صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الجمعة 26 نيسان 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

راي /

توزيع المواد الغذائية على المحتاجين في الحي الإسلامي بالبلدة القديمة القدس. أرشفة ، المصورون لا علاقة لهم بالقصة. (تصوير: معمر عوض / فلاش 90)
توزيع المواد الغذائية على المحتاجين في الحي الإسلامي بالبلدة القديمة القدس. أرشفة ، المصورون لا علاقة لهم بالقصة. (تصوير: معمر عوض / فلاش 90)
بقلم علي زحالقة

إحدى النتائج الاجتماعية والاقتصادية المتوقعة لوباء كورونا المتفشي في جميع أنحاء العالم هو الجانب الاجتماعي والاقتصادي، الذي يصعب وسيزيد صعوبة بالأخص وسط الضعفاء في كل مجتمع: فقراء وكبار السن وأسر كثيرة الأطفال والمحتاجون أيا كانوا وحيثما كانوا.

تجد العديد من المجتمعات، وخاصة المجتمعات التي تعيش في المستوى الاجتماعي والاقتصادي المنخفض للمجتمع الإسرائيلي، نفسها تعاني من العديد من الصعوبات نتيجة لحظر التجول.

يواجه عدد لا يستهان به من كبار السن والعائلات كثيرة الأطفال صعوبات يومية على وشك أن تتحول الى حرب البقاء على قيد الحياة، وهذا يتطلب بشكل عاجل تعميق الأنشطة لتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والأدوية والمعدات الأساسية الأخرى التي ستتيح لهم حياة يومية عادية قدر الإمكان في الوضع الحالي الذي نمر به.

إن عجلات البيروقراطية المؤسسية تتحرك ببطء شديد كما نعلم، خاصة في الضواحي، وخاصة في المجتمع العربي. ومن الأمثلة الواضحة على ذلك فحوصات الكورونا التي تبدأ في الوصول إلى المجتمع العربي بعد شهر تقريبًا من انتشار الفيروس هناك.

في الحياة لا يوجد مساحة فارغة، وسيكون دائمًا من يدخل الى المساحات الفارغة ويملئها. تعمل الجمعيات المختلفة على تجنيد موارد وقوى عاملة لسد النقص حتى لو جزئيًا. في المجتمع العربي، هناك العديد من الجمعيات الاجتماعية التي تبدأ نشاطها عادة خلال الأعياد، وخاصة خلال شهر رمضان شهر الصيام.

لأن طبيعة الأعياد دينية، فإن الجمعيات التي تقوم بجمع الأموال وتوزيع المواد الغذائية والأدوية وغيرها من المعدات في المجتمع العربي عادة ما تكون جمعيات ذات خلفية دينية. لذلك، عند توجههم الى الرأسماليين وغيرهم لجمع التبرعات، يتم استخدام الجانب الديني دائمًا لتشجيع المتبرعين على تقديم كل ما في وسعهم.

الوضع مختلف جدا خلال هذه الفترة، فترة وباء كورونا. أدركت المؤسسة الدينية خطورة الوضع وبدأت تتعاون مع المؤسسة المدنية، معلنة إلغاء الصلوات الجماعية. كما وجهت مطالب ورسائل لتحذير السكان من خطورة الوضع والخطر الكامن فيه.

خلال هذا الفترة، بدأت العديد من الجمعيات التي تستعين بمكاتب الرعاية الاجتماعية المحلية أنشطتها وانضمت إلى هيئات رسمية وغير رسمية وبدأت في توزيع طرود الطعام على الأسر المحتاجة وكبار السن. وكذلك الأدوية. الأمر المثير للاهتمام هو أنه نوعًا ما تم توزيع العمل بين الجهات المختلفة: السلطات المحلية على جميع أذرعها، والجهة الدينية على أطيافها المختلفة، والجهة الطبية التي شملت الأطباء المتطوعين وصناديق المرضى. هكذا يظهر وينكشف أمام أعيننا المنبهرة الترابط الاجتماعي الاقتصادي تحت ظرف الكورونا.

تسبب وباء كورونا في أن يكون النسيج الاجتماعي للقطاع العربي على جميع أطيافه متشابكًا ومترابطًا في حد ذاته، وأن يكون أيضًا متزامنًا مع المجتمع العام ومؤسساته لخدمة المجتمعات.

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع