مريم خضر قالت لبناتها أنها تتنازل عن الاحتفال بعيد ميلادها الـ – 52 الذي نظمنه لها، وطلبت أن يسافرن معا إلى مظاهرة منتدى الأمهات الثكالى من أجل الحياة التي جرت في يوم الخميس (17/03) في تل أبيب، بدلا من ذلك. في تاريخ – 16 من شباط/ فبراير من هذا العام قُتل أخوها، حلمي خضر الذي كان يبلغ من العمر الـ – 77 عاما، عندما عاد من عملية قسطرة إلى بيته في جسر الزرقاء.
"نحن هنا من أجل هذا، لا نريد أن يحدث مرة أخرى"، قالت وهي تمسك لافتة كبيرة عليها صور وأسماء ضحايا الجريمة والعنف في المجتمع العربي منذ بداية العام. "كان شخصا طيبا، أخي الكبير. شخص طيب، أخ طيب، عاش حياته، كل الناس في القرية أحبوه".
إنضم إلى مريم وبناتها آلاف المتظاهرين، يهودا وعربا، من جميع أنحاء البلاد، للإحتجاج الذي نظمته عشرات منظمات المجتمع المدني، وعلى رأسها أمهات ضد العنف في المجتمع العربي. نرجس محاجنة من أم الفحم ايضا كانت هذا المساء في دوار رابين. محاجنة المسلمة وصديقتها أرزة اليهودية هما أمّان اللتان تم تصويرهما قبل ثلاثة أسابيع وهما يتم دفعهما من قبل أفراد شرطة في وقت المظاهرة في أم الفحم، التوثيق الذي أنشأ للشرطة الكثير من وجع الرأس.
"نحن نقف بين افراد الشرطة والمتظاهرين"، تقول محاجنة. وتضيف: "لدي 3 أولاد وإبنة وأنا أخشى عليهم، لا أريد يكون واحد منهم الضحية التالية". لغرض الصورة نادت على ابنتها، خورة، على صديقتها كوخافاه وعلى أرزة، وحتى الآن مع يد موضوعة في الجبص في أعقاب المدافعة.
حول الدوار حشود من افراد الشرطة، دوريات، طائرة صغيرة، أفراد شرطة سريون وقوات خاصة على الأسطح. مظاهرة للعرب في دوار رابين، عدة أيام قبل الانتخابات، على ما يبدو أن الشرطة خشيت من المشاكل. وعلى ما يبدو أن الخشية غريبة أمام الجمهور الذي تجمع في الدوار: عدة مئات من الأمهات والأخوات، طالبات وطلاب من حركة الشبيبة أجيال وشقيقتها اليهودية الحارس الشاب (هشومير هتسعير)، عدة مئات من ناشطات الاحتجاجات التل أبيبيات. مظاهرة التي كان فيها عدة أعلام اسرائيل ولا يوجد حتى علم واحد لفلسطين، عدد ليس قليلا من الكلاب البلدية ومنصة ألقى عليها سياسيون وسيدات مررن بتجربة العنف على جلدهن أو في عائلاتهن.
"من أجل أن يسمعوا صوتي"
اللغة العبرية عند محمد جيوسي، صديق من حي محمد عدس، الذي يبلغ من العمر الـ – 15 عاما الذي قُتل في الأسبوع الماضي في جلجولية، ركيكة. تحدث أنه كان في المظاهرات التي كانت في جلجولية عمليا في الأسبوع الأخير، وأراد أن يحضر إلى هنا، إلى قلب تل أبيب، "من أجل أن يسمعوا صوتي". في وقت لاحق من هذا المساء ستصعد على المنصة ليمار ابو ذيب، إبنة صف عدس، وستتحدث بلغة عبرية طليقة. ولكن على الرغم من حاجز اللغة فان ألم جيوسي واضح وحاد، "يجب على الشرطة الاهتمام ليس فقط باليهود بل أيضا بالعرب"، يقول.
بالنسبة لدوريت التي تبلغ من العمر (58 عاما) وتامي التي تبلغ من العمر (43 عاما) وكلتاهما من تل أبيب فان الحضور كان مفهوما ضمنا. "وظيفة الشرطة أن تحمي مواطني الدولة جميعهم – هذا صحيح بالنسبة إلى اليهود، إلى العرب، إلى الاثيوبيين، وهذه حربنا جميعا. عندما تم اطلاق النار على سيدة على شاطئ البحر في بات يام بسبب الجريمة المنظمة، قالت الشرطة أنه يجب على السكان أن يقضوا على الجريمة" هذا هراء.
"محمد كان ولدا موهوبا، هادئا، كلنا أحببناه، نحن لا نصدق أن هذا حدث"، قالت ليمار ابو ذيب من جلجولية على المنصة. " نحن فقط أطفال، ونحن نخاف أن يصل إطلاق النار إلينا، هذا يمكن أن يحدث لأي واحد منا. أنا أريد أن أعيش في مكان أفضل، وأنا آمل أن لا يكون هناك ضحايا آخرون". على وجهها لون مجسم (جواش) أحمر على شكل كف اليد، في الاحتجاج ضد العنف، على وجهها كمامة أحادية الاستعمال، وعلى رقبتها كوفية. هي فقط فتاة تبلغ من العمر 15 عاما الا أن مستقبلها يتعلق باصحاب السوابق الذين يسيطرون على البلدة التي تعيش فيها. عن مقتل صديقها عدس لم تعقب وزارة التربية والتعليم، "هذا لا يحدث في منطقة المدرسة"، هذا ما جاء.
"نحن نقف هنا مع قلب متألم وظهر منتصب"، دعا عضو الكنيست ايمن عودة، رئيس الحزب العربي المشترك من على المنصة. "المجتمع العربي لن يجري مفاوضات على أبسط حقوقنا الاساسية. لن نكتفي بأقل من المساواة الكاملة والقدرة على النوم بهدوء في الليل. لا يستحق أي والد وأي والدة أن يعيش في خوف مستمر من الطرق المفاجئ على الباب. لا يجب على اي معلم أن يبلغ الطلاب أنه من الآن سيكون هناك مكان سيبقى فارغا في الصف".
"إذا قاموا بجمع السلاح، لن نضطر إلى الشراء"
المسيرة قاربت على الإنتهاء، السياسيون ومن بينهم أعضاء ميرتس عضوة الكنيست تمار زاندبرغ وعيساوي فريج، عضوة الكنيست ايمان خطيب من الحركة العربية للتغيير، المكان الثالث في حزب العمل اميلي مواطي ألقوا خطابات، وحتى فيديو لرئيس يش عتيد (يوجد مستقبل) الذي تعذر عليه الحضور، تم عرضه على الشاشات. الكلمات الصحيحة والمؤلمة قيلت.
في الفراغات بين الأشخاص الذين عمليا تفرقوا وقف أحمد اغبارية الذي يبلغ من العمر (21 عاما) وأحمد محاميد الذي يبلغ من العمر (19 عاما) وكلاهما من أم الفحم، ويعملان ساعيين لدى وولت. عمليا منذ سنة هما يحضران كل صباح في سفرة خاصة من مدينتهما إلى المدينة الكبيرة، وحضرا إلى المظاهرة عن طريق الصدفة، مرا مع دراجات هوائية في المنطقة.
يقولان أنهما فوجئا من أن هناك الكثير من اليهود ومن أن الشرطة تحيط بالمظاهرة ويقولان أنه عمليا منذ أكثر من شهر هما يشاركان في احتجاجات في أم الفحم، ضد الجريمة، "عندنا يقومون بالضرب، ولكن عندما يبدأ العنف والمشاكل نحن نذهب إلى البيت"، يقولان.
"منذ بداية المظاهرات لا يوجد أي شيء – لا يوجد إطلاق نار ولا يوجد قتل"، يقول إغبارية. "هذا فقط بفضل المواطنين، الشرطة لا تفعل شيئا". "نحن دولة قوية، ومن السهل إخراج السلاح من أم الفحم. السكان يشترون السلاح لأن الشرطة لا تفعل اي شيء، من أجل الدفاع عن أطفالهم. ولكن إذا قاموا بجمع كل السلاح، لن نضطر إلى الشراء"، يقولان.
هما الإثنان من مشجعي أم الفحم في كرة القدم، من أولتراس الفريق، ويعرفان أن يشيرا إلى انخفاض في التوتر في الوقت الذي تكون فيه مباريات، حينما يكون هناك مكان للتفرقة، ما كان غير ممكن في السنة الأخيرة بسبب الكورونا. "التل أبيبيون أحلى"، يقول اغبارية. "ذات مرة كنا في كشك هنا ليس بعيدا وشاهدنا مباراة، قلت لشخص أنني من مشجعي هبوعيل، وقال أنه من مشجعي بيتار. انت تعرفه فريق العنصريين ولكن حينها قال لي أن في الملعب هذا شيء ومن خارج الملعب نحن اصدقاء. كرة القدم يمكن أن تهدئ من العنف، حقا".