
الإغلاق الأول، وعلى وجه الخصوص إغلاق فرع البناء في اسرائيل، أدى إلى ضربة اقتصادية صعبة في السلطة الفلسطينية. ووفقا لمعطيات بنك اسرائيل، من بداية السنة وحتى شهر نيسان/ ابريل انخفض حجم وظائف الفلسطينيين في اسرائيل بحوالي – 64 %، التي تشكل 68 ألف وظيفة . ومع ذلك ، ابتداء من شهر ايار/ مايو بدأ عدد الفلسطينيين الذين يعملون في اسرائيل بالانتعاش وفي شهر ايلول/ سبتمبر عاد عمليا إلى المستوى الذي كان عليه قبل أزمة الكورونا.

معظم الانخفاض جاء من المساس بأعمال فرع البناء في إطار الإغلاق الأول في اسرائيل. وفقا لتقديرات الباحثين، فانه في أعقاب إغلاق فرع البناء طرأ انخفاض في 51 ألف وظيفة تم الابلاغ عنها للعمال الفلسطينيين، الذين هم ثلثا عدد العمال الفلسطينيين الذين يعملون في اسرائيل. فقط حوالي – 22 % من العمال الفلسطينيين واصلوا العمل في اسرائيل خلال شهر نيسان/ ابريل، وانخفض أجر العمال الفلسطينيين بشكل معتدل في هذه الفترة.
الانخفاض في الوظائف أضر بشكل ملحوظ في الاقتصاد الفلسطيني الذي يعتمد بشكل كبير على مدخولات العمال في اسرائيل. ووفقا لبنك اسرائيل، فان حوالي – 17.8 % من سكان الضفة الغربية يعملون كعمال في اسرائيل. ومع ذلك، فان حجم المدخول من الأعمال في اسرائيل أكبر بكثير من ذلك – بسبب أن معدل أجر العامل الفلسطيني في اسرائيل أكبر بشكل ملحوظ من معدل الاجور في السلطة الفلسطينية، حوالي – 36 % من مجموع المدخولات للأسر في السلطة الفلسطينية تصل من التشغيل في اسرائيل. ولغرض المقارنة، فان معدل الأجر اليومي للعامل الفلسطيني في اسرائيل يصل الى 254 شيقل، في حين أن معدل الاجر اليومي في السلطة الفلسطينية يصل إلى 128.6 شيقل.

بالاضافة الى ذلك، في بنك اسرائيل يقدرون أنه طرأ انخفاض ملحوظ أيضا في حجم التشغيل غير المبلّغ عنه للفلسطينيين في اسرائيل. والتقدير هو ان عدد العمال غير المبلّغ عنهم انخفض من حوالي – 22.7 الفا قبل الأزمة إلى – 15.3 الفا في فترة الربع الثاني من هذه السنة.
ووفقا لاستطلاع مخصص، فان معظم العمال الذين تم تشغيلهم في اسرائيل في شهر آب/ اغسطس ناموا في اسرائيل على الاقل في جزء من الشهر . حوالي نصف مجموع العمال أشاروا إلى أن أصحاب العمل وفروا لهم ظروف مبيت ونظافة عامة معقولة أو جيدة، وفقط أشار قليلون منهم إلى أن ظروف المبيت والنظافة العامة كانت سيئة.
الانتعاش في تشغيل الفلسطينيين في اسرائيل بدأ عمليا في شهر ايار/ مايو، بعد العودة إلى العمل في فرع البناء. في شهر آب/ اغسطس وصل عمليا هذا العدد إلى أكثر من نصف العمال الذين تم تشغيلهم في اسرائيل في بداية هذه السنة. في السلطة الفلسطينية يقدرون أن عدد العمال غير المبلّغ عنهم في اسرائيل ارتفع عمليا في الربع الثالث من سنة 2020 الى حوالي – 30 الفا.