صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الخميس 28 آذار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

اغلاق ثاني / عائلة سرحان من كرميئيل

أصيبت هديل بالكورونا في العيادة ونقلت العدوى الى باهر ومينا. وقد استغلت هديل الأيام المرضية في تبديل الأثاث في البيت، وقد استطاع باهر طلاء غرفتين ونظمت لهما مينا مطعما في الساحة

عائلة سرحان (تصوير: البوم خاص)
عائلة سرحان (تصوير: البوم خاص)
بقلم نيتسان تسفي كوهين

تسكن هديل بريق البالغة من العمر (33 عاما) والدكتور باهر سرحان البالغ من العمر (35 عاما) في كرميئيل ويقومان بتربية ابنتهما فيها، مينا سرحان البالغة من العمر 5 أعوام. هديل هي المديرة الإدارية لعيادة دير الأسد – البعنة التابعة لصندوق المرضى كلاليت. باهر هو اخصائي أمراض باطنية ومتخصص كبير في طب الطوارئ في غرفة الطوارئ في مستشفى نهاريا.
تقول هديل: "كل فترة الوباء عملنا حتى بداية شهر أيلول/ سبتمبر حيث تم تشخيص إصابتي بالكورونا. انتقلت العدوى الي من العيادة. في اللحظة التي تم تشخيص إصابتي كذلك تم إجراء فحص لباهر ومينا وكانت النتيجة إيجابية. بالنسبة لي كان مرضا خفيفا جدا مع عوارض بسيطة: سعال، ارهاق، وألم في العضلات. بينما عانى زوجي من نوبات آلام وارتفاع في درجة الحرارة، فقد أصيب بصورة أصعب، أصعب بكثير. هكذا هم الرجال، فهم يتحملون الألم بصورة أقل. في يوم الأحد الأخير عدت أنا الى العمل وهو عاد أول أمس. وهو الآن يعمل في وردية".
كيف تتدبران أمركما مع الطفلة وانتما كلاكما تعملان في مهنة حيوية؟
"هذه تماما مشكلتنا الآن، وهي إيجاد وقت منظم للطفلة. هي لا تذهب الى الروضة. في الوقت الذي كنا فيه في الحجر الصحي قام المستشفى بافتتاح روضة للموظفين الحيويين. أردنا التسجيل ولكن حتى خرجنا من الحجر الصحي كانت سعة الروضة كاملة تماما".
كيف تدبرت الطفلة أمرها في البيت مع والدين مريضين؟
"في البداية اعتقدت مينا أنني أكذب. هي خرجت الى الشرفة ونظرت الى القمر وقالت انها تريد أن تنزل إحدى النجمات لأنها تريد أن تطلب أمنية بأن يأخذ الله الكورونا من هنا. فقلت لها انه ليس عليها انتظار النجمة حينها هي طلبت بكل بساطة. وفي ذلك الحين مرت سيارة في الشارع الرئيسي، من ناحيتها فقد تحققت الأمنية. حينها غضبت مني لأنني لم أسمح لها بالخروج لأن الكورونا انتهت".
"في اللحظة التي بدأت أعراض المرض تظهر لدي دخلت الى الحجر الصحي في الغرفة لوحدي، ولكن في اللحظة التي تبين فيها ان نتيجتهما جاءت إيجابية انتقلنا لتمرير الوقت سوية. كيف كانت تجربتها في كل هذا؟ في شهر آذار/ مارس قامت بوضع لافتة على الباب – ممنوع دخول الكورونا، وعندما أخبرناها أنها مصابة بالكورونا قامت بإزالة اللافتة. وقت نفت أن تكون هي وأبوها مصابين. وكأن هذا الأمر مخجل".
"في شهر آب/ أغسطس احتفلت بعيد ميلادها وحينها تلقت الكثير من الهدايا. ألعاب وكراسات تعليمية. بدأنا بتعليمها قراءة وكتابة الأحرف باللغة العبرية والحساب كذلك".
والمكوث سوية جميعكم في البيت، كيف نجح هذا الأمر؟
"هذا الامر ليس سهلا لأن الإرهاق يمنعك من القيام بعدة أمور. العضلات تؤلم. أنا مريضة ويجب عليّ أن أهتم بزوجي. لم يكن لدى مينا أعراض ولكن أن تقوم بترفيه طفلة تبلغ من العمر 5 أعوام، يوما بعد يوم، وأنت لا تشعر بأنك بصحة جيدة، هذا الأمر ليس بسيطا".
"نحن نستيقظ ونتناول وجبة الفطور سوية. بشكل عام ليس لدينا الوقت كل يوم لتحضير وجبة فطور. مينا قامت بتنظيم مطعم في الحديقة نتناول فيه الطعام سوية، هذا الأمر لطيف جدا. ومن ثم وجبة الغداء سوية والعشاء… فهمت الصورة".
هل اكتشفت أمورا جديدة؟
"وجدت في هذه الفترة الكثير من الأمور الجيدة، الجلوس معا والعائلة والصفاء. أنا أعيش في مطاردة مع الوقت من أجل تحقيق كل شيء. وفجأة حصلت على عدة أيام من الهدوء، الآن لا توجد مطاردة. نحن نذهب الى العمل ونعود الى البيت".
"في الحقيقة أنا انسانة التي لا تستطيع أن تجلس بهدوء. عندما فهمت أننا في الطريق الى إغلاق طلبت أثاثا من نجار واشتريت طلاء للجدران. وصل الأثاث بعد أن اكتشفنا أننا مصابون. كل عملية التبديل كانت معقدة وعشنا في صناديق لعدة أيام. لكن هذا اوجد لي عملا أقوم به، ومرر لي الوقت".
"أنا أعتقد أنني إذا بقيت في الفراش سأكون مريضة أكثر. يسيطر عليّ الألم. من أجل أن أشفى كان يجب عليّ العمل قدر ما أستطيع. فعندما يستلقي الانسان على الفراش تخرج كل الآلام وهو سيشعر بها".
"عندما تحسن وضع زوجي، قام بطلاء البيت. وقد تمكن من طلاء غرفتين. أنا في انتظار الإغلاق القادم من أجل أن يكمل الباقي".
الى ماذا تشتاقون؟
"نشتاق الى الاستجمام. الى الرحلات، الخروج الى الخارج. أنا مشتاقة لعائلتي".
نصيحة للعائلات الأخرى.
"الصبر، يجب الاستمتاع من الجلوس سوية. يجب استغلال الوقت في عمل مثمر. فجأة سنكتشف كم كان ممتعا الجلوس معا".
"أريد أن أقول شيئا آخر هاما. الإغلاق أصلا رفع احتمال إصابة والديّ بالعدوى. فعندما عملت وكانت الطفلة في الروضة خرجنا كل يوم الى العمل وهي ذهبت الى الروضة وعدنا الى البيت. وعندما بدأ الاغلاق أرسلت الطفلة الى والديّ. لم يكن لدي خيار آخر. وفي الواقع فان الإغلاق هو ما أجبرني على الالتقاء بهم. ومن حسن الحظ أنني كنت حريصة على ارتداء الكمامة. احرصوا على ارتداء الكمامات".