صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الجمعة 29 آذار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

مبعدون من اللعبة الديمقراطية

في الانتخابات التي يحظى فيها عشرات آلاف مرضى الكورونا والذين هم في الحجر الصحي بسفريات خاصة إلى صندوق الاقتراع، رفض رئيس لجنة الانتخابات تنظيم سفريات للمواطنين في التجمع

سيدة وأطفال بدو في قرية غير معترف بها (تصوير: ناتي شفوت / فلاش 90).
سيدة وأطفال بدو في قرية غير معترف بها (تصوير: ناتي شفوت / فلاش 90).

لجنة الانتخابات المركزية لن تنظم وتمول سفريات إلى صناديق الاقتراع من البلدات البدوية غير المعترف بها في النقب في الانتخابات التي ستجرى يوم غد (الثلاثاء)، والتي في معظمها لم يتم وضع صناديق اقتراع. على الرغم من النضالات الطويلة وقرار لجنة مينؤور الأخير ببحث الموضوع، الا أن شيئا لم يتغير: يتطلب من أكثر من مئة ألف من سكان القرى السفر بعيدا عن مكان سكنهم، في المواصلات العامة التي في بعض الأحيان ليست سهلة الوصول بالنسبة لهم، من أجل ممارسة حقهم في التصويت.

هذا القرار متناقض على وجه الخصوص على خلفية حقيقة أنه في الانتخابات القريبة تم تخصيص ملايين الشواقل لنقل عشرات الآلاف ممن هم في الحجر الصحي ومرضى الكورونا في سيارة خصوصية إلى صناديق الاقتراع، وفقا لقرار الكنيست. سكان البلدات غير المعترف بها، بموازاة ذلك، يضطرون للسير في بعض الأحيان ثلاثة كيلو مترات إلى الحافلة من أجل السفر عشرين كيلو مترا إلى صندوق الإقتراع، والعودة.

بتاريخ – 5 كانون الثاني/ يناير رفض رئيس لجنة الانتخابات المركزية، القاضي عوزي فوجلمان، طلبا لمنظمة مبادرات ابراهام ومجلس القرى غير المعترف بها لوضع صناديق اقتراع خاصة في كل مناطق القرى (في قسم منها يتم وضع صناديق اقتراع في مبان رسمية للدولة، مثل المدارس). وكان التعليل للرفض أنه تم تقديم الطلب في وقت متأخر وأن الموافقات على وضع صناديق اقتراع هي بقرار من وزير الداخلية. إلى جانب ذلك القى القاضي فوجلمان على لجنة الانتخابات اللوائية في بئر السبع قضية النظر في تنظيم سفريات خاصة إلى تلك البلدات، وأكد أن الحديث كان يدور عن سفريات مع محطات محددة مسبقا في محاور المواصلات الرئيسية.

رئيس لجنة الانتخابات، القاضي عوزي فوجلمان (تصوير: يونتان زيندل / فلاش 90)
رئيس لجنة الانتخابات، القاضي عوزي فوجلمان (تصوير: يونتان زيندل / فلاش 90)

رئيس لجنة الانتخابات اللوائية، القاضي الياهو بيتان، التقى في شهر شباط/ فبراير مع ممثلي المنظمات في مكالمة فيديو. وادعت المنظمات في اللقاء بأن السفريات مع محطات محددة في الشوارع الرئيسية، كما هو الحال في المواصلات العامة، لا تلبي حاجة السكان، الذين يسكنون في بعض الاحيان على بُعد كيلو مترات معدودة عن الشارع. لذلك طالبت المنظمات باقامة مجمع سفريات الذي يعتمد على سيارات ميدانية. وكان مطلب إضافي وهو أن يكون السائقون للسيارات هم أبناء العائلات المختلفة من كل قرية، في أعقاب الصعوبة الناجمة عن التقاليد البدوية بسفر سيدة في سيارة خاصة مع سائق غريب.

