صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الأربعاء 24 نيسان 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

يعملون في الوباء / "ضع حزام الأمان وتمسك جيدا، نحن سنقلع حالا": محمد كزلي هو ناقل طبي يسبب الضحك للمرضى المعالَجين

خلال وردية عمل ينقل في المعدل حوالي 300 مريض معالَج (بمن فيهم مرضى كورونا) ويمشي حوالي 20 ألف خطوة | "نحن في بعض الأحيان نكون آخر الأشخاص الذين يراهم الشخص قبل العملية الجراحية، وظيفتنا هي تقويتهم"

يوم في العمل مع ناقل طبي (تصوير: ياعيل النتان)
يوم في العمل مع ناقل طبي (تصوير: ياعيل النتان)
بقلم ياعيل النتان

"ضع حزام الأمان وتمسك جيدا، نحن سنقلع حالا" يقول محمد كزلي بفكاهة لمريض معالَج على كرسي عجلات. كزلي ليس طيارا أو مضيفا، بل هو يقوم بنقل الأشخاص من مكان الى مكان آخر، ‘ناقل طبي‘ في مستشفى كرمل. "يبدأ الأشخاص بالضحك، وهذا شيء لطيف. هناك من يحبون ان نسير بهم بسرعة، هذا الأمر يمتعهم".

محمد كزلي، "يبدأ الأشخاص بالضحك، هذا شيء لطيف" (تصوير: ياعيل النتان)
محمد كزلي، "يبدأ الأشخاص بالضحك، هذا شيء لطيف" (تصوير: ياعيل النتان)

كزلي البالغ من العمر (26 عاما)، من عسفيا، بدأ العمل كناقل طبي عندما كان يبلغ من العمر 18 عاما، "على ما يبدو لي فإنني كنت الناقل الطبي الأصغر في المستشفى"، يقول بفخر. في محاولة لتتبع اختيار المهنة يقول كزلي "عندما كنت طفلا أجريت لي عملية جراحية هنا. ذات مرة جاء ناقل طبي وأخذ أحد المرضى المعالّجين الى جانبي. تحمست للعلاقة التي نشأت بينهما. أذكر هذا منذ ذلك الوقت، وأذكر أيضا الشاب الذي ما زال يعمل هنا".

في إطار عمله، يجلس كزلي أيضا في مركز الاتصال كما يتواجد في الميدان. بالإضافة إلى ذلك، عمل في العام الماضي أيضًا كمندوب للقوى المساعدة في لجنة العمال. يوم في العمل.

في الطريق الى العملية الجراحية

"الاشخاص هنا في وضع صعب ونحن الأخيرين الذين نراهم قبل الدخول الى العملية الجراحية، لذا فإن التعامل والكلام مهمان. نحن نتحدث كثيرا في الطريق الى العلاج وعند انتظار المصعد. نحن نستطيع أن نمنحهم شعورًا جيدًا. تهدئة المريض المعالَج قبل أن يدخل الى الفحص، الى العملية الجراحية، الى المبيت في المستشفى. إنه رضا كبير أن آتي وأرى الشخص الذي أمامي عندما يكون ضعيفًا وأنا من الذي اقدم له الحافز وأقول له ‘كن قوياً‘، ‘الأمر بسيط وستجتازه وسيتم تسريحك قريبًا‘. إن وظيفتي هي تشجيعه".

عندما يكون المريض المعالَج هائجا

"عندما يكون المريض المعالَج هائجا أتحدث معه بأجمل صورة، أحاول دائما تهدئته، إقناعه ان الفحص لصالحه. إذا واصل وظل هائجا فهناك اشخاص آخرون الذين هذه هي وظيفتهم لمعالجة ذلك".

"الفكاهة والخفة هامتان لهذه الوظيفة. في بعض الأحيان نصطدم بالحائط، في بعض الأحيان يتحرك السرير، هذا يحدث. عندما يحدث هذا في بعض الأحيان أقول للمريض المعالَج ‘لا تقلق أنت في المستشفى، يوجد تأمين، يوجد كل شيء‘. حينها نبدأ في الضحك. نأخذ الجانب الإيجابي. وحتى لو كان المريض عصبيا، سأشرح له أن هذا ليس عن قصد".

نقل مرضى الكورونا

"ارتفع عدد النداءات لنقل المرضى بكورونا. سواء كان الأمر يتعلق بنقل فحوصات كورونا إلى المختبر، او كان ذلك لنقل مرضى كورونا. إذا قمنا بنقل مرضى كورونا ننقل أيضًا عامل مرافق للتنظيف، رجل أمن لفتح الأبواب، وإذا كان مريضًا موصولا بجهاز التنفس الاصطناعي، فعندئذ ننقل أيضًا طاقم العناية المركزة. إنها قصة طويلة".

"الهاتف في المركز لا يتوقف عن الرنين" (تصوير: ياعيل النتان)
"الهاتف في المركز لا يتوقف عن الرنين" (تصوير: ياعيل النتان)

"إذا كان نقل مريض عادي يستغرق تقريبا ربع ساعة، فان نقل مريض كورونا هذا يستغرق ساعة ونصف اذا كان موصولا بجهاز التنفس الاصطناعي. هذا الامر يشغل افراد الطاقم، لذا يجب على اشخاص اخرين ان يسدوا مكانهم. يتم اخذ فحوصات الكورونا يدويا، ولا يرسلون كل الفحوصات الى النظام الداخلي للمستشفى، لذا فان هذا الأمر يخلق ازدحاما".

"نحن نأخذ مرضى الكورونا مع وسائل حماية كاملة. ننقلهم إلى أقسام الكورونا، ودائما ما تكون هناك مخاوف. كل مريض نأخذه نراه يسعل. اليوم انت ترين شخصًا يسعل في الشارع فانت تنتقلين إلى الجانب الآخر، لذا فان هذا الامر يسبب الضغط".

في مركز لتحويلات

مركز الناقلين مزدحم، الهاتف لا يتوقف عن الرنين. المسؤول عن الوردية يتلقى ايضا مهمات عن طريق الحاسوب، ويحولها بواسطة جهاز اللاسلكي. يتم ذكر أسماء المرضى في الهاتف فقط بسبب الخصوصية. في وردية عمل من 8 ساعات، يوجد 14 ناقلا يقومون بحوالي 300 مهمة في كل وردية. في الشتاء أكثر من ذلك".

"موظف الطاقم الذي يتم تعريفه على أنه مركز الاتصال يعرف كل ما هو موجود في الميدان، ويعرف طاقم الموظفين. إذا جلست في مركز الاتصال ولدي مهمة معقدة، أفضّل إرسال شخص ذي خبرة. التجربة لها معنى. هذه المهمة المعقدة على سبيل المثال مريض العناية المركزة الذي يحتاج إلى المرور مع الأطباء، الممرضات، جهاز الأكسجة الغشائية خارج الجسم (ECMO). تحتاج إلى خبرة في كيفية الدخول إلى المصعد، ادخال المعدات، الخروج من المصعد، فهذه أسرّة ضخمة. يجب اجراء حساب لكيفية ادخال الأجهزة وطاقم الموظفين".

طاقم الموظفين: مكان لإفراغ التوترات

"قبل الكورونا كنا نقول مرحبا، لكن اليوم نقولها عن بُعد. مرحبا مرحبا ولكن لا تقترب (نبتسم). كنت اعانق الأصدقاء المقربين مني، لكن اليوم حتى لا نتناول الطعام مع بعضنا البعض".

"انه شاب يعرف العمل" (تصوير: ياعيل النتان)
"انه شاب يعرف العمل" (تصوير: ياعيل النتان)

طاقم الموظفين هو المكان لإفراغ التوترات، يضحكون كثيرا مع بعضهم البعض. "انه شاب يعرف العمل، مسؤول، اجتماعي، يمكن القاء كل المهام عليه"، يقول مدير المركز الهاتفي عن كزلي. "لدي الكثير من القصص عن كزلي، إذا بدأنا لن ننتهي"، يقول ناقل آخر كان يعبر في الممر، ويبتسم نحوه.

يصعد كزلي لنقل مريض من العناية المركزة. "إذا لم يكن هناك كورونا، لكان قد حصل على قبلة مني"، تقول ممرضة في القسم بمودة. "المستشفى كله يحبه"، تقول ممرضة أخرى، وتضيف: "لا يوجد مثل كزلي الخاص بنا. إذا كان في المركز الهاتفي حينها لن يكون هناك تأخيرات، فهو يعرف سلم الأولويات".

(تصوير: ياعيل النتان)
(تصوير: ياعيل النتان)

عند العودة من العملية الجراحية

الرحلة القادمة من قسم جراحة العظام إلى التصوير. يسأل كزلي مريضاً معالَجا مسناً كيف يشعر. "أجريت عملية جراحية وعانيت كثيرًا، وكُسرت كتفي"، يجيب المريض المعالَج. فيقول كزلي: "فلتكن بصحة جيدة"، ويضيف: "كل شيء سيكون على ما يرام". يدخلان الى المصعد. يسأل طبيب إذا كان هناك مكان. كزلي: "دائما يوجد مكان". تقول سيدة ترافق زوجها: "جميل. إذا أردنا، فإننا سننجح دائمًا". الطاقة الإيجابية تمر في جمل قصيرة. يتوجه كزلي الى المريض قائلا: "اشعر بالسعادة". يشكره الرجل بحرارة. الطاقة الجيدة معدية.

20 ألف خطوة في الوردية

"العمل يتطلب جهدا جسمانيا كبيرا. عندما كانت نوادي اللياقة البدنية مفتوحة، كنت اذهب بعد العمل للتدريب لمدة ساعتين ونصف. لدي ساعة تقوم بعد الخطوات. من الساعة 07:00 صباحا وحتى الساعة 11:00، مشيت 3.400 خطوة. في الوردية امشي في بعض الأحيان 20.000 خطوة. في الوردية الخفيفة امشي حوالي 13.000 خطوة. لدي أيضا تطبيق "عمال اصحاء" التابع لنقابة العمال (الهستدروت)، المليء بالهدايا والنقود المعدنية التي نجمعها. نفذوا هذا من أجلنا".

غرفة الموتى التابعة للمستشفى

"في بعض الأحيان يتوجب عليّ نقل من توفي الى غرفة الموتى التابعة للمستشفى. هذه وظيفة حساسة. توجد عائلات في بعض الأحيان يجب عليّ التعامل معها، وأن أقول لها انه من غير الممكن الذهاب معه الى تحت، انا دائما أكون الى جانب العائلة، نعزيهم، نتحدث معهم. ليس هناك ما نفعله".

"الموت لا يخيفني مثل الأشخاص الآخرين. في المرة الأولى التي ذهبت فيها الى هناك كان في اليوم الثاني من بداية عملي. التجربة تعمل عملها. عندما أقوم بتعليم شخص اليوم، أفضّل إدخاله الى الوتيرة رويدا رويدا، وليس مباشرة كما حدث معي".

"أحاول أن أُنزل شخصًا بالطريقة التي كنت أرغب في أن ينزلوني بها، إذا حدث لي شيء لا سمح الله. هذه الطريقة تساعدني في التفكير فيما أفعله".​

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع