صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الجمعة 26 نيسان 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

"إذا حصل خلل، ولم يكن أحدنا موجودا، فسيموت المريض": يوم مع أخصائيي التكنولوجيا الطبية في إيخيلوڤ

يقومون بتشغيل أجهزة معقّدة تحافظ على مرضى الكورونا في الحالات الخطيرة على قيد الحياة، يرافقون كل استحمام أو تحريك في السرير ويتواجدون ليلا ونهارا لخدمة الأطباء والممرضات | برغم الاكتفاء الذاتي، فإن ظروف الأجر المتدنّية تزيد من صعوبة بقائهم في هذه المهنة

أخصائي تكنولوجيا الإكمو إيتان ڤيزچن يقي نفسه قبيل الدخول إلى وحدة العلاج المكثف للكورونا (تصوير: دافنا إيزبروخ)
أخصائي تكنولوجيا الإكمو إيتان ڤيزچن يقي نفسه قبيل الدخول إلى وحدة العلاج المكثف للكورونا (تصوير: دافنا إيزبروخ)
بقلم دافنا إيزبروخ

على سرير في قسم العلاج المكثف في إيخيلوڤ، يستلقي متلقي علاج وهو مخدّر، وحوله متاهة معقدة من الأنابيب، خطوط الحقن الوريدي وأجهزة تحافظ عليه على قيد الحياة. إنه مصاب بالكورونا وكان قد تعافى من الڤايروس، لكن تعرضت رئتاه لضرر شديد، ولا يستطيع التنفس بقواه الذاتية. ما يحافظ عليه على قيد الحياة في آخر شهر هو التوصيل بجهاز القلب والرئتين الصناعي (الإكمو)، والذي يتم تشغيله ومراقبته طوال اليوم من قبل طاقم أخصائيي التكنولوجيا الطبية في المستشفى.

المسؤول عن تشغيل هذا الجهاز الحسّاس والمعقد هو شلومي ماروم، أخصائي التكنولوجيا الرئيس في المستشفى، برفقة طاقم يتألف من ثلاثة أخصائيي تكنولوجيا طبية إضافيين. "نحن نحارب من أجل حياته"، يقول ماروم. بالمجمل، يتلقى العلاج في إيخيلوڤ ثلاثة مرضى كورونا بحاجة للإكمو، إحداهم ما تزال إيجابية للڤايروس وتتلقى العلاج في قسم الكورونا.

شلومي ماروم، رئيس طاقم الإكمو في إيخيلوڤ، مع جهاز إكمو نقّال. "إذا كنت مناوبا ليلاً، فإنني أدخل للاستحمام مع الهاتف" (تصوير: دافنا إيزبروخ)
شلومي ماروم، رئيس طاقم الإكمو في إيخيلوڤ، مع جهاز إكمو نقّال. "إذا كنت مناوبا ليلاً، فإنني أدخل للاستحمام مع الهاتف" (تصوير: دافنا إيزبروخ)

نظرا لعدم قدرة رئتي متلقي العلاج على امتصاص الأوكسجين، ولا حتى من خلال جهاز تنفس صناعي، يقوم جهاز الإكمو بإدخال الأوكسجين إلى دم المريض، من خارج جسمه. أنبوب سميك مربوط بالوريد الرئيسي عند الفخذ، يقوم بإخراج كل الدم من جسم متلقي العلاج إلى الجهاز، والذي يقوم بأكسدته (إدخال الأوكسجين إليه) وضخه من جديد إلى الجسم عبر أنبوب آخر موصول في عنقه. كذلك، يتم توصيل رئتي المريض بجهاز تنفس صناعي يقوم بإدخال القليل من الهواء للرئتين، اللتين لا تعملان نهائيا، فقط من أجل الحفا عليهما من مواصلة التراجع.

جهاز إكمو قيد الاستخدام: قلب صناعي من الجهة اليمنى، رئة صناعية من الجهة اليسرى (تصوير: دافنا إيزبروخ)
جهاز إكمو قيد الاستخدام: قلب صناعي من الجهة اليمنى، رئة صناعية من الجهة اليسرى (تصوير: دافنا إيزبروخ)

يعمل ماروم وبقية فنيي الإكمو ليلا نهارا من أجل ضمان سلامة متلقي العلاج بالإكمو، نظرا لأن أي خلل في الجهاز يشكل خطرا فوريا على حياة المريض. "إذا حصل أي شيء لهذا الجهاز الآن، فنحن الفنيون الوحديون الذين نعرف ما يجب القيام به"، يقول إيتان ڤيزچن، البالغ 42 عاما، من موديعين، والعضو في طاقم ماروم، "وإذا لم يكن أحد منا موجودا هما، فسيموت المريض".

في صباح أحد الأيام هذا الأسبوع في إيخيلوڤ، قام ماروم وڤيزچن بإصلاح أجهزة قسم العلاج المكثف كورونا. أخصائي تكنولوجيا ثالث كان يتواجد في جراحة قلب، بينما كانت الرّابعة نائمة لأنها شاركت في جراحة قلب خلال الليل.

إيتان ڤيزچن، فنّي إكمو. "إذا حصل خلل، ولم يكن أحدنا موجودا، فسيموت المريض" (تصوير: دافنا إيزبروخ)
إيتان ڤيزچن، فنّي إكمو. "إذا حصل خلل، ولم يكن أحدنا موجودا، فسيموت المريض" (تصوير: دافنا إيزبروخ)

قياس الأوكسجين، حقن دم وريديا، ونقل آمن لجسم المريض

أخصائيو التكنولوجيا يفحصون، بصورة يومية، تركيز الغازات في دم المريض، يستشيرون الطبيب بشأن جرعة الأوكسجين اللازمة، ويتأكدون من أن الجهاز يوفّرها للمريض. بالإضافة لذلك، فإنقم يقومون بمراقبة صحة دم المريض، وما إذا كان بحاجة لوجبات دم، يقوم أخصائيو التكنولوجيا بأنفسهم بإدخال الدم عبر الجهاز.

بالإضافة لذلك، في كل ما تقم به الممرضات لأجل متلقي العلاج كالاستحمام، الفحص الجسدي الغزوي، أو قلب جسمه لتفادي قرحة الفراش، هنالك حاجة لوجود أخصائي تكنولوجي إكمو من أجل ضمان عدم المسّ بشبكة الأنابيب التي تضخ الدم والأوكسجين إلى جسم متلقي العلاج. ما تزال واحدة من متلقيات العلاج الثلاث بالإكمو إيجابية للكورونا، وهي تخضع للعلاج في قسم الكورونا، ولذلك يقوم أخصائيو تكنولوجيا الإكمو بارتداء الملابس الواقية والدخول إلى المنطقة المحمية لأجل تشغيل الجهاز وفحص وضعه.

أخصائي تكنولوجيا الإكمو إيتان ڤيزچن يقي نفسه قبيل الدخول إلى وحدة العلاج المكثف للكورونا (تصوير: دافنا إيزبروخ)
أخصائي تكنولوجيا الإكمو إيتان ڤيزچن يقي نفسه قبيل الدخول إلى وحدة العلاج المكثف للكورونا (تصوير: دافنا إيزبروخ)

يتم التعاون بين أخصائيي التكنولوجيا والممرضات والأطباء طوال الوقت. "أتصل بهم 24/7، أنا دائمة الضغط بالنسبة لمرضاي"، تقول إيريس بيرمان، الممرضة المسؤولة في وحدة العلاج المكثف. مؤخرا، وصلت إلينا مريضة في حالة معقّدة من مستشفى آخر، وقلت لشلومي أنني أشعر، ببساطة، بأنني بحاجة لوجوده بقربي، وقد جاء لكي يكون معي".

"إنه عمل جماعي حقيقي"، يقول ماروم.

حملات إنقاذ

مغامرة أخرى تعتبر جزءاً من عمل أخصائيي التكنولوجيا هي حملات إنقاذ متلقي العلاج المحتاجين للإكمو من المستشفيات غير القادرة على تقديم هذا العلاج لهم. "نحن نخرج إلى كل البلاد، إلى صفد، نهاريا، كفار سابا"، يقول ماروم، "طاقم كامل مع الجهاز، نقوم بتوصيل المريض وندخله في دورية الإسعاف بحيث يكون الجهاز موضوعا عليه".

شلومي ماروم خلال حملة نقل مريض يحتاج لجهاز الإكمو إلى إيخيلوڤ (ألبوم خاص)
شلومي ماروم خلال حملة نقل مريض يحتاج لجهاز الإكمو إلى إيخيلوڤ (ألبوم خاص)

خلال حملات الإنقاذ، يستخدم أخصائيو التكنولوجيا أجهزة إكمو نقالة، أصغير حجما من الجهاز الثابت الموجود في المستشفى.

يتخيّل الناس الطبيب الجراح يعمل وحده، لكن يجب أن يقوم شخص ما بتشغيل الجهاز"

قبل الكورونا، كان الاستخدام الأساسي لجهاز القلب والرئتين وعمل أخصائيي تكنولوجيا القلب والرئة، خلال جراحات القلب. تحتاج جراحة القب إلى وقف تدفق الدم إلى القلب، الأمر الذي يمكن القيام به من خلال الجهاز، والذي يقوم بضخ الدم خلال العملية الجراحية، حين يكون القلب متوقفا، يتخيّل الناس الطبيب الجراح يعمل لوحده" يقول ماروم. "إنهم لا يعرفون أن هنالك حاجة لشخص ليشغل الجهاز التي تحافظ على حياة الخاضع للجراحة".

تأهيل يومي للممرضات والأطباء

يعمل ماروم على تأهيل أطباء وممرضات لعلاج المرضى الموصولين بجهاز القلب والرئتين. "أقوم بتأهيل الممرضات يوميا، حتى يعرفن كيفية التصرف إذا حصل خلل طارئ. لدى الممرضات هنا خبرة كبيرة، لقد اجتزن جميعهن دورات إكمو، قمت أنا بتمرير قسم منها بنفسي، هنا في المستشفى". كذلك، يمرر ماروم للطاقم دورة إنعاش حول موضوع الإكمو مرة كل شهرين، تتضمن محاكاة وسيناريوهات.

شلومي ماروم خلال حملة نقل مريض يحتاج لجهاز الإكمو إلى إيخيلوڤ (ألبوم خاص)
شلومي ماروم خلال حملة نقل مريض يحتاج لجهاز الإكمو إلى إيخيلوڤ (ألبوم خاص)
شلومي ماروم خلال حملة نقل مريض يحتاج لجهاز الإكمو إلى إيخيلوڤ (ألبوم خاص)
شلومي ماروم خلال حملة نقل مريض يحتاج لجهاز الإكمو إلى إيخيلوڤ (ألبوم خاص)

لكن على الرّغم من كل التأهيل والدورات، لا بديل لاختصاص أخصائيي التكنولوجيا في تشغيل الأجهزة: إنهم خريجو بكالوريوس في الهندسة الطبية، يكون مطلوبا منهم بعد ذلك ثلاث سنوات من الخبرة في العمل إلى جانب مدرّب مخضرم، إلى أن يصبح من المسموح لهم تشغيل الجهاز دون مرافقة.

لا مكافأة للمناوبة الليلية

يستوجب عمل مختصي التكنولوجيا متاحية ومناوبة حتى خلال ساعات الليل، من بيوتهم. "نحن نقوم بعمل جدي جدا على مدار الساعة، إنقاذ الأرواح على المدى الفوري"، يقول ماروم، "إنه عمل يوفر الكثير من الاكتفاء، لكنه يسبب الضغط كثيرا. "إذا كنت مناوبا ليلاً، فإنني أدخل للاستحمام مع الهاتف. إذا حصل خلل، نقوم بالاتصال بالطواقم عبر الهاتف على مدار 20 دقيقة إلى أن ننجح بالوصول".

لكن لا تقوم كل المستشفيات بمكافأة تكنولوجييها مقابل المتاحية والمناوبة. من أجل هذه المكافأة، ومن أجل غيرها من حالات الخلل في الأجور وشروط العمل، يحارب ماروم بصفته رئيسا للجنة أخصائيي التكنولوجيا الطبية في نقابة الهندسيين. "ليس المرضى في المستشفيات الغنية هم فقط من يستحقون تلقي خدمات أخصائيي تكنولوجيا الإكمو في الليل، مقابل المكافأة"، يقول ماروم، "كذلك يستحق من يتواجدون في ڤولفسون وفي رمبام ذلك. ليس هنالك أي سبب لعدم وجود أخصائي تكنولوجي ليلي في كل مستشفيات الدولة. هذا جوهر الاتفاقية التي نسعى إليها مقابل وزارة المالية – علاج طبي جيد لمتلقي العلاج، وبموازاة ذلك أجر لائق".

من بين التغييرات الإضافية التي يطلبها ماروم، المكافأة عن الإرشادات السريرية التي يقدّمها أخصائيو التكنولوجيا ذوي الخبرة للأطباء والممرضات في العلاج المكثف، مكافأة مقابل الدخول إلى مناطق الإشعاع، مكافأة على المتاحية والمناوبة وحوافز للعمل في ظروف الكورونا.

"إنه عمل ينقذ الأرواح، لكن من الصعب القيام به مقالا أجر منخفض"

بالنسبة لكيتي لابكو ملاميد، إحدى 12 فني تنفس صناعي في إيخيلوڤ، فإن نضال النقابة هو ما سيحدد مستقبلها في المجال. يعمل فنيو التنفس الصناعي، مثل فنيي الإكمو، في أقسام الكورونا كإضافة إلى عملهم العادي في الأقسام الأخرى، الأمر الذي يزيد الضغط عليهم. "إنه عمل ينقذ الأرواح، تقني، ومنهك جدا وخطير أيضا"، تقول لابكو ملاميد، "من الصعب القيام به بضمير مقابل أجر منخفض"

أخصائية تكنولوجيا التنفس الصناعي في إيخيلوڤ: أولچا إكسلرود (من اليمين)، نائبة مسؤول التنفس، كيتي لابكو ملاميد ويونيت كورنبليت (تصوير: دافنا إيزبروخ)
أخصائية تكنولوجيا التنفس الصناعي في إيخيلوڤ: أولچا إكسلرود (من اليمين)، نائبة مسؤول التنفس، كيتي لابكو ملاميد ويونيت كورنبليت (تصوير: دافنا إيزبروخ)

بالنسبة لها أيضا، الثمن الشخصي الذي تدفعه باهظ. في الموجة الأولى من الكورونا، تركت لابكو ملاميد أبناءها لدى جدّهم وجدّتهم لمدة شهرين ونصف، في أعقاب الخشية من الإصابة بالعدوى خلال العمل ونقلها إليهم.

"لا أنوي البقاء في هذه المهنة بهذا الأجر. الأمر لا يستحق العناء بالنسبة لي"، تقول لابكو ملاميد، لكنها تضيف أنها حتى لو قررت المغادرة، فإنها ستنتظر إلى أن يكتسب أعضاء الطاقم الجدد خبرة كافية: "لن أتركهم لوحدهم في منتصف الكورونا".

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع