صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الإثنين 20 أيار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

وجهة نظر / الحماية من الوباء القادم تمر من خلال تعزيز الطب العام، وليس باقامة مصنع تابع لفايزر

| وجهة نظر

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مركز التطعيمات في الناصرة. (تصوير: Gil Eliyahu / Pool via AP)رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مركز التطعيمات في الناصرة. (تصوير: Gil Eliyahu / Pool via AP)
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مركز التطعيمات في الناصرة. (تصوير: Gil Eliyahu / Pool via AP)رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مركز التطعيمات في الناصرة. (تصوير: Gil Eliyahu / Pool via AP)
بقلم دفنه ايزباروخ

أبلغ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يوم أمس الجمهور الاسرائيلي ما حذر منه العلماء والأطباء منذ فترة طويلة: "نحن في عصر الفيروسات"، قال في مؤتمر صحفي، "واتضح أن الوباء هو خطر كبير على الانسانية". مع تشخيص المشكلة، يأتي ايضا الحل: بالاضافة إلى التعامل الآني مع وباء الكورونا، تدعو اسرائيل الشركتين الأمريكيتين، فايزر ومودرنا، لفتح مصانع لانتاج اللقاحات في اسرائيل. قد يبدو أن هذا جيد، لكن في الواقع يدور الحديث عن حل جزئي واشكالي، بدلا من اجراءات ضرورية قابلة للتطبيق التي تمتنع الحكومة عن تنفيذها.

استيعاب الفهم بأن الأوبئة هي تهديد كبير على مواطني الدولة هو أمر هام. في عام – 2019، في حين لم يكن بعد أحد يتخيل الكورونا، أجرى محققو مكتب مراقب الدولة رقابة حول استعداد اسرائيل لتفشي أوبئة واكتشفوا أن النظام الصحي بعيد من أن يكون مستعدا كما يجب. من المؤسف أنه تطلب آلاف الموتى، مئات الآلاف من العاطلين عن العمل و – 120 يوم اغلاق من أجل أن نفهم بأنه من المفضل أن تستعد الدولة بجدية لأوضاع من هذا النوع. ومع ذلك، من الأفضل أن يكون متأخرا من أن لا يكون أبدا.

لاسرائيل توجد هناك قائمة مهام طويلة من أجل أن تكون مستعدة للوباء القادم: استثمار في النظام الصحي العام المتعطش، من أجل أن يكون في المرة القادمة ممرضات وأطباء مؤهلون الذين يكونون مستعدين لتشخيص وقطع سلسلة العدوى، التوصية على خطوات منع ناجعة وفورية وتجنيد الجمهور الى مكافحته، استثمار في نظام دخول المستشفيات للمبيت وتلقي العلاج وفي صحة المجتمع، توسيع المختبرات العامة وتحسين ظروف العمل فيها، تعزيز شبكة الطوارئ الوطنية ، وتعزيز الاستثمار في البحث الاسرائيلي – في الجامعات وفي المعاهد البيولوجية . كل هذه الخطوات طارئة أكثر بكثير من إقامة مصنع تطعيمات بملكية أجنبية، الا أن الحكومة لم تطبق حتى الآن أي واحدة منها، ولم تعرض خطة مستقبلية ايا كانت.

مظاهرة موظفي المستشفيات العامة أمام وزارة المالية. (تصوير: دافيد طبرسكي)
مظاهرة موظفي المستشفيات العامة أمام وزارة المالية. (تصوير: دافيد طبرسكي)

لا شك أن نجاح فايزر ومودرنا في تطوير وفي انتاج لقاحات ناجعة وآمنة ضد فيروس الكورونا هو انجاز مثير للاعجاب ويثير الالهام. الا ان الشركتين لم تصلا إلى هذا الإنجاز الكبير لوحدهما. خلال الصيف الأخير استثمرت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية 2.48 مليار دولار في هبات الأبحاث وفي شراء مبكر لجرعات التطعيم من مودرنا، و – 2 مليار دولار في شراء مبكر لجرعات التطعيم من فايزر، بالاضافة إلى دعم شركات أخرى، معظمها أمريكية. الاستثمارات الحكومية غير المسبوقة هي التي أتاحت للشركات بأخذ مخاطر – لإجراء تجارب كبيرة وباهظة الثمن، أو البدء في انتاج التطعيمات حتى قبل أن تنتهي مراحل التجارب التي تشهد على نجاعتها.

