"نحن مدينة مسيحيين ومسلمين ونعيش بسلام منذ مئات السنين مع بعضنا البعض. هذا الحادث لا يتلاءم مع المزاج السائد في المدينة"، هذا ما قاله لـ ‘دفار‘ رئيس بلدية سخنين د. صفوت ابو ريا. استيقظت مدينة سخنين صباح هذا اليوم (السبت) على عمل دنيء من إضرام النار في أشجار عيد الميلاد في الكنيسة الكاثوليكية وفي الكنيسة الارثوذكسية في المدينة. سرعة وقوة رد الفعل يشيران الى الصدمة والحاجة الفورية إلى إرساء السلام بين السكان. "تحدثنا مع الشرطة كي تبذل اقصى ما بوسعها لالقاء القبض على مرتكبي هذا الأمر"، قال ابو ريا، واضاف: "الليلة سيتم نصب أشجار جديدة وسيتم اضاءتها. وسنضع ايضا حراسة".
كرد على إضرام النار اجتمع خلال اليوم المجلس البلدي سوية مع رؤساء الديانتين المسيحية والاسلامية في جلسة خاصة تقرر فيها توفير ميزانية بلدية لترميم الاشجار وبعد ذلك خرجوا في موكب بين الكنيستين اللتين تضررتا. في سخنين يقولون أنه قبل حوالي خمس سنوات كان هناك حادث مشابه تم فيه إضرام النار في شجرة عيد الميلاد التي تم نصبها في ساحة البلدية الا أنه لم يتم القاء القبض على مضرمي النار حتى اليوم. ومن تلك التجربة وضعت البلدية حراسة خارج الكنائس لكن وعلى ما يبدو أن مضرمي النار انتظروا انهاء الحراس ورديتهم قبل الفجر من اجل تنفيذ مكيدتهم.
خارج الكنيسة الكاثوليكية تجمع في ساعات مساء اليوم عشرات الشبان من ابناء الطائفة المسيحية وعملوا بهمة ونشاط على إعادة نصب شجرة عيد المبلاد خارج الكنيسة من جديد. ثلاثة منحوتات خشبية كانت موزعة في ساحة الكنيسة والدرج المؤدي الى باب الكنيسة وقام الشبان بالتغليف بأوراق الشجر والافرع الصناعية وكرات ملونة بروح العيد المسيحي. في المقابل في داخل الكنيسة تمت التحضيرات على شرف صلاة المساء بقيادة رئيس الاساقفة د. عامر يوسف متى، رئيس الكنيسة اليونانية – الكاثوليكية في حيفا والجليل الذي وصل خصيصا لقيادة المراسيم وتعزيز المؤمنين في الرد على محاولة المساس.
الياس عادل، رئيس لجنة الكنيسة الكاثوليكية في سخنين قال لـ ‘دفار‘ أن الحادث يثير، "الشعور بالضيق والألم"، وأضاف أن، "هذا العمل لا يشير إلى مدينتنا". ووفقا لأقواله فقد وصل خلال اليوم مسلمون كثيرون من أبناء مدينة سخنين للتعبير عن التضامن والاحتجاج على المساس باخوانهم من ابناء الطائفة المسيحية. خارج الكنيسة كانت هناك صينية معدنية فارغة مع بقايا من الكنافة التي أحضرها أحد الجيران المسلمين. "رئيس البلدية كان هنا ولم يتركنا ولم يترك الكنيسة الثانية" قال عادل.
خلال اليوم ايضا زار رؤساء القيادة العربية من بينهم رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل محمد بركة ورئيس القائمة المشتركة أيمن عودة الذي كتب على حسابه الخاص في التويتر "إضرام النار بأشجار الميلاد هو عمل دنيء الذي يهاجم روح عيد الميلاد وروح الوحدة والضمان المتبادل للمجتمع العربي. تضامننا أقوى من كل من يحاول المس به، سنرمم الأشجار وسنتيقن من أن يتم تقديم المجرمين إلى العدالة".
"حضرت لتقديم المساعدة إلى جيراننا من الطائفة بسبب هذا الحادث الصادم الذي لا يليق بالمدينة"، يقول حامد أبو صالح، مستقل في مجال البناء مسلم ابن مدينة سخنين. "هذا مؤلم لنا جميعا . كاخوان في المدينة هم يحتفلون معنا في أعيادنا ونحن نحتفل معهم . وُلدنا هنا وكذلك نعيش سوية ونموت سوية. الحادث الذي وقع لن يزعزع العلاقات بين أبناء سخنين. من قام بإضرام النار هذا انسان ليس لديه ثقافة ولا تعايش. كيف يفكر انسان على الإقدام على فعل كهذا على الاطلاق؟".