تم تحويل غرف موقع البناء عند مدخل حي بيت صفافا في القدس في الأشهر الأخيرة إلى صفوف دراسية. الموقع الذي تم تصميمه كموقع نموذجي – مع سلالم، أسوار وسقالات آمنة، تم تأجيره في الأشهر الأخيرة بشكل خاص لصالح التدريب ليوم واحد في مجال السلامة العامة، والذي اجتازه حوالي 700 عامل بناء فلسطيني.
بادر الى التدريب الهستدروت واتحاد المقاولين "بوني هآرتس"، اللذان استغلا المكوث المتواصل للعمال الفلسطينيين في إسرائيل بسبب تفشي وباء الكورونا من اجل تنفيذ أيام تدريبية. في الصباح، وصل العمال إلى الموقع في سفرات أتت من أماكن مبيتهم في جميع أنحاء البلاد. عند الوصول وتسجيلهم في موقع الاستقبال، تم تقسيم العمال إلى مجموعات صغيرة خضعت للتدريب، كل مجموعة على حدة، بموجب توجيهات وزارة الصحة وتقييدات الكورونا.
وشارك في تخطيط ورشات العمل وإخراج المشروع الى حيز التنفيذ مكتب السلامة العامة المشترك للهستدروت والاتحاد. يوضح إيال بن رؤوفين، رئيس مكتب السلامة العامة أن "الاستكمالات هي نظرية وعملية ايضا، وتعتمد على سيناريوهات تم إنشاؤها بموجب تجزئة الحوادث في الفرع". وتتطرق التدريبات الى السقالات، السلالم، الأدوات الميكانيكية الخطرة، الكهرباء ومنع سقوط الأجسام.
"نحن نقوم في الوقت الحالي بتدريب حوالي 700 من بين 60 الف عامل فلسطيني، وفي نفس الوقت نقوم بتنفيذ مشروع رائد لـ 450 عاملا إسرائيليا في كلية ‘لبيتح‘ في ريشون لتسيون. انا احلم، بان يتمكن فقط العامل الذي اجتاز مثل هذا التدريب على السلامة العامة من دخول مواقع البناء"، يقول بن رؤوفين. ويضيف: "ولكن من أجل ذلك، من الضروري أن تشارك الدولة".
تبلغ تكلفة الدورة، وفقا لاقوال ايال بن رؤوفين حوالي 450 شيقل لكل عامل، وحتى اليوم يتم تمويلها من قبل صندوق تشجيع فرع البناء. واضاف: "الدولة في الوقت الحالي ليست معنية ونحن نحاول تجنيد الموارد من اجل مواصلة الخطوة". وأكد إيتسيك جوربيتش، نائب مدير عام اتحاد المقاولين "بوني هآرتس"، أن تنظيم هذا اليوم تطلب تعاونا وثيقا من اصحاب العمل، الذين وحدوا جهودهم ووجهوا العمال لليوم التدريبي باجر كامل. "نحن نلاحظ رضى كبيرا من جهة اصحاب العمل ومن جهة العمال ايضا من هذه الفعالية، ونحن نأمل في توسيع هذا المشروع الرائد".
ويوضح احمد غنايم، الذي يدير كلية العلا التي ترشد المسؤولين عن التدريب بنفسها وتركّز ورشة العمل، ان العمال القدامى أيضا الذين يعملون في إسرائيل منذ 20 – 30 سنة ويتقنون العمل جيدا، ليس بالضرورة انهم يعرفون قوانين العمل والسلامة العامة. "هذه المعلومات غير موجودة في السلطة والشركات لا تقدم دائما كل المعرفة الضرورية. هدفنا هو أن يكون لدى العمال هذه المعرفة، وهم عرفوا ما يتوجب عليهم أن يطلبوه من صاحب العمل من اجل العودة إلى بيوتهم بصحة جيدة وسالمين".
2,000 ليتر من معقم الكوجيل
بعد تجربة عملية تضمنت ارشادا حول العمل الصحيح على السقالات وعلى السلم، اجتمعت مجموعة العمال في دائرة، تحدثوا وتعلموا الانظمة. يقول أحد العمال للمرشد: ‘لكن في الميدان، الأمر ليس كذلك‘. فيرد المرشد: "اسمعوا، في النهاية يوجد في الميدان مستوى من المسؤولية". وأضاف المرشد: "يجب عليك ان تتوجه الى مدير العمل الخاص بك، وهو يجب عليه إبلاغ المقاول". وماذا لو قال لي صاحب العمل أن لا أعمل وفقا للأنظمة؟ يسأل العامل. فيرد المرشد: "توجه الى الهستدروت". "في النهاية هذه هي حياتك، فلا توافق على العمل في ظروف خطرة".
يعرض الهستدروت افيطال شابيرا مديرة العلاقات الدولية للهستدروت التي تتحدث اللغة العربية بطلاقة امام العمال. وتوضح افيطال شابيرا قائلة لـ ‘دفار‘: "هذه فرصة ممتازة لإظهار أن الهستدروت هي بيت لجميع العمال، بغض النظر عن أصلهم، ديانتهم أو جنسهم".
"هذه أيضا فرصة لاستغلال هذه المنصة من اجل إيصال رسالة الى العمال الفلسطينيين حول الأهمية الكبيرة التي تنظر بها الهستدروت اليهم، كجسر للسلام. أعتقد أن وجود عدد كبير من العمال الفلسطينيين في سوق العمل الإسرائيلي هو منصة للتعاون والتعايش. هناك تعاون بين الزملاء، الفلسطينيين والإسرائيليين، تفاعل مشترك. هذا أمر هام لتعزيز السلام والتعايش".
هذه الفعالية كما تقول، تعزز أيضا العلاقة مع الاتحاد العالمي لعمال البناء والخشب – BWI.
ويضيف تال بورنشتاين، نائب رئيس نقابة عمال البناء والخشب: "من المهم أن نفهم أنه لا يوجد فرق في فرع البناء بين عامل فلسطيني، إسرائيلي أو أجنبي". وتابع: "الجميع يخضع للاتفاقية الجماعية ولأمر التوسيع، وجميعهم يستحقون الحصول على نفس الحقوق". معظم العمال الذين يصلون الى التدريب يختارون الانضمام الى الهستدروت كأعضاء، وذلك في اطار خطوة قادها قبل حوالي سنتين رئيس نقابة عمال البناء، يتسحاق مويال، لضم العمال الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل الى الهستدروت.
ووفقا لاقواله، فإن الهستدروت تقدم المساعدة في احقاق الحقوق في حالات إنهاء تشغيل العامل، الحصول على أيام الإجازة والإجازات المرضية، بل وحتى مرافقة العامل امام مؤسسة التأمين الوطني في حالات وقوع حوادث عمل. "أولا وقبل كل شيء، يجدون في الهستدروت أذنا صاغية ورغبة في المساعدة". خلال فترة وباء الكورونا، سخرت الهستدروت جهودها في توزيع عشرات الآلاف من الكمامات والقفازات وأكثر من 2000 لتر من معقم الكوجيل على جمهور العمال الفلسطينيين.
"اللقاء معهم يفضي الى وجود نقص لديهم في المعرفة بحقوقهم وفعالياتنا لتوزيع كتيبات الحقوق وضمهم إلى الهستدروت يؤدي إلى زيادة في حجم توجهات العمال الفلسطينيين إلى مركز الخدمة التابع لنا والى مكاتبنا في كل المناطق من اجل المساعدة في حل المشاكل التي يواجهونها. العمال الذين يحصلون منا على كتيب الحقوق باللغة العربية، هم أيضًا سفراء بالنسبة لنا، الذين ينشرون هذه المعرفة لعمال آخرين".