مصنع أو مختبر تابع لشركة دولية ليس موردا وطنيا

حكومة اسرائيل استثمرت ايضا في تطوير لقاح من انتاج البلاد، ومولت تطوير وانتاج لقاح في المعهد البيولوجي في نس تسيونا. ومع ذلك، على ما يبدو فان الحكومة لم تتطرق بشكل جدي لامكانية ان يطور المعهد البيولوجي لقاحا قبل الشركات الكبرى، ولم تمكّنهم من إجراء مراحل التجارب في المقابل، ما أعاق التطوير. اليوم ينتظر المعهد مصادقة وزارة الصحة للبدء في تجربة المرحلة الثالثة والأخيرة في التطوير. رئيس المعهد، البروفيسور شموئيل شابيرا، قال في الكنيست في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر بأننا "كنا نستطيع أن نكون في الوقت الحالي بشكل عميق في داخل المرحلة الثالثة، لو أننا لم نواجه النظام البيروقراطي".

هذا التأخير لم يتصدر عناوين نشرات الأخبار بسبب أن اسرائيل نجحت في الحصول على التطعيمات من الشركات الأجنبية، لتكون من الدول الرائدة في العالم في نسب تلقي التطعيمات. ولكن إذا اعتقد نتنياهو انه يمكن الاعتماد على شركات الأدوية الدولية في حماية اسرائيل أيضا في الوباء القادم، وأن بناء مصانع بملكية أجنبية تمنح مناعة حقيقية، فهو مخطئ. مصنع أو مختبر ابحاث تابع لشركة دولية ليس موردا وطنيا الذي يمكن أن نثق به عند البلاء، بل مورد سائل في سوق رأس المال.

فايزر لم تتردد في إغلاق مختبرات فيها 3.000 عامل

لا تنقص الأمثلة. في عام 2007 لم تتردد شركة فايزر في إغلاق مختبر فيه 3.000 عامل في ميشيغان، في أعقاب فشل في تجربة دواء ضد الكولسترول الذي قامت بتطويره. وكان على الشركة أن تُري المستثمرين تقليصا في النفقات، وأغلقت المختبرات بعد ستة أعوام فقط من تأسيسها، على الرغم من أن البلدية المحلية استثمرت فيها 84 مليون دولار. كذلك شركة طيفع، بعد أن لم تكن عمليا بملكية اسرائيلية، أعلنت في عام – 2017 عن إغلاق مصانع في اسرائيل وأقالت 1.700 عامل، في أعقاب تباطؤ في وتيرة ارتفاع أسهمها.

مظاهرة عمال طيفع أمام بيت جاليا ماؤور، 24 من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2017. (تصوير: بفضل من مكتب الناطق بلسان اتحاد نقابات العمال ‘الهستدروت‘)
مظاهرة عمال طيفع أمام بيت جاليا ماؤور، 24 من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2017. (تصوير: بفضل من مكتب الناطق بلسان اتحاد نقابات العمال ‘الهستدروت‘)

مجرد جدوى إقامة مصانع للشركات في اسرائيل مشكوك فيه. وفقا لتقرير في ‘كلكليست‘، فان مودرنا وفايزر ليستا معنيتين في هذه المرحلة في هذا الأمر. ولكن حتى لو تم تنفيذ مثل هذه الخطوة، الآن أو في المستقبل، فان مثل هذا المصنع يمكن أن يتم اغلاقه مرة أخرى بدون انذار مسبق، في أعقاب اعتبارات خط الربح التي لا تتعلق بنجاعته.

مناعة وطنية في وجه المخاطر لا تُبنى عن طريق سوق رأس المال. فاذا اراد نتنياهو حقا الاستعداد للمخاطر الصحية في المستقبل، يجب عليه أن يستثمر في النظام الصحي، في هيئات الأبحاث وفي قدرة الانتاج الاسرائيلي وتعزيزها. هذه الهيئات التي من مصلحتها الدفاع عن اسرائيل وعن الاسرائيليين. ​

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع