معدل الذين يعانون من اضطراب نفسي وسط العمال الذين خرجوا الى إجازة غير مدفوعة الأجر، اعلى بسبب الكورونا، أعلى ب- 2.5 مرة من أولئك الذين كانوا عاطلين عن العمل قبل الحجر الصحي – هكذا يتبين وفقًا لدراسة أجريت في جامعة أريئيل، والتي تم نشر نتائجها لأول مرة في دفار.
وفقًا للدراسة، أبلغ 77٪ من الأشخاص الذين خرجوا الى إجازة غير مدفوعة الأجر في بداية فترة الاغلاق عن ضائقة مقارنة بـ 30٪ من أولئك الذين كانوا عاطلين عن العمل من قبل. وكانت نسبة الأشخاص الذين تم فحصهم والذين خرجوا الى إجازة غير مدفوعة الأجر وأبلغوا عن صعوبات عاطفية أعلى أيضًا بشكل ملحوظ من أولئك الذين كانوا عاطلين عن العمل قبل فترة الاغلاق – 56٪ مقارنة ب- 26٪. النتائج الأولية للدراسة، والتي تضمنت 293 مشارك، سيتم نشرها في مجلة الجمعية الأمريكية لعلم النفس في الأيام القادمة.
تقول البروفيسور دانييلا (دانا) مارغاليت، رئيسة علم النفس التأهيلي في جامعة أريئيل وأحد مجري الدراسة، " ضائقة الخارجين الى إجازة غير مدفوعة الأجر هو التغيير في خطة الحياة "، " من كانوا عاطلين عن العمل سابقًا، كانوا في روتين، وهذا ليس جيدًا، ولكن انضم إليهم فجأة الكثير من الناس وشعروا بأنهم أقل اختلافًا وغير عاديين. من الردود على الاستبيانات رأينا أن العاطلين عن العمل لم يكونوا متوترين للغاية لأنه لم يكن لديهم تغيير قوي. ان اولئك الذين خرجوا الى إجازة غير مدفوعة الأجر عانوا من ضائقة، واعتبروا انفسهم غير مهمين، وهذا شيء رهيب".
"يأتي شاب أصيب في الجيش أو في حادث وهو بدون ساق – يسأل، من سترغب بي الآن؟ إنه يشعر بعدم قيمة. رأينا مشاعر مشابهة لدى الخارجين الى إجازة غير مدفوعة الأجر"
كان الهدف الأولي من الدراسة هو فحص الحالة النفسية لعامة السكان طوال فترة الوباء، وفحص العلاقة بين شدة المرض والحالة النفسية والعاطفية. استخدمت مارغاليت وزملاؤها، د. عميحاي بن آري وإيلي ميمون، طريقة أخذ نماذج المعروفة باسم "كرة الثلج"، حيث يمرر كل مشارك استبيان إلى زميله. لقد خططوا إجراء عدة جولات من الاستفسارات وبالتالي فحص التغييرات. منذ فحص الاستبيانات الأولى، أصبح من الواضح أن أحد المتغيرات التي ميزت بشكل كبير بين مستويات الضغط والأزمة العالية والمنخفضة، كانت مسألة العمالة الشخصية.
تقول مارغاليت: "أظهر الأشخاص الذين خرجوا الى إجازة غير مدفوعة الاجر مستويات إدراك مرض اشد، ومستويات أعلى من التوتر والضائقة. يبدو أن مكان العمل ليس مجرد مكان يكسب فيه الناس المال، بل يستخدمه الناس كمكان يمارسون فيه هويتهم. إنهم يشعرون بإحساس بالمساهمة والمعنى في حياتهم. إنه يشكل ما لا يقل عن منزل ثاني بالنسبة لهم".
بمجرد تسريح شخص من مكان العمل بسهولة وعدم منحه موعد للعودة إلى العمل، فإنك تقوض بنيته النفسية، ويشعر بأنه لا لزوم له وحتى انه عبء
بالإضافة إلى مناصبها الأكاديمية، فإن مارغاليت مسؤولة عن نظام إعادة التأهيل والطبي في مركز شيبا الطبي في تل هشومير. من وجهة نظرها، إن التأثير النفسي لإجبار المرء على التوقف عن العمل يماثل تأثير الصدمة الجسدية. "يأتي شاب أصيب في الجيش أو في حادث وهو بدون ساق – يسأل، من سترغب بي الآن؟ إنه يشعر بعدم قيمة. لقد رأينا مشاعر مشابهة وسط الذين خرجوا الى إجازة غير مدفوعة الاجر".
"التعويض المالي لا يتعامل مع مشاعر المتضررين"
تحث مارغاليت صانعي السياسة على النظر في التكلفة النفسية لإخراج العمال الى إجازة غير مدفوعة الاجر. "بمجرد أن تسرح بسهولة شخص ما من مكان العمل ولا تعطيه موعد للعودة إلى العمل، فإنك تقوض بنيته النفسية، وإحساسه بانه لا لزوم له وحتى أنه عبء. أشياء نعرفها من الأدب – والتي تسبب الاكتئاب واللامبالاة وحتى الانتحار. هذه هي ردود الفعل التي غالبا ما تتطلب تدخل علاجي.
"تستثمر الحكومة الكثير من المال في تعويض الشركات التي أخرجت العمال الى إجازة غير مدفوعة الأجر وتدفع للعمال الذين خرجوا الى إجازة غير مدفوعة الاجر، ولكن هذا تعويض مالي فقط. هذا التعويض لا يعالج المشاعر التي تضررت والشخصية التي تحتاج أيضا إلى إعادة تأهيل".
إلى جانب الحاجة إلى إعادة التأهيل النفسي لمئات الآلاف من العمال الذين كانوا أو ما زالوا في إجازة غير مدفوعة الأجر، تقترح مارغاليت أن تطور الحكومة طرقًا لعدم إدخال الناس في هذا الوضع. "عند التفكير في الضرر النفسي، قد تكون الطريقة الأكثر صحة للتعامل هي اتخاذ خطوات وقائية، ومنح التعويض بطريقة لا تتطلب اخراج الأشخاص الى اجازة غير مدفوعة الأجر"، تقول، "من الصعب للغاية إعادة تأهيل الضرر النفسي، وهو أمر لا نوليه الاهتمام أحيانًا".