صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الإثنين 20 أيار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

التلوث قبالة سواحل إسرائيل / 1.200 طن تلوث تم جمعها من قبل 10.000 متطوع، في طريقها إلى الدفن والحرق

من أين وصلت بقعة الزيت، متى شوهدت لأول مرة، من كان يستطيع أن يسكب الزيت ولماذا، هل كانت هناك امكانية لانذار مسبق، هل كان هذا سيساعد، ماذا سيفعلون للمسؤولين ومتى سيتم فتح الشواطئ؟

متطوعون في تنظيف وإزالة القطران (الزفتة) من الحديقة الوطنية شاطئ بلماحيم (تصوير: زيف بيرمان سلطة الطبيعة والحدائق)
متطوعون في تنظيف وإزالة القطران (الزفتة) من الحديقة الوطنية شاطئ بلماحيم (تصوير: زيف بيرمان سلطة الطبيعة والحدائق)
بقلم ايرز رفيف

تعاني شواطئ البحر في اسرائيل منذ أسبوع من تلوث القطران الثقيل. في الوقت الذي تستمر فيه جهود التنظيف، التحقيق في الحادث لا يزال قسم منه سريا، وأسئلة رئيسية كثيرة بقيت بدون إجابات. ومع هذا ما هو الشيء المعروف بالتأكيد حول التلوث وما الذي بقي مفتوحا للتعليق؟

متى بدأ حادث التلوث؟
بدأ الحادث، على الأرجح، تقريبا في – 11 شباط/ فبراير، حينها صوّر قمر صناعي اوروبي بقعة زيت في البحر على مسافة حوالي – 50 – 55 كيلو مترا من شواطئ اسرائيل. تغريدة التحليلات EOS عرضت صورة القمر الصناعي سنطينال 1 من هذا التاريخ، وفيها يمكن مشاهدة بقعة مشتبه فيها بوضوح مقابل الشواطئ الاسرائيلية.

نفس القمر الصناعي صوّر بقعا أيضا في تواريخ أخرى في – 7.2 وفي – 12.2، الا أنها تعتبر حتى الآن غير مرجحة جدا أن تكون هي مصدر الحادث. شركة البحار والبحيرات قامت بتشغيل نموذج نثر محوسب الذي وجد ملاءمة بين البقعة التي تم تصويرها في – 11 من هذا الشهر وبين وصول القطران الى الشواطئ. في المقابل، في وزارة حماية البيئة يستوضحون فيما إذا كانت هناك علاقة محتملة بين تقارير عن بقعة زيت في منطقة اللاذقية وبين التلوث في اسرائيل.

نمذجة حركة بقعة الزيت التي بدأت مقابل شاطئ اشكلون وتحركت شمالا (اعتماد: وزارة حماية البيئة)
نمذجة حركة بقعة الزيت التي بدأت مقابل شاطئ اشكلون وتحركت شمالا (اعتماد: وزارة حماية البيئة)

هل انتهى الحادث؟
لا أبدا. معظم الزيت الذي سُكب وصل عمليا إلى شواطئ اسرائيل، لكن نظام الرياح في الأيام الأخيرة تقلب ولذلك يوجد احتمال كبير اليوم، غدا وأيضا بعد غد، أن تستمر بقايا القطران التي ما زالت تطفو في البحر في الوصول الى الشاطئ. معهد أبحاث البحار والبحيرات بدأ بأخذ عينات لوضع البحر وسيتم تلقي الإجابات في الأسبوع القادم.

كم من الوقود سُكب في البحر ومن أي نوع؟
تقديرات وزارة حماية البيئة هي أن الحديث يدور عن مئات الأطنان من الوقود ولكن على ما يبدو ليس أكثر من – 10.000 طن. كتل القطران تم ارسالها الى التحليل الكيميائي، صحيح حتى اليوم (الأربعاء) لا توجد بعد نتائج واضحة لنوع الوقود. تشخيص نوع الوقود هام من أجل تشخيص مصدر النفايات السائلة.

إذا ما تم تشخيص القطران كنفط خام، يكون بالامكان القول بتأكيد كبير أن الحديث يدور عن نفايات سائلة من صهريج مخصص لنقل الوقود. نوع وقود آخر مثل المازوت (الكاز) ، يشهد على امكانيات أخرى، من بينها ان النفايات السائلة للوقود خصص لاستخدام الباخرة. في هذه المرحلة من الواضح فقط أن الحديث لا يدور عن وقود خفيف مثل البنزين أو السولار، بسبب أن تلك كانت ستتبخر ولا تؤدي إلى تكوّن القطران بالكميات الكبيرة التي وصلت الى الشاطئ. خلال حركة الوقود بين الأمواج تكوّنت كتل القطران التي تشكل معظم التلوث. جزء صغير من الوقود الثقيل تبخر وجزء صغير آخر ذاب في مياه البحر.

لماذا يفعل شيء مثل هذا الامر؟
يقترح المنظمون والبحارون امكانيتين لذلك. الامكانية المنطقية أكثر هي خلل في الناقلة، التي تنقل النفط الخام بحجم كبير. إمكانية أخرى هي سكب متعمد لبقايا الوقود من الصهاريج، بدلا من غسلها في الميناء بشكل منظم مع دفع الثمن.

إمكانية السكب المتعمد أقل منطقية، على ضوء كمية الوقود الكبيرة التي تم سكبها . إمكانيات أخرى مثل، خلل في التزود بالوقود بين باخرتين تم سحبها. محافل في الإعلام الاسرائيلي والعالمي عرضوا ناقلة نفط مشتبه فيها، الموجودة اليوم في اسبانيا، إلا أنهم لم يعرضوا أدلة ايا كانت التي تتعلق بين الباخرة وبين هذا الحادث، ما عدا تواجدها في الوقت والمكان الملائم لانبعاث الوقود الملوث.

ما الذي يمكن أن يحدث لمن يتم ضبطه بتنفيذ الفعلة؟
في أفضل الأحوال، المحفل الملوث يتم احضاره وتقديم دعوى قضائية مدنية بحقه. اذا تم قبول الدعوى، يتم الطلب من نفس المحفل دفع غرامة وتعويض مالي عن نفقات التنظيف والترميم. تستطيع منظمات دولية أيضا أن تفرض عقوبات على الباخرة، مثل حظر الدخول إلى موانئ كثيرة أو نظام فحوص صارم الذي من شأنه أن يضر باقتصاديات تشغيلها في المستقبل.

ومع ذلك، فان التطبيق الدولي يمكن أن يعلق في الطريق. استكمال التحقيق مرتبط بتعاون كامل بين محافل التطبيق في عدد من الدول وهو ليس مفهوما ضمنا. في الوقت الحالي، كل التحقيقات الفعلية تم تنفيذها فقط من قبل محافل غير اسرائيلية، في حين أن محافل اسرائيلية منشغلة في الاساس في جمع أدلة واستقصاء أدوات إبحار مشتبه فيها.

هل كان من الممكن تلقي انذار مسبق؟
لدولة اسرائيل لا توجد منظومة انذار مسبق خاصة بها، على الرغم من قدرتها على تطوير منظومة كهذه. هي مرتبطة في منظومة انذار محافل اوروبية. في الوضع الحالي وصلت المعلومات للسلطات ستة أيام وربما أكثر بعد الحادث نفسه.

دمج عدد من منظومات الانذار من أنواع مختلفة: اقمار صناعية كثيرة، أجهزة استشعار تيارات من الشاطئ، منظومة انذار على ظهر منصات الغاز وأجهزة استشعار المنصوبة في عرض البحر، يمكنها سوية أن تؤدي إلى وضع يكون فيه بالامكان التحذير من تلوث البحر حتى قبل وصوله الى الشاطئ.

من المهم أن نشير إلى أنه عمليا في عام – 2008 تم تمرير قرار حكومة الذي لم يطبق لتمويل خطة للاستعداد لتلوث البحر. في وثيقة لوزارة حماية البيئة من عام 2015 التي عملت في "تكنولوجيات استشعار عن بُعد" كُتب بوضوح أنه "توجد أهمية بالغة للمعلومات وللاستشعار عن بُعد كأساس لمجمع اتخاذ القرارات".

إذا كان هناك إنذار، هل كان هناك شيء ما يمكن فعله معه؟
ليس مؤكدا. وقعت العاصفة في الايام التي اقترب فيها القطران من اسرائيل، كانت تمنع على ما يبدو، عمليات إحباط وجمع التلوث من البحر نفسه، حتى لو كان النفط قد تم تشخيصه قبل وصوله إلى الشاطئ. الإنذار المسبق يجب أن يكون أيضا أسرع قبل انتشار المادة في البحر، دقيقا وبظروف بحر معقولة، من أجل أن يكون بالامكان العمل بشكل ناجع يمنع معظم الضرر.

تمرين تنظيف بقعة النفط ( تصوير بلطف من وزارة حماية البيئة).
تمرين تنظيف بقعة النفط ( تصوير بلطف من وزارة حماية البيئة).

كيف يتم تنفيذ حمنلة التنظيف؟
المعرفة المهنية في الموضوع موجودة في الأساس في وزارة حماية البيئة وفي جمعيات مثل ايكواوشين ومجموعات متطوعين التي أقيمت لغرض هذا الشأن. إدارة حملات التنظيف، ملقاة على عاتق السلطات المحلية، بحيث يستطيع المتطوعون أن يتوجهوا إلى ايكواوشين من أجل الحصول على تحويلة إلى الشاطئ الذي تتم فيه مثل هذه الحملة.

في الوقت الذي تعتمد فيه معظم عمليات التنظيف على متطوعين تتم في بيئة رملية، تبذل وزارة حماية البيئة جهودا لتنفيذ تنظيف اضافي في بيئة صخرية، يصعب أكثر فيها إزالة بقع القطران. في عمليات شارك فيها عمليا ما يقارب – 10.000 متطوع، قسم كبير منهم أكثر من مرة واحدة.

ماذا سيحدث لنفايات القطران التي تم جمعها؟
يتم نقل النفايات إلى مراكز تخزين مؤقتة، بمسؤولية السلطات المحلية. من هناك تكون مسؤولية الشركة لخدمات البيئة التابعة لوزارة حماية البيئة عن تصنيف النفايات التي تذهب إلى مركز التصنيف. يتم التأشير على قسم منها على هذا النحو أنه يمكن دفنها، وتلك النفايات المشبعة بالقطران بنسبة عالية يتم إرسالها إلى الحرق في منشأة في ناؤوت حوفيف في النقب. حتى الآن تم جمع حوالي – 1.200 طن من النفايات الممزوجة بالقطران ومن المتوقع ان يزداد هذا العدد.

أكياس نفايات من القطران. (تصوير: شاي نير)
أكياس نفايات من القطران. (تصوير: شاي نير)

ما حجم الضرر الذي وقع؟
من السابق لأوانه تحديد الحجم الكامل. أكثر الاضرار الملموسة هي لدى الحيوانات مثل السلاحف، الأسماك والحوت الذي يحتضر. التلوث يضر أيضا بحيوانات اصغر مثل السرطانات، القواقع (الحلزونات) وآكلات الطحالب، التي هي ذات أهمية للنظام البيئي. ترميم كامل للمنظومات البيئية قد يستغرق سنوات.

صحيح حتى الآن، تقريبا كل شواطئ اسرائيل غير ملائمة للاستحمام وأصدرت وزارة الصحة تحذيرا يحظر تناول الاسماك التي مصدرها من شواطئ البحر الابيض المتوسط في اسرائيل. خطة تنظيف الشواطئ تم تمويلها بـ – 45 مليون شيقل، خصص قسم منها للتنظيف والقسم الآخر لأعمال تحسّن الاستعدادات لحوادث تلوث بحر مستقبلية.

كيف يمكن معرفة الوضع في شاطئ معين؟
أنشأت وزارة حماية البيئة "اشارة ضوئية (رامزور) للشواطئ"، على ظهر الخرائط التي تعرض وضع تنظيف الشواطئ. "اشارة ضوئية للشواطئ" هو دمج وضع التلوث في المنطقة والتقدم في عمليات التنظيف.

للاشارة الضوئية للشواطئ أربعة مستويات:
أحمر: منطقة ملوثة التي لم تبدأ فيها حتى الآن أعمال التنظيف، أو بدأت أعمال جزئية لتنظيف الرمل ولكن ليس الشاطئ الصخري، مثل رأس الناقورة.
برتقالي: منطقة ملوثة في مراحل تنظيف ابتدائية.
أصفر: وضع طفيف. منطقة مع تلوث متدني أو في مراحل تنظيف متقدمة.
أخضر: طفيف جدا.

متى يتم فتح الشواطئ للاستحمام؟
حملات التنظيف مخطط لها بحيث أن معظم الشواطئ يمكن أن يتم فتحها عمليا في – 21 آذار/ مارس، موعد بدء موسم الاستحمام الرسمي. هذا الهدف ليس مضمونا، بحيث ان كتل القطران تستمر في الوصول إلى شواطئ اسرائيل.

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع