يحاول جهاز التربية والتعليم في المجتمع العربي في السنوات الأخيرة تحسين نفسه من أجل محاولة تضييق الفجوات بينه وبين جهاز نظام التعليم في القطاع اليهودي، ولكن بنجاح جزئي فقط.
حتى الآن، قام جهاز التربية والتعليم بقياس إنجازات جميع القطاعات من خلال أدوات قياس مختلفة واعتقد أنها تمثل الواقع: امتحانات ميتساف، امتحانات البجروت، امتحانات بيزا وإلخ. لكن العديد من المربيين المخضرمين لا يوافقون على وجود أدوات القياس من حيث المبدأ، لأسباب مختلفة معظمها لها ما يبررها.
وتجدر الإشارة إلى أنه وفقًا لأدوات التقييم المذكورة، جهاز التعليم في المجتمع العربي لا يقلص الفجوات مقابل المجتمع اليهودي، والعكس صحيح أحيانًا. يشير العديد من قادة جهاز التعليم خلال تحليل نتائج الميتساف والبجروت والبيزا على أن جهاز التعليم في المجتمع العربي مذنب بذلك.
كما هو معروف، فإن المجتمع العربي في دولة إسرائيل يشمل ككل أدنى مستوى اجتماعي واقتصادي في إسرائيل. في الوقت نفسه، يجب أن نتذكر أن المجتمع العربي في دولة إسرائيل ليس متجانس. على سبيل المثال، جهاز التعليم البدوي في الجنوب لا يزال يواجه صعوبات من جميع النواحي، البنى التحتية المادية والقوى العاملة المناسبة وغيرها.
على الرغم من أن أجزاء من جهاز التربية والتعليم في المجتمع العربي قد تقدمت إلى الأمام، إلا أنها لا تزال غير قادرة على تقليص الفجوات التي تواجه نظام التعليم في المجتمع اليهودي. يشبه جهاز التعليم في دولة إسرائيل، بحسب قادته، سفينة ضخمة يصعب عليها تغيير اتجاه سفرها ويعرّف كنظام محافظ.
مع ذلك، أجبرته قيود الإغلاق خلال فترة وباء الكورونا على السير نحو التغيير الذي انعكس في التعلم عن بعد. التعلم عن بعد خلال فترة الكورونا ليس لجميع الطلاب في المجتمع العربي، حيث لا يمتلك كل منزل التكنولوجيا اللازمة. لذلك، من المرجح أن يستمر الواقع القائم، والذي ينعكس في فجوات في جميع المجالات، وسيظل موجودًا طالما استمر الواقع القائم.
إن جهاز التعليم العربي في وضعه الحالي – بالإضافة إلى الفقر والتأخر في المجتمع العربي نفسه، يتسبب في خسارة فادحة في الناتج المحلي الإجمالي لدولة إسرائيل، لذلك يجب القيام بكل شيء من أجل تقدمه وتطويره للحد من الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الوطني أيضًا، خاصة في عصر ما بعد كورونا الذي نواجهه حاليًا.
نحتاج الى تغيير في ترتيب الأولويات الوطنية في نهاية فترة كورونا، وتطرق جاد يتجلى في العديد من التغييرات في الجهاز التعليمي. كما ذكرنا، من المتوقع أن نبدأ حقبة جديدة، وأمام جيل الذي ستشكل المهارات الجديدة قدره وستكون أداة أساسية لبقائه واندماجه في المجتمع بشكل عام.
تعطيل جهاز التعليم من قبل السلطات المحلية العربية هذا الأسبوع يرجع بشكل رئيسي إلى النقص المزمن في الميزانية.
إن أحد المطالب التي يفرضها الواقع هو القيام بكل ما يمكن لتحسين جهاز التعليم في المجتمع العربي لأنه استثمار مربح للغاية لكلا الطرفين والذي سيعطي ثماره خلال فترة غير طويلة.
ستكون آثارها في العديد من المجالات وللأجيال القادمة، ولن نكون في حال ميؤوس منه عند الوقوف امام امتحان شبيه بهذا.
تعليم / نظام التعليم العربي: حان الوقت للاستثمار والإصلاح
راي
بقلم علي زحالقة
اخر تحديث: 26.05.2020 | 21:28