صوت ألعمال في إسرائيل
menu
يوم الخميس 28 آذار 2024
histadrut
Created by rgb media Powered by Salamandra
ألأخبار

"هذه المرة الأولى التي ترفع فيها النساء اللواتي تضررن من أعمال القتل الصوت، ويوجد لديهن موقف"

ختام واكد وريهام العسل شريكتان في ‘منتدى الأمهات من أجل الحياة‘، اتحاد نساء عربيات اللواتي قُتل أبناؤهن وقاد المظاهرات أمام بيت وزير الأمن الداخلي | العسل: "هذه مجموعة. سوية هن قويات، هذا أكثر من الحالة الشخصية الخاصة بهن"

مظاهرة أمهات من المجتمع العربي أمام بيت وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف (تصوير: زاهر أبو النصر)
مظاهرة أمهات من المجتمع العربي أمام بيت وزير الأمن الداخلي عومر بار ليف (تصوير: زاهر أبو النصر)
بقلم ينيف شرون

"نحن نريد أن نمنع حالة القتل التالية. نحن نريد أن تتم معاقبة القتلة"، بهذه الكلمات البسيطة تعرّف ختام واكد هدف منتدى ‘أمهات من أجل الحياة‘، الذي يتظاهر في الأسابيع الأخيرة احتجاجا على معالجة الشرطة للجريمة في المجتمع العربي.

واكد، من سكان عرابة ورئيسة نساء عاملات ومتطوعات (نعمت) في منطقة الجليل المركزي، شريكة في إقامة المنتدى الذي ينظم عشرات النساء العربيات اللواتي قُتل أبناؤهن أو أقرباؤهن. سوية مع ريهام العسل، رئيسة منطقة الناصرة في نساء عاملات ومتطوعات (نعمت)، فهما تساعدان الإطار الذي غيّر مكان النساء من ضحايا عنيفة إلى نشاط إجتماعي. إلى جانب دورهما في نساء عاملات ومتطوعات (نعمت)، واكد والعسل هما عاملتان اجتماعيتان في تأهيلهما، اللتان انكشفتا عن قُرب إلى حالات صعبة من العنف وصعوبات منظومات الرفاه لمعالجتها.

ختام واكد. "عندما سمعوا في قيادة الشرطة قصص وتجارب النساء، غيّروا الاتجاه. قلنا لهم عن تجربة عائلة ثاكل التي أيقظها أفراد الشرطة في منتصف الليل من أجل التحقيق معها، عن خوف الأطفال" (تصوير: البوم خاص)
ختام واكد. "عندما سمعوا في قيادة الشرطة قصص وتجارب النساء، غيّروا الاتجاه. قلنا لهم عن تجربة عائلة ثاكل التي أيقظها أفراد الشرطة في منتصف الليل من أجل التحقيق معها، عن خوف الأطفال" (تصوير: البوم خاص)

وفقا لأقوال واكد، فانه إضافة الى الاحتجاج العام، فان الحديث يدور أيضا عن مكان لتمكين النساء اللواتي مررن بتجربة الفقدان والصدمة: "الأم الثاكل تحولت من سيدة مكسورة، احترقت من الألم والحزن، إلى سيدة ذات رؤيا التي نجمت عن الألم".

مسيرة لاحتجاج مستمر

الحدث التأسيسي الذي قاد إلى إنشاء المنتدى هو ‘مسيرة الامهات‘ في الصيف الماضي، التي قادتها منى خليل، من سكان حيفا التي قُتل ابنها. في المسيرة من حيفا إلى القدس شاركت مئات النساء، من بينهن اؤلئك اللواتي فُجعن باقربائهن نتيجة أعمال القتل، إلى جانب نشطاء وأعضاء كنيست، وطرحت الألم والضائقة في المجتمع العربي من عدم القدرة على التعامل مع أعمال القتل التي لا تتوقف.

"بعد المسيرة تحدثنا وقررنا انشاء المنتدى"، تقول واكد، وتضيف: "أردنا الدفع نحو مزيد من العمل الشرطي". عضوات المنتدى كنّ شريكات في تنظيم المظاهرة في دوار رابين بعد مقتل الفتى محمد عدس رحمه الله، وفي الوقت الحالي يقدن التظاهرات أمام بيت وزير الأمن الداخلي، عومر بار ليف.

مسيرة الأمهات من أجل الحياة في منطقة اللطرون ، 16 أغسطس ، 2020
مسيرة الأمهات من أجل الحياة في منطقة اللطرون ، 16 أغسطس ، 2020

في الفترة السابقة منذ انشاء المنتدى، العنف تفاقم فقط: وفقا لمعطيات جمعية مبادرات ابراهيم، فانه منذ بداية عام 2021 قُتل 99 مواطنا عربيا في ملابسات التي تتعلق بالعنف والجريمة، و – 6 مواطنين آخرين قُتلوا بعد إصابتهم على يد أفراد الشرطة.

الخوف من أن تتواصل دائرة الدماء

تتحدث العسل أنه بالإضافة إلى الألم على الفقدان، فان الأمهات اللواتي قُتل أبناؤهن يواجهن مشاعر صعبة من خيبة الأمل والإحباط. "بالنسبة لمن فُجعت بابنها وقتلته ما زالوا أحرارا، هذا وضع من انعدام الهدوء"، تقول العسل، وتضيف: "هنّ يرغبن في معرفة فيما إذا ألقت الدولة القبض على القتلة. إذا لم يتم إلقاء القبض عليهم، فان هذا يدعو إلى التذمر والغضب، هذا يدفع الأمهات إلى الشعور بأن دماء أبنائهن أُريقت هدرا".

تتحدث العسل أنه إلى جانب الإحباط الشخصي، فإنه مطلوب من النساء أن يكنّ السند لباقي افراد العائلة. "هنّ يحملن عبء ما يحدث بعد جريمة القتل. يدخل أفراد العائلة إلى حالات نفسية مختلفة. وهنّ يبقين مع الألم والمسؤولية".

الحياة بعد مقتل الإبن مصحوبة أيضا بالخوف من أن تتواصل دائرة الدماء. "قسم من الامهات يخشين من أن ينزلق الأبناء الآخرون إلى الجريمة من خلال الرغبة في الإنتقام، لأن الشرطة لا تعمل"، توضح واكد، وتتابع: "بالاضافة إلى ذلك، في كثير من المرات يتواصل التهديد أيضا بعد جريمة القتل. فالقتلة يتوعّدون ويهددون العائلات، بأن لا تتوجه إلى الشرطة".

"هذه هي المرة الأولى التي ترفع فيها النساء والأمهات، صاحبات القضية، الصوت"

تؤكد العسل تفرّد وخصوصية المنتدى من بين الهيئات التي تعنى بقضية العنف في المجتمع العربي: إسماع صوت الأمهات أنفسهن، من دون وسطاء. "لكل منظمة توجد زاوية رؤية معينة. هذا المنتدى هذه هي المرة الأولى التي ترفع فيها النساء والأمهات، صاحبات القضية، الصوت ويوجد لهنّ موقف. هذا يعطي بُعدا إنسانيا للمتحدثين. هؤلاء نساء بشكل عام تواجدهن أقل في الحيز العام، غير ضالعات في العمل الجماهيري. هنّ لا يمثّلن الطبقة المتوسطة الناجحة، هنّ تقليديات. وهنّ يجلبن الألم والمعاناة، لكن من نقطة قوة، ورغبة في التأثير".

"كان لنا لقاء مع قيادة الشرطة"، تتحدث واكد، وتضيف: "بعد أن سمعوا قصص وتجارب النساء، غيّروا الاتجاه. قلنا لهم عن تجربة عائلة ثاكل التي أيقظها أفراد الشرطة في منتصف الليل من أجل التحقيق معها، عن خوف الأطفال، هذا اثّر بشكل مختلف عن المعطيات العامة".

عضوات المنتدى التقين أيضا مع وزير الأمن الداخلي، عومر بار ليف، في أعقاب المظاهرات أمام بيته. ووصفت واكد اللقاء بأنه جيد. وهي تؤكد أن "المنتدى سيستمر في الالتقاء مع الوزراء والحث على العمل".

ريهام العسل. "حلمي وما يشغلني في الوقت الحالي هو كيف نحوّل هذه النواة الصغيرة إلى حركة تستطيع أن تجذب إليها الكثير من النساء" (البوم خاص)
ريهام العسل. "حلمي وما يشغلني في الوقت الحالي هو كيف نحوّل هذه النواة الصغيرة إلى حركة تستطيع أن تجذب إليها الكثير من النساء" (البوم خاص)

وفقا لأقوال العسل، فان المنتدى حظي بتعاطف وأثار الاهتمام في المجتمع العربي وأيضا في المجتمع العام. "هذا منتدى مستقل، وليس زينة. لديهنّ صوت أصيل ومستقل. بسبب فقدانهن، يعترفون بهنّ ويحترمونهن".

"سوية هنّ قويات"

بالإضافة إلى الاحتجاج، يشكّل المنتدى مجموعة دعم مستقلة للنساء. "هنا توجد الوحدة، الواحدة تدعم الأخرى، توجد هناك مجموعة"، تقول العسل، وتضيف: "سوية هنّ قويات. هذا أكثر من الحالة الشخصية الخاصة بهن". تتحدث واكد كيف ساعدت المجموعة والعمل المشترك إحدى السيدات في أن تتعافى: "تدهور وضعها بعد مقتل إبنها وأُصيبت بسكتة دماغية. اليوم هي تحضر إلى المظاهرات وتتحدث. على الرغم من أن إحدى عينيها لا زالت مغمضة، الا أنها تتظاهر وتلقي خطابات".

لا يتفقن على كل شيء

في نقاشات المنتدى توجد أيضا جدالات واختلافات في وجهات النظر. مثال على ذلك، تتحدث العسل عن النقاش حول موضوع القرار بإشراك جهاز الأمن العام (الشاباك) في الحرب على العنف. "معظم الأمهات يعارضن إدخال جهاز الأمن العام (الشاباك)، ويقلن بأنهم لا يستطيعون أن يتدخلوا. في وعينا كمجتمع، فان جهاز الأمن العام (الشاباك) موجود في أماكن غير جيدة. هناك أمهات أيضا دعمت وقالت ‘فليفعلوا ما يريدون، فقط فليوقفوا العنف‘. في نهاية الأمر، لم يتم قبول رأيهن".

مع ذلك، يوجد هناك إجماع واسع في المنتدى حول المطلب في تغيير اساسي في ما يخص المجتمع العربي. "نحن نرى بالفقر وبالسياسة غير المتساوية الأساس للعنف. مطلبنا الأساسي هو خطة شمولية التي تتطرق إلى كل المحافل والمستويات. السؤال هو إلى أي مدى توجد رغبة لدى الحكومة والشرطة في القيام بذلك".

أحد المستويات الذي تراه العسل حرجا هو التربية، وعلى وجه الخصوص التربية الجنسانية (الجندرية). "هناك حاجة إلى خطط طويلة الأمد في التربية، التي تشمل أيضا التربية في المساواة الجنسانية (الجندرية). القتل نابع ايضا من شعور الرجال الذين يستطيعون أن يتحكموا بحياة الآخرين".

في الإجابة على السؤال حول الخطط طويلة الأمد، تقول واكد أن "المنتدى لا يزال شابا، من السابق لأوانه معرفة ذلك. هنّ يقدن النضال. وربما في المستقبل يكنّ مركز قيادة قطريا". تقول العسل "هنّ يرغبن في التأثير والمشاركة في الخطط، لأن رؤيتهن نسوية. المحافل المقررة لا ترى كل الاضرار والعبء الذي تأخذه النساء على عاتقهن".

"حلمي وما يشغلني في الوقت الحالي هو كيف نحوّل هذه النواة الصغيرة إلى حركة تستطيع أن تجذب إليها الكثير من النساء"، تقول العسل، وتتابع: "حركة تستطيع أن تؤثر على مستويات مختلفة وأن تزيد من عدد النساء الضالعات والمكافحات".

 

اشترك في النشرة الإخبارية الشهرية
من خلال التسجيل، أقرّ بقبول شروط استخدام الموقع