صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم السبت 27 نيسان 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

سعر النار / الحريق في نوف هجليل، أسبوع بعد الحريق: النار اطفئت، والأضرار تشتعل

بقلم شاي نير

"جميل، وصل المقاول"، يقول طارق إسكندر عندما رآني، ظهر يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، دخل الى ساحة بيته. منذ الصباح وهو ينتظر الأشخاص المهنيين الذين سيأتون لتقدير الضرر الذي لحق ببيته وممتلكاته جراء الحريق الذي شب في يوم الجمعة في نوف هجليل، ليقولوا له إذا كان بالإمكان ترميم البيت.
إسكندر يبلغ من العمر (29 عاما)، ويعمل محاميا في القضايا الجنائية، يسكن في البيت مع زوجته وردة، ابنتهما البالغة من العمر سنة ونصف السنة ووالديه. في صباح يوم الحريق، يقول، أنه لاحظ دخانا يعلو من اتجاه الوادي فقام بتصويره بالفيديو. "أردت إرسال الفيديو الى البلدية من أجل أن أطلب منهم أن يقوموا بإبعاد خط الأشجار عن البيوت".

طارق إسكندر. "زوجتي أخذت مجوهراتها وجوازات السفر أيضا. نسيت أن ألتقط الصور" (تصوير: نير شاي)
طارق إسكندر. "زوجتي أخذت مجوهراتها وجوازات السفر أيضا. نسيت أن ألتقط الصور" (تصوير: نير شاي)

يقع البيت في السطر الأخير من المباني في شارع هألونيم، أسفله منحدر مزروع بأشجار الصنوبر. يوم الجمعة الماضي، في ساعات الظهر، أصدر مفتشو البلدية تعليمات لـ 5000 من سكان الحيين الجنوبيين الشرقيين "ابن بيتك" و "زئيف" بإخلاء بيوتهم، لكن إسكندر كان قد شعر قبل ساعات قليلة أن هذه الأمور قد تتطور. بدأ برزم أمتعته من أجل إخلاء سريع. قالت له زوجته: "أنت تحب الأكشن"، فأجابها قائلا: "أنا حذر وأستعد".

ماذا رزمتم؟
ويؤكد قائلا: "أنا أعمل من البيت في الإغلاق لذلك أخذت الحاسوب وبعض الحقائب الأخرى. كما أنني أخذت ملابس جديدة اعتقادا مني أنني لا أريد أن تتسخ من الدخان. أخذت زوجتي مجوهراتها وكذلك جوازات السفر. لقد نسيت التقاط الصور. افهم"، وأضاف: "لم أخرج بشعور أنني أخرج من بيت سيحترق. قلت لنفسي إنني لن آخذ كل شيء لأنه كان مضيعة للوقت والجهد. لأنني سأعود بعد ساعتين – ثلاث ساعات".

"ما زلت في عاصفة حتى الآن"

هو وزوجته اشتريا البيت في عام 2016. يقول إسكندر: "رممنا كل شيء. كان لدينا مطبخ جديد وصالون جديد. كل شيء احترق. حتى الذي ترونه لم يتضرر، لا نستطيع استخدامه أكثر بسبب مواد الإطفاء".
قطتان صغيرتان، تسللتا، وجلستا في صالون البيت المدمر وتنظران الينا عندما صعدنا لرؤية الضرر الذي لحق بالطابق العلوي الذي احترق بشكل كلي، كما حدث لسقف القرميد كذلك. يقول إسكندر عن القطتين: "انهما هنا منذ الحريق".

سقف القرميد في بيت إسكندر (تصوير: شاي نير)
سقف القرميد في بيت إسكندر (تصوير: شاي نير)
مطبخ البيت. "حتى الذي لم يتضرر، لا نستطيع استخدامه أكثر بسبب مواد الإطفاء" (تصوير: شاي نير)
مطبخ البيت. "حتى الذي لم يتضرر، لا نستطيع استخدامه أكثر بسبب مواد الإطفاء" (تصوير: شاي نير)

هبط السقف في وسط الصالون وبقيت هوامش الغرفة مرتبة كما هي، باستثناء باب خزانة خرج من مكانه. يقول اسكندر: "يجب هدم الطابق العلوي ونصف الطابق السفلي". ويضيف: "على ما يبدو اننا سنضطر إلى هدم كل شيء وبنائه من جديد. ما زلت في عاصفة حتى الآن". وتابع يقول: "لم أفحص كل شيء. ألعاب الطفلة احترقت وكذلك الخزائن والملابس. من دواعي سروري، أنني لم أر أشياء ذات قيمة عاطفية تتعلق بالذكريات قد تضررت، لكنني لم أكتشف بعد كل ما تضرر".

"هذا ليس مسألة شهر أو شهرين"

جدران البيت التي تطل على الأحراش ملطخة بلون زهري، نتيجة المادة التي اطفأت الحريق وتم إمطارها من قبل رجال الإطفاء. هذا اللون لن يختفي، قال له مخمن شركة التأمين الذي وصل لتقدير الضرر. إجراء الحصول على التعويضات، هكذا فهم من الأشخاص المهنيين، سيستغرق وقتا طويلا: "هذا ليس مسألة شهر أو شهرين بل 100 يوم عمل. أنا أعتقد أنه في إسرائيل وفي فترة الكورونا ربما يستغرق الأمر سنتين أيضا".

في كل مرة تمر فيها دراجة نارية مسرعة، تنادي ابنتي ‘طائرة، طائرة‘، لأنها تتذكر ضجيج طائرات الإطفاء التي كانت في الحريق"

في الوقت الحالي، يقيم هو وعائلته في جناح بفندق بلازا في المدينة. "إنه أمر غير مريح على الرغم من أنه قد يكون أكبر من بيتي. ولكن لا يوجد شيء يشبه صالوني". الفندق، على عكس الشارع الهادئ الذي يسكنون فيه، يقع بالقرب من طريق مركزي صاخب. "في كل مرة تمر فيها دراجة نارية مسرعة، تنادي ابنتي ‘طائرة، طائرة‘ لأنها تتذكر ضجيج طائرات الإطفاء التي كانت في الحريق".
أنتم تعرفون الآن بالفعل ماذا سيحدث معكم؟
"هذا الفندق لمدة أسبوع آخر فقط. سألت المخمن أين سأسكن، فقال لي إنني أستحق أن أستأجر شقة لمدة شهر وأنني سأستأجر شقة بنفسي وهم سيعيدون الي النفقات. لكنني لا أعتقد أن الأمر حقا سيستغرق شهرًا فقط. أنا لا أعرف ما الذي سيحدث بعد الفندق، لكنني اعرف أننا سنتدبر".

"لم نأخذ أي شيء تقريبا، بسرعة كبيرة، جوازات السفر"

سيرجي بوتسنيكوف البالغ من العمر (57 عاما) يسكن مع زوجته الفيرا ويبعد بيتهما عدة بيوت عن بيت إسكندر. يوم الخميس الماضي تماما، كما يقول، لاحظ حريقًا شب من جهة قرية اكسال من الجنوب وتم إخماده. في اليوم التالي، صباح الجمعة، شب حريق آخر قادم من اتجاه أحراش تشرشل في أعلى التلة. يقول: "اعتقدنا أنها تجاوزتنا بالفعل"، ويضيف: "لكن حينها وصلت من تحت".

بوتسنيكوف وحديقته المدمرة. "كل ما هو خارج البيت ليس مؤمّنا" (تصوير: شاي نير)
بوتسنيكوف وحديقته المدمرة. "كل ما هو خارج البيت ليس مؤمّنا" (تصوير: شاي نير)

في الساعة 12:00 أبلغت الشرطة بوتسنيكوف، الذي يقف على رأس جمعية ‘نور الحياة‘ (اور حاييم)، التي تقدم المساعدة الى القادمين الجدد المحتاجين، أنه يجب على العائلة أن تُخلي البيت. يقول: "لم أر النار"، ويضيف: "لكن كان هناك الكثير من الدخان الكثيف. لم أتمكن من الرؤية على بُعد عشرة أمتار. لم نأخذ أي شيء تقريبًا. في حقيبة صغيرة أخذنا قطعتين أو ثلاث قطع من الملابس، شهادات، جوازات سفر. لم أكن أعرف كم من الوقت سأذهب".
تم اخلاؤهم في البداية الى المنطقة الصناعية القريبة من بيتهم. "بعد ساعتين حتى هناك لم تتوفر الكهرباء والمكيفات لم تعمل. دعانا اصدقاؤنا بعد الظهر الى العودة الى المدينة. كنت على اتصال مع جاري، عبد. وهو كذلك تم اخلاؤه من البيت. هو ذهب الى شقة أخرى له في المدينة، ومنها يمكنه أن يستطلع ماذا يحدث لبيوتنا. كل الوقت كنت على اتصال معه. في مرحلة ما من المراحل اتصل بي وصرخ قائلا: ‘سيرجي، لقد احترق بيتك‘".

"وأخيرا يوجد لدينا بيت خاص بنا"

جاء بوتسنيكوف مع عائلته من سيبيريا في عام 1989. وانتقلوا من مركز الاستيعاب في طبريا الى كريات يام وهناك عاشوا حوالي أربع سنوات حتى ذهبوا بعد نصيحة من أحد الاقرباء لرؤية حي سكني جديد في الناصرة العليا (اسمه القديم نوف هجليل).
وقد اشتروا بيتهم في عام 2008. وقرر بوتسنيكوف أن يبقي هيكل البيت ويرممه بنفسه. قصارة، كراميكا، كل شيء، "ما عدا الصاق الحجر الخارجي الذي طلبت من شخص مهني أن يقوم بهذا العمل". استغرقت الترميمات حوالي سنتين وفي شهر آب/ أغسطس 2010 دخلت العائلة الى بيتها الجديد. "أنا أذكر هذا اليوم. كان الشعور ممتازا. وأخيرا يوجد لدينا بيت خاص بنا".
في ساحة البيت أقام بيديه حديقة يعتني بها. في الجهة المطلة على الجار، قام بتركيب بركة سباحة صغيرة، وفي الواجهة التي تطل على الأحراش قام بتركيب أرضية من الخشب وعريشة، وقام بزراعة العشب الأخضر وزراعة أشجار الحمضيات.

الساحة المحترقة لبوتسنيكوف (تصوير: شاي نير)
الساحة المحترقة لبوتسنيكوف (تصوير: شاي نير)
شرفة بيت بوتسنيكوف. "دائما ما أخافني أن الأحراش قريبة جدا" (تصوير: شاي نير)
شرفة بيت بوتسنيكوف. "دائما ما أخافني أن الأحراش قريبة جدا" (تصوير: شاي نير)

العريشة احترقت بشكل كلي وكذلك قسم من الأشجار المثمرة. تلك التي تم زراعتها على مسافة ما من المكان الذي وصلت اليه النار وقد جفت من الحرارة. في وسط الساحة تم وضع ما تبقى من أثاث الحديقة، برميل محترق وكومة من الحديد والبلاستيك المحترق. يقول بوتسنيكوف عن اللحظة التي عاد فيها الى بيته: "كان النظر مخيفا". وأضاف: "أنا بنفسي قمت بعمل كل ذلك، أرضية من الخشب وعريشة، حديقة محيطة. النار حرقت كل شيء".

" دائما ما أخافني أن الأحراش قريبة جدا"

قراران هامان اتخذهما أثناء ترميم البيت، أنقذا، وفقا لأقواله، محتوياته: "السقف المصنوع من الباطون المصبوب"، كما يوضح، "والستائر المصنوعة من الحديد. كنت مترددا فيما إذا كنت سأضع ستائر مصنوعة من البلاستيك أو الحديد، وفي النهاية قررت الحديد. هذا باهظ الثمن جدا، ولكن لا شيء يمكن أن يُلحق بها الضرر. جنبا إلى جنب مع رجال الإطفاء الذين وقفوا وعملوا هنا لساعات، هذا ما أنقذ البيت من الداخل".
زجاج النوافذ، من خلال الستائر الحديدية، أصبح أسود اللون من السخام وكُسر، وفي الجدران المجاورة للنافذة هناك علامات تدل على تغلغل الدخان، لكن الكهرباء في البيت لم تتضرر. "بيتي مؤمّن من الرهن العقاري (المشكنتا) الذي يشمل أيضًا أضرار الحريق، لكن كل ما هو خارج البيت ليس مؤمّنا".

محتويات البيت لم تتضرر بفضل رجال الإطفاء، الستائر المعدنية وسقف الباطون (تصوير: شاي نير)
محتويات البيت لم تتضرر بفضل رجال الإطفاء، الستائر المعدنية وسقف الباطون (تصوير: شاي نير)
زجاج النوافذ، من خلال الستائر الحديدية، أصبح أسود اللون من السخام وكُسر، وفي الجدران المجاورة للنافذة هناك علامات تدل على تغلغل الدخان (تصوير: شاي نير)
زجاج النوافذ، من خلال الستائر الحديدية، أصبح أسود اللون من السخام وكُسر، وفي الجدران المجاورة للنافذة هناك علامات تدل على تغلغل الدخان (تصوير: شاي نير)

منذ الحريق، وصل موظفو البلدية من قسم الهندسة، عاملون اجتماعيون، وكذلك عضو الكنيست أليكس كوشنير (يسرائيل بيتينو) ورئيس البلدية، رونين فلوط. يقول بوتسنيكوف: "لم يعدوا بأي شيء". ويضيف: "بقدر ما أفهم فانهم يحاولون تقديم المساعدة، ولكن في الوقت الحالي كل شيء قيد الفحص. في البلدية يهتمون بنا ويسألوننا عن أحوالنا. البلدية تعمل. أنا آمل أن تقوم السلطة الآن بإبعاد الأشجار قليلاً. دائما ما أخافني أن الأحراش قريبة جدًا".

"النار وصلت من الأعلى الى قمة الشجرة"

عندما تلقى غسان (الاسم الكامل محفوظ في ملف التحرير)، الذي يعمل مهندس شوارع مستقل، في يوم الجمعة اتصالا هاتفيا من أبناء عائلته حول اندلاع الحريق، أسرع متجها الى البيت وفي وقت لاحق وبعد 45 دقيقة تم إخلاء البيت بعد أن اشتعلت النيران في شجرة صنوبر بالقرب من بيته. "عندما وصلت كانت الشرطة قد أغلقت الطرق بالفعل وكانت النار على بعد مائة متر من البيت".

بيت غسان وشجرة الصنوبر التي اشتعلت فيها النيران (تصوير: شاي نير)
بيت غسان وشجرة الصنوبر التي اشتعلت فيها النيران (تصوير: شاي نير)

قام هو وابنه الشاب البالغ من العمر 15 عامًا بتشغيل نظام الري في ساحة البيت في محاولة لترطيب المنطقة وإبعاد النار. "أطفأت النار في الأسفل بواسطة خرطوم الحديقة لكن النار وصلت من الأعلى الى قمة الشجرة".
بموازاة ذلك، بدأ ابنه البكر البالغ من العمر (20 عاما) وزوجته بجمع أغراض من أجل أن يأخذوها معهم. يقول غسان: "ابني طالب يتعلم موضوع الطب في عمان، وبطبيعة الحال كان مستعدا للسفر وكانت حقيبته جاهزة. أخذنا كل ما يمكننا أخذه. قمنا بإخراج الكلب، أخذنا الشهادات المهنية وشهادات التأهيل الخاصة بي وبزوجتي، حواسيب، القليل من الملابس، مجوهرات ومال. عندما غادرنا البيت قالت لنا الشرطة ورجال الإطفاء أنه من غير المؤكد أن ينجحوا في إنقاذ الحي. كان الشعور فظيعا".

الأحراش التي شب فيها الحريق بالقرب من بيوت السكان. "طلبنا من البلدية أن تقوم بنقل صنابير الاطفائية من الشارع الى خط البيوت الأخير" (تصوير: شاي نير)
الأحراش التي شب فيها الحريق بالقرب من بيوت السكان. "طلبنا من البلدية أن تقوم بنقل صنابير الاطفائية من الشارع الى خط البيوت الأخير" (تصوير: شاي نير)

على الرغم من أنه تم نجاة بيت العائلة، الا أن هذه ليست المرة الأولى التي يُطلب فيها منهم الإخلاء بسبب خطر اندلاع حريق. في شهر حزيران/ يونيو الأخير، وفقا لأقواله، وصلت النار حتى مسافة خمسين مترا من البيت. وأضاف: "طلبنا من البلدية نقل صنابير الإطفائية من الشارع إلى خط البيوت الأخير أو أن يضعوا خراطيم إطفاء حرائق في كل بيت، لكنهم لم ينقلوها وادعوا أن المواطنين قد يستغلوا ذلك لسرقة المياه".

المسار الذي يفصل بين الأحراش والبيوت (تصوير: شاي نير)
المسار الذي يفصل بين الأحراش والبيوت (تصوير: شاي نير)

تعقيب بلدية نوف هجليل: "موضوع المياه كله ليس موجودا في مجال البلدية بل من مسؤولية اتحاد المياه المشترك لنوف هجليل، مجدال هعيمق والعفولة".
وأضاف تعقيب البلدية: "فيما يتعلق بموضوع المناطق العازلة، تعمل البلدية جاهدة من أجل تأهيل المناطق العازلة في جميع أنحاء المدينة. هناك عدد من الأحياء قمنا بإشعال الحرائق فيها في وقت مبكر من الصيف الماضي من اجل تمكين وجود مناطق عازلة. يجب أن نتذكر أن 70 % من مساحة المدينة محاطة بالخضرة. لا تستطيع البلدية تنفيذ مثل هذا المشروع بنفسها الذي يكلف مبلغًا كبيرًا من المال لتنفيذه. في الحريق الأخير، لم تساعد المناطق العازلة حيث ارتفعت ألسنة اللهب إلى ارتفاع 15 مترًا. في شارع هألونيم، قمنا بالقياس مع مهندسة فتبين أن المنطقة العازلة تقع على بُعد 15 مترًا".

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع