صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الجمعة 26 نيسان 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

"في الوقت الذي دخلت فيه السياسة القطرية إلى المدن المختلطة، هناك بدأت الفوضى"

روت لفين حين من جمعية ‘مبادرات ابراهام‘ تشير إلى دور القيادات المحلية في المدن التي غطى فيها العنف على الحياة المشتركة | البروفيسورة في علم النفس التربوي، شفرا ساغي، تؤكد على أهمية اللقاء المتبادل من جيل صغير: "الكراهية لا تأتي من البيت، بل من الفقر"

رجل إطفاء الحرائق امام سيارة مشتعلة خلال المواجهات العنيفة في اللد. لافتة في حديقة مشتركة في عكا (تصوير: يوسي الوني / فلاش 90 | عومر كوهين)
رجل إطفاء الحرائق امام سيارة مشتعلة خلال المواجهات العنيفة في اللد. لافتة في حديقة مشتركة في عكا (تصوير: يوسي الوني / فلاش 90 | عومر كوهين)
بقلم دافيد طبرسكي وميخال مرنتس

اللد، الرملة، حيفا، عكا ومدن مختلطة أخرى التي يعيش فيها العرب واليهود سوية، تحولت في الاسبوع الأخير إلى مراكز عنف بين المجموعات المختلفة. على الرغم من عشرات السنين من العيش في نفس المنطقة والمؤسسات العامة المشتركة، اندلعت فيها توترات التي كانت مدفونة في الأسفل. روت لفين حين من جمعية مبادرات ابراهام ، والبروفيسورة شفرا ساغي من جامعة بن غوريون تشيران إلى القيادة المحلية والتربية والتعليم كعوامل التي يمكنها أن تمنع التدهور وتقوية الأسس المشتركة.

"وصلت العلاقات إلى حضيض غير مسبوق الذي لم نر مثله تقريبا"، تقول لفين – حين، مديرة مشروع ‘مدن مشتركة‘ في مبادرات ابراهام، وباحثة في الجوانب المختلفة في حياة العرب واليهود في المدن المختلطة السبع في إسرائيل. "هذا بدأ عندما تدهور الوضع في أماكن أخرى، مثل حي الشيخ جراح في القدس والمسجد الاقصى، ووصل إلى مكان يوجد فيه توتر في الحياة نفسها. من المحزن والمؤلم رؤية هذا".

تشير لفين حين إلى ضائقة السكن كخاصية مشتركة لضائقة السكان العرب في المدن المختلطة. "في عكا، اللد، الرملة ويافا توجد ضائقة كبيرة جدا، في غياب ملكية سكان عرب لممتلكات التي يسكنون هم فيها. هذه المشكلة معروفة لكل الذين يعملون في الموضوع منذ عقود، من الميدان وحتى مكاتب الوزراء والمصادقين على الخرائط. الوضع الاكثر حدة هو في اللد، هناك السكان العرب لا يحصلون على ملكية للبيوت التي عاشت فيها عائلاتهم، وفي مقابل ذلك فإن البلدية تهدم بيوتا بإدعاء البناء غير القانوني ولا تسمح للسكان العرب بالبناء". الوضع الذي يصل فيه إلى المدن رجال النويات التوراتية بهدف ‘تهويد‘ تلك المدن، بتشجيع البلديات، تعرّف ذلك كـ "إصبع في عين المواطنين العرب".

روت لفين حين (تصوير: البوم خاص)
روت لفين حين (تصوير: البوم خاص)

جانب هام إضافي هو الفجوات الإقتصادية، التي تتمثل أيضا بأحجام الإستثمار البلدي في البنى التحتية في المناطق المختلفة. "نرى ذلك في اللد وفي الرملة، اللتين فيهما مناطق كاملة غير معترف بها"، تقول لفين – حين، "لهذه الفجوات يوجد مكان في تأجيج الضوائق والصعوبات، على وجه الخصوص عندما يرى السكان العرب الإستثمار، الإنتباه والتعامل العام لرئيس البلدية".

إلى هذه المشاكل تنضم صورة وضع واسعة لشباب كثيرين في المجتمع العربي بدون أفق تشغيلي او أكاديمي. "40 % من الشباب أبناء 18 – 24 في المجتمع العربي غير مندمجين في اي إطار معقول. عندما تكون شريحة كبيرة إلى هذا الحد من الشباب في المجتمع العربي هم ممن ليس لديهم عمل، حينها ايضا فإن قدرة القيادة في الحقيقة على التأثير، التهدئة وتشكيل صلاحيات صغيرة جدا، لان هناك الكثير من الناس ليس لديهم ما يخسرونه، وهم سيفرّغون الغضب بطرق غير شرعية".

تؤكد لفين حين أن للقيادة البلدية بوجد دور هام في تعظيم أو تقليل عمليات التطرف والعنف في المدينة. وهي تشير إلى عكا كمدينة عملت على رعاية شراكة يهودية – عربية متينة على مر السنين. "رئيس البلدية شمعون لانكري، عضو حزب الليكود، إختار العمل على التعاون الوثيق مع القيادة العربية، الذي بفضله تم منع عشرات الإحتكاكات في فترات متوترة في السنوات الأخيرة"، توضح، "في المقابل، رئيس بلدية اللد يائير رفيفو، الذي هو ايضا عضو في حزب الليكود، صرح تصريحات حادة ضد الوسط العربي في مدينته. في كل تصريح له يربط جميع العرب مع ذوي السوابق والمجرمين، ويصف اليهود جميعا بأنهم محافظون على القانون وضحايا لمثيري الشغب العرب. وهو إختار أن يكون رئيس بلدية فقط لليهود، ولذلك فانه لا يمكن منع المواجهة".

"يجب التوقف عند الإختلاف"، تقول لفين حين، "الأحداث القاسية التي حدثت في عكا هذا الاسبوع وقعت على الرغم من وجود القيادة القوية والشراكة اليهودية العربية هناك. في اللد في مقابل ذلك، كان للبلدية دور فعال في تأجيج النار".

وتشير لفين حين إلى قضية رئيسية من وجهة نظرها: إنشاء فصل بين إدارة المدينة وبين قضايا سياسية قطرية عامة. "نحن نرى أنه في الوقت الذي دخلت فيه السياسة القطرية إلى المدن المختلطة، هناك بدأت الفوضى، من كلا الطرفين. عندما يرى رؤساء البلديات والمجالس أنفسهم مخلصين لأجندة سياسية حزبية قطرية، فإن هذا يأتي على حساب مصالح مدينتهم".
عندما تقع الأحداث في الواقع، كيف يمكن للقيادة المحلية أن تعمل؟
"يوجد توتر الذي يمكن للقيادة أن تؤثر عليه، العربية وكذلك اليهودية – عندما يمررون رسائل مفادها تعالوا نهدئ ولا نشعل الخواطر. مطلوب هنا مسؤولية في عدم إحضار إم ترتسو (إذا اردتم) للتظاهر في اللد لأن هذا يخدم مصلحة سياسية. نشرنا في مبادرات ابراهام مطالبة مشتركة لرؤساء مجالس عربية ويهودية بتهدئة الخواطر، هذا في نظري الرسالة الرئيسية التي يجب نشرها في كل مكان. بكل بساطة تهدئة الخواطر".

هل لديك مثال على قيادة تفعل هكذا؟
"في اللد توجد عضوة مجلس يهودية اسمها الوفيرا كوليخمان، التي كانت منذ فترة ليست بعيدة نائبة لرئيس البلدية. خلال سنوات خاضت الانتخابات تحت حزب يسرائيل بيتينو، ولكن في الإنتخابات الأخيرة قررت خوض الإنتخابات مستقلة لأنها قالت، أنا لا أريد أن أكون خاضعة لأجندة سياسية حزبية التي لا تييح لي أن أنشئ شراكة مع أعضاء المجلس العرب. أنا أريد أن آتي وأعمل من أجل مدينتي".

"التربية والتعليم يجب أن تبدأ من الروضة"

مركّب إضافي الذي يؤثر على القدرة على العيش بسلام في المدن المختلطة هو التربية والتعليم. جهاز التربية والتعليم في المدن المختلطة هو منفصل، ويصعّب في التعارف واللقاء المتساوي. شفرا ساغي، بروفيسورة متقاعدة في موضوع علم النفس في كلية التربية في جامعة بن غوريون، توضح انه "وفقا للأبحاث، على عكس ما نعتقده، فإن الكراهية لا تأتي من البيت، بل من الفقر. من إنعدام التربية والتعليم".

ساغي، التي تسكن في عومر، توضح أقوالها عن طريق قصة شخصية. "عندما كان حفيدي في الخامسة من عمره ذهبت معه إلى الحديقة وانتظرنا في الطابور إلى أوميغا. فجأة وصل أخ وأخته عرب، وقال حفيدي ‘هما يتحدثان بلغة غريبة. هيا بنا نذهب‘. أوضحت له أنهما يتحدثان اللغة العربية، وأنهما سيلعبان في اوميغا عندما يحين دورهم، وهذا هو. بعد الشرح لعبوا سوية، ثلاثتهم".

تتركز ابحاث ساغي في مبادرات تربوية التي تعنى بالسلام، تطوير التسامح والتعرف على الآخر. إحدى المبادرات التي قامت ببحثها جرت في رياض الأطفال في المدن المختلطة ، وفي إطارها وصلت إلى كل روضة أطفال حاضنة من المجموعة الأخرى على مدار يوم في الاسبوع – لروضة اطفال يهودية وصلت حاضنة عربية، ولروضة أطفال عربية حاضنة يهودية. في المبادرة شارك في السنة الماضية أربع رياض اطفال في اللد، وهذه السنة ستجرى في أربع رياض أطفال في عكا.

شفرا ساغي. "الطريقة الوحيدة للتعامل مع التباعد هي الإختيار بشكل فعال للإلتقاء" (تصوير: البوم خاص)
شفرا ساغي. "الطريقة الوحيدة للتعامل مع التباعد هي الإختيار بشكل فعال للإلتقاء" (تصوير: البوم خاص)

"فهمنا ان هذه التربية يجب ان تكون من جيل صغير جدا، تقول ساغي، "فهم آخر لدينا وهو أن اللقاء نفسه لا يكفي. التفكير هو إذا التقى الاطفال الـ "آخر" بشخصية موثوقة ومسؤولة فسيقبلونه. وفي الحقيقة كان الاطفال يسالون الحاضنة: كيف تسير الامور في الروضة عندكم؟".

"إختيار المدن المختلطة كان صدفة، لكن على ما يبدو فهذا يلبي حاجة عميقة من الرغبة في التقارب"، تتحدث ساغي، "مصطلح ‘مدن مختلطة‘ هو مضلل. الأحياء منفصلة، جهاز التربية والتعليم منفصل. ومع ذلك لا يوجد فراغ، وهذا اللقاء الجزئي ينشئ تباعدا واغترابا. الطريقة الوحيدة للتعامل مع التباعد هي الإختيار بشكل فعال للإلتقاء".

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع