى بدي- بوريا، الذي يخدم حوالي 200,000 من سكان الشمال والسائحين الذين يزورون المنطقة، بالفعل بنجاح، شخصين مشتبه بهما بالإصابة بالفيروس الجديد واستبعدوا، لحسن الحظ، الإصابة به. بالإضافة إلى هاتين الحالتين، تم إجراء تمرين مفاجئ آخر (رابع) في بوريا أمس لفحص التعامل مع مريض مشتبه به مصاب بعدوى فيروس. تم تقييم فريق واسع، يضم أطباء متخصصين وممرضين وممرضات، بالإضافة إلى سكرتارية الاستقبال وحراس الأمن، لاستعدادهم لعلاج المشتبه بهم كمصابين بمرض الكورونا دون تعريض الطاقم وغيرهم من المرضى للخطر.
توضح الدكتورة أورنا نيتسان، أخصائية الأمراض المعدية في بوريا، أن فريق الأمراض المعدية على اتصال يومي بوزارة الصحة وقد طور إرشادات مكتوبة واضحة لجميع افراد الطاقم الذين يتولون جميع مراحل علاج المشتبه في اصابتهم بفيروس الكورونا، والتي تستند على توجيهات الوزارة. لقد تدرب جميع افراد الطاقم على سيناريوهان حين يصل مريض يُشتبه في إصابته بالفيروس إلى المستشفى: عن طريق الإحالة من طبيب المجتمع، أو مباشرة إلى غرفة الطوارئ دون إحالة. إذا قام طبيب من المجتمع بتوجيه مريض يشتبه في إصابته بالفيروس الجديد، يقوم الطبيب نفسه بإبلاغ طبيب اللواء الذي سيبلغ المستشفى وكذلك وزارة الصحة على المستوى الوطني. في هذه الحالات، تصل الرسالة إلى الدكتورة هبة أبو زياد، مديرة قسم الأمراض المعدية، سواء وصلت الرسالة ليلًا أو نهارًا. تستعد الدكتورة أبو زياد وباقي أعضاء الفريق مقدمًا لاستقبال المريض قبل وصوله، ويرشدونه إلى المكوث في السيارة حتى يقوم أحد أعضاء فريق الطوارئ بالاقتراب منه في سيارته، بهدف تقليل خطر أن يعدي المشتبه بحمله الفيروس المرضى أو افراد الطاقم الاخرين قبل أن يتمكنوا من خلق ظروف العزل المناسبة.
كذلك موظفو مكتب استقبال الطوارئ مستعدون أيضًا للتعامل مع الفيروس. سكرتارية الاستقبال، واللاتي اجتزن جميعًا تدريبا لمنع انتشار الفيروس، يسألن أي مريض مصاب بأعراض الحمى أو صعوبة في التنفس إذا كان في الصين مؤخرًا أو تعرض لمريض مصاب في الكورونا في بلد آخر. إذا كان الأمر كذلك، تجلب السكرتيرة للمريض قناعًا للوجه وتضع قناع وجه خاص يحمي من الفيروسات لنفسها. تقوم بتوجيه المريض للانتظار جانبًا وتستدعي ضابط الأمن، وفي الوقت نفسه تعقم المكتب بالكلور.
في تمرين مفاجئ الذي مرر صباح أمس، وصلت ممثلة إلى مكتب الطوارئ وأبلغت توفا مزراحي، سكرتيرة المستشفى، انها تعاني من الحمى والسعال. قامت مزراحي، التي تعمل في المستشفى منذ 26 عامًا، باتباع التعليمات، وطرح على الممثلة الأسئلة المطلوبة، وأحضرت لها قناعًا، ووضعت قناعًا لنفسها وأبلغت ضابط الأمن ومسؤول الطوارئ. وتحدث مزراحي أن ذلك كان مرهقًا. "كنت أفكر في عائلتي وأردت أن أحمي نفسي لحمايتهم. الحمد لله أنه كان مجرد تمرين".
بعد التعرف على مريض المشتبه بإصابته في المرض، يرتدي ضابط الأمن ومسؤول الطوارئ أردية للاستعمال لمرة واحدة رقيقة وزرقاء، وأقنعة واقية خاصة، وقفازات ونظارات واقية، حتى لا يصابوا أو يلوثوا ملابسهم. من أجل عدم تعريض المرضى الآخرين لخطر الاصابة، يرافقون المريض المشتبه إلى غرفة العزل بطريقة خاصة ومعزولة خارج مبنى غرفة الطوارئ. عند الوصول إلى غرفة العزل، يتم تنشيط جهاز تنقية هواء خاص من نوع HEPA، والذي يقوم أيضًا بتصفية الجزيئات الصغيرة جدًا مثل الفيروسات. تظل أبواب غرفة العزل مغلقة، ويدخل طبيب المزود بأجهزة وقائية لفحص وسؤال المريض. تعاملت كاتي زاك، نائبة الممرضة مسؤولة، مع إحدى الحالات التي اشتبه فيها بإصابة مريض بالفيروس، وتحدثت عن المشاعر. "لقد تدربنا البروتوكول ونحن على استعداد. أشعر أنني أعرف ما يجب القيام به وهناك أيضًا هبة (د. هبة أبو زياد – د. أ) التي نستشيرها حول علاج مريض مشتبه بإصابته في المرض. أنا أعلم كيف أضع الحماية الشخصية لذلك لا أتواجد تحت الضغط، مما يسمح لي أيضًا بتهدئة المرضى وعائلاتهم الذين ينتظرون خارج غرفة العزل".
بعد أن أخذ الفريق الطبي عينتين من المخاط من المريض، يتم فحص عينة واحدة في غضون ساعات قليلة في بوريا بحثًا عن فيروسات أخرى ويتم أخذ العينة الثانية إلى المختبر المركزي في مستشفى شيبا تل هاشومير للتحقق من وجود فيروس كورونا. إذا كانت النتيجة سلبية، فسيخرج المريض إلى منزله. حتى إذا تم العثور على نتيجة إيجابية، سيتم إطلاق سراح المريض للعزل المنزلي، إلا إذا احتاج لاحقًا الى علاج، والذي سيتم إجراؤه في غرفة استشفاء معزولة في بوريا.
تقول الدكتورة نيتسان أنه في جميع الحالات التي كانت لديهم، اتبع جميع أعضاء الفريق التعليمات: "لقد رأينا أن كل شيء سار كما يجب".