بنية تحتية / تقدم تكنولوجي في قرية غير معترف بها

على الرغم من أن القرية البدوية السرة غير معترف بها من قبل الدولة، الا أنه يوجد فيها شبكة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية، انترنت لا سلكي، بث قمر صناعي مفتوح، مياه رمادية للري والزراعة التقليدية. خليل العمور، يستضيف سياحا في كوخ ضيافة قام ببنائه، ويقدم مثالا كيف أن الثقافة التقليدية البدوية تتماشى مع التكنولوجيا يدا بيد، لكن ليس مع حياة المدينة.

خليل العمور الذي يبلغ من العمر (56 عاما) هو مدرّس من القرية خرج إلى التقاعد المبكر. لديه لقب أول في القانون ولقب ثان في الإدارة التربوية، لكنه اليوم يقوم بتطوير مصلحة تجارية للضيافة التي قام ببنائها، وكذلك يدرس دورة مرشدين. ويمزح قائلا: "ربما الآن يأتي إماراتيون وبحرينيون، نأخذهم في رحلات في الحرم القدسي (جبل الهيكل) وربما أيضا يبيتون عندنا. لا أعرف في ما إذا كانوا يرغبون بالاستضافة في خيمة، أو فقط في فندق 7 نجوم". للعمور وحدتا ضيافة ، وإلى جانبهما أيضا خيمة بدوية. ويقول: "لدينا أكثر من 70 تصنيفا في موقع الحجز (بوكينغ) بعلامات عالية".

قرية السرة. علامات عالية في بوكينغ (تصوير: ايرز رفيف)

زار كوخ الضيافة سياح من خارج البلاد، لكن الآن يأتي على وجه الخصوص سياح يهود من اسرائيل. "بالنسبة لنا فهذه منصة أخرى لنشرح للضيوف اليهود تحديات القرى غير المعترف بها في النقب، وكذلك وجهات نظري الشخصية في الموضوع. نحن نريد اعترافا بكل القرى غير المعترف بها. حان الوقت. عشنا هنا قبل قيام الدولة، الدولة أقيمت بعد الكثير من الصعوبات، وقد حان الوقت لكي تقدّر صعوباتنا، اخلاصنا، وأن تعترف بنا".

"يسكن هنا حوالي – 500 شخص، 75 عائلة، نحن 15 أخا وأختا. لدي سبعة أولاد، اربعة أبناء وثلاث بنات. المنطقة التي لي هي حوالي – 200 دونم ورثناها عن والد جدي، والتي انتقلت بين الأجيال. نحن هنا تقريبا سبعة أجيال".

هل حاولوا إخلاءكم؟
"كانت لدى الدولة نية لإخلائنا، لدينا إنذار بالإخلاء على الباب. بدأ هذا في عام – 2006. إعترضنا عليه في محكمة الصلح التي بدورها ألغت الأوامر. الدولة استأنفت إلى المحكمة المركزية، وهي كذلك ألغت الأوامر. كنا في توتر هائل حتى لو احتاج الأمر إلى الوصول إلى محكمة العدل العليا. في النهاية لم يستأنفوا، وعلى ما يبدو أنهم خافوا. وقال القضاة أنه ما من سبب يبرر هدم قرية كاملة. هي قائمة قبل قيام الدولة، ومطلوب حاجة عامة قوية وواضحة من أجل إخلاء قرية كهذه".

خليل العمور وعائلته. "نبوءتي السيئة هي أن نصبح ذكرى" (تصوير: روتي تسونتس)

العمور يعيل نفسه وعائلته بأسلوب حياة بيئي. باستثناء خط المياه الذي يصل إلى القرية، فان باقي البنى التحتية هي بإنشاء ذاتي، في ظل غياب الإعتراف من جانب الدولة.

الكهرباء

"كنا من رواد الطاقة الشمسية في الوسط العربي، حيث بدأنا في عام – 2003"، يقول العمور. ويضيف: "اليوم يوجد في كل القرية ألواح طاقة شمسية. يوجد كذلك منظومة تخزين لبطاريات التي تقوم بتخزين الطاقة الزائدة للاستخدام الليلي. الثلاجة والتلفاز تعمل بشكل حر. كذلك الحواسيب، في ما إذا احتاج أي شخص الدراسة في ساعة متأخرة".

"أنا ترعرعت بدون كهرباء، على فانوس صغير، الذي ما زال موجودا في الخيمة. استخدام الكهرباء بصورة حذرة، وليس من العبث يوجد القليل من المكيفات في القرية. نحن لا نشتري أجهزة تستنزف الكهرباء مثل المدافئ. نحن نشغّل الميكرويف فقط لعدة ثوان، وليس لعدة دقائق. كل الأطفال يعرفون عن مقياس البطاريات. إذا كان ينقصنا، نحن نعرف كيف نطفئ الأجهزة".

جهاز استقبال وجهاز بث انترنت على سطح في قرية السرة. "نحن نحصل تقريبا على 25 ميغا، بمسافة حوالي 10 كيلو مترات" (تصوير: ايرز رفيف)

"يوجد مولد كهرباء صناعي للقرية، 30 كيلو – واط، لكن يتم تشغيله فقط خمس – ست مرات في السنة. وهذا يحدث بعد أيام متتالية من المطر والغيوم، أو في حال وجود عرس مع مكبر صوت وإضاءة. ليس في كل السنة يوجد عرس. يوجد لدينا عنفة (توربينة) رياح صغيرة، الا أنها تنتج كمية قليلة جدا من الكهرباء".

المياه

"يوجد هنا خط مياه قمنا بتوصيله عن طريق اللجنة المحلية قبل 20 سنة من كسيفة"، يتحدث ويستذكر قائلا: "عندما ترعرعت، كانت والدتي تسافر 5 كيلو مترات في كل اتجاه من أجل جلب جالونات الماء على ظهر الحمار. اليوم يوجد لدينا سخانات شمسية. للضيوف في كوخ الضيافة يوجد أيضا سخانات ماء تعمل بالغاز. في المستقبل سنقوم باستبدالها بسخانات موفرة أكثر. المزراب نحن نقوم بتصريفه إلى وعاء ماء مخصص للري. لدى أخي كرم زيتون. وقام بحفر قنوات من أجل تحويل جريان طبيعي لمياه الأمطار إلى المزرعة".

انترنت وتلفاز

"أنا أدفع مقابل خط 40 ميغا المربوط مع المسجد في كسيفة"، يشرح. ويضيف: "هناك قمت بتركيب جهاز بث تابع لشركة الفاريون الإسرائيلية. قمت بشرائه مستعمل بالقرب من الخليل. لم أجد معدات كهذه في إسرائيل. إنه يبث بخط رؤية من برج المسجد إلى جهاز الاستقبال الموجود على سطح بيتي. نحن نحصل على حوالي 25 ميغا، على مسافة حوالي 10 كيلو مترات تقريبا".

خليل العمور. "يوجد خط مياه قمنا بتوصيله من كسيفة" (تصوير: ايرز رفيف)

كذلك البث التلفزيوني يصل إلى القرية. "يوجد لدينا صحن لالتقاط القمر الصناعي"، يقول. ويتابع: "هذا يتطلب تركيبا مهنيا من أجل توجيهها، ويوجد لدينا مفكك الشيفرة بجانب التلفاز الذي يبلغ ثمنه 100 شيقل. نحن نلتقط 700 قناة من جميع أنحاء العالم، بث مفتوح، بدون رسوم اشتراك، بما في ذلك القنوات الإسرائيلية. وعندما أراد إبني، قام بعمل اشتراك لمدة سنة لرزمة BN SPORTS".

المياه العادمة والنفايات

يتحدث العمور قائلا: "لدينا آبار امتصاص". ويضيف: "مرة في فترة ما ندفع المال من أجل شفطها. النفايات العضوية نقوم بتحويلها إلى سماد".

التدفئة

"نحن نستخدم مدفأة الغاز، حتى نذهب إلى النوم نقوم بإطفائها"، يقول. ويضيف: "أنا أجلب بالونات الغاز من كسيفة أو أنهم يحضرونها لي حتى إلى هنا".

لماذا تطلبون اعترافا من الدولة؟
"نحن نريد مصادر دخل متنوعة، قروية وزراعية أيضا، ليس فقط حضرية. فالحضرية تدمر الثقافة والتراث. ثقافتنا آخذة في الإنقراض، وهذا يؤلمني كثيرا. حتى في حياتك سترى أننا سنتحول إلى ذكرى، هذه النبوءة السيئة التي لدي، وهي قد تتحقق. يمكن دمج تقاليدنا مع التقنية المتطورة. اليابانيون أيضا هم شعب متطور جدا من ناحية تقنية مع ثقافة تقليدية جدا".​