ورفض القاضي بيتان الطلب. ووفقا لأقواله، فان المخطط الذي تم اقتراحه "يفتقر إلى الجدوى العملية". واشار إلى أن لدى معظم العائلات في المكان توجد سيارة خصوصية واحدة على الاقل، بحيث أن خطوط المواصلات العامة بين المدن تعمل مجانا في يوم الانتخابات، وأن الأحزاب وهيئات أخرى تنقل المصوّتين من التجمع البدوي إلى صناديق الاقتراع.

"يجب السير 2 – 3 كيلو مترات إلى الحافلة"

"يوجد 130 ألف شخص الذين يعيشون في القرى غير المعترف بها، البعيدين عن صندوق الاقتراع بين 5 إلى – 35 كيلو مترا"، تقول لـ ‘دفار‘ يعيله رعنان، ناشطة في مجلس القرى غير المعترف بها. وتضيف: "في معظم القرى لا يوجد صندوق اقتراع سهل الوصول متنقل (صندوق اقتراع الذي فيه يمكن التصويت ليس في مكان السكن الرسمي). في بئر هداج، المعترف بها كبلدة منذ 14 عاما، يوجد صندوق اقتراع سهل الوصول متنقل. الا أن 70 % من سكان بئر هداج يسكنون خارج الخط الأزرق (الخط الذي يعيّن حدود البلدة – يانيف شارون). ويجب عليهم أن يسافروا 20 كيلو مترا إلى شقيب السلام للتصويت. يدور الحديث عن حوالي – 3.000 شخص. لا توجد لديهم سيارة، ولا يوجد مال للوقود، ويوجد نزاع دموي يمنعهم من الوصول إلى شقيب السلام. في بئر هداج حددوا عدد المصوتين في صندوق الاقتراع سهل الوصول إلى – 1.000 شخص".

بلدة العراقيب (تصوير: ويكيبيديا).
بلدة العراقيب (تصوير: ويكيبيديا).

عن موقف لجنة الانتخابات أن السكان يستطيعون السفر في المواصلات العامة تقول يعيله بمرارة: "يجب السير 2 – 3 كيلو مترات إلى الحافلة. هذه خدعة".

رئيس لجنة الانتخابات رفض الاستئناف

استأنفت المنظمات على قرار اللجنة أمام رئيس لجنة الانتخابات المركزية، القاضي عوزي فوجلمان، الذي رفض في مطلع شهر آذار/ مارس استئنافها. كان السبب في الرفض إجرائيا، الا أن فوجلمان تطرق في اقواله أيضا إلى المشكلة نفسها. إلى جانب الإشارة إلى "أنه لا يوجد خلاف على أهمية التصويت في الانتخابات"، وكتب "أنني أعتقد أن هناك صعوبة قائمة في التوضيح الذي وفقا له ممنوح للجنة الانتخابات المركزية صلاحية لتمويل مجمع سفريات بالمنظومة المطلوبة من قبل الملتمسين. تبويب الأحرف الأولى "خطوط المواصلات" (في قانون الانتخابات – يانيف شارون) والغرض منها يصعّب تفسيرها تفسيرا يتيح سفريات شخصية لأصحاب حق اختيار مفتاح البيت إلى صندوق الاقتراع وبتشكيلة انواع من السيارات". وهذا، كما هو مذكور، في المعركة الانتخابية التي فيها عشرات آلاف المرضى ومن هم في حجر صحي يستحقون الحصول على سفريات شخصية.

"من ناحيتي فليصوّت أيضا سكان البؤر الاستيطانية"

وفقا لأقوال رعنان، في الماضي كانت هناك صناديق اقتراع في كل المدارس في القرى غير المعترف بها، وقبل حوالي – 15 عاما تم إلغاء معظمها. "وعندما توجهنا إلى لجنة الانتخابات قالوا لنا أنهم لا يستطيعون وضع صناديق اقتراع في البلدات غير المشار إليها في الخارطة، بحيث أيضا في البؤر الاستيطانية غير القانونية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) لم يتم وضع صناديق اقتراع. لكن الحديث لا يدور عن نفس الأرقام. من ناحيتي فليصوّت أيضا سكان البؤر الاستيطانية، أنا لا أريد أن أمنعهم من ذلك، ولكن لا تمنعوا ذلك من سكان القرى".

في انتخابات نيسان/ ابريل 2019 بادرت جمعية ‘ززيم‘ (نتحرك)، وهي حركة مدنية من العرب واليهود، التي تنفذ تمويلا لنقل الجمهور بحافلات لنقل المصوّتين في القرى غير المعترف بها. "أعضاء مجلس القرى غير المعترف بها قالوا أن هذا لن يجدي بسبب الصعوبة الثقافية"، تقول رعنان، وتتابع: "سكان القرى هم تقليديون. الرجال لا يسمحون لنسائهم بالخروج مع غرباء إلى أماكن غريبة. ‘ززيم‘ حاولت توفير حافلات صغيرة، ولكن جميع السائقين كانوا عربا من النقب. لم يكن هناك تدفق لاستخدام هذه الإمكانية".

في انتخابات ‘الجولة الثانية‘، التي جرت في شهر أيلول/ سبتمبر 2019، بدأت جمعية ‘ززيم‘ بتنظيم سائقات متطوعات من أجل أن ينقلن النساء إلى صناديق الاقتراع بسياراتهن الخاصة. الا أن لجنة الانتخابات حددت أن الحديث يدور عن مخالفة لقانون الانتخابات، لأن نقل الناخب يمكن أن يتم من قبل حزب سياسي، أو من قبل هيئة خاضعة للتقييدات التي حددها القانون. "في نهاية الأمر نجحنا في رفع هذا، لأن أشخاصا فرديين حضروا. كان هذا في انتخابات أيلول/ سبتمبر 2019. نجح هذا، وفرحت النساء لأنهن مهمات، وأن الإدلاء بصوتهن هام. وارتفعت نسب التصويت بـ 1.5 ضعف. كل ما يدور الحديث عنه هنا هو سهولة الوصول إلى صندوق الإقتراع". نشاط مشابه، على أساس تنظيم عفوي تم تنفيذه أيضا في الانتخابات في آذار/ مارس.

"نحن نحاول أن ندعو المتطوعين للسفريات، أنا آمل أن ننجح"

رعنان تذكرت اللحظة التي فهمت فيها الفجوة. "أنا من القرية التعاونية (كيبوتس) كيسوفيم. نهضت في الصباح، سرت عدة أمتار وأدليت بصوتي. من هناك سافرت لتقديم المساعدة في السفريات، وتدور في رأسي جملة التي قالها رئيس الحكومة نتنياهو، "اليوم كلنا متساوون، كل واحد يستطيع أن يضع بطاقة واحدة فقط في صندوق الاقتراع". في كوخ الصفيح فهمت أن الذي يستضيفني يجب عليه أن يقوم بالسفر 5 كيلو مترات من أجل أن يدلي هو وأفراد عائلته بأصواتهم. ولكن ليس لكل شخص توجد سيارة، فقط لدى – 12 % من السكان توجد سهولة في الحصول على سيارة. فهمت أن هذه أقوال سخيفة".

يعيله رعنان (تصوير: ألبوم خاص)
يعيله رعنان (تصوير: ألبوم خاص)

"نحن نحاول أن ندعو المتطوعين للسفريات"، تقول رعنان، وتتابع: "أنا آمل أن ننجح، وهذا سيكون احتفالا في يوم الانتخابات. ولكن أنا لا أعرف في ما إذا كنا سننجح".

في الواقع تفكر رعنان في الانتخابات القادمة. "يجب تغيير هذا الوضع. فورا بعد الانتخابات يجب علينا أن نتوجه إلى المحاكم القضائية من أجل أن تكون لكل مواطني إسرائيل نفس السهولة في التصويت. أنا آمل أن تحقق المحكمة العدالة مع هؤلاء الأشخاص".

